الثلاثاء، 19 يونيو 2018

المشير الذهبى رقم 11

توقفنا فى المقال السابق عند بديات حرب عام 1956 أو حرب بورسعيد أو العدوان الثلاثى على مصر بعد قرار تأميم قناة السويس واليوم نعاود التغريد فى السيره العطره لعنقودنا الذهبى الثانى المشير أحمد إسماعيل على  



 كان وقتها قائداً للواء الثالث مشاه برتبة عقيد، وكان مقر وجوده هو شرق قناة السويس وبالتحديدعند  القنطره شرق  وكانت مهمته ومعه قواته الدفاع عن بورسعيد ومنع قوات الدول الثلاث من أى عملية إنزال فيها سواء كانت براً أو بحراً أو جواً وذلك لمنع إحتلال المدينه وفرض أمر واقع على مصر



 كانت إسرائيل قد نجحت فى عملية إنزال جوى عند ممر متلا  بسيناء وصدرت أوامر القياده له بالتعامل مع تلك القوات  مع الأنسحاب لغرب القناه لإفشال خطط القوات البريطانيه فى إحتلال بورسعيد  و هكذا أشتبكت قوات أحمد أسماعيل  مع القوات الإسرائيليه فى عدة معارك قتاليه  و ننجح مشيرنا  فى منع تسلل القوات البريطانيه لبورسعيد وقاوموا  بإستبسال حتى نجحوا  فى تحرير المدينه بعد إنسحاب القوات البريطانيه منها فى 23 ديسمبر عام 1956 



نتوقف للحديث عن خدمته العسكريه منذ تخرجه فى الكليه الحربيه عام 1938 لقد قضى  نحو 35 عاماً من حياته العسكريه بين القنطره والعريش والإسماعيليه وخلى دى معاك قوى 



 كان يحفظ  سيناء وأرضها بشكل دقيق ولذا وبعد إنتصار أكتوبر المجيد أهداه أهل سيناء وقواتنا فى تلك المنطقه  أول علم رفعه الجنود على الضفه الشرقيه للقناه بعد العبور لها يوم 6  أكتوبر وهو العلم الشهير اللى رفعه الجندى محمد العباسى بعد عملية العبور وله أغنيه لكن بصراحه مش متذكرها  تقديراً منهم لخدمته فى هذه المنطقه لسنوات طويله  وعرفاناً بعلاقته الطيبه مع شيوخ القبائل هناك



نعود  لحرب 1956 وأقول إن مسار الحرب أكد فشل المشير عبدالحكيم عامر كقائد عسكرى وكذلك قائد سلاح الطيران الفريق صدقى محمود  وتوقع ضباط الجيش  إقالتهما لعدم إدراكهما حقيقة المعركه التى كنا نخوضها وكذلك عدم فهمهما لأبسط الأمور العسكريه  المتعلقة بالمعارك ولكن الرئيس عبدالناصر لم يُقل المشير عامر الذى عارض من جانبه أيضاً إقالة الفريق صدقى أو محاسبته



كان أعضاء مجلس قيادة الثوره يرون فى عبدالحكيم عامر مجرد صديق للرئيس عبدالناصر بل إنهم عارضوا تعيينه عام 1954 قائداً عاماً للقوات المسلحه  وكانوا يرون أن الأكفأ والأجدر لتولى هذا المنصب هو زكريا محيى الدين  ولكن عبدالناصر كان له رأى آخر  حيث أصر على تولية عبدالحكيم عامر رغم إمكانياته المتواضعه كقائد عسكرى والكلام ده تقدر ترجعله فى مذكرات المشير الطبعه الثانيه والثالثه  



الغريب فى العدوان الثلاثى على مصر كان موقف الأتحاد السوفيتى فنحن لم نكن قد حصلنا على كل إحتياجاتنا من السلاح السوفيتى عبر تشيكوسلوفاكيا عند إندلاع الحرب وبالتالى لم تستطع موسكو إمدادنا بالمتفق عليه وفق الجدول الزمنى المحدد لظروف العدوان وممكن تكون دى حجه مبلوعه لكن اللى مش مبلوع وقتها عدم قيام موسكو بتقديم أى دعم عسكرى لمصر بعد صدور قرار وقف إطلاق النار وإنسحاب القوات البريطانيه والفرنسيه والإسرائيليه من القناه


