ها نحن نعود وأياكم وعبق التاريخ الذكى عن ذكر مشيرنا الذهبى
وثانى عناقيدنا الذهبيه لكى نصحح حقبه تاريخيه ونعطى لمن ظلمهم صاحب الضربه الجويه
حقهم المعنوى أولا والتاريخى ثانيا
وعلى ضوء تلك الحقائق
أخذنا يفكر القاده كل فى إختصاصه
ومعهم المشير الذهبى بعد أن طرحوا نهائيا فكرة
تأجيل الحرب إلى حين الحصول على سلاح
مماثل
وفى إطار ثقتهم جميعاً فى أن السلاح بالرجل وأنتهوا إلى وضع خطه شامله تكفل حل كل المشكلات والعقبات العسكريه وتؤدى فى
الوقت نفسه إلى تحقيق الآتى:
أولاً : مفاجأة العدو
وأستلزم تحقيق هذا الهدف وضع خطة خداع
إستراتيجى وتعبوى وتكتيكى أشترك فى
تنفيذها
مع وزارة الحربيه الأجهزه المعنيه فى الدوله
ثانياً : إقتحام قناة السويس وتدمير
خط بارليف ومثلما تطلب إقتحام القناه
دراسات عديده ودقيقه لتحديد أنسب الوسائل وأنسب
الأوقات
التى تضمن نجاح هذه المهمه فى أقصر وقت وبأقل خسائر ممكنه فقد تطلب تدمير خط بارليف وأقتحامه دراسات مكثفه أخرى
وتدريبات واقعيه عنيفه أستخدمت فيها المعدات التى
أبتكرها فكر المقاتل المصرى وكانت إلى جانب
إصراره
سبباً فى سقوط هذا الخط فى زمن أثار دهشة العدو وإعجاب رجال الفكر العسكرى فى أنحاء العالم لاسيما أن الأقتحام تم
بالمواجهه المباشره
ثالثاً : تقليل أثر
تفوق العدو فى المدرعات والطيران
بالنسبه
للمدرعات قرروا أن يمكنوا الجندى من مواجهة الدبابه والتغلب عليها
بشتى
الوسائل خصوصاً فى الساعات الباقيه على الأنتهاء من إقامة المعابر التى تعبر عليها مدرعاتنا وأسلحتنا الثقيله ولقد نجح
جنودنا فى تحقيق تلك المهمه وأصبح أمر صمود
الدبابات فى المعارك موضع تساؤل ودراسات على ضوء ما
حدث
أثناء معارك أكتوبر وللتغلب على تفوق العدو فى
الطيران كان سبيلنا إليه تحقيق أمرين
أولا : أن يكون هجومنا على طول المواجهه وهو
ما يرغم العدو على توزيع ضرباته
الجويه
المضاده
ثانيا : تعاون كامل ودقيق بين قوات الدفاع الجوى
بشبكة صواريخ وقواتنا الجويه بطائراتها بحيث يتمكن الأثنان
معاً وبتنسيق بينهما من مواجهة طائرات العدو
ولقد
نجح الأسلوب إلى أقصى حّد وفقد العدو منذ الساعات الأولى للحرب ميزة تفوقه الجوى
ولم تكن تلك هى كل المشكلات التى
واجهتنا ونجحنا فى التغلب عليها إذ كانت
هناك
مشكلات أخرى كثيره ولكن للأمانه بحثت فى كل ماكتب عن حرب أكتوبر ولم أجد مايشبع
رغباتكم قد يكون لم يحن الوقت للكشف عنها
أو للحديث عن أسلوبنا فى التغلب عليها
فعذرا منكم
نعود لحديث أحمد
أسماعيل فيقول هكذا كان الموقف مصريا وسوريا وفى جبهة العدو على أن هناك ساحه أخرى مهمه لتحركاتنا وأعنى بها الدول
العربيه إنها بغير جدال أمه واحده لها
تاريخها المشترك وثقافتها الواحده ومصيرها
الواحد أيضاً وهى قوه لها ثقلها
فى المحيط العالمى فهل يمكن أن ندخل الحرب ونحن
بعيدون
عنها أو وهى فى معزل عنا ؟؟؟ بديهيا لا يمكن ذلك، وهذا
هو ما دفع الرئيس أنور السادات إلى تنقية الجو
العربى
وإزالة ما علق به من شوائب تعمل مع إستمرار وجودها على إيجاد الخلافات والتناقضات بين أبناء الأسره الواحده وهنا
أسماعيل يلمح فى حديثه لقارئى التاريخ المحايدين لخلافاتنا مع السعوديه ولم يكن
يعلم رحمه الله انه سيأتى يوم تتحالف فيه السعوديه مع أعداء العرب التقليديين
للحفاظ على كراسى الحكم ونراها تسلم العراق تسليم مفتاح للأمريكان وهم بدورهم
يسلمونها لأيران عدو السعوديه التقليدى الذى أبتدعوه بعد ثورة العمائم قبل موت
السادات ثم تحاول مساعدة الغرب فى الأجهاز على الجيش السورى بعد أن توحلت فى
مستنقعات اليمن اللى كان سعيد قبل أن تحوله السعوديه ليمن بائس
ونعود لمشيرنا الذهبى ليقول هذا أيضاً كان راسخاً فى يقينى وأعتقادى وعلى ضوئه بدأت جولاتى فى الدول العربيه
وكان حديثى مع القاده العرب يدور
حول
تأكيد حتمية المعركه وحتمية النصر فيها بأى ثمن لم نكن نطلب من أحد أن يحارب معركتنا بدلاً منا ولم نكره أحداً على المساهمة
بجهد محدد بل كان الهدف إيجاد مناخ صالح
للمعركه وحشد الإمكانيات المتاحه والممكنه سواء كانت
بشريه
أو سلاحاً أو مالاً أو حتى تأييداً سياسياً ومعنوياً وكانت جولتى مجرد خطوه على طريق التمهيد السياسى والجهود المكثفه
التى بذلها القائد الأعلى الرئيس محمد أنور
السادات أثناء لقاءاته بالرؤساء العرب ومن خلال
زيارته
لأكثر من دولة عربية خصوصاً فى الأسابيع السابقه على الحرب مباشره وبهذه التحركات أصبح مسرح
العمليات جاهزاً للحركه وصارت القوات المسلحه
المصريه
والسوريه فى وضع الأستعداد النهائى
وخلال
تلك الفتره بطبيعة الحال لم تنقطع الأجتماعات على كل المستويات وأهمها أجتماعات المجلس الأعلى للقوات المسلحه فى مصر
وعقد عدد منها برئاسة الرئيس السادات
وكان بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحه يركز على
ثلاثة
عناصر
أولا : ثقته المطلقه فى القوات المسلحه فكراً
وقياده وأداء
ثانيا : مسئوليته التاريخيه لمعركة التحرير والمصير
ثالثا : تحذيره من أتباع النمطيه
فى التخطيط والتنفيذ لقد كانت النمطيه هى ما
أكرهه كرهاً شديداً فهى أسلوب كلاسيكى يضع قيداً
على
الحركه ولا يترك مجالاً للإبتكار والإبداع سواء فى التخطيط أو فى التطبيق التكتيكى والنواحى الفنيه خلال التنفيذ أيضاً كانت هناك على مستوى القياده الأتحادية أجتماعات
للمجلس الأعلى المشترك للقوات المسلحه فى
مصر وسوريا إعتباراً من يوم 21 أغسطس عام 1973
لتنسيق
الشكل النهائى للمعركه لقد كنا نسير فى ثلاثة محاور رئيسية مهمه
أولها : رفع كفاءة الخطه الدفاعيه عن البلاد وما يستلزمه ذلك
من تجهيزات وإمكانيات. ثانيها: وضع الخطط لردع العدو إذا ما حاول بقدرته المعتادة أن
يعتدى علينا. ثالثها: وهو الأهم، وضع
الخطة الشاملة للمعركة المنتظرة. وعلى الرغم من تعارض هذه
المحاور أحياناً فإننا وبفكر مصرى خالص استطعنا أن
ننفذها
بكفاءة عالية عبرنا بها مرحلة الاستعداد الصابرة إلى مرحلة الاقتحام الدموى التى اقتحمت بها أمتنا العربيه كلها
آفاق العصر الجديد لتحتل مكانتها اللائقه كقوه مؤثره لها حسابها فى موازين العالم كله
كان لا بد من وضع خطة خداع شارك فيها الرئيس نفسه ووزارة
الخارجيه المصريه كان لها دور مهم فى خطة الخداع
وفعلاً
قبل الحرب بـ60 يوماً وجد ضباط متخصصون لتنفيذ خطة الخداع ومعهم ورقه ينفِّذون ما بها بالضبط وكانت كلمة سر الحرب حرف الياء (( يقصد هنا
أسماعيل بحرف الياء يعمل )) وقبل الحرب بأسبوع أو عشرة أيام وضعت غرفة العمليات خطه من ضمن خطط
الخداع تمثلت فى أن مصر ستنفذ مشروعاً
استراتيجيا وسُرِّب الخبر وبياناته إلى إسرائيل وجزء
منه
مشفر وبالفعل صدقت إسرائيل أن مصر على وشك دخولها فى مشروع (( أحب أفكر الأخوه أنه
كان فيه أشاعه وقتها أن السد العالى به مشاكل ولن يكفى أحتياجات مصر من الكهرباء
وأن السادات يبحث عن البديل وهو مشروع توليد الكهرباء من منخفض القطاره )) لذلك
إستطعنا
أن نوهم العدو أنه لا توجد حرب ووجدوا عساكر يلعبون كرة قدم وجاء موشى ديان بنفسه ليرى الوضع على الجبهة يوم الحرب ووجد
العساكر يلعبون ورجع وفى الساعة الثانيه
وخمس دقائق قال لجولدا مائير إنه لا يوجد أى حرب
فردت
عليه لا تم ضرب قواتنا الجويه مركز 10 وهو مركز تحت الأرض بمسافة طويله وعباره عن غرفه رئيسيه ويوجد منها غرف جانبيه بمحطات كهرباء وتكييف
لكن
حدث عطل فى التكييف أثناء الحرب وتم تشغيل المراوح العاديه كما يوجد تليفونات لاسلكيه ولكن تم توصيلها بمكان بعيد عن مركز 10
حتى لا يتسنى للعدو معرفة مكان قيادة
الحرب (( كنت كلمتك بأستفاضه فى سلسلة معجزة جيش وشعب عن موضوع مركز القياده 10
)) لم يُعرف موعد الحرب ولا يوجد أى ضابط
يعرف الموعد إلا مساء يوم الجمعة
عندما
جاء اللواء الجريدلى مع رئيس هيئة العمليات اللواء الجمسى وأخذوا مجموعه من الضباط وكتبوا ورقاً بخط اليد تقرر أن تكون
ساعة سين ساعة 1405 يوم 6 أكتوبر ووضعت فى أظرف وسلمت لضابط المراسله الذى سيصل
إلى قائد الجيش شخصيا وتم اختيار
ضباط المراسله وصدر لهم تعليمات مفادها :
إذا حدثت له مشكله فى الطريق يبلع
الورقه على الفور ما عدا فرقه واحده هى التى أخذت
هذا
الظرف قبلها بأسبوع مع العلم أن الضباط الموجودين فى نفس غرفة العمليات لم يعرفوا ذلك وكانت هناك مدمره تذهب من خليج طبرق من البحر الأحمر وتنحدر
إلى مضيق باب المندب وكانت الرحله تستغرق
أسبوعاً فى رحلتها بعد ذلك يوم السبت فى
الصباح قلت لهم أن ينزلوا خريطة الحرب
التى تدربوا عليها وكانت عمليه منظمه
جدا
وفى
الساعة 12 والنصف خرجت من مركز 10 ولم أترك أى خبر لأى شخص أين سأذهب
إلى أين سيذهب مشيرنا الذهبى وماذا سيحدث قبل الحرب ساعات هذا
ماسنعرفه فى سياق حلقتنا القادمه لأن أصابعى بدأت تؤلمنى فلنا لقاء متى شاء الله
جنرال بهاء الشامى
تسلم ايدك يا جنرال 💐
ردحذف