السبت، 16 فبراير 2019

مع المصطفى فى عهد المبعث رقم 44

" بوادر التحوُّل " - 11 -
" بيعة العقبة ، ومُتَّجه الأحداث " " د "
ببيعة العقبة الكبرى ، أوشكت الجولة الأولي من جولات الصراع بين الإسلام والوثنية ، أن تنتهى في مكة ، لتبدأ جولة أخرى ...
بعد أن استنفدت تلك المواجهة الأولي ، كل ما لدى قريش من وسائل لمقاومة الدعوة ، دون أن تنتقل من موقفها علي حافة الحرب ، إلي صدام مسلح.
وبدأ التاريخ يلتفت إلى يثرب التى يتجه إليها مؤشر الأحداث ، ويستعيد ما طوى من قديم أخبارها:
من قديم بعيد موغل في أعماق الزمن إلي عصر ما بعد الطوفان ، بدأ الوجود العربي في يثرب والحجاز ..
والرواية العربية تقول إن سفينة نوح رست قريباً من "بابل" في موضع سمى "سوق الثمانين" بعدد مَن كانوا في السفينة الناجية من الطوفان ، وقد مكثوا هناك حتى كثروا وضاقت بهم المنطقة ، فتفرقوا واتجه بنو عبيل ، أخى عاد ، إلي موضع يثرب - وفي الرواية أن يثرب ، اسم أحد أبناء عبيل - فنزلوا به وعمروه. ثم مالوا إلي موضع آخر في المنطقة دهمهم به سيل جحفهم فسمى "الجحفة".
وظلت يثرب مهجورة إلي أن عمرتها قبيلة من العرب القحطانية العاربة ، بعد تصدع سد مأرب.
هذه القبيلة العربية الصميمة ، هى الأوس والخزرج.
أخوان شقيقان ، أبوهما "عمرو بن عاهر" آخر ملوك سبأ قبل خرابها.
وأمهما "قيلة" التى ينسب إليها عرب يثرب فيقال لهم "بنو قيلة".
ونزح إخوتهم "بنو جفنة بن غسان" إلي أرض الشام فأسسوا بها إمارة غسان العربية.
وآخرون من "جرهم" نزلوا حول مكة ، وهم الذين أصهر إليهم "إسماعيل بن إبراهيم الخليل" جد العرب العدنانية.
أقام بنو قيلة في يثرب دهراً طويلاً في أمن وسلام ورخاء ونعمة ، والمنطقة خالصة لهم. حتى طرأ عليهم من الشمال شراذم من فلول العصابات اليهودية ، فارين من وطأة الرومان الساحقة. وحطوا علي أخصب منطقة هناك ، فما لبثوا أن أنشبوا مخالبهم فيها واستنزفوا خيرها ، وأقاموا لهم مستعمرات حصينة في يثرب وقريظة وخيبر وفدك وتيماء ووادى القرى ، وأثروا ثراءً فاحشاً على حساب الوجود العربي الذى بدأ يهتز من وطأة الغزاة.
وقد حاول العرب ، أول الأمر ، أن يأمنوا شر يهود بعقد حلف جوار معهم. وفي ظل ذلك الحلف استطاع بنو قيلة أن يواصلوا حياتهم ويمارسوا نشاطهم ، فلما صار لهم مال وعدد قلقت يهود وخافوا على وجودهم المغتصب ، فتنمروا لهم حتى قطعوا الحلف الذى بينهم ، فأقامت الأوس والخزرج زمناً خائفين أن تُجليهم يهود عن أرضهم. إلي أن شب "مالك ابن العجلان ، أخو بنى سالم بن عوف بن الخزرج" وسوَّده الحيَّان ، فكان هو الذى تصدى لأفاعى يهود ، وقتل بضعة وثمانين من رءوسها ، فانكمشوا خائفين ، يلعنونه في بيعهم ومعابدهم كلما دخلوها. ولجئوا إلى أحياء العرب يستجدون الحماية والجوار ، وقد ذلوا وانكسرت شوكتهم وقل امتناعهم ..
وإنما مكن لهم من يثرب بعد ذلك ، ما شب بين الأوس والخزرج من خصام خبّ فيه يهود ووضعوا ، وسهروا علي إلهاب ضرامه ، لتخلو لهم الأرض الطيبة .. 
**********
عزيزى القارئ:
_________
جحف: بقايا الماء في جوانب الحوض - مال وجار وظلم - أخذه - خطفها بالصولجان - رفسه حتى يرمى به
