الثلاثاء، 30 مايو 2017

الصقر الذهبى رقم 61


إنتبه ثم أنتبه ثم تيقظ باقى حلقه واحده وعليك إستحضار كل حلقات سلسلة مقالات مصر أم الكون بحلقاتها العشرين وسلسلة مقالات الصندوق الأزرق بكل حلقاتها وكل حلقات هذه السلسله التاريخيه علشان بعد الفطار حزغدك الحلقه الأخيره اللى فيها البهاريز كله وعلشان لما أصدمك فى الأمل اللى أنت عايش فيه ميبقاش تهيئات صيام ويلا بقى نبطل رغى ونخش فى الموضوع ونشوف الأحداث


وصلا بما سبق كان بيان التنحى قد تم أعداده وتسجيله فى مبنى وزارة الدفاع فى تمام الرابعه وأنتهوا من أعداده من نسختين لكن سوزان مبارك ونجلها لازالا فى فيلتهم


تسلم أسماعيل عتمان شريط البيان وراح يركب السياره اللى حتنقله لماسبيرو فقال له طنطاوى معاك أمانه كبيره حافظ عليها وحافظ على سرها وتكون جاهز  قبل السادسه مساءاً ولا تذيع إلا لما  أتصل عليك


كان مبارك أتصل على جمال ووالدته وطلب منهم الحضور لشرم الشيخ فورا  ولم يخبرهم بقرار التنحى


فى الوقت ده أتصل سليمان بجمال مبارك وطلب منه يسافر لشرم الشيخ وقاله خلاص الريس تنحى عن الحكم ولازم تسافر حرصا على حياتك لكن جمال لم يقتنع من هول المفاجأه لكن الباشا فضل يكررها عليه فى التليفون سافر ياجمال أبوك خلاص أتنحى سافر ياجمال أبوك خلاص أتنحى وبعد كام مره أقتنع جمال وقاله خلاص حسافر بس والدتى رافضه تسافر وبتقول مش حسيب بيتى


الساعه 4.45 أتصل جمال بالباشا وقاله خلاص حسافر أنا ووالدتى  بعد قليل


كانت الحشود الجماهيريه قد ملئت الشارع الفاصل بين قصر الأتحاديه ومقر فيلا أقامة مبارك الذى أصبح حينها رسمياً رئيس مصر السابق لكن الجماهير لاتعرف ذلك حتى اللحظه   فخاف جمال أن يقتحموا الفيلا لكن والدته أصرت على موقفها وقالت مش حسيب بيتى مما أضطر جمال لسحبها بالعافيه من دراعها وجرها لحد سلم الطائره الهليكوبتر اللى كانت منتظراهم ودارت محركات الطائره لترتفع فى السماء والناس فاكره أن مبارك هو اللى فيها وحيهرب ومايعرفوش أن مبارك من ساعات وصل شرم الشيخ وأنه خلاص تنحى  لتختفى الطائره فى السماء وتختفى سوزان للأبد من حياة المصريين كزوجه لرئيس الجمهوريه ويختفى جمال كنجل لرئيس الجمهوريه ليظهر فيما بعد فى قفص الأتهام ثم يظهر علينا بعد سنوت طويله ليحاول مره أخرى للوصول لكرسى حكم مصر ولما لايحاول وليس هناك أى عائق دستورى ولازال له رجاله من رجال الأعمال وأبواقه من رجال الأعلام وقاعده عريضه من الفاسدين والمنتفعين من عصر مبارك   وكانت الساعه وقتها 5.10 بتوقيت القاهره


وصل أسماعيل  عتمان لمبنى ماسبيرو وقابل عبداللطيف المناوى رئيس قطاع الأخبار وأخبره أنه معاه فيديو مسجل ويريد أذاعته لكنه مستنى تليفون من المشير لأذاعته


الساعه  6 إلا 3 دقائق  مساءا بالتمام والكمال رن جرس موبايل عتمان ليخبره طنطاوى  عليك أن تذيع الشريط فورا مش كل شئ عندك تمام فقال له عتمان أيوه يافندم كله تمام


