الأحد، 23 ديسمبر 2018

المشير الذهبى رقم 27



كان الرئيس السادات يريد أن يدخل الحرب ضد إسرائيل وكانت مبادرة روجرز  نتيجه للأشتباكات بين مصر وإسرائيل وحرب الأستنزاف بينهما التى دامت لأكثر من عام ونصف العام تصاعد خلالها القتال تصاعداً عنيفاً وتقدم وليم روجرز وزير الخارجيه الأمريكيه بمبادره يوم 5 يونيو عام 1970 لإيقاف النيران 90 يوماً وأن يدخل الطرفان فى مفاوضات جديده عن طريق السفير يارنج لتنفيذ القرار 242 وبالفعل أستجاب الطرفان لإيقاف النيران فى 8 أغسطس نفس العام إلا أن إسرائيل لم توفى وأمريكا لم تمارس أى ضغط على إسرائيل للإستجابة لمبادرة روجرز وأعلن الرئيس السادات أن مصر ترفض مد وقف إطلاق النار أكثر من هذا التاريخ رافضاً لسياسة الأمر الواقع وبعد إنتهاء ميعاد مبادرة روجرز لم تكن لدى السادات أى حلول نهائيا والجيش غير مستعد حتى القاده غير مستعدين ولم يستطع الجيش المصرى وقتها شن حرب شامله يحرر بها أرض سيناء بالكامل وإمكانياته لا تسمح بذلك،فماذا كان الحل وقتها ؟؟؟


إما حرب إستنزاف مره أخرى وهى مكلفه لإسرائيل لكنها فى نفس الوقت مكلفه لمصر أو حرب تحرير شامله وبدا أن هناك نوعاً من عدم وضوح الرؤيه كما أن الرئيس السادات أعطى توجيهات للفريق محمد صادق بالإعداد لحرب


كان أحمد إسماعيل  بحكم عمله كرئيس لجهاز المخابرات العامه يقابل السادات بشكل مستمر حيث كانت المخابرات تلعب دوراً مهما جدا فى تاريخ مصر بسبب قضايا التجسس المهمه التى كشفتها المخابرات فى ذلك الوقت وخلال مقابلته مع الرئيس السادات لعرض شئون المخابرات عليه كان يعلم  أن السادات لديه نيه قويه لإعلان الحرب على إسرائيل حسب ذكره فى مزكراته وركز هنا كويس علشان الجزئيه دى فيها الرد الشافى القوى على هجوم محمد حسنين هيكل على السادات فأنتهز الفرصه وعرض عليه خطة حرب أكتوبر وتحرير سيناء على مراحل والحصول على جزء من الضفه وأعطاه المقال والخطاب اللذين كان يريد إرسالهما قبل ذلك إلى الرئيس عبدالناصر وبالفعل أخذهما السادات وقرأهما وشعر أن هذه الخطه هى المخرج الوحيد لمصر خاصة أن الرئيس السادات كان قد أعلن أن هذه السنه هى سنة الحسم



أصحبكم الآن فى رحله تاريخيه عطره واسرار قد تعرفها للمره الأولى وذكرتها على صفحتى الشخصيه على الفيسبوك ومعذره سأنقلها كما هى على لسان مشيرنا الذهبى خالد الذكر أحمد إسماعيل لكنها إحقاقاً للحق غير موجوده بكتاب البحث عن الذات لأنور السادات


يقول أحمد إسماعيل فى أحد أيام شهر رمضان عام 1972 كان «سيف» إبنى الأصغر وهو طالب  يذاكر على منضدة السفره ووجد سياره نصف نقل تدخل إلى جراج الڤيلا بظهرها وكانت غرفة السفرة تطل على الجراج وأعتقد سيف فى البدايه أن السيارة أخطأت ودخلت إلى الڤيلا بطريق الخطأ لكنه أكتشف أن عليها مُجسماً يحمله 3 أشخاص مصنوعاً من الأسمنت على شكل سيناء ثم فوجئ بدخولى والرئيس السادات عليه فى غرفة السفره وأمرناه بمغادرتها وبدأ السادات يقول لى أشرح لى الفكره التى أخذتها منك وكيفية تنفيذها  فبدأت أشرح الفكره وظللت لمدة أسبوع ما بين منزل الرئيس السادات ومنزلى وبعد إنتهاء الأسبوع أتصل بى الرئيس وطلب منى الحضور لمنزله وكنا وقتها ما زلنا فى شهر رمضان وقال لى السادات رشح لى 5 أشخاص من الجيش المصرى لتنفيذ الخطه التى تم وضعتها فرشحت 5 من القاده الموجودين فى الجيش لكن السادات لم يوافق على أى منهم وقال لى واضح أنه قدرك يا أحمد وأنا أريدك أن تتولى رئاسة الجيش المصرى وتنفذ خطة حرب أكتوبر بنفسك