فيه نقطه كمان أو لقطه كمان  وهى قيام الروس  بنقل المستشارين العسكريين التشيك والسوفيت الذين كان تم   أرسالهم لمصر والسودان بمجرد إندلاع الحرب وخلى دى معاك علشان تتفهم ليه السادات رغفم إحتياجه لهم خاف من تكرار اللقطه وأبعد الخبراء السوفييت قبل حرب عام 1973


 كان السوفيت يخشون الظهور العلنى على ساحة المشهد وبالتالى التورط بأى شكل من الأشكال فى مواجهه مع الغرب خاصة أمريكا  وكان خوف موسكو أن تطلب القاهره منها السماح لهؤلاء المستشارين بقيادة الطائرات ميج 15 بأنفسهم لعدم إتمام تدريب الطيارين المصريين عليها حين إندلاع الحرب وبدء العدوان  وأكتفت موسكو فى دعمها لمصر فى ذلك العدوان بإصدار بيان فى 5 نوفمبر 1956 تطالب فيه الولايات المتحده الأمريكيه الصهيونيه  بالقيام بعمل مشترك معها للعمل على وقف القتال وزادت عليه توجيه تهديد لبريطانيا وفرنسا بالقيام بعمل إنتقامى فى حال عدم الإنصياع لقرار وقف إطلاق النار  


مع قبول كافة الأطراف قرار الأمم المتحده واخد بالك أمتى  بوقف إطلاق النار سارعت موسكو لإصدار بيان تهدد فيه بإرسال جنود متطوعين لإجبار إنجلترا وفرنسا وإسرائيل على الأنسحاب من الأراضى المحتله وهو ما أجبر الدول الثلاث على الانسحاب  ليبدأ الأتحاد السوفيتى بعدها فى إعادة دعم مصر عسكرياً لتعويض خسائر الجيش المصرى فى تلك الحرب ولكن كان هناك إصرار غير معلن من قِبل موسكو على أن يقتصر ما تمنحنا إياه من سلاح على الأسلحه الدفاعيه  من دون الهجوميه  فلم تستجب لطلبات القاهره بتزويد قواتنا المسلحة بأسلحه تزيد من قدراتنا الهجوميه  وهو ما أستمر حتى قبل نكسة يونيو عام 1967 وليس هذا فحسب بل كان هناك تباطؤ من قبل الإداره السوفيتية فى تدريب قواتنا على السلاح الوارد لنا منهم فكان يتم تجاهل مطالبنا فى هذا الشأن 



فى  2 يونيو عام 1967 عقد الرئيس عبدالناصر إجتماعاً عسكرياً سياسياً فى إحدى القواعد الجويه وكان على رأس الحضور فى ذلك اليوم كل من حسين الشافعى وزكريا محيى الدين وعلى صبرى وأنور السادات والفريق أول صدقى محمود وأعلن فيه أن مصر لن تكون البادئه بإشعال فتيل الحرب للعديد من الأسباب والظروف الدوليه على الرغم من حالة الحشد العسكرى التى كانت القوات المسلحه قد أعلنتها وحالة التعبئه الشعبيه لدى المصريين الذين شعروا أن مصر على وشك إعلان الحرب




 كان عبدالناصر يومها يعانى تحت وطأة ضغوط سياسيه من جانب أمريكا  والأتحاد السوفيتى الذى أرسل رئيسه كوسيجين رساله إلى عبدالناصر مع  السفير السوفيتى فى القاهره  يطالبه بضبط النفس وعدم بدء الخطوه الأولى للحرب ودى فى العلوم السياسيه بيقولوك أنا مش جاهز أقف معاك لو عملت حاجه دلوقتى والنقطه دى موضحها محمد حسنين هيكل فى كتابه بروتوكلات عسكريه علشان متقولشى بهاء الشامى بيخترع  وهو ذات المعنى الذى أعلنه الرئيس الفرنسى شارل ديجول من أن بلاده ستقف ضد الدوله البادئه بالعدوان وحتلاقى شيمون بيريرز مهلل قوى فى مذكراته لموقف فرنسا


          

 فى هذا الأجتماع أعلن عبدالناصر توقعه أن تشن إسرائيل عدواناً على مصر فى غضون أيام قليله  وطلب من الحاضرين  خاصةً الفريق صدقى محمود الأستعداد لذلك والأكثر الأستعداد لتقليل خسائر الضربه الجويه الإسرائيليه الأولى وتوقع صدقى وقتها  أن تتراوح تلك الخسائر من 20٪ إلى 30٪   وكان تقديراً مجافياً لحجم ضربات العدو بكل المقاييس


