حظيت حرب أكتوبر باهتمام واسع من المفكرين
والساسة والعسكريين في الوطن العربي والكيان الصهيوني(اسرائيل) بل في
العالم أيضا حرب أكتوبر هي الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة التي شنتها
كل من مصر وسوريا بدعم عربي عسكري وسياسي واقتصادي على إسرائيل عام 1973م .
حيث سقط فيها خط بارليف وهو أقوى خط دفاعي في التاريخ الحديث يبدأ من
قناة السويس وحتى عمق 12 كيلومتراً داخل شبه جزيرة سيناء على إمتداد الضفة
الشرقية للقناة وهو الخط الدفاعي الذي إقترحه حاييم بارليف رئيس الاركان
الإسرائيلي في الفترة ما بعد حرب 1967 من أجل تأمين الجيش الإسرائيلي
المحتل لشبه جزيرة سيناء. وهو من خطين: يتكون من تجهيزات هندسية ومرابض
للدبابات والمدفعية وتحتله احتياطيات من المدرعات ووحدات مدفعية ميكانيكية ،
بطول 170 كم على طول قناة السويس . وقد روجت إسرائيل طويلا لهذا الخط علي
أنه مستحيل العبور وأنه يستطيع إبادة الجيش المصري إذا ما حاول عبور قناة
السويس ، كما أدعت أنه أقوى من خط (ماجينو) الذي بناه الفرنسيون في الحرب
العالمية الثانية . ما هو خط بارليف ؟ وكيف سقط بيد الجيش العربي المصري في
أكتوبر 1973؟ هذا ما سنحاول تسليط الضوء عليه في هذه المقالة
اسباب حرب اكتوبر
بعد احتلالها شبه جزيرة سيناء والجولان في
حرب حزيران 1967، قضت إسرائيل السنوات الست التي تلت حرب 1967 في تحصين
مراكزها في الجولان وسيناء، وأنفقت مبالغ هائلة لدعم سلسلة من التحصينات
على مواقعها في مناطق مرتفعات الجولان (خط آلون) وفي قناة السويس (خط
بارليف).
وفي 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 1967 أصدر
مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرار 242 الذي طالب اسرائيل بالانسحاب من
الأراضي التي احتلتها في حزيران 1967 مع مطالبة الدول العربية المجاورة
لإسرائيل بالاعتراف بها وبحدودها.
وهو القرار الذي رفضته اسرائيل، لتبدأ صفحة
جديدة من صفحات الصراع العربي الإسرائيلي في سبتمبر/ايلول 1968 بما يسمى
حرب الاستنزاف، وفي 28 أيلول 1970 توفي الرئيس المصري جمال عبد الناصر،
وانتخب نائبه أنور السادات رئيساً لمصر الذي اقترح لمبعوث الأمم المتحدة
غونار يارينغ، شروطه للوصول إلى تسوية سلمية بين مصر وإسرائيل وأهمها
انسحاب إسرائيلي إلى حدود 4 حزيران 1967. رفضت إسرائيل هذه الشروط مما أدى
إلى تجميد المفاوضات، واستمرار حرب الاستنزاف.
وبحلول عام 1973 توصل الرئيسان المصري
أنور السادات والسوري حافظ الأسد الى قناعة مفادها أن الحرب هي الوسيلة
الوحيدة لاسترداد الأرض التي خسرها العرب في حرب 1967م. و كانت الخطة
تتمحور حول تحقيق المباغتة السوقيّة (الستراتيجية) بهجوم غير متوقع من كلا
الجبهتين المصرية والسورية، وهذا ما حدث، حيث كانت المباغتة التي أذهلت
الصهاينة.