بعدها بدقيقتين ظهر عمرسليمان على شاشات التليفزيون ليعلن للعالم كله عن تخلى  مبارك عن الحكم  وأنتهاء عصره  وعلت الهتافات فى الميدان الجيش والشعب أيد واحده ولم يشعر أحد من الفرحه أنه تنتظره أيام سوداء كاحله على آيادى جماعة الأخوان ليكملوا مابدأوه منذ عام 2004 وتم الأتفاق عليه فى مؤتمر الدوحه وتنفيذ الخطه (( أ )) التى نجح تنفيذها لكن عندما أفاق المصريين من غيبوبتهم وتيقنوا مما يحاك لهم وعرفوا أبعاد المؤامره وبدأت تتكشف أمامهم بعض الحقائق وللمره الثانيه يلجأون لجيشهم لأنقاذهم من جماعة الشياطين كما أنقذهم من قبل من الملكيه والأقطاع  ليعود فى 2011 لينقذهم من حكم مبارك فى حقبه زمنيه تقارب الـ 60 عام تعرض فيها جيش مصر للأهانه ثلاث مرات  على يد الأخوان الأولى عقب نكسة 1967 وأتهموه بالخزى والعار والضعف وأنساق ورائهم الشعب لكن بعزم الرجال والأيمان بالهدف والمستهدف أستطاع الجيش المصرى أصلاح غلطته فى حرب عام 1973 ليسطر للعالم والتاريخ الحديث والقديم ملحمه بطوليه خارقه ستظل تدرسها الأكاديميات العسكريه طويلا وأحتار فى تفسيرها المحللين العسكريين وكانت المره الثانيه بعد منتصف عام 2011 وأستطاع الأخوان تشويه صورة الجيش للمره الثانيه وأنساق خلفهم المصريين للمره الثانيه  وفى أقل من عامان وكأن التاريخ يرفض إهانة هذا الجيش ويتعاطف معه لتتكشف الحقائق ويعود المصريين لأحضان جيشهم ليغفر لهم أهانته ماتقدم منها وماتأخر ثم تأتى المره الثالثه عقب أنتفاضة 30 يونيه ويحاول الأخوان مره أخرى  لكن هذه المره كان المصريين على  يقظه من أمرهم ولم ينخدعوا هذه المره لتظل القلوب بداخلها تردد الجيش والشعب كيان واحد فكان ولابد للأخوان حسب المخطط سابقا أن يبدأوا فى تنفيذ الخطه (( ب )) وهى خطه أعدت فى مؤتمر الدوحه 2004 فى حالة تمسك مبارك بالحكم أن يهزموه أقتصاديا وأرهابيا وتخريبيا ولما كان مبارك قد تنحى ونجحت الخطه (( أ )) لكن بعد عامان وبعد أن أقصاهم الشعب والجيش وجب لجوئهم للخطه (( ب )) وأذا فشلت الخطه (( ب )) سيلجئون للخطه (( ب مكرر )) وهى تعتمد على أثاره النعرات الطائفيه ثم الأستعانه بالتدخل الخارجى   



بعد أذاعة البيان كان طبيعيا أن يسأل سليمان المشير عن موعد اللقاء الذى سيجرى من خلاله تنفيذ ماجرى الأتفاق عليه فقال له المشير نخليه بكره الساعه 12 الظهر وأنصرف الجميع بعد أن تم الأتفاق على أن يظل أحمد شفيق رئيسا للوزراء



فى مساء نفس اليوم ألتقى المشير طنطاوى بالمستشار ممدوح مرعى والمستشار فاروق سلطان رئيس المحكمه الدستوريه العليا وعرض عليه المشير تولى منصب رئيس الجمهوريه على أن تظل السلطه التنفيذيه فى يد المجلس العسكرى لكن المستشار سلطان رفض الفكره نهائيا فتم التكتيم على الموضوع


