الثلاثاء، 1 يناير 2019

الموقف الأسباجتى رقم 21

أثار أنسحاب أمريكا من سوريا تساؤلات عديده بين أوساط السياسيين على مختلف ميولهم وبرع المحللون فى تقديم التحليلات كلُ على حسب ميوله السياسيه وطرحتم حضراتكم بعض التساؤلات ووعدنا بالأجابه عليها ونحن الآن بصدد الرد على أستفسارات حضراتكم وتبيان الوقف الأكثر تعقيداً بالعالم

قبل السرد برجاء قراءة هذا المقال





أمريكا بعد حرب عام 1973 م عكف خبرائها على تحليل أحداث تلك الحرب ودونوا ملاحظاتهم أن أسرائيل بعد تهديدها بضرب العرب ومصر بالنووى أصبحت تشكل تهديداً للمصالح الأمريكيه بالمنطقه فقد عفا الزمن على الأستعمار المباشر وأصبح الستعمار الحديث هو التحكم فى ثرواتك أنت تنتجها وتصدرها لهم واللى تبيع بيه ثرواتك تشترى به سلاح منهم


من هنا كان يجب وقف جماح وغرور إسرائيل للحفاظ على البقره الحلوب العربيه وكان ولابد من وجود توازن نووى فى المنطقه يجعل من أسرائيل تفكر مليون مره قبل التهديد مره أخرى بضرب العرب


الأمريكان يعلمون تماما أن الدول العربيه تدار بميول حكامها فليس هناك أستراتيجيه ثابته يسير عليها الحاكم وتختلف طريقة التنفيذ من حاكم لأخر  ومن هنا لايصلح العرب لأمتلاك مثل هذا السلاح لأن لابد اللى يمتلكه يكون تحت طوعى أو أقدر أضغط عليه


كان شاه إيران أكبر نصير لمصر فى حرب أكتوبر فوجدوا فى أيران بمذهبها الشيعى فرصه لاتقارن يخلصوا من الشاه نصير العرب ويخلقوا بعبع للتيار السنى لخلق توتر بالمنطقه لصالح مصانع سلاحهم ووجدوا ضالتهم فى الخومينى القابع بفرنسا وكانت الثوره الأيرانيه وتفكك الأتحاد السوفيتى وأنتقلت التكنولوجيا النوويه لأيران تحت سمع وبصر جميع الأقمار الصناعيه وتحت سمع وبصر كل أجهزة مخابرات العالم وأمريكا عملت نفسها من بنها


كان من الطبيعى أسرائيل تضرب أيران زى ماضربت العراق لكنها لم تأخذ الضوء الأخضر كما حدث فى العراق وإلا لن تجد من يقف خلفها ضد هياج المجتمع الدولى الذى ستشحنه أمريكا ضدها

يظل الجدال والمناوشات وأشى حصار على أشى مقاطعه على خشبة المسرح السياسى للمخرج الأمريكى وسط ذهول كل الممثلين وفنانى العرض المسرحى لكن متمرسى المطابخ السياسيه يعلمون مالايعلمه العوام السياسيين العاطفيين


أمريكا بتعرف تروض إيران وتعرف كيف تكبح جماحها


أمريكا بتعرف تفرض الحصار على إيران وتعرف تعمل نفسها مش واخده بالها من ضرب تورأيا للحصار


أمريكا بفلوس العرب عرفت تاخد العراق من العرب وتسلمها لأيران تشطيب على المفتاح


أمريكا اللى سمحت لأيران تحط رجليها فى سوريا من أول مشكلة الملف السورى وكان بيتم تهجير السنه وأحلالهم بالشيعه وهى تعلم تماما علاقة بشار بإيران وهى اللى سمحت بمرور الأيرانيين من العراق لسوريا برى وطيران وسمحت بتغيير ديمجرافية سوريا لشيعيه بدون سنه لتحقق هدفين حصار أسرائيل وتجيب إيران جنب أسرائيل  وحصار العرب وحرمانهم من أقوى جيشين لديهم وكل ده بيصب فى جيب تاجر السلاح الأمريكى لأن كل المنطقه دخلت فى صراع على أمتلاك السلاح حتى تحولت السعوديه لأكبر مخزن للسلاح بالعالم


كان كل ده بيتم بورقة ضغط وبعبع إيران والسعوديه ودول الخليج بتدفع فى ظل غياب دور مصرى أصيل حتى عام 2014 م


حققت أمريكا كل أهدافها الغير معلنه فى سوريا والمنطقه وخرجت فائزه فى أهم ملفاتها وأن كان الشكل العام أنها خسرت عسكرياً أمام أقوى ترسانة سلاح حديثه روسيه لكنها حققت غرضها الخفى وأصبحت أيران تحاصر العرب وأسرائيل


أمريكا قضت على أهم جيشين فى المنطقه وهذا يرضى الأسرائيليين لكنها سمحت بتوغل إيرانى وهذا يغضب اليهود وكان ذلك واضحا فى خلافات نتانياهو مع أوباما وشفنا بنفسنا نتانياهو راح أمريكا وخطب فى الكونجرس بدون مقابلة أوباما وبدون تصريح وبدون أى داعى لكى يقول نتانياهو لأوباما نحن من نملك أوراق اللعبه

جاء ترامب وكلما حاول الخروج عن الأراده اليهوديه أثاروا من حوله المشاكل شفنا كلنا كيف تم ترويضه فى أغسطس الماضى قبل خطاب السيسى فى الأمم المتحده وتم تأجيل عرض صفقة القرن لشهر نوفمبر وكسب ترامب بعض الوقت لكنه لم يوفى بعهده ومرت عام 2018 م بدون ظهور الصفقه للنور خوفا من غضب العرب ولكن ولآن اليهود يعشقون الصدام فهم لايخشون ردود الأفعال الشعبيه العربيه والأسلاميه ويريدون أن يضعوا الأمريكان فى وجه المدفع

ترامب عارف أن ظهور هذه الصفقه للنور سيعرض مصالح أمريكا للخطر فى كل الدول الأسلاميه فهو يحاول المماطله وكسب الوقت لكن اليهود يحاولون الضغط وفشلت كل الضغوط

نتانياهو يريد دعم لممارسة ضغوط أقوى وأشد فدعا لأنتخابات برلمانيه مبكره وهو يعلن فى سفاقه وسفاله أن حكومته القادمه ستكون مشتركه مع اليمين الدينى المتطرف اليهودى لكى يستطيع شحن كل قوى اليهود ومنظماتهم ضد ترامب وأمريكا لأنتزاع إعلان صفقة القرن وأخذ ضوء أخضر بضربات أستباقيه ضد إيران على الأقل فى سوريا لبعادها عن حدود إسرائيل


الحل فى عيون الأمريكان والعالم هو أعطاء الصبغه القانونيه لما وصل له التغيير الديمجرافى فى سوريا ودعوة السعوديه متعهدة التخريب وإعادة الأعمار للبدأ فورا فى إعادة إعمار سوريا


هنا سيبدأ الصدام لأن السعوديه لن تشترك فى إعادة إعمار سوريا فقد خسرت الجلد والسقط وكسبت إيران كل شئ ولن تعطى لأيران حق الوجود الشرعى فى سوريا وستحاول أبقاء الوضع على ماهو  عليه ولن تساهم فى إعادة الإعمار لأن حتى النصر المعنوى لم تحصل عليه وظل بشار على كرسى الحكم ومشترك فى المرحله الأنتقاليه

لن تطيع السعوديه ترامب لتعطى اليهود إيحاء أنها وهم فى مركب واحد ضد أيران ومن هنا سيصبح ترامب فى مواجهه مباشره مع اليهود والسعوديين ومعركه ستطول الكاسب فيها الدب الروسى وإيران


مصر حققت هدفها الرئيسى وحافظت على التراب السورى موحداً وسيظل كذلك لكنها فى حيره تريد عودة الأستقرار فى سوريا لكن هناك معضله وهى كيفية إخراج الخازوق الأيرانى الذى زرعته روسيا وأمريكا وليس هناك حل سوى بذل مساعى لتقريب وجهات النظر بين السعوديه وإيران والقيام بدور وسيط عاقل لكن سيظل ترامب يضغط على محمد بن سلمان لذلك سيكون هذا العام هو عام تمكينه رسميا من حكم المملكه لأخراجه من دائرة ضغوط الأمريكان وأضعاف دور تورأيا فى هذا الملف المعقد

عام 2019 م سيكون هو القاصى والمجهد للخارجيه المصريه لأن التخريب سهل لكن البناء أصعب لكن كيف يتم البناء وإعطاء شرعيه لأيران هذا ماستجيب عنه الأحداث هذا العام العصيب على السياسه المصريه التى ستحاول إستغلال أنتعاش أقتصاد مصر فى بوادر نهاية هذا العام لتقوية موقفها السياسى وفرض رؤيتها السياسيه بتطويع المنطقه مخابراتيا

جنرال بهاء الشامى

هناك 7 تعليقات:

  1. نحن نتابع يا جنرال استمر جزاك الله خيرا

    ردحذف
  2. وصلت يا جنرال
    و حاحاول اخلص من عواطف السياسية

    ردحذف
  3. تسلم ايدك يا جنرال 🌷🌷🌷

    ردحذف
  4. تحليل سلس وراااائع
    جزاكم الله خيرااا

    ردحذف
  5. تحليل سلس وراااائع
    جزاكم الله خيرااا

    ردحذف
  6. س- مصر لن تمتلك قوة رد نووية -عشان مش تحت طوع ماما ؟
    س - لما اتفكك الاتحاد الروسي - احنا ما اخدناش حاجة من تورتة ايران؟
    * فعلا امريكا بمعرفتها بشخصيات حكام العرب - عرفت تدمر العراق - زي مقلت سلمتها لايران تشطيب على المفتاح وكمان كانت مفروشة بالاساس الفاخر العربى!!
    س - نعلم ان صواريخ ايران يمكن ان تصل الى الاجواء المصرية - هل تملك مصر الردع اللازم لذلك؟
    س- هل تعتقد حضرتك ان اسرائيل وايران على خلاف فى تحقيق اهدافهما الاستراتيجية (تدمير العرب - وعلى راسهما مصر)؟وان امريكا تظهر لنا دائما ان اسرائيل عدوها اللدود ايران ؟
    س- بمعنى لما يبقي هو الملك سينفذ كل طلبات امريكا المطلوبة بالمقابل لذلك؟ طب وحدة سوريا - ماذا ستفعل مصر حينذاك؟
    ** كل منقول قربت تتحل - نلاقى نفسينا هناك بعيد قوى - امتى بقى نرتاح شوية من ذلك الصراع ؟
    شكرا لكم يا ج . بهاء

    ردحذف