خط بارليف
ارتكزت الدفاعات الإسرائيلية منذ حزيران
1967 على الضفة الشرقية لقناة السويس المانع المائي الكبير الذ اعتبر من
أحسن الخنادق المضادة للدبابات المتاحة. لينشئوا خطا” دفاعيا” حصينا” عرف
بخط بارليف الذي كلف الميزانية الاسرائيلية ( 300 مليون دولار) وتألف خط
بارليف من سلسلة من الحصون والطرق والمنشآت الخلفية امتدت الى أكثر من 160
كيلومتراً على طول الشاطئ الشرقي للقناة من بور فؤاد شمالا إلى رأس مسلة
على خليج السويس جنوبا”، وبعمق 30-35 كيلومتراً شرقاً. وغطت هذه الدفاعات
مسطحا قدره حوالي 5,000 كيلومتراً واحتوت على نظام من الملاجئ المحصنة
والموانع القوية وحقول الألغام المضادة للأفراد والدبابات، معزز ومحمي
بساتر ترابي ضخم امتد على طول الضفة الشرقية للقناة بدءاً من جنوب مدينة
القنطرة و على ارتفاع يراوح بين 10 مترات، 25 مترات، واستخدم كوسيلة لإخفاء
التحركات الإسرائيلية، وصُمّم ليمنع العبور بالمركبات البرمائية بفضل
انحداره و ميله الحاد.
ضم خط بارليف ( 22 ) موقعا دفاعيا، (26 )
نقطة حصينة، تم تحصين مبانيها بالسمنت المسلح والكتل الخرسانية و قضبان
السكك الحديدية للوقاية ضد كل أعمال القصف، كما كانت كل نقطة تضم (26) موضع
حصين للرشاشات، (24) ملجأ للأفراد بالإضافة إلى مجموعة من المواضع الحصينة
الخاصة بالأسلحة المضادة للدبابات ومرابض للدبابات والهاونات،و 15 نطاقا
من الأسلاك الشائكة وحقول الألغام.وكل نقطة حصينة عبارة عن منشأة هندسية
معقدة وتتكون من طوابق عدة وتغوص في باطن الأرض ومساحتها تبلغ 4000 متراً
مربعا وزودت كل نقطة بعدد من الملاجئ والمواضع التي تتحمل القصف الجوي وضرب
المدفعية الثقيلة، وكل موضع له فتحات عدة لأسلحة المدفعية والدبابات.
وتكونت منطقة خط بارليف المحصنة من عدة
خطوط مزودة بمناطق إدارية وتجمعات قوات مدرعة ومواقع مدفعية، وصواريخ هوك
مضادة للطائرات، ومدفعية مضادة للطائرات، وخطوط أنابيب مياه، وشبكة طرق
طولها 750 كيلومتراً. وتمركزت مناطق تجمع المدرعات على مسافات من 5 – 30
كيلومتراً شرق القناة. كما جهز 240 موقعاً للمدفعية بعيدة ومتوسطة المدى.
استنادا” لما سبق فقد كان تقدير الموقف الذي خرج به الاسرائيليون أنه
يستحيل على المصريين عبور خط بارليف بالإمكانيات والخبرات العسكرية
المتوفرة لديهم، وأن خط بارليف لا يمكنه فقط صد أي هجوم مصري بل أنه قادر
على ابادة الجيش المصري اذا ما فكر في محاولة اجتيازه !
القوات الاسرائيلية في خط بارليف
كان الانفتاح القتالي للقوات الاسرائيلية
في خط بارليف على ثلاثة محاور عمليات يتكون كل محور عمليات من نسقيين
قتاليين وتتوزع المحاور كالآتي:
– محور القنطرة- العريش
– محور الإسماعيلية – أبو عجيلة
– محور السويس – الممرات الجبلية
وكان “لواء أورشليم” الإسرائيلي المؤلف
من(2000 – 3000 فرد) ينفتح في خط بارليف الأمامي ويشكل النسق الدفاعي
الاول. يليه على مسافة 5-8 كيلومترات شرق القناة (3) كتائب مدرعة مدفوعة
من الألوية المدرعة الثلاث في الاحتياطي بحيث تشغل كل كتيبة مدرعة محور من
المحاور الثلاثة بجحفل قتال مدرع بما مجموعه (120) دبابة لتشكل النسق
الدفاعي الثاني. أما الاحتياطي التكتيكي لقوات خط بارليف فكانت على بعد
35-45 كيلومتراً و تنفتح في منطقة الممرات الجبلية ويتألف من 3 ألوية مدرعة
(عدا الكتائب التي تشغل النسق الثاني) بما مجموعه الدبابات نحو 240 دبابة.
