الجمعة، 11 يناير 2019

مبارك ظلمنا أم ظلمناه رقم 14



عوده بلقاء لنستكمل معاً مقتطفات من سيرة وتاريخ رئيس حكم مصر ثلاث عقود غير ناقصه ورغم أن مبارك حاول تزوير حقبة حكمه وسمح للكثيرين بالعبث فى تاريخ الآخرين لكن فترته ليست بالبعيد ومعاصره لذا كان من السهل كتابة تاريخه فى حضور شهود العيان





قبل السرد أعتذر جدا عن إستكمال الحلقه الماضيه لنهايتها لأننى فعلا تأثرت وبكيت بشده  وتخيلت نفسى مكان مشيرنا الجمسى وخصوصا أننى أعانى من مرض بأصابعى نتيجة تآكل فقرات الرقبه وتخيلت أننى أصبحت عاجزا عن الكتابه فهل ستكون معاملتى بهذا الشكل المهين وتنسانى الناس خصوصاً أن فيه ناس بتاخد صور مرضى وتنشرها على صفحاتها وتتريق عليا أنى مريض وكأن المرض عار وخطيئه لكن عزائى رغم أن معظم المصريين أتولدوا فى عصر مبارك إلا أن مصر مش كلها مبارك وأعازنى الله وأياكم شر المرض والأحتياج





 كما أود أن أرد على أستفسارات الحلقه الماضيه وأين كانت مخابرتنا العامه من كل ذلك والسائل لايعلم مؤكد طبيعة عمل الأجهزه المخابراتيه وإلا لم يكن يسأل هذا السؤال





القانون 100 لعام 1971 م المنظم لعمل وطبيعة مهام جهاز المخابرات المصريه لايعطيها أى سلطه تنفيذيه وهى جهاز تحريات وجمع معلومات فقط وتقدم ماتتوصل له لصانع القرار فى صورة تقارير مزيله بالنصائح وتبعاتها وهنا ينتهى دورها حتى أنها لاتستطيع القبض على عميل أو جاسوس بدون أذن من النيابه العامه





أما تيار السؤال الثانى وهو الأدعاء بعدم صحة رواية المشير الجمسى فقد تعمدت أن أترك رابط لتصريحات الوزير حسب الله الكفراوى ولم أترك رابط كتاب هيكل علشان عارف أن البعض عنده حساسيه منه وأستبعدنا رواية إبراهيم سعده لأنه أحد أشهر المحسوبين على مبارك شخصياً وللدقه أثناء مرض زوجة المشير الجمسى كان مطلوب سفرها لفرنسا تحديداً للعلاج وكان كل اللى حيلة الجمسى 700 دولار بسعر وقتها والمبلغ ده لايكفى مصاريف علاجها لن أهل الخير ساعدوا فعلا المشير الجمسى ومراته سافرت فرنسا لكنها توفيت هناك ومكانشى عارف يرجع جثمانها من فرنسا لدفنها فى مصر ولما وصلت الأخبار للواء السمرى وقتها تحمل على  مسئوليته عودة جثمان السيده وفاء الجمسى





طبعا سيدنا مبارك عرف بالواقعه وأستدعى اللواء السمرى وبهدله وقاله هى كانت طيارات فى عزبتكم أنت أتصرفت كده أزاى وكان رد اللواء السمرى أن الجثه كانت ممكن تعفن فقاله مبارك وأنت مالك  ماتسيبها تعفن والروايه مذكوره فى كتاب هيكل مبارك وزمانه صفحه رقم 134






قرب أنتهاء فترة حكم مبارك الأولى لم يكن على المسرح السياسى غيره لائقاً غيره لكن كطبيعه يجب التمهيد لذلك خصوصاً وأن مبارك كانت بدأت تظهر بصماته على الحياه السياسيه وأستطاع السيطره الأمنيه على ثورة غضب اليمين الدينى عقب أغتيال السادات وكان واضح أنه مهتم بالقطاع العام ميراث خالد الذكر الزعيم جمال عبدالناصر إلى جوار القطاع الخاص الذى أتاح له السادات الميلاد من جديد وكان فيه شبه توازن فى أهتمام مبارك بالقطاعين العام والخاص فى أول فترات حكمه والبلد وقتها مكانتشى تستحمل أى تغيير فى القياده السياسيه مع تحفز وترقب من اليمين الدينى للسطو على المشهد السياسى