خبّ: صفته تدل على الثبوت - خدع - غش - (لا يدخل الجنة خبّاً ولا خائن) صلى الله عليه وسلم - سهل بين مرتفعين يكون فيها الكمأة
ضرامه: اشتعال النار بالحطب وغيره سريع الالتهاب وليس له جمر - لهيبها - اتقادها
عزيزى القارئ:
_________
توضح لنا كاتبتنا د. "بنت الشاطئ" جزء هام من تاريخ وأصل العرب ومن هم سكانها الأصليين ومن هم الوافدين عليها وحالياً يزيفون التاريخ ويلعبون لعبة الزمن لكى يمكنوا أنفسهم أنهم أصل بلاد العرب والجزيرة العربية .. ليتنا نقرأ ونستوعب تاريخنا الصحيح ونعلمه للأجيال الحالية حتى نستطيع الدفاع عن وجودنا علي أُسُس سليمة وصادقة .. ولا ننسي أن في أحداث ما ذكر أعلاه بدأ التحوُّل بعد البيعة الكبرى من مكة إلي يثرب "المدينة المنورة" ..
وذكرت لنا سفينة نوح عليه السلام وهى قصة رائعة ذكرت في جميع الكتب السماوية .. وذكرت لنا كاتبتنا أنها رست بالقرب من بابل ومن سنوات قليلة ذكر بعض علماء أنهم اكتشفوها علي إحدى جبال تركيا بالقرب من الحدود العراقية السورية .. ولا زالت الدراسات تجرى للتثبت من ذلك .. وقد ذكرت قصة سيدنا نوح عليه السلام والثبات على الحق ومهمة الرسل وسفينته وقومه في عدة سور من القرآن الكريم منها "هود والصافات والشعراء والفرقان والذاريات .. الخ" .. وتم تخصيص سورة بالكامل وسميت بإسمه عليه السلام "سورة نوح"
وإليكم رابط فيديو عن ظهور هذه السفينة .. الخ .. أترككم لتشاهدوه ومدته 11:24 دقيقة
عزيزى القارئ:
_________
نعود لمولد النور الهادى سيدنا "محمد" عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .. ويروى التاريخ أن لحظة مولده قد تغيرت بعض نواميس الحياة فلقد زيدت السماء حفظاً ورد عنها المردة وذوى النفوس الشيطانية ورجمت الجان وتدلت إليه صلى الله عليه وسلم نجم الزهر واستنارت بنورها وهاد الحرم ورُبي مكة. (وهاد: جمع وهدة وهى الأرض المنخفضة - منطقة مستطيلة ذات ضغط منخفض في الجو - أرض حفرتها السيول المتدفقة من مكان عالى - قاع بين قمتين) (رُبي: جمع ربوة وهو ما ارتفع من الأرض بين سهلين)
وخرج معه صلوات الله وسلامه عليه نوراً أضاء قصور الشام القيصرية وسرايات القيصر الرومانى في ذاك الزمان .. فرآها من بطاح مكة داره ومغناه وانصدع ديوان كسرى بمدينة المدائن الكسروية الذى رفع أنو شروان سمكه وسواه وسقطت أربعة عشر من شرفاته العلوية وكسر سرير الملك كسرى العجم لهول ما أصابه وعراه .. وخمدت النيران المعبودة في الممالك الفارسية وانقلبت أوعيتها وجفت مياه البحيرة المقدسة بحيرة ساوة ويقال عنها أيضاً ناوة و .. و .. وغيرها .. من الخرائق والمعجزات (سَمْكه: سقف - القامة من كل شئ - ارتفاعه - غلظة وثخانته) .. ذكرتها لكم في لقاءات سابقة وكذلك في بعض روابط فيديو
اسمحوا لى بالتوقف لحين لقاء قادم إذا كان في العمر بقية بإذن الرحمن.
اللهم صلِّ على سيدنا "محمد" وآله صلاة تسخر لنا بها كل شئ يا من بيده ملكوت كل شئ


فريق مصر أم الكون

خديجه حسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق