" أم يقولون افتراه؟ " " ج "
تسامعت قريش بخروج سيد بنى دوس "الطفيل بن عمرو"
قاصداً إلي مكة في الموسم ، فأسرع رجال منهم يستقبلونه علي مشارفها قبل أن يدخلها
، وهم يحسبون له ألف حساب: كان شاعراً شريفاً لبيباً مطاعاً في قومه ، فلو أنهم
تركوه يستمع إلى القرآن لأسلم ، وأسلمت من ورائه قبيلة دوس كلها.
قالوا: يا طفيل ، إنك قدمت بلادنا ، وهذا الرجلُ الذى بين
أظهرنا قد أعضل بنا ، وقد فرق جماعتنا وشتت أمرنا. وإنما قوله كالسحر يفرق بين
الرجل وبين أبيه وأخيه وزوجه ، وإنا نخشي عليك وعلى قومك ما قد دخل علينا ، فلا
تكلمنّه ولا تسمعن له شيئاَ.
ثم ما زالوا به حتى أقنعوه ، فاطمأنوا إلى وعده وقد أجمع ألا
يكلم محمداً ولا يسمع منه.
ومضي إلى الكعبة وقد حشا أذنيه قطناً ، يتقي به أن يبلغه صوت
الداعى إلى الإسلام. لكنه ما كاد يرى المصطفى قائماً يصلي عند الكعبة حتى اقترب
منه ، فنفذت إلي سمعه كلمات من القرآن لم يفلح في صدها ما حشا به أذنيه.
قال يحدث نفسه: واثكل أمى! والله إنى لرجل لبيب شاعر ما يخفي
القول علىّ ، فما يمنعنى من أن أسمع من هذا الرجل ما يقول ، فإن كان حسناً قبلته
وإن كان قبيحاً تركته؟
وانتظر حتى انصرف المصطفي إلى بيته فاتبعه ، ودخل عليه فقال:
- يا محمد ، إن قومك قد قالوا لي كذا وكذا ... فوالله ما برحوا يخوفوننى أمرك حتى سددت أذنى لئلا أسمع قولك. ثم أبي الله إلا أن يسمعنى قولك فسمعته قولاً حسناً ، فاعرض علىّ أمرك.
- يا محمد ، إن قومك قد قالوا لي كذا وكذا ... فوالله ما برحوا يخوفوننى أمرك حتى سددت أذنى لئلا أسمع قولك. ثم أبي الله إلا أن يسمعنى قولك فسمعته قولاً حسناً ، فاعرض علىّ أمرك.
وعرض المصطفي عليه الإسلام وتلا عليه القرآن ، فيقول الطفيل:
" فلا والله ما سّمعت قولاً قط أحسن منه ولا أمراً أعدل منه. فأسلمت وشهدت شهادة الحق ، وقلت: يا نبي الله ، إنى امرؤ مطاع في قومى وأنا راجع إليهم وداعيهم إلي الإسلام فادع الله أن يجعل لي آية تكون لي عوناً عليهم فيما أدعوهم إليه".
ودعا له المصطفي ..
" فلا والله ما سّمعت قولاً قط أحسن منه ولا أمراً أعدل منه. فأسلمت وشهدت شهادة الحق ، وقلت: يا نبي الله ، إنى امرؤ مطاع في قومى وأنا راجع إليهم وداعيهم إلي الإسلام فادع الله أن يجعل لي آية تكون لي عوناً عليهم فيما أدعوهم إليه".
ودعا له المصطفي ..
ورجع الطفيل إلي قومه ووجهه يتألق بنور الإيمان ، فأقام فيهم
يدعوهم إلى الإسلام ، حتى كانت غزوة خيبر ، فإذا بالطفيل بن عمرو الدوسي يفد على
المصطفي في دار هجرته ، ومعه سبعون أو ثمانون بيتاً أسلموا من قبيلة دوس.
وبقي الطفيل في صحبة المصطفى حتى لحق صلى الله عليه وسلم
بالرفيق الأعلى ، فقاتل مجاهداً في حرب الردة حتى قتل شهيداً في "اليمامة".