أتصل أسامه الباز بمحمد حسنين هيكل وبطريقة ما طلب منه تمهيد الرأى العام لتولى مبارك فتره رئاسيه ثانيه وفعلا كتب هيكل أول مقاله وكان فيما معناها أنه مؤيد لترشيح مبارك لفتره رئاسيه ثانيه فقط حتى لاتصبح بعد كده سنه تعدد فترات الرئاسه وطالب بتعيين نائب للرئيس مع الفتره الثانيه وأتنشرت المقاله فى الصفحه الأولى لأخبار اليوم وقرأها مبارك مع المصريين





جن جنون مبارك من تحفظات هيكل فى المقال وموضوع فتره رئاسيه ثانيه فقط وقال لأسامه الباز هو صاحبك بيلف ويدور على إيه هو أحنا كنا دخلنا فى الغيب وياترى مين يعيش





حاول أسامه الباز تهدئة مبارك إلا أن مبارك فاجأه وقال له هيكل بتاع ودنه ولسه مفكر أنى كنت عاوز أخلص منه ومقاله فى تلقيح كلام غير مقبول ومين قال أنى حعيش لحد فتره ثالثه ومين كان دخل فى نيتى ومين ياترى يعيش وحوضح الجزئيه دى





كان هيكل شعر بآلام فى القلب ونصحوه الأطباء بالسفر للخارج لعمل أشاعات وتحاليل ولما مبارك عرف قرر سفره لمستشفى فى أمريكا على ماأتذكر فى ولاية تكساس لكن كان فيه دكتور فى القلب يعتبر من أكبر دكاترة للقلب فى مصر وقتها أسمه عبدالجليل ومش متذكر باقى الأسم قال لهيكل مبارك بعتك المستشفى دى علشان يخلص من وجع دماغك المستشفى دى بيعملوا العمليات الأول وبعدين يكشفوا ويحللوا بعد العمليه المستشفى دى أكبر سلخانه فى العالم أنت تعمل تحاليلك الأول فى ألمانيا ولو قرروا لك عمليه تبقى تروح السلخانه اللى قررها لك مبارك





للعلم فقط علشان تأكيد لشكوك الدكتور عبد الجليل وهيكل ناحية نوايا مبارك أن مبارك عمره ماأتعالج فى أمريكا وكان كل سفريات علاجه فى ألمانيا هو وعمر سليمان




كان الدكتور الخاص لمبارك صديق لهيكل ولما عرض عليه هيكل الأشعه قاله راجل فى سنك أشعة الأيكو متنفعوش أنت محتاج الدكتور مجدى يعقوب بنفسه اللى يحدد أنت عندك إيه





حاول مبارك فى فترته الثانيه أن يركز على السياسه الخارجيه لتلميعه سياسياً وكان كثير السفر للخارج وخصوصا أمريكا وكان مبارك بيحاول وهو مسافر أمريكا يخليها جوله سياسيه فكان بيعمل ترانزيت فى فرنسا وكان بيستقبله ميتران ويقعد معاه لكن بدون تحضير وبدون جدول أعمال





فى مره ولأن فرنسا كانت ترانزيت وبدون تجهيز مسبق ودايما مبارك يضع ميتران فى موقف محرج وهما قاعدين مع بعض قلب مبارك القعده لمجلس نميمه وفضل يقطع فى سيرة بعض الرؤساء العرب وكانت تربط ميتران ببعضهم صداقات شخصيه فزعل ميتران جدا من طريقة مبارك وأتصل على صديقه المصرى محمد حسنين هيكل وأشتكى له من تصرفات مبارك ويقول هيكل طلب من صديقى ميتران نقل أمتعاض ميتران من أسلوب مبارك وخروجه عن اللياقه الدبلوماسيه لكن هيكل ذكر أنه لم يجد طريقه يكلم بيها مبارك خصوصا أن مبارك سفره أنجلترا للعلاج على نفقة الدوله وأنحرج يكلم حد من الرئاسه فى الموضوع





كنت قلتلك فى حلقه سابقه أن حسن أبو باشا تم عزله بسبب نجاح سامى مبارك فى الأنتخابات وأتعين مكانه وزير داخليه جديد هو سيادة اللواء أحمد رشدى





كانت العلاقه فى هذه الفتره فى أسوء حالاتها بين المعارضه والشرطه وبين الشعب والشرطه فعمل أحمد رشدى على إصلاح ماأفسده حسن أبو باشا وبدأت علاقة الشرطه بالمعارضه والشعب تتحسن تحسن ملحوظ



بدأ أحمد رشدى فى علاج السلبيات بجهاز الشرطه وبدأت الشرطه تعامل الناس بآدميه ووصل به الأمر من شفافيته عزل أبنه من وزارة الداخليه علشان محدش يقول الظابط أبن وزير الداخليه ومعاك رابط يثبت هذه الواقعه علشان محدش يكدبنا من بتوع مبارك