كانت فى المساء طرحت بعض الأراء  بتشكيل مجلس رئاسى لكن تم رفض الفكره لعدم أستقرار الأوضاع الأمنيه فتم صرف النظر وتم تأجيل الأجتماع المزمع عقده تانى يوم فتم الأتصال على سليمان لأخباره بتأجيل الميعاد ففهم  سليمان أن هناك تراجعا عما تم الأتفاق عليه إلا أنه لم يعترض



تانى يوم وصل سليمان لمبنى وزارة الدفاع الساعه 7 مساءاً بعد أن قضى اليوم كله نائما من عناء سهر الليالى الماضيه  ووصل بعده بقليل الفريق أحمد شفيق وأجتمعا مع طنطاوى وتم حوار بينهم فهم منه الباشا أن المشير عدل رأيه فى فكرة تعيين مجلس رئاسى فأستأذن سليمان المشير ليذهب على مكتبه بالقصر الجمهورى فقال له المشير مكتب إيه مكتبك جنبى هنا ففهم الباشا أن الأمر قد حسم وأنه لم يعد نائباً لرئيس الجمهوريه وعندما وصل لمنزله فوجئ بتعطل تليفون الخط الساخن فأدرك أنه تم سحبه وعرف أنه أصبح بلا أى صفه رسميه فى الدوله  ومنذ هذا التاريخ لزم عمر سليمان منزله لفتره طويله ثم عاوده الحنين لمكتبه بالمخابرات فكان يذهب لمبنى المخابرات 3 مرات أسبوعياً وخلى بالك من دى قوى  ليلتقى مع زملائه القدامى لكن لم تنقطع أتصالات طنطاوى عنه ولا أجتماعاته به  لطلب المشوره والرأى والتشاور فيما يخص شئون الوطن   من خبرات عمر سليمان



بعد فتره سافر الباشا لأداء فريضة الحج فطلعت أشاعات أنه حيشتغل مستشار لولى العهد السعودى وحزن صقرنا الذهبى جدا وقال بقى بعد كل خدمتى دى لبلدى حروح أشتغل مستشار فى بلد  تانيه وطلع وقتها بيان من القصر الملكى السعودى  ينفى الأشاعه جملةً وتفصيلاً وقال وقتها السفير السعودى فى مصر أحمد قطان أن مقام عمر سليمان وخبرته  عندنا أكبر من أن يشغل أى منصب بالسعوديه


أنتهت حلقتنا اليوم لكن لم تنتهى سلسلة مقالات الصقر الذهبى  وفى رقبتى  وعد قطعته على نفسى بالأجابه على السؤال الهام والخطير وهو هل عمر سليمان على قيد الحياه أم مات فأنتظرونى  سأكون معكم بقلمى وحروفى  وستكونوا معى بعقولكم لنستعرض كل الروايات فى هذا الصدد لنجيب سويا على السؤال الذى حير العالم بالمنطق والعقل فأنتظرونا والحلقه الهامه والخطيره والأخيره

جنرال بهاء الشامى



هناك 7 تعليقات:

  1. مقال رائع و تحليل جيد
    اعترض علي كلمة (كيان) التى ذكرت في جملة الشعب و الجيش كيان واحد
    ثانيا .. لية حضرتك في سرد الاحداث كنت بتتعرض لأحداث مستقبلية في المقال و هي أحداث تحتاج لحلقات منفصلة لسردها و تحليلها و لية حضرتك وضحت موضوع التنحي علي عجالة و موضوع سحب صلاحيات السيد عمر سليمان هل كان هذا السحب دستوري ام لا و لم توضح لماذا لم يكن له رد فعل

    في المجمل مقال رائع و تحليل ممتاز
    حمزة العقاد

    ردحذف
  2. تسلم يا جنرال ربنا يعينك

    ردحذف
  3. د.حسام الابيض25 فبراير 2020 في 7:29 ص

    ياريت الحلقات دى تطلع كتاب للتاريخ

    ردحذف
  4. سؤال معالي الجنرال ماهي أسباب تغير موقف المشير من النائب عمر سليمان وتحجيم دوره وإزاحته من المشهد

    ردحذف