**********
عزيزى القارئ:
_________
أظهرنا: ما كان مخفياً - أظهر - أبرز - استخف
عزيزى القارئ:
_________
أظهرنا: ما كان مخفياً - أظهر - أبرز - استخف
مشارفها: ما يحيط بها من قرى وبايات وضواحى - تدنو منها
أعضل: عُسر - اشتد واستغلق - ضيق عليه
واثكل: فجيعة فقد شخص ما بالموت والهلاك
عزيزى القارئ:
_________
تصف لنا كاتبتنا د. "بنت الشاطئ" أحد مواقف كفار قريش لمعاداة سيدنا "محمد" عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ولدينه الجديد .. كما أننا نتوقف عند قصة "الطفيل بن عمرو" سيد بنى دوس ويتأكد إيماننا بكل المكتوب لنا .. فإذا أراد الله لشخص ما شيئاً فكل العالم لا يستطيع تغييره .. اللهم اجعل لنا الخيروالرضي في كل ما قسمته لنا .. آمين .. "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" .. فنجد أن د. "بنت الشاطئ" قد مرت سريعاً على هذه الشخصية "الطفيل بن عمرو" .. وتوجد تفاصيل في موقف إقتناعه بالدين الجديد وإعلان إسلامه ودعوته لقومه للدين الجديد أود أن نتعرف عليها معاً .. وهى برواية في رابط الفيديو التالي الذى مدته 3:00 دقائق
_________
تصف لنا كاتبتنا د. "بنت الشاطئ" أحد مواقف كفار قريش لمعاداة سيدنا "محمد" عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ولدينه الجديد .. كما أننا نتوقف عند قصة "الطفيل بن عمرو" سيد بنى دوس ويتأكد إيماننا بكل المكتوب لنا .. فإذا أراد الله لشخص ما شيئاً فكل العالم لا يستطيع تغييره .. اللهم اجعل لنا الخيروالرضي في كل ما قسمته لنا .. آمين .. "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" .. فنجد أن د. "بنت الشاطئ" قد مرت سريعاً على هذه الشخصية "الطفيل بن عمرو" .. وتوجد تفاصيل في موقف إقتناعه بالدين الجديد وإعلان إسلامه ودعوته لقومه للدين الجديد أود أن نتعرف عليها معاً .. وهى برواية في رابط الفيديو التالي الذى مدته 3:00 دقائق
عزيزى القارئ:
_________
وما دمنا في رحاب "المصطفى" عليه أفضل الصلاة والسلام .. فلنتصفح بعض صفحات من مسيرة السيدة الفاضلة الشريفة "آمنة بنت وهب":
_________
وما دمنا في رحاب "المصطفى" عليه أفضل الصلاة والسلام .. فلنتصفح بعض صفحات من مسيرة السيدة الفاضلة الشريفة "آمنة بنت وهب":
كان يؤنسها بحديثه عما رآه في رحلته إلي عرافة خيبر .. التى
أشارت بضرب القداح علي الإبل العشرة والتى وصلت للمائة حتى تم فداه .. لكن
"آمنة" لم تكن تنصت لحديث زوجها .. بل كانت في شاغل آخر ، كانت تفكر في
أمر ما ، وسألت زوجها فجأة كأنها تقطع حبل الحديث أو تغير من إتجاهه:
- هلا حدثتنى يا "عبد الله" عن تلك النسوة اللاتى شغلنك في أيامك هذه؟
نعم ، كانت "آمنة" أنثي ككل الأنثيات تحب زوجها وتشعر بحبه لها وتخشي عليه وتحس بالغيرة عليه من أى أنثي غيرها ، وإذا ب "عبد الله" تنفرج أساريره فرحاً بغيرتها عليه ، فقال لها في ود وراح يطمئنها:
- ما شغلنى عنك قط يا "آمنة" ، ولكن الذى سمعته من تعرضهن لي وإنصرافى عنهن.
فإطمأنت "آمنة" ورضيت بحب زوجها الخالص لها وحدها ، ولكن "عبد الله" إسترسل قائلاً:
- على أن للقصة بقية لم تسمعى بها لأنها حدثت في يومنا هذا ، إذ كنت عائداً من داركم إلى دارنا هنا لكى أهئ لكِ فيها مكاناً آمناً وأعد الدار لاستقبال ملكتها الغالية ، وشغلت بهذا يومى كله فلم أكد أُحَدِثْ أحداً بما كان.
فسألته "آمنة" وقد عاودتها الغيرة على حبيبها:
- أخاطبات جديدات يطلبن القرب من فتى مكة؟
فتبسم "عبد الله" من قولها بل من دعابتها الحلوة ، وهى تلمح بأن تلك النسوة لا زلن يطمعن في زوجها ، فراح يطمئنها محاولاً إزالة مخاوفها وإبعاد شبح غيرتها ، فأجابها:
- كلا يا "آمنة" بل زاهدات فيه. مصرفات عنه. كأن لم يكن هو نفسه ذلك الفتى الذى تعلقن به منذ أيام.
وأمسك "عبد الله" برهة ، وهو يرنو إلى زوجته كأنه يريد أن يتلمس وقع حديثه عليها ، فما زادت إلا أن أومأت إليه ليمضي في قصته فاستطرد قائلاً:
- أجل يا مهجتى ، لقد مررت بهن اليوم في طريقي بين دار أبيكِ ودارنا هذه ، فإذا بهن يشحن عنى بوجههن ، مُعرضات عنى إلي حد دفعنى الشوق لمعرفة سر هذا الإنقلاب المفاجئ ، حتى سألت إحداهن ، وهى رقية بنت نوفل:
- ما لكِ لا تعرضين عليّ اليوم ما كنت قد عرضته عليّ بالأمس القريب؟
فأجابت بالعجب: لقد فارقك النور الذى كان معك بالأمس قبل أن تبنى ب "آمنة" ، وكنت أرغب في هذا النور الذى كنت أراه فيك ، ولعل "آمنة" قد فازت به ولذا فليس لي بك اليوم حاجة.
