شركة «داعش» لـ«تجارة الدم» شركه مساهمه عالميه
شركة «داعش» لـ«تجارة الدم» شركه مساهمه عالميه
«داعش» ليس مجرد تنظيم، بل يصح أن نطلق عليه وصف «شركة». هو شركة متعددة الجنسيات بالمعنى الكامل للكلمة، تضم تحت رايتها ما يقرب من 80 جنسية، وتستند فى أدائها إلى ثلاثة مرتكزات أساسية، تتمثل فى التمويل،
والتسويق، والتوظيف اللا محدود لأدوات الإعلام التقليدى والجديد عبر وسائل التواصل الاجتماعى، بالإضافة إلى الاعتماد على اللوجيستيات (المعونات الفنية)، التى يتحصل عليها من مصادر مختلفة. لم ينشأ «داعش» حول فكرة «الخلافة» كما يتوهم البعض، لأن التمحك بهذا الموضوع قديم قدم الجماعات الإرهابية، منذ ظهور جماعة «الإخوان»، التى نشأت عام 1928 رافعة شعار «إعادة الخلافة الإسلامية»، وحتى الآن. لو صح أن ثمة فكرة يعمل «داعش» تحت رايتها، فهى ببساطة فكرة «القاتل الأجير» الحريص على قبض ثمن الدم الذى يسفكه، بأعلى درجات برود الأعصاب، لأنه ببساطة يؤدى عملاً يأخذ عليه مرتباً آخر كل شهر. طرح فكرة «الخلافة» ليس أكثر من وسيلة يجتهد «داعش» فى الاعتماد عليها لجلب المزيد من العملاء، وبالتالى فلا صلة لهذا التنظيم، ولا غيره من التنظيمات، بالإسلام،
لأن «الخلافة» ليست أصلاً من أصول الدين، كما يؤكد علماء الأزهر. لو أننا فككنا أداء «الشركة الداعشية» فى «مذبحة باريس»، وهى تعد واحدة من أخطر عملياتها الخارجية، فسوف تجد أن معنى «الشركة» يقفز فى كل جزء وركن من أركانها. الإنفاق السخى على العملية كان واضحاً، ويؤشر إلى التمويل الكبير الذى تتحرك الشركة من خلاله، لتدفع أجور القتلة المأجورين الذين يعملون فى صفوفها، وتؤدى ثمن السلاح الذى تسفك به الدم الحرام. المال لدى داعش كثير ووفير، ومصادره متنوعة، فالأرض التى سيطر عليها التنظيم عامرة بالبترول، والثمن الذى يقبضه مجلس إدارة الشركة، الذى يترأسه «أبوبكر البغدادى»، مقابل ما تقوم به من عمليات لحساب جهات وأطراف عدة، يضخ المزيد إلى رأسمالها. «البغدادى» الذى ظهر فى أول إطلالة له، وهو يرتدى ساعة «رولكس»، قدر ثمنها بـ«3500 يورو»، شأنه فى ذلك شأن كبار رؤساء مجالس إدارات الشركات الكبرى. «داعش» شركة لها أفرع فى العديد من الدول، وهى لا تتوقف عن بث الدعاية المسمومة لعملياتها، عبر نوافذها الإعلامية المتعددة، التى تتمثل فى قنوات فضائية، ومجلة «دابق»، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الصفحات والحسابات على مواقع التواصل الاجتماعى، التى تتولى التنويه بعملياتها القذرة فى التفجير، وإمطار الآمنين بالرصاص، وسبى النساء، وحرق الأرض، وهتك العرض، وتدمير الآثار، وابتزاز الأنظمة والشعوب، وتحيل النوافذ الإعلامية من لديه طلب على خدماتها القذرة إلى الفرع الكائن بدولته. وتنشط الأفرع «الداعشية» فى إقامة علاقات وطيدة مع بعض الأجهزة التى تتعاون معها، والتى توفر لها معونات فنية تفيدها فى سفك الدم، فليس من المتصور أن تتمكن الشركة من تدويخ العالم -كما تفعل الآن- دون أن تتعاون مع العديد من الأجهزة داخل الدول التى تعمل فيها. وشأنها شأن العديد من الشركات، قد يكون لها مواسم رواج، ترتبط بظروف وسياقات دولية أو إقليمية أو محلية معينة، تدفع إلى المزيد من الطلب على خدماتها فى مجال «تجارة الدم»، لكنها حتماً ستنتهى، ويوم تفككها مقبل لا محالة، فعندما تتضخم إحدى الشركات أكثر من اللازم فتوقع انهيارها وتحللها فى أى لحظة. ونحن نعيش هذه الأيام بداية رحلة سقوط شركة «داعش»، بسبب حالة الرفض الجارف من شعوب العالم لمنتج «القتل السريع»، الذى احترفت تقديمه، وبسبب تحرك العديد من الدول من أجل القضاء عليها، بعد أن تحول الغول الذى ساهمت بعض من الدول المحاربة لداعش الآن فى تكبيره وتسمينه، إلى النهش فيها ومص دمائها. على سطور هذا الملف ستجد استقصاءً وبيان حالة لـ«الشركة الداعشية»، التى تسير فى طريق النهاية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق