السبت، 16 مارس 2019

الدين الأبراهيمى الجديد رقم 15


ردا على كاتب المقال ( هل يمكن ان تتحقق عدالة انسانية كاملة و حقيقية .. الخ )

بداية اوجه النصح
حتي لا يفتن احد من طريقه العرض
فقال سبحانه و تعالى و اتقون يا أولي الالباب ، و قال جل و علا و يحذركم الله نفسه ،
و هنا فإنني و بعد قرائتي للمقاله التي يشوبها الكثير جدا من الشوائب التي تقدح في صلب الشريعة بأساليب لا يقبلها عقل ناضج ،
و تخفي وراءها اهداف خبيثة لزرع الفتن ،
لذا فانني و من باب خشية الله تعالي اعرض الامر بما يرضي الله ورسوله وكما تناقشت به اصحاب العلم
و سوف أرد على كل فقرة من المقاله على حدة.....
بما يمكنني مما آتاني الله من قدرة ، و ادعوه سبحانه ان يوفقني
و لا ارجو من هذا الجهد الا توفيق الله تعالى و رضاه عنا .
بداية هي تقول :
هل يمكن أن تتحقق عدالة إنسانية كاملة و حقيقية تحت أنظمة الموروثات الدينية الحالية في العالم؟
( العدالة الانسانية يمكن ان تتوفر فقط في حال التزام العباد بأوامر ربهم ، و ليس بما يدعيه البعض بالنظم و القوانين التي هي صنع
البشر
فقال تعالى :
"
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسَانِ وَ إِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَ يَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَ الْمُنكَرِ وَ الْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)
وَ أَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَ لَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91)" سورة النحل
و قوله تعالى :
"
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَ إِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا
بَصِيرًا (58) " سورة النساء
الكاتبه تقول : هل يمكن لتغيير حقيقي للقيمة الإنسانية أن يتحقق دون تغيير حقيقي كذلك و تفكيكي عميق للمفاهيم الدينية ؟
عن اي مفاهيم الدينية تتحدث ؟ فهي ليست مفاهيم ،
انما هي اوامر من الله تبارك و تعالى لعبادة لكي يلتزموا بها ،
و التلاعب بالالفاظ باعتبارها مفاهيم
امر يظهر المقصد الخبيث للمقاله فهي غير طبيعية و يقصد به دس السم في العسل !
و كل ما أسس لها من مفاهيم اجتماعية و تاريخية و نفسية ؟
و البشر اذا استخرجوا مفاهيم اجتماعية خارجة عن اسس الدين الاسلامي الحنيف فحتما سيحكم عليها بالفشل
فالدين الاسلامي هو الدين الحق " فمن ارتضى بغير الاسلام دينا فلن يقبل منه "
اذن الموضوع هنا ينتهي و لا يقبل فيه اي نقاش "
هي تتساءل : هل ستتحقق المساواة الحقيقية في يوم بين الرجل و المرأة ؟،
فالمساواه التي يتذرع بها غير المسلمين و المتأسلمين هي امور باطلة بطلانا بائنا ،
لان الله سبحانه و تعالى قد خلق الرجل و المرأة بأن يكون لكل منهما دورة المنوط به في الحياة
و سبحان الخالق قد جعل فروقا فيسيولوجية لكل منهما في تركيبة خلقه ،
فمثلا خلق الرجل لكي يتحمل اعباء الحياة و قيادة سفينتة العائلية
وبمواصفات جسدية تمكنه من تحمل الصعاب التي يستحيل ان تقدرالمرأة ان تقوم بها ،
و مثال على ذلك : هل تستطيع اي امرأة القيام بالاعمال الشاقة التي يؤديها الرجل مثل بناء المنشآت و رصف الشوارع و الاعمال
البحرية الشاقة و حفر الآبار البترولية و غيرها ؟ بالقطع يستحيل ، كذلك هناك امور كثيرة جدا اختص الله سبحانه و تعالى المرأة
بها و خلقها بمواصفات فيسيولوجية معينة يستحيل على الرجل القيام بها ، فقد منحها الله الرقة و الحنان و الجمال ، و أهلها سبحانه
و تعالى لان تكون ملكة في بيتها و جمع بين الزوجين الذكر و الانثى لانشاء الاسرة ، فقد خلقها الله سبحانه و تعالى و هيئها للانجاب
و هذا امر يستحيل على الرجل ان يقوم به .