وإستطرد عبد الله: وكذلك أعرضت عنى فاطمة بنت مر قائلة: "يا فتى ما أنا بصاحبة ريبة ، ولكنى كنت قد رأيت في وجهك نوراً فأردت أن يكون لي ، ولكنى الآن لا أراك إلا دونه ، فماذا صنعت؟
فقال: لقد تزوجت "آمنة بنت وهب"
وتوقف ليرى أثر كلامه عليها فوجدها تلقي إليه آذاناً واعية ، فاستطرد قائلاً وهى تحملق فيه:
- ولما سألت الثالثة ليلي العدوية ، أجابتنى "لقد مررت بي إذ ذاك وبين عينيك غُرة بيضاء فدعوتك لعلنى أفوز بها ، ويغلب الظن أن آمنة قد إستأثرت بها.
- هلا حدثتنى يا "عبد الله" عن تلك النسوة اللاتى شغلنك في أيامك هذه؟
نعم ، كانت "آمنة" أنثي ككل الأنثيات تحب زوجها وتشعر بحبه لها وتخشي عليه وتحس بالغيرة عليه من أى أنثي غيرها ، وإذا ب "عبد الله" تنفرج أساريره فرحاً بغيرتها عليه ، فقال لها في ود وراح يطمئنها:
- ما شغلنى عنك قط يا "آمنة" ، ولكن الذى سمعته من تعرضهن لي وإنصرافى عنهن.
فإطمأنت "آمنة" ورضيت بحب زوجها الخالص لها وحدها ، ولكن "عبد الله" إسترسل قائلاً:
- على أن للقصة بقية لم تسمعى بها لأنها حدثت في يومنا هذا ، إذ كنت عائداً من داركم إلى دارنا هنا لكى أهئ لكِ فيها مكاناً آمناً وأعد الدار لاستقبال ملكتها الغالية ، وشغلت بهذا يومى كله فلم أكد أُحَدِثْ أحداً بما كان.
فسألته "آمنة" وقد عاودتها الغيرة على حبيبها:
- أخاطبات جديدات يطلبن القرب من فتى مكة؟
فتبسم "عبد الله" من قولها بل من دعابتها الحلوة ، وهى تلمح بأن تلك النسوة لا زلن يطمعن في زوجها ، فراح يطمئنها محاولاً إزالة مخاوفها وإبعاد شبح غيرتها ، فأجابها:
- كلا يا "آمنة" بل زاهدات فيه. مصرفات عنه. كأن لم يكن هو نفسه ذلك الفتى الذى تعلقن به منذ أيام.
وأمسك "عبد الله" برهة ، وهو يرنو إلى زوجته كأنه يريد أن يتلمس وقع حديثه عليها ، فما زادت إلا أن أومأت إليه ليمضي في قصته فاستطرد قائلاً:
- أجل يا مهجتى ، لقد مررت بهن اليوم في طريقي بين دار أبيكِ ودارنا هذه ، فإذا بهن يشحن عنى بوجههن ، مُعرضات عنى إلي حد دفعنى الشوق لمعرفة سر هذا الإنقلاب المفاجئ ، حتى سألت إحداهن ، وهى رقية بنت نوفل:
- ما لكِ لا تعرضين عليّ اليوم ما كنت قد عرضته عليّ بالأمس القريب؟
فأجابت بالعجب: لقد فارقك النور الذى كان معك بالأمس قبل أن تبنى ب "آمنة" ، وكنت أرغب في هذا النور الذى كنت أراه فيك ، ولعل "آمنة" قد فازت به ولذا فليس لي بك اليوم حاجة.
وإستطرد عبد الله: وكذلك أعرضت عنى فاطمة بنت مر قائلة: "يا فتى ما أنا بصاحبة ريبة ، ولكنى كنت قد رأيت في وجهك نوراً فأردت أن يكون لي ، ولكنى الآن لا أراك إلا دونه ، فماذا صنعت؟
فقال: لقد تزوجت "آمنة بنت وهب"
وتوقف ليرى أثر كلامه عليها فوجدها تلقي إليه آذاناً واعية ، فاستطرد قائلاً وهى تحملق فيه:
- ولما سألت الثالثة ليلي العدوية ، أجابتنى "لقد مررت بي إذ ذاك وبين عينيك غُرة بيضاء فدعوتك لعلنى أفوز بها ، ويغلب الظن أن آمنة قد إستأثرت بها.
عزيزى القارئ: ولحديثهما بقية .. نستكملها إذا شاء ربي وربكم.
اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمى
بقدر عظمة ذاتك في كل وقت
فريق مصر أم الكون
خديجه حسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق