" والليل إذا يغشى " " م "
قالوا مقترحين ، يريدون إعناته:
- يا محمد ، فإن كنت غير قابل منا شيئاً مما عرضناه عليك ، فإنك قد علمت أنه ليس من الناس أحد أضيق بلداً ولا أقل ماء ولا أشد عيشاً منا ، فسلْ لنا ربك الذى بعثك بما بعثك به ، فليُسيِّر عنا هذه الجبال التى قد ضيقت علينا ، وليبسط لنا بلادنا ، وليفجر لنا فيها أنهاراً كأنهار الشام والعراق ، وليبعث لنا من مضي من آبائنا - وليكن فيمن يُبعث لنا منهم "قصي بن كلاب" فإنه كان شيخ صدْق - فنسألهم عما تقول: أحق هو أم باطل؟ فإن صدقوك وصنعت لنا ما سألناك ، صدقناك وعرفنا به منزلتك من الله ، وأنه بعثك رسولا كما تقول ..
- يا محمد ، فإن كنت غير قابل منا شيئاً مما عرضناه عليك ، فإنك قد علمت أنه ليس من الناس أحد أضيق بلداً ولا أقل ماء ولا أشد عيشاً منا ، فسلْ لنا ربك الذى بعثك بما بعثك به ، فليُسيِّر عنا هذه الجبال التى قد ضيقت علينا ، وليبسط لنا بلادنا ، وليفجر لنا فيها أنهاراً كأنهار الشام والعراق ، وليبعث لنا من مضي من آبائنا - وليكن فيمن يُبعث لنا منهم "قصي بن كلاب" فإنه كان شيخ صدْق - فنسألهم عما تقول: أحق هو أم باطل؟ فإن صدقوك وصنعت لنا ما سألناك ، صدقناك وعرفنا به منزلتك من الله ، وأنه بعثك رسولا كما تقول ..
رد المصطفي علي مقترحاتهم:
" ما بهذا بعثت إليكم. إنما جئتكم من الله بما بعثنى به وقد
بلغتكم ما أرسلت به إليكم. فإن تقبلوه فهو حظكم في الدنيا والآخرة ، وإن تردوه
علىّ أصبر لأمر الله حتى يحكم بينى وبينكم"
قالوا:
- فإذا لم تفعل هذا لنا فخذ لنفسك: سلْ ربك أن يبعث معك ملكاً يصدقك بما تقول ويراجعنا عنك ، وسله فليجعل جناناً وقصوراً وكنوزاً من ذهب وفضة يغنيك بها عما نراك تبتغى - فإنك تقوم بالأسواق كما نقوم ، وتلتمس المعاش كما نلتمسه - حتى نعرف فضلك ومنزلتك من ربك إن كنت رسولاً كما تزعم.
وقال المصطفي كلمته:
قالوا:
- فإذا لم تفعل هذا لنا فخذ لنفسك: سلْ ربك أن يبعث معك ملكاً يصدقك بما تقول ويراجعنا عنك ، وسله فليجعل جناناً وقصوراً وكنوزاً من ذهب وفضة يغنيك بها عما نراك تبتغى - فإنك تقوم بالأسواق كما نقوم ، وتلتمس المعاش كما نلتمسه - حتى نعرف فضلك ومنزلتك من ربك إن كنت رسولاً كما تزعم.
وقال المصطفي كلمته:
" ما أنا بفاعل ، وما أنا بالذى يسأل ربه هذا ، وما بعثت إليكم
بهذا. ولكن الله بعثنى بشيراً ونذيراً فإن تقبلوا ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا
والآخرة ، وإن تردوه علىّ أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بينى وبينكم".
ولجوا في العناد فقالوا:
- فأسقط السماء علينا كسفاً كما زعمت أن ربك إن شاء فعل ، فإنا لا نؤمن لك إلا أن تفعل.
ورد المصطفى:
" ذلك إلى الله ، إن شاء أن يفعله بكم فعله".
قالوا: يا محمد ، أفما علم ربك أنا سنجلس معك ونسألك عما سألناك عنه ونطلب منك ما نطلب ، فيتقدم إليك فيعلمك ما تراجعنا به ويخبرك ما هو صانع في ذلك بنا إذ لم تقبل ما جئتنا به؟ إنه قد بلغنا أنك إنما يعلمك هذا رجل باليمامة يقال له الرحمن! وإنا والله لا نؤمن بالرحمن أبداً ، فقد أعذرنا إليك يا محمد ، وأنا والله لا نتركك وما بلغت منا حتى نهلكك أو تهلكنا ، فلن نؤمن لك حتى تأتينا بالله والملائكة قبيلا ...
ولجوا في العناد فقالوا:
- فأسقط السماء علينا كسفاً كما زعمت أن ربك إن شاء فعل ، فإنا لا نؤمن لك إلا أن تفعل.
ورد المصطفى:
" ذلك إلى الله ، إن شاء أن يفعله بكم فعله".
قالوا: يا محمد ، أفما علم ربك أنا سنجلس معك ونسألك عما سألناك عنه ونطلب منك ما نطلب ، فيتقدم إليك فيعلمك ما تراجعنا به ويخبرك ما هو صانع في ذلك بنا إذ لم تقبل ما جئتنا به؟ إنه قد بلغنا أنك إنما يعلمك هذا رجل باليمامة يقال له الرحمن! وإنا والله لا نؤمن بالرحمن أبداً ، فقد أعذرنا إليك يا محمد ، وأنا والله لا نتركك وما بلغت منا حتى نهلكك أو تهلكنا ، فلن نؤمن لك حتى تأتينا بالله والملائكة قبيلا ...
وأيقن المصطفي ألا معنى للمضي في ذلك الجدل العقيم ، فقام عنهم
، وقام معه ابن عمته عاتكة: عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة المخزومى ، فقال له:
- يا محمد ، عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبله منهم ، ثم سألوك لأنفسهم أموراً
ليعرفوا بها منزلتك من الله كما تقول ويصدقوك ويتبعوك فلم تفعل. ثم سألوك أن تأخذ
لنفسك ما يعرفون به فضلك عليهم ومنزلتك من الله فلم تفعل ، ثم سألوك أن تعجل لهم
بعض ما تخوفهم من العذاب فلم تفعل. فوالله لا أؤمن بك أبداً حتى تتخذ إلى السماء
سلماً ثم ترقي فيه وأنا إليك حتى تأتيها ، ثم تأتى معك أربعة من الملائكة يشهدون
لك أنك كما تقول! وايمُ الله لو فعلت ذلك ما ظننت أنى أصدقك!
أكان يجدى مع مثل هذا ، جهد إقناع؟
وانصرف المصطفي إلى أهله حزيناً آسفاً لما فاته مما كان يطمع به من قومه حين دعوه ..
أكان يجدى مع مثل هذا ، جهد إقناع؟
وانصرف المصطفي إلى أهله حزيناً آسفاً لما فاته مما كان يطمع به من قومه حين دعوه ..
حتى آنسه الوحى بكلمات ربه:
بسم الله الرحمن الرحيم .. {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ
وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ
بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا
لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ
إِلَّا كُفُورًا (89) وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ
الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ
فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ
كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ
قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي
السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا
نَقْرَؤُهُ ۗ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93)
وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَنْ
قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا (94) قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ
مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ
مَلَكًا رَسُولًا (95)قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ۚ
إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (96)} .. صدق الله العظيم.
**********
عزيزى القارئ:
_________
إعنات: شدد عليه - أضَرَّ به وأفسده - المشقة والهلاك
**********
عزيزى القارئ:
_________
إعنات: شدد عليه - أضَرَّ به وأفسده - المشقة والهلاك
فليُسيِّر: حركة - دفعه بقوة - أرسله _ يقتفي أثره - تحذوه
يراجعنا: ردد - أعاد النظر في الأمر - يبحث فيه ويجعله يعيده
ليتأكد منه
جناناً: ما سَتَرَّ - القلب - جوف - مرآة النفس
تلتمس: تطلب منه - تطلب العون
ولجوا: دخلوا فيه - سلمه لأحد - سلمه إليه
كسفاً: قطع عذاب كأصحاب الأيكة - قطعه - قطعاً متفرقة - ذهب
ضوءها
اليمامة: صاحب اليمامة: هو أبو على هوذة بن علي بن ثمامة بن
عمرو بن عبد العزى بن سحيم بن مرة ابن الدول الحنفى ذو التاج - كانذا قدر عال في
قومه رجلاً جميلاً شجاعاً لبيباً له شرف وذكر وصاحب رأى وحيلة لكن رأيه خاب فلم
يستجب للدعوة الاسلامية وكان يحرس القوافل لكسرى عند مرورها بديار بنى حنيفة فى
اليمامة وهى في طريقها إلي تجران واليمن .. وكان ممن دعاهم الرسول للاسلام برسالة
وكان رده "ما أحسن ما تدعو إليه وأجمله وأنا شاعر قومى وخطيبهم والعرب تهاب
مكانى فاجعل فاجعل إلي بعض الأمر أتبعك"
فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابه قال: "لو سألنى سيابة ما فعلت باد وباد ما في يديه" (السيابة: واحدة البلح أو البسر الأخضر - وابسر قشرها وطلبها في غير حينها)
ومات هوذة بعد رده على رسول الله بقليل وقيل مات في عام الفتح.
فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابه قال: "لو سألنى سيابة ما فعلت باد وباد ما في يديه" (السيابة: واحدة البلح أو البسر الأخضر - وابسر قشرها وطلبها في غير حينها)
ومات هوذة بعد رده على رسول الله بقليل وقيل مات في عام الفتح.
ايم: أيّم "الهمزة همزة وصل" - يستعمل للقسم ومعناها
أيمن الله قسمى وأيمن الله لأبلغن الهدف
ظهيراً: معيناً لهم على ما هم عليه - معيناً للكفار- كما جاء
في آية 88 من سورة الإسراء وآية 17و86 من سورة القصص
كفوراً: جحوداً وكفراناًبالنعمة - جحوداً للحق - نقيض الشكر -
كما جاء في آية 89 من سورة الإسراء و50 من سورة الفرقان
جاحد: كافراً لكل النعم - عاق للمعروف - (نلاحظ أن المعنى غير
ما يتم استخدام هذه الكلمة في وقتنا الحاضر والتى يستخدمها الشباب بعض على أنها
صفة حسنة)
عزيزى القارئ:
________
وضحت لنا د. "بنت الشاطئ" استمرار تعنت قريش مع الرسول صلى الله عليه وسلم وطلبهم طلبات تشبهوا بأقوام سابقين لم يصدقوا رسلهم سواء في طلب الأنهار والأرض المنبسطة وييسر معيشتهم ويبعث ويرجع أمواتهم ليخبروهم بصدقه ومن طلب سلماً ليصعد عليه للسماء ويعود بملائكة .. الخ .. وأنه مثلهم يلتمس سُبل المعيشة ويرتاد الأسواق مثلهم .. الخ .. وردد رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه ما قاله من قبل وتيقن أن الجدال معهم عقيم .. فانصرف حزيناً .. فنزلت عليه كلمات ربه مع الحى تخفف عنه .. وهى آيات من سورة "الإسراء" من رقم 88 حتى 96 وتفسيرها كالآتى:
عزيزى القارئ:
________
وضحت لنا د. "بنت الشاطئ" استمرار تعنت قريش مع الرسول صلى الله عليه وسلم وطلبهم طلبات تشبهوا بأقوام سابقين لم يصدقوا رسلهم سواء في طلب الأنهار والأرض المنبسطة وييسر معيشتهم ويبعث ويرجع أمواتهم ليخبروهم بصدقه ومن طلب سلماً ليصعد عليه للسماء ويعود بملائكة .. الخ .. وأنه مثلهم يلتمس سُبل المعيشة ويرتاد الأسواق مثلهم .. الخ .. وردد رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه ما قاله من قبل وتيقن أن الجدال معهم عقيم .. فانصرف حزيناً .. فنزلت عليه كلمات ربه مع الحى تخفف عنه .. وهى آيات من سورة "الإسراء" من رقم 88 حتى 96 وتفسيرها كالآتى:
هى من السور المكية التى تهتم بشئون العقيدة .. "لو اتفق
واجتمع أرباب الفصاحة والبيان من الإنس والجان وأرادوا أن يأتوا بمثل هذا القرآن
لما أطاقوا ذلك ولو تعاونوا وتساعدوا على ذلك جميعاً فإن هذا أمر لا يستطاع وليس
بمقدور أحد .. أى بيَّنا لهم الحجج والبراهين القاطعة .. ووضحنا لهم الحقَّ
بالآيات والعِبَر .. والترغيب والترهيب .. أى ومع البراهين القائمة والحجج الواضحة
أبي أكثر الناس إلا جحوداً للحق وتكذيباً لله ورسوله .. لما تبين إعجاز القرآن ولزمتهم
الحجة وغلبوا أخذوا يتعللون باقتراح الآيات والخوارق والمعنى قال المشركون لن
نصدقك يا محمد حتى تشقق لنا من أرض مكة عيناً غزيرة لا ينقطع منها الماء .. أى
يكون لك بستان فيه أنواع النخيل والأعناب .. أى تجعل الأنهار تتفجر فيها وتسير
بوسطها بقوة وغزارة .. هذا هو الاقتراح الثالث أى تجعل السماء تتساقط علينا
قِطَعاً قِطَعاً كما كنتَ تخوّفنا وتزعم أن الله سيعذبنا إن لم نؤمن بك او تحضر
لنا الله وملائكته مقابلةً وعياناً فنراهم .. ويكون لك قصر مشيد عظيم من ذهب لا من
حجر أو طين .. اقتراحات وطلبات كلها تدل على سفه وجهل كبير بسُنة الله في خلقه
وبحكمته وجلاله أى أو تصعد يا محمد إلى السماء بِسًلَّم ولن نصدقك لمجرد صعودك حتى
تعود ومعك كتاب الله تعالي منشور أنك عبده ورسوله نقرؤه بأنفسنا .. قل لهم يا محمد
تعجباً من فرط كفرهم وعنادهم : سبحان الله هل أنا إله حتى تطلبوا منى أمثال هذه
المقترحات؟ .. ما أنا إلا رسول من البشر بعثنى الله إليكم فلم هذا الجحود
والعناد؟! .. أى إن السبب الذى منع المشركين من الإيمان بعد وضوح المعجزات هو
استبعاد أن يبعث الله رسولاً إلى الخلق من البشر .. فلماذا يكون بشراً ولا يكون
ملكا؟ وقد رد الله تعالى عليهم .. لو كان أهل الأرض ملائكة يمشون على أقدامهم كما
يمشي الناس ساكنين في الأرض مستقرين فيها .. لنزلنا عليهم رسولاً من الملائكة ولكن
أهل
الأرض بشر فالرسول إليهم بشر من جنسهم .. إذ جرت حكمة الله أن يرسل إلى كل قومٍ
رسولاً من جنسهم ليمكنهم الفهم عنه ومخاطبته .. وهذا تسفيه وتجهيل لمنطق المشركين
.. أى كفي بالله شاهداً على صدقي .. هو تعالى العالم بأحوال العباد وسيجازيهم
عليها"
وقبل أن أترككم بعد كلمات الله العزيز المتعال .. أترك لكم
رابط فيديو للشخص الذى تحدى النبي صلَّ الله عليه وسلم بأن يضع قدمه على رأسه
الشريفة وهو ساجد فلنتعرف ما الذى حدث عند ذلك؟ ومدة الفيديو 5:55 دقيقة
أستودعكم في رعاية الله إلي أن يشاء رب العالمين بلقاء ومقال
آخر
اللهم صلِّ على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمى بقدر
عظمة ذاتك في كل وقت
فريق مصر أم الكون
خديجه حسين
صل الله عليه وسلم
ردحذف