كان أجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى 24 أكتوبر 1972م  الذى أنعقد فى مكتب الرئيس بالجيزه فى الساعه 9 مساءاً وأستمر ثلاث ساعات وربع الساعه يعتبر أخطر أجتماع تاريخى إذا أردنا أن نقيّم الوثائق العسكريه لحرب أكتوبر وخلى بالك أحمد إسماعيل بيقول على 3 ساعات وربع إجتماع تاريخى بين رئيس الدوله ورئيس جهاز سيادى بخصوص مناقشة وثائق عسكريه علشان لما إعتماد خورشيد تقول أن جمال عبدالناصر أجتمع بها 8 ساعات وقام عمل بنفسه لها الفطار تبقى عارف أنها كانت نايمه من غير غطا وبتحلم أحلام أسطوريه علشان أحمد إسماعيل يقتطع من وقت رئيس الدوله 3 ساعات وربع ويصفه بإجتماع تاريخى وأعتماد خورشيد تقتطع من يوم الرئيس عبدالناصر 8 ساعات فبما نسمى هذا الأجتماع لا أرى له مسمى سوى أجتماع القرن بين رئيس الدوله وعاهره بتحلم أحلام أسطوريه


لقد حدد الرئيس السادات فى هذا الأجتماع الموقف بحسم دون أن يسمح بأى تراجع أو تشكيك وسامعنى يابتوع محمد حسنين هيكل وأنصار أحنا آسفين ياريس


الموقف هو الحرب وتحريك القضيه عسكريّاً وأعلن للقاده فى هذا الأجتماع أنه ليس الرجل الذى يناور لكى يحتفظ بكرسى الرياسه  وأعلن أنه لن يستسلم وأن الموت فى سبيل الأرض أشرف من هذه الحياه المهينه تحت مسمى الأمر الواقع الذى تحاول إسرائيل فرضه علينا وقال لأعضاء المجلس الأعلى إنه يستدعيهم ليبلغهم هذا القرار المصيرى ولا مناقشه فى قرار الحرب ولكن يجب الأستعداد بالتخطيط والدراسه والأعتماد على ما نملك من تسليح وعلينا أن نعوض التفوق الإسرائيلى بروح العسكريه المصريه بروح المقاتل المصرى وبشجاعة الإنسان المصرى وهنا لازم تفهم شئ للتاريخ والحياديه أن اللى مفروض يحكم دول المواجهه مع إسرائيل لابد يكون لديه خلفيه عسكريه ومخابراتيه لابأس بها أما عكس ذلك يبقى بصراحه بنهزر لأننا والموقف هو من يتحكم نعتبر فى حالة حرب دائمه مع هذا الكيان الغاصب الغاشم البربرى العنصرى المتطرف فكرياً ودينياً  


فى هذا الأجتماع أتضح أن بعض القاده لا يريدون الحرب وقد كونوا تفكيرهم على أن إسرائيل ستنتصر وتضرب فى الأعماق وستكون النتيجه خراباً على مصر  وذلك بسبب موقف الأتحاد السوفيتى من ناحية التسليح وغضب أنور السادات فى هذا الأجتماع وأصر على قرار الحرب وأعلن أنه مؤمن بالعسكريه المصريه وإذا كانت إسرائيل متفوقه فى الجو فلن تتفوق أبداً على الأرض لأن الفيصل هنا عقيدة الجندى المقاتل وأننا لم نخوض حربا مع اليهود فى عام 1967 م بمعناها الحقيقى ولم تكن هناك مواجهه وأنه علينا أن نواجه قدرنا ومصيرنا بشجاعه


ثم أنفعل السادات قائلاً إن الأتحاد السوفيتى لن يحارب من أجلنا ونحن نرفض أن يحارب أحد من أجلنا هذه معركتنا إما أن نكون أو لا نكون هذا قدرنا التاريخى ويجب أن نواجهه  ونحيا شرفاء مرفوعى الرأس أو يتلحفنا تراب هذا الوطن شهداء

ماذا حدث بعد ذلك وكيف تصرف السادات هذا موعدنا معه الحلقه القادمه لأن أصابعى بدأت تؤلمنى على وعد بلقاء متى شاء الله

جنرال بهاء الشامى

هناك 6 تعليقات:

  1. رحم الله الزعيم السادات
    وشفاك الله وعافاك

    ردحذف
  2. السادات الله يرحمه زعيم بمعنى الكلمه

    ردحذف
  3. تسلم ايدك يا جنرال 🌷🌷🌷اتمنى اشوف سلاسل العناقيد الذهبيه كتب في أقرب وقت ان شاء الله

    ردحذف
  4. استفسارواحد يا جنرال ...كيف يعلن السادات عن عام الحسم وهو يعلم فى نفس الوقت ان الجيش غير مستعد للدخول فى حرب ...المطق يقول انه لابد اولا ان يتم الاستعداد التام للدخول فى حرب جديدة ليس فقط يالنسبة للجيش ولكن لجميع اجهزة الدولة ثم يعلن بعد ذلك عن عام الحسم او لا يعلن

    ردحذف
    الردود
    1. السادات أعلن لنبدأ الأستعداد الفعلى ولتكون فى الفتره التى تلحقها كل قيادات الجيش مهيئه وتستعد لتنفيذ قرار الحرب

      حذف