 
وبدأ يحارب تجارة المخدرات أو تحديدا الحشيش وكان حى الباطنيه أكبر وكر لتجارة الحشيش فى مصر ومكانتشى الشرطه بتقدر تدخله ولأن أحمد رشدى كان دارس علوم مخابرات وهو اللى رشح رأفت الهجان لمحسن ممتاز فوضع خطه مخابراتيه للقضاء على حى الباطنيه وكلف ظباط غير بتوع مكافحة المخدرات المعروفيين للتجار بتولى ملف المخدرات  وأستدعى فى مكتبه فى هذا الوقت كل الظباط المختصين بالباطنيه والمخبريين السريين وكل أفراد الشرطه المنتشرين بالباطنيه وأثناء أجتماعه معاهم هاجمت قوات الأمن المركز الباطنيه بالمصفحات والمدرعات وتوالت ضربات الشرطه لتجار وتجارة الحشيش وأرتفع سعر القرش فجأه لعدم وجوده من 4 جنيهات للقرش لـ 40 جنيه ومش موجد والحصول عليه بصعوبه






مصر كلها صحافه وشعب كانت بتتكلم على حرب الداخليه ضد تجار الحشيش ومهربيه والناس كانت متضامنه مع الداخليه وكان مشهد فى منتهى الروعه وبدأ مخدر الحشيش يبقى الحصول عليه شبه مستحيل





فجأه فى أحدى جلسات مجلس الشعب ورفعت المحجوب جالس أعلى المنصه  وقف أحمد رشدى فى المنصه اللى تحته  يشرح لنواب الشعب مجهودات الشرطه وحجم المضبوطات وأسماء كبار التجار وعلاقة بعض المسئولين فى الدوله بتجار الحشيش وعلاقة تجارة الحشيش بالسلاح والأدويه  وقال باللفظ أكبر تاجر حشيش فى البلد مستخبى فى أسكندريه أسمه أحمد المحجوب وأنا اللى حقبض عليه بنفسى ولو لقيتوا قرش حشيش بعد كده فى مصر يبقى أحمد رشدى اللى بيتاجر فيه وصفق البرلمان بالكامل لمده طويله لجرأة الوزير أحمد رشدى وهو يتكلم عن أخو رئيس مجلس الشعب ارجل الثانى فى الدوله بهذه الطريقه






طبعا كانت شعبية أحمد رشدى رهيبه فى هذا الوقت وكان عامل أحلى شغل فى الداخليه وغير فيها ظباط كتير وكان لما ينزل الشارع الناس تتلم حواليه ويتكلم معاهم ويسمع شكاويهم وأرتفعت شعبية أحمد رشدى لعنان السماء خصوصا بعد موضوع البكوشى اللى أزهل العالم كله وضحك الكره الأرضيه على القذافى والمخابرات الليبيه ولو تحبوا التفاصيل أنا جاهز والحمد لله لأنى كنت معاصر هذه الفتره وقرأت ك ماكتب عن موضوع أحمد رشدى وقتها وكل القضايا اللى أتقفشت وقتها  وفاكرها كويس لكن أصابعى بدأت تؤلمنى فلنا لقاء قادم متى شاء الله

جنرال بهاء الشامى   







هناك 9 تعليقات:

  1. سلمت يداك ياجنرال
    هذه القبة فی 83 - 84-85
    صح كده

    ردحذف
  2. تسلم ايدك يا جنرال.... ربنا يتم شفاءك على خير 🌷🌷🌷

    ردحذف
  3. حكاية البكوش افقدوها قيمتها بتقديمها في الفيلم الكوميدي بكيزة وزغلول بطريقة فجة غير لائقة

    ردحذف
  4. الف سلامه عليك ياجنرال

    ردحذف
  5. لماذا لا يستمر مسئول نزيه فى موقعه مدة طويلة ...لماذا يكره معظم المسئولين النزاهة والضمير ...حدث هذا مع كثيرين منهم الجمسى واحمد رشدى وحسبالله الكفراوى وغيرهم ..تمت محاربتهم وهم فى مناصبهم .وبعد مغادرة المنصب تم النكيل بهم بشتى الوسائل

    ردحذف
  6. في جزئية المشير الجمسي
    أسأل أين وزير الدفاع وقتها وأين مستشفيات الجيش
    المشير طنطاوي أمر بمعاملة الشاذلي معامله حسنه

    ردحذف