الجمعة، 15 يونيو 2018

المشير الذهبى رقم 10

قذفتنا الأمواج فى الحلقه السابقه على الشاطئ لكن لدينا أصرار للإبحار فى عبق التاريخ لنتعرف سويا ومعاً على إعجازات وأنجازات حرب لازال العالم يتعلم من دروسها  ونعم هى جوله من جولات حرب لم تنتهى بعد لأن عدونا تقليدى خسيس وجبان وكنا توقفنا فى الحلقه السابقه عند غسيل المخ مع الأسرى الأسرائيليين


عكفت المخابرات العامه والعسكريه بتعليمات من مهندس حرب أكتوبر المشير الذهبى أحمد إسماعيل على أجراء التحقيقات مع الأسرى اليهود لكنها ليست تحقيقات عاديه فقد أستفاد أحمد اسماعيل من فترة رئاسته للمخابرات العامه فى تحليل كل معلومه حتى ولو صغيره وكنت قلتلك فى سلسلة الظالم والمظلوم أن المخابرات العسكريه تقوم على تحليل الأرقام وتعالى نشوف مع بعضنا تحليلات يُفرج عن مضمونها لأول مره بعد أنقضاء المده القانونيه لنشر معلومات عسكريه مخابراتيه 


درست القوات المسلحه نفسية وسمات الجنود الإسرائيليين الأسرى فى حرب أكتوبر سنة 1973
وخرجت بإستنتاجات كثيرة، منها على سبيل المثال 


أولا :  معظم جنود الرتب الصغيره من اليهود الشرقيين (85 %) والرتب الكبيره مقصوره على الغربيين


ثانيا : معظمهم يقع تحت أوهام الدعايه الإسرائيليه الداخليه مثلا يصورون لهم مشكلة فلسطين بأنه حدث تبادل بشرى بين الدول العربيه وإسرائيل ولا يوجد يهود فى مصر  بل أن مصر شردتهم وحطمت معابدهم


أصدر السادات أوامره أيضا باللعب على هذا الوتر وعمل غسيل مخ للأسرى اليهود وعندما زار عساف ياجورى أسراً مصريه يهوديه فى الزمالك والمعبد اليهودى فإنه قال بالحرف الواحد لقد وقعنا تحت وهم المؤسسه العسكريه فى إسرائيل لأكثر من 20 عاما وعندما سأعود سأبصق فى وجه ديان وأمثاله

ومعاك رابط مهم جدا ياريت تتفرج عليه




ثالثاً : معظم القاده والجنود من الأحتياط بنسبة 80 %  يكرهون الحرب ويفضلون وظائفهم المدنيه عليها مثلا عساف ياجورى  يعمل مدير فندق فى ناتانيا ولما زار بعض فنادق مصر ((  شبرد... سميراميس ... مينا هاوس إلخ )) قال هذه الفنادق لا تقارن بفنادق إسرائيل ولكن تقارن بفنادق أوروبا



رابعاً : أمر إسماعيل أن كل أصحاب مهنه من الأسرى  يزورون المصانع والمؤسسات التى تماثل مهنتهم يعنى  الأطباء يزورون المستشفيات ومعامل الأدويه والمهندسون يزورون مصانع الحديد والصلب  وقالوا أنهم فوجئوا (( على خلاف الدعايه الداخليه عندهم عن مصر ))  بمدى هذا التقدم وقتها 

ومعاك رابط مقال مهم عما قاله عساف ياجورى عن المصريين





 


خامساً : معظم الجنود زهقوا من  الحروب وفقدوا الثقه فى قادتهم كل مره تحدث فيها حرب يقولون لهم هذه آخر الحروب  أو هذه هى الحرب التى ستنهى كل الحروب ومع ذلك فالواضح أنهم سيعيشون فى حرب دائمه ما دامت إسرائيل تحتل أرضاً عربيه


سادساً : الشبان تحت سن الثلاثين يحقدون على الشباب الأوروبى لتمتعه بالحياه والرقص والحب  وقال أحدهم عندما أزور أوروبا أجد كل شاب مع فتاته ويستمع إلى الموسيقى فى كل مكان أما أنا فأضع الراديو الترانزستور على أذنى لكى أسمع دائماً أنباء إشتباكات الحدود وتوقعات الحرب المقبله


سابعاً : فقدوا الثقه فى معظم أحزابهم السياسيه


ثامناً :  كلهم يشتكون من الغلاء فى إسرائيل ويحسدون الترف غير العادى للحكام والرتب الكبيره


تاسعاً : أبناء الكيبوتس الحياه الجافه التى يعيشونها هناك ويحسدون أبناء المدينه

عاشراً :  قالوا عن المهاجرين إلى إسرائيل الذين من الخارج أنهم يطمعون فى حياه إقتصادية أفضل من بلادهم ( وليس لمعتقد دينى ) ولذلك لن ينزح يهود أميركا أبداً إلى إسرائيل


لا يعلم الكثيرون التاريخ الحقيقى لبداية لجوء مصر للإتحاد السوفيتى لشراء السلاح منه والتحرر من قبضة الغرب فى هذا المجال فقد كان شُغل الرئيس عبدالناصر الشاغل منذ إندلاع ثورة يوليو هو البحث عن مصدر جديد لشراء السلاح منه بدلاً من بريطانيا التى كانت تحتكر توريده لمصر وقد حاول عبدالناصر كثيراً إقناع الأمريكان  ببيع السلاح لنا ولكن كان الرفض دوماً موقف واشنطن ومن هنا جاء التفكير فى الأتحاد السوفيتى


 جاءت البداية عام 1955 عبر أحد رجال الأعمال الوطنيين ويُدعى محمد أحمد فرغلى باشا الذى أممت الثورة ممتلكاته فيما بعد ووضعته تحت الحراسه حيث أبلغه سفير الأتحاد السوفيتى فى القاهره بإستعداد موسكو لبيع السلاح لمصر سراً عبر وسيط لإخفاء الأمر عن الأمريكان  وهو الأمر الذى رحب به الرئيس عبدالناصر وكان يعلم أن التعاون مع الأتحاد السوفيتى لم يكن بالفكره الجديده  فقد سبق لرئاسة أركان الجيش المصرى التفكير فيه قبل قيام ثورة يوليو 1952 من خلال الفريق عزيز المصرى


 قرر الرئيس جمال عبدالناصر زيارة الفريق عزيز عثمان وكان قد أُحيل للمعاش  وأقنعه بتولى مهمة التفاوض مع السوفيت وتوطيد علاقة مصر بهم عبر تعيينه سفيراً لمصر فى موسكو   وصحصح وخلى بالك معايا على قلتلك التاريخ مش حواديت قبل النوم لكن للتدبر والتعلم علشان لما تشوف أحداث مش واضحه قدامك بعد كده تبقى تقدر تحلل وتعرف الدنيا ماشيه أزاى  والحقيقه أن نتائج  تلك الخطوه كانت شديدة الأهميه لمصر وهو ما أثبتته الأيام  حيث أعلن المسئولون السوفيت للسفير المصرى إستعداد موسكو لمساندة مصر ودعمها إقتصادياً وعسكرياً لتحقيق إستقلالها عن الغرب وهكذا وصلت مصر أول شحنة سلاح سوفيتى فى النصف الثانى من عام 1955 عبر تشيكوسلوفاكيا التى تم إختيارها كوسيط لصفقات السلاح بعيداً عن أعين الأمريكان  وقد أحاطت بالصفقه السريه التامه والتكتم الشديد من قِبل الحكومتين المصريه والسوفيتيه  ووقتها وقع إختيار الرئيس جمال عبدالناصر على مشيرنا الذهبى  لتدريب الجنود والضباط فى الجيش المصرى على الأسلحه الجديده



طبعا  لأن أسرائيل لها عيون داخل مصر من خونة أبناء مصر   فلم نستطع إخفاء أخبار ما أستقدمه الجيش المصرى من سلاح جديد وبدأت أسرائيل وقتها أعصابها تشيط وشنت هجمات إعلاميه شرسه ضد عبد الناصر وأتهمته بإهدار أموال الشعب ومقدرات المصرييين علشان بس لما تشوف فيه هجمات ضد السيسى ملهاش أى مبرر تبقى عارف أن فيه صفقات سريه تمت وأعدائك أكتشوفوها


لعل هذا كان بداية تفكير إسرائيل فى توجيه ضربه للقوات المسلحة المصريه لوأد تقدمها ومن هنا كان قرار إسرائيل المشاركه فى العدوان الثلاثى على مصر فى عام   1956 رداً على قرار الرئيس عبدالناصر بتأميم قناة السويس بعدما رفضت  أمريكا تمويل بناء السد العالى  وتأثيرها على البنك الدولى هو الآخر لرفض التمويل  وجاء يوم 29 أكتوبر عام 1956 ليبدأ القصف الجوى لطائرات الدول الثلاث المعتديه على مصر  إنجلترا وفرنسا وإسرائيل


أصابعى عاودتها الآلام المبرحه فأستسمحكم فى أنهاء المقال على وعد بلقاء متى شاء الله وكل عام وأنتم بكل خير فى هذا الوطن الخير

جنرال بهاء الشامى 


هناك تعليق واحد:

  1. تسلم ايدك يا جنرال 💐 💐 💐شفاك الله و عافاك 💐

    ردحذف