الاحتياطي السوّقي (الستراتيجي) الاسرائيلي كان يوجد داخل العمق
الاسرائيلي ويتألف من خمسة ألوية مدرعة ولواءين مشاة آلي ولواء مضلي ولواء
مشاة وكان استخدامه يعتمد على قرار تحديد جبهة الجهد الرئيسي للقتال.
القوات المصرية التي دمرت خط بارليف
كانت خطة الهجوم المصرية تعتمد على دفع
الجيشين الثاني والثالث لاقتحام خط بارليف في (5) نقاط واحتلال رؤوس جسور
بعمق من 10-12 كيلومتراً على أن يتم تأمينها من قبل مظلة الدفاع الجوي
المصرية المنفتحة غرب القناة. وتألفت التشكيلات الأساسية للقوات البرية
المصرية مما يأتي:
1. الجيش الثاني الميداني الذي يتألف من( فق مش2، وفق مش16، وفق مش18، وفق مش آلي 23، وفق مع21).
2. الجيش الثالث الميداني الذي يتألف من (فق مش7، وفق مش19، وفق مش آلي 9، وفق مع 4).
3. قيادة قاطع بورسعيد بقيادة الجيش الثاني الميداني ويتألف من (لمش30 ولمش135).
4. قيادة البحر الأحمر العسكرية وتتألف من
(لمش119 المستقل، ولمش212 المستقل، و مجموعة الصاعقة 132، ومجموعة الصاعقة
139 وكتيبة الدبابات 279 (كتيبة مستقلة).
5.الاحتياطي السّوقي (الأستراتيجي) وأطلق
عليه احتياطي القيادة العامة والذي تألف من ( فق مش آلي 3، ولواء حرس
جمهوري 27، ولمع 15 مستقل ولمع25 مستقل ولواء مظلي 170 ولواء مظلي 182ولواء
مظلي 128 ومجموعة صاعقة 145.
تم تأمين الدفاع الجوي بواسطة (150) كتيبة صواريخ أرض – جو و300طائرة اعتراضية مقاتلة.
سير العمليات
من دون الخوض في تفاصيل خطة الحرب الشاملة
المصرية السورية وخطة المخادعة السّوقية لأننا نركز في بحثنا هذا على عبور
خط بارليف،لكن لابد من الاشارة أن القوات المصرية اعتمدت على تحقيق
المباغتة في التوقيت والاسلوب. ففي تمام الساعة الثانية وخمس دقائق من بعد
ظهر 6 أكتوبر/ تشرين الاول 1973 قامت أكثر من 200 طائرة مصرية وعراقية من
المقاتلات والمقاتلات القاذفة من طراز ميج 21 وميج 17 وسوخوي 7 وهوكر هنتر
بعبور قناة السويس على ارتفاع منخفض في اتجاه الشرق بعد أن أقلعت من 20
قاعدة جوية بدون أي نداءات أو اتصالات لاسلكية حرصا على السرية المطلقة.
حيث حققت الضربة الجوية نجاحا بنسبة 90 بالمئة من المهام المكلفة بها،
بينما بلغت نسبة الخسائر 2 بالمئة وهي نتائج أذهلت العدو الصهيوني الذي عم
الارتباك صفوفه. ثم أعقب الضربة الجوية الاولى تم انزال قوات الصاعقة
المصرية في عمق سيناء بواسطة السمتيات وعلى طول المواجهة وبتركيز خاص عند
المضايق وطرق الاقتراب في وسط سيناء وعلى طول خليج السويس. بالتزامن مع قصف
مدفعي وصاروخي كثيف لتعبر2500 قارب تحمل قوات سلاح المهندسين وقوات موجة
العبور الاولى لينصبوا مضخات الماء التي ازاحت اتربة الساتر اترابي العالي
وفتحت خلاله (60) ثغرة في الساتر الترابي لـ(60) جسر عبور . في ذات الوقت
وبتنسيق دقيق اندفعت مئات من عربات التجسير الضخمة من أماكنها على الشاطئ
الغربي الى ساحات الإسقاط المحددة على القناة لتشرع مئات الدبابات والعربات
المجنزرة والمعدات الثقيلة بالاندفاع والعبور إلى الشاطئ الشرقي للقناة.
بعد تسع ساعات من بدأ الهجوم رفع علم مصر فوق خط بارليف ليعلن انهيار اكبر
واقوى خط دفاعي في القرن العشرين واسترداد السيادة المصرية على قناة
السويس. وتحطم أسطورة أن جيش إسرائيل لا يقهر والتي كان يتبجح بها قادة
الجيش الاسرائيلي.
الدور العراقي في تدمير خط بارليف
مما يتكون خط بارليف :
كان خط بارليف وهو أقوى خط دفاعي في التاريخ الحديث يبدأ من قناة السويس وحتى عمق 12 كم داخل شبه جزيرة سيناء على امتداد الضفة الشرقية للقناة وهو يتكون من خطين من الدشم المنفصله : يتكون من تجهيزات هندسية ومرابض للدبابات والمدفعية وتحتله احتياطيات من المدرعات ووحدات مدفعية ميكانيكية، بطول 170 كم على طول قناة السويس، وكانت إسرائيل قد قامت بعد عام 1967 ببناء خط بارليف، والذي إقترحه حاييم بارليف رئيس الاركان الإسرائيلي في الفترة ما بعد حرب 1967 من أجل تأمين الجيش الإسرائيلي المحتل لشبه جزيرة سيناء ولضمان عدم عبور المشاه المصريين لقناه السويس .
ضم خط بارليف 22 موقعا دفاعيا، 36 نقطة حصينة، وتم تحصين مبانيها بالاسمنت المسلح والكتل الخرسانية وقضبان السكك الحديدية للوقاية ضد كل أعمال القصف، كما كانت كل نقطة تضم عددا من دشم الرشاشات، و عدد من ملاجئ الافراد بالإضافة إلى مجموعة من الدشم الخاصة بالأسلحة المضادة للدبابات ومرابض للدبابات والهاونات ،و عدد كبير من نطاقات الأسلاك الشائكة ومناطق الألغام وكل نقطة حصينة عبارة عن منشأة هندسية معقدة وتتكون من عدة طوابق وتغوص في باطن الأرض وزودت كل نقطة بعدد من الملاجئ والدشم التي تتحمل القصف الجوي وضرب المدفعية الثقيلة حتي قنابل زنه 2000 رطل ، وكل دشمة لها عدة فتحات لأسلحة المدفعية والدبابات، وتتصل الدشم ببعضها البعض عن طريق خنادق عميقة، وكل نقطة مجهزة بما يمكنها من تحقيق الدفاع الدائري إذا ما سقط أي جزء من الأجزاء المجاورة، ويتصل كل موقع بالمواقع الأخرى سلكيا ولاسلكيا بالإضافة إلى اتصاله بالقيادات المحلية مع ربط الخطوط التليفونية بشبكة الخطوط المدنية في إسرائيل ليستطيع الجندي الإسرائيلي في خط بارليف محادثة منزله في إسرائيل ، وقد بلغت تكاليف خط بارليف خمسة مليارات من الدولارات
استنتاجات نهائية
#المصرى_بهاء_الشامى
تحيا مصر
ردحذفاكتوبر الكرامه = تسلم الايادي
ردحذفتسلم إيدك يا مارشال أثناء القراءة وتخيل الأحداث وكم الضغط الواقع على القادة العسكريين وقتها وكيف صبروا وتحملوا إلى أن كلل الله كل ذلك بنصره لهم تحية شكر وإعزاز وتقدير لهؤلاء الأبطال من أبناء المؤسسة العسكرية المصرية لما قدموه انفا ومايقدموه حالياً وما سيقدموه مستقبلاً إن شاء الله
ردحذفحفظ الله مصر وجيشها وشعبها ورئيسها من كل شر وسوء ومكروه يارب العالمين
شكراً جزيلاً لحضرتك على مجهودك العظيم يا فندم
ردحذف