ماذا حدث بعد ذلك فى هذا الأجتماع وماذا جمعه لكم فريق أم الكون عن ذكريات مشيرنا الذهبى عن ذكرياته وماحدث فى حرب الأيام السته فهذا موعدنا معه الحلقه القادمه لأن أصابعى بدأت تؤلمنى وعندى تعليمات بعد أجهاد أصابعى والتعديل من موقف سكون فقرات عنقى  فإلى لقاء قادم متى شاء الله

جنرال بهاء الشامى

هناك تعليقان (2):

  1. شفاك الله وعفاك شفاءا طهورابإذن الله

    ردحذف
  2. الاتحاد السوفيتى ادخل عبد الناصر فى الفخ فهو الذى قال لانور السادات رئيس مجلس الامة ورئيس الوفد الذى كان فى زيارة لموسكو ان اقمارهم الصناعية التقطت صورا لحشود اسرائيلية على حدود سوريا وقدم السادات تقريرا للرئيس جمال بتفاصيل الزيارة فاسرع جمال بالتهديد وتحريك القوات ثم ارسل وفدا عسكريا برئاسة رئيس الاركان الىى سوريا ليطللب قاعدة عسكرية للدفاع عن سوريا فاخذه السوريون الى الجولان فلم يجد حشودا وعاد فابلغ الرئيس جمال الذى كان قد صعد من تهديده لاسرائيل وكانت اسرائيل تدفعه بردودها الى المزايدة حتى وصل الامر به الى مطالبة الامم االمتحدة بسحب قوات الطوارئ الدولية من شرم الشيخ ثم اعلن اغلاق خليج العقبة فى وجه السفن الاسرائيلية وهى الخطوة التى كان المتامرون ينتظرونها لشن الحرب وقد انساق جمال الى الفخ لانه كان يظن ان الحرب لن تحدث وقد قال فى خطاب له فى 1968 : اننا لم نكن ننوى شن الحرب ولوكنت انوى الحرب كنا سحبنا الفرقتين اللى لنا فى اليمن وقد قال للقوات الجوية انه يتوقع الهجوم الاسرائيلى يوم 5 يونيو ويمكن تتفسير ذلك بان المخابرات العامة بلغته بذلك لانها علمت به من عميلها رفعت الجمال ولكنه لم يتخذ اى اجراء سوى ظهوره امام الطيارين بانه يتوقع الحرب يوم 5 والاهم من ذلك ان القائد العام للقوات المسلحة اقام حفلا ترفييها للطيارين ليلة 5 يونيو استمرحتى الفجر ودعا الى اجتماع القادة فى سيناء الساعة 8 صباح يوم 5 يونيو وفى الساعة التاسعة كان الطيران الاسرائيلى يقصف المطارات ويدمر الطيران ولاتطلق قوات الدفاع الجوى النار لان تعليمات صدرت بعدم الضرب لان طائرة المشير فى الجو. قائد الطيران اعترض على تلقى الضربة الاولى ولكن اصرار جمال عليها جعله يتلقى الضربة الاولى لتكون الاخيرة . السفير السوفيتى اكمل اسقاط جمال فى الفخ بان ايقظه الساعة الثالثة صباح 5 يونيو ليؤكد عليه الا يكون البادئ بالحرب ولم يفكر جمال لماذا هذا الوقت للتاكيد على عدم اخذ زمام المبادأة ؟ ولماذا اهمل تحليل هذه الزيارة كما اهمل تقرير المخاا
    برات بموعد الحرب وتفاصيلها ؟ والى اليوم مازال امر الانسحاب غامضا ولانعلم هل اصدره القائد العام ام القائد الاعلى ومن الذى كان يصوغ البيانات العسكرية التى زعمت فى اول بيان انه تم اسقاط 23 طائرة اسرائيلية حتى وصل مجموعها اخر اليوم اكثر من 120 طائرة فمن المؤكد ان احدا من القوات لم يبلغ القيادة انه اسقط طائرة فمن الذى كتب البيان ومن وقع عليه ليتم ارساله الى الاذاعة ليتم اعلانه للشعب ؟ هل تدار المعارك بهذه الطريقة ؟ لقد تقدم الجيش الاسرائيلى الى القناة بدون حرب حتى ظنوا انهم الجيش الذى لايقهر واستمر على هذا الاعتقاد حتى واجه الحرب امام جيش مقاتل فى 6 اكتوبر 1973 ليكتشف انه اسهل جيش يمكن قهره فى معارك حقيقية خلال 6 ساعات

    ردحذف