المسلم و المسيحي و اللاديني ، الأبيض و الأسود،
و بشأن هذا القول : فحديث رسول الله صل الله عليه و سلم يقول :
((
المؤمن القوي خيرٌ و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، و في كلٍ خير، احرص على ما ينفعك ، و استعن بالله و لا تعجز،
و إن أصابك شيءٌ فلا تقل : لو أني فعلت كذا و كذا و كذا و لكن قل : قدر الله و ما شاء فعل ، فإن (لو) تفتح عمل الشيطان ))
الحديث رواه مسلم
فالمقارنة هنا فاشلة : فلا مقارنة تقام بين مسلم و مسيحي و بين اللاديني .
و بشأن اللاديني :
فالجواب واضح كسطوع الشمس ، فهل لاي انسان يكفر بوجود الله بيننا عهد او ميثاق او التزام او خلق او ادب ؟
و اما الابيض و الاسود ، فإن الدين الاسلامي قد جاء ليحرر العباد و ليكسر الحواجز الجاهلية و يلقيها في مهب الرياح .
لان الخلق جميعا هم خلق الله ، و قال الحبيب محمد صل الله عليه و سلم :
روى أحمد (22978) عَنْ أَبِي نَضْرَةَ :
"
حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ خُطْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فَقَالَ :
(
يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَ إِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَ لَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَ لَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ
وَ لَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى ، أَبَلَّغْتُ ؟ ) قَالُوا : بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".
صححه الألباني في "الصحيحة" (6/199)
الغني و الفقير ، صاحب النسب و فقيره ،
دون أن تتغير البنية الأساسية الفكرية و الاجتماعية للأديان عامة ؟
في رواية أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
"
يا أبا ذر، أترى كثرة المال هو الغنى؟
"
قلت : نعم يا رسول الله، قال :
"
فترى قلة المال هو الفقر؟
"
قلت : نعم يا رسول الله ، قال رسول الله صل الله عليه و سلم :
"
إنما الغنى غنى القلب ، و الفقر فقر القلب"
ثم سألني عن رجل من قريش ، قال : "هل تعرف فلانًا؟ " قلت نعم يا رسول الله، قال : "فكيف تراه، أو تُراه؟
"
قلت: إذا سأل أُعطي، و إذا حضر أُدخل ،
قال : ثم سألني عن رجل من أهل الصفة، فقال :
"
هل تعرف فلانًا؟" قلت: لا والله يا رسول الله، فما زال يُجلّيه و ينعته حتى عرفته ،
فقلت: قد عرفته يا رسول الله،
قال: "فكيف تراه، أو تُراه؟
"
قلت : هو رجل مسكين من أهل الصفة،
فقال: "هو خير من طلاع الأرض من الآخر".
قلت: يا رسول الله، أفلا يعطى من بعض ما يُعطى الآخر؟
قال: "إذا أُعطي خيرًا فهو أهله، و إذا صُرف عنه فقد أٌعطي حسنة "..
و قال تعالى : ? يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ
إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ?(3) سورة الحجرات .
اذن الصلاح لا يثبت بالغنى او الفقر فكم من غني شحيح اكشح ، و كم من فقير كريم جواد .
اما النسب فهذا امر آخر : فقال الحبيب محمد صلوات ربي و سلامه عليه :
"
أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لا يَتْرُكُونَهُنَّ :
الْفَخْرُ فِي الأَحْسَابِ، وَ الطَّعْنُ فِي الأَنْسَابِ، وَ الاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ ، وَ النِّيَاحَةُ"،
و هذا ذم للفخر بالأحساب ؛ و ذلك أن الإنسان إنما يشرف بأفعاله و لا ينفعه شرف آبائه و أجداده،
و قال النبي صلى الله عليه و سلم : "مَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ".
انت تقول : دون أن تتغير البنية الأساسية الفكرية و الاجتماعية للأديان عامة ؟
لا أستثني هنا منظومة دينية ، و لكنني سأستخدم المنظومة التراثية الإسلامية كمثال لقربها من القراء أولا،
و لوضوح مشاكلها الحالية و الصورة السلبية المنتشرة بخصوصها في وسائل الإعلام
هنا يجب ان اوضح امرا هام جدا فإن الاديان الثلاثة لا تسمى بأي حال من الاحوال ( بمسمى منظومة )
ثانيا، و ذلك مقارنة بالأديان الحديثة الأخرى كالمسيحية و اليهودية .
بداية يجب ان اوضح ان الاديان الثلاثة لا تسمى بأي حال من الاحوال ( بمسمى منظومة )
و المنظومات التراثية لم يقم احد من البشر بنظمها فهي ليست بهذا الشكل انها هي احداث سجلها التاريخ في صفحاته تثبت حقوق
و اماكن و حروب و غيرها . اما عن المشاكل في وسائل الاعلام فهذا امر لا يخص الباحث ان يمزجه مع الامور الدينية بقصد خلط
الاوراق و توهان فكر المتلقي بغية عدم الفهم .!
اما ما يدعيه الكاتب من مشاكل و صور سلبية ، فهذه تعود في الاساس لعدم التطبيق الحقيقي و الضروري لما جاء بها الشارع الحكيم
في قرآنه العظيم و اوضحته سنة سيد المرسلين اذن (كل نفس بما كسبت رهينه) فكل انسان مسؤول عما جنته يداه من اثم او احسان
إن أحد أهم المبادئ التي بني عليها التشريع الإسلامي هو الفرق الواضح بين الرجل و المرأة ؛
فالرجل وصي ، و الرجل ولي ، و الرجل هو الذي يدفع لإبرام عقد الزواج و بالتالي هو الذي يقرر إنهائه أو استمراره ؛
فيعود الكاتب ليدور في فلك خلط المفاهيم في موضوع الفرق بين الرجل و المرأة ،
كما و أن له الحق في تغيير رأيه حتى بعد إنهاء عقد الزواج ، في حالات الطلاق الرجعي ،
و بالنسبة لموضوع الوصاية و ولاية الرجل على المرأة ، فهذه من الامور الشرعية التي شرعها الخالق و ليس من حق العباد
الخوض فيها او اظهار عدم فهمها ، و الرجل ولي هذا امر حقيقي و لا خلاف عليه :
فقد جاءت شريعة الله تبارك و تعالى بتكريم المرأة ايما تكريم و نهى سيدنا رسول الله عن اهانتها او المس بكرامتها بل على الرجل
احترام كيانها ، و العناية بأمورها ،
و قد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم من أشد الناس حرصًا على المرأة ،
فكان صلى الله عليه و سلم يُكرمها، و يرفع من شأنها، و يشاورها، و يأخذ برأيها، كما انه حذّر من ظلمها و ممارسة أي نوع
من أنواع التسلط و القهر عليها .
والذي يطالع النصوص الشرعية يجد هذه المسألة واضحة جلية،
اذن و بعد هذا التوضيح : اين انت من هذا الادعاء الكاذب على شرع الله و على سنة الحبيب محمد صلوات ربي و سلامه عليه ؟!!
فالمرأة مخلوق مُكرَّم مثلها مثل الرجل ، لها حقوق و عليها واجبات ؛ مثل الرجل تمامًا ،
هذا الكلام في صورته الاولى محمود و جميل لكنه يقصد به باطل ، و يلزم ان اقدم لك التوضيح :
فالمرأة المسلمة قد كفل لها الشارع الحكيم كل حقوقها ( بما فيه صلاح معيشتها )
فانت تقول :
إلا أننا صرنا في زمان انتشر فيه التطفيف و عدم العدل ، و الكيل بعدة مكايـيل في الموقف الواحد و القضية الواحدة ، فصارت
العادات و التقاليد غير الشرعية و النعرات البالية تبيح للرجل ما لا تراه للمرأة ،و تعطيه من الحريات و الحقوق ما لا تمنحه للمرأة
و صارت بعض النساء في بلادنا كالرهينة ، تتعرض لما لا يتعرض له الرجل ، و تقاسى كثيرًا مما لا يقاسيه ولا حول و لا قوة إلا
بالله. بأ ن يعيد الزوجة إلى عصمته دون حتى إعلامها بذلك .
كل هذا الامر و باعترافك و ما دونته ، يثبت ان التجاوز هو من فعل البشر ، بعدم العدل !
و ان اهم الامور في الاسلام هو العدل كما قال تعالى :
"
إن الله يأمر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربى و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغي يعظكم لعلكم تذكرون "
اذن عدم الالتزام بشرع الله هو ما جعل بعض الافراد ينحرفون عن الطريق الصواب و يخطئون و يظلمون . و يتبعون النعرات
البالية علما بأن الاسلام قد كفل للمرأة حقوقها و جعل لها ذمة مالية مختصة بها .
بل ان الا سلام و في علم المواريث قد كفل للمرأة حقها في الميراث الذي فرضه الله تعالى لها ، و في ذلك تكريم لها ايما تكريم ،
و هنا سيدور في خلد البعض ، ان نصيب المرأة في الميراث نصف الرجل ،
اقول لكم نعم ، و لكن هل نسيتم قوامة الرجل على المرأة بأنها تقضي بأن يتكفل الرجل بالانفاق عليها ،
و كذا لم يخطر ببال المشاكسين و زارعي الفتن يوما ان يمحصوا ليعرفوا ان المرأة ترث من زوجها و من ابيها و من امها و من
اخوتها ، و كثيرا ما يكون نصيب المرأة اكبر من نصيب الرجل .
و اما عن موضوع طلب الزواج ، فمن الحكمة و الخلق الرفيع و الادب الاجتماعي و الحياء و الخلق السوي،
ان جعل الرجل هو الذي يطلب الزواج و ليست المرأة ، و الا لاصبحت المجتمعات لا خلاق لها و سيختلط الحابل بالنابل .
(
فهل تعتقد انت ككاتب لهذا الموضوع ان من حق ابنتك مثلا الخروج لتخطب رجلا معينا بحد ذاته بعيدا عن التشريع الاسلامي ؟! )
(و هذه فكرة مبنية على مفهوم أن لا امرأة يمكن لها أن ترغب في الطلاق )
في هذا الامر اسمح لي ان اقل لك انك لا تمتلك الثقافة الدينية ، الم تسمع بأن الدين الاسلامي (قد اباح للمرأة المتزوجة بالخلع )
هذا امر معين كذلك هناك امر آخر قد غاب عن فكرك او انه لم يدخل ضمن ثقافتك التشكيكية ,
الا تعرف ان هناك عقود زواج قد اباح الشارع فيها ان يتفق الزوجان بأن تكون عصمة الزوجة في يدها ؟ ! مؤكد انك لا تعرف .
و انت تقول : أن تلك التي تـتطلق ستجلس بحسرتها إلى أن يفيها الزوج بتلك الإعادة المباركة لعصمته .
و هذه العبارة التي حشرتها في غير موضعها السليم توضح منها ضآلة فهمك للدين و لما شرعه الله تباركت اسماؤه ،
و سأخبرك بأمور ستشكرني عليها رغم انني لا احتاج لشكر .
فإن الله سبحانه و تعالى و لضوابط اجتماعية دقيقة و لضبط الانساب و عدم اختلاطها ،
قد شرع للزوجة المطلقة ان تعود لزوجها فقال جل من قائل :
"
وَ إِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا (35)
من سورة النساء .
لان الله تعالى و حفاظا على عرى الاسرة المسلمة
جعل الطريق مفتوحا للاصلاح بين الزوجين ، فهو سبحانه الاعلم بشؤون عباده .
و اما ما صرحت به المقاله:
(
ان تلك التي تتطلق ستجلس بحسرتها الى ان يفيها الزوج بتلك الاعادة المباركة لعصمته)
ارجوالا ننساق وراء ادعاء المقال لانه تجرأ على شرعه سبحانه و تعالي ،
لان الله لم يجعل المرأة حكرا على رجل واحد بعد ان يطلقها !
و لضمان الانساب و عدم الخلط و التلاعب ،
فقد شرع الله للزوجة المطلقة ان تتزوج بغير زوجها
و لكن متى ؟بعد مضي العدة .
و كذلك : قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ‏:‏ وَ لِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ‏}‏
فَكَانَ ظَاهِرُ هَذِهِ الآيَةِ عَلَى جَمِيعِ الْمُطَلَّقَاتِ مِمَّنْ قَدْ دُخِلَ بِهِنَّ،
وَ مِمَّنْ لَمْ يُدْخَلْ بِهِنَّ ، قَدْ فُرِضَ لَهُنَّ صَدَاقٌ ، و الصداق هنا هو حق
المرأة المالي على الرجل وَ مِمَّنْ لَمْ يُفْرَضْ لَهُنَّ صَدَاقٌ وَ قَدْ ذَهَبَ إِلَى ذَلِكَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ .
و الاهم في هذا الشان ردا على تصريح كاتبه المقال :‏
ان التي تتطلق ستجلس بحسرتها الى ان يفيها الزوج بتلك الاعادة المباركة لعصمته بالطبع يبدو من سؤالك الاستهزاء !
(
الاعادة المباركة لعصمته)
دعني اقول لك ان من حق الزوجة الارتباط الشرعي برجل آخر غير زوجها السابق بعد مضي العدة الشرعية التي فرضها الله تعالى
كما و أن الفكرة تـتأتى من المنطلق الاقتصادي الواضح أنه بما أن الرجل هو الذي دفع لإبرام العقد ،
فالوضع الاقتصادي التي تتذرع به ، هو المشار اليه في حديث رسول الله صل اله عليه و سلم و هو يحث الشباب على الزواج :
فقال : يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، و الباءة اذا لم تعرفها فهي اعباء الزواج و امكانية الانفاق على العائلة
و قوامة الرجل على المرأة التي ( تتأفف انت منها و ترفضها في مجمل الحديث )
فما هو رأيك لو ان الشارع معاذ الله جعل القوامة
بيد المرأة و انقلبت كل الموازين الاجتماعية ، ( لا تبديل لخلق الله ) اتق الله .
كذا فإن الوضع المادي لبناء الاسرة المسلمة مهم جدا ، فكما جاء في حديث رسول الله صل الله عليه و سلم في الحديث الصحيح :
تنكح المرأة لأربع :
لمالها، و لجمالها، و لحسبها، و لدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك
فليكن همك الوحيد هو صلاح دينها ،
فإذا كان مع ذلك جمال و مال و حسب فهذا خير إلى خير طيب،
لكن لا يكون همك الجمال أو المال أو الحسب ،
لا فليكن أكبر الهم و أعظم القصد صلاح الدين و استقامة الأخلاق ، تسأل عنها الخبيرين بها ،
فإذا كانت ذات دين بعيدة عن التبرج و عن أسباب الفتنة ، محافظة على الصلاة في أوقاتها فاقرب منها،
و إذا كانت بخلاف ذلك فاتركها، المهم هو العناية تكون بالدين فأنعم بها و اكرم .
فهي تدعي :ان من يحق له أن يمسك المتعاقد معه أو يسرحه ، و تقصد الرجل :
من باب القوامة للرجل التي سمح بها الشارع عز وجل بها للرجل ، فهذه لا تجعله مستبدا و انه هو الممسك بالمتعاقد معه و يسرحه
متى يشاء ،
فانت قد صورت المرأة التي كرمها الله و كانها امه اشتراها الرجل بحر ماله و يتصرف بها و هذا الامر قد رفضه الدين
الاسلامي و حرم العبودية و امر بالعتق و لكن جاء ذلك على مراحل لان العبودية كانت شائعة زمن الجاهلية ،
و قد حرمت و لا وجود لها في عصرنا الحالي ،
اما قولك : و هذا هو القانون الذي يحكم العالم أجمع ، صاحب المال هو صاحب القرار .
لا بالقطع ليس صاحب المال هو صاحب القرار و هل ان كل متزوج غنيا كان ام فقيرا ترك له الدين حق ا لاستبداد في زوجته
فالاجابه حتما و قطعا بالنفي ،
و السؤال في مثل هذا المقام يرفضه كل ذي عقل تربطه مع زوجته وشائج المودة و المحبة و الالفة .
و انت تقول : لكي نـتطور، نحتاج أن نعود خطوة للوراء و نصلح التراثات المختلفة و على الرغم من أن
"
الناس سواسية كأسنان المشط الواحد لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى"
وددت ان اسألك هل العودة تكون الى الوراء فتنصلح الامور ، فهل عودتنا الى العصور السابقة و ما كان يحيطها تتوائم مع عصرنا
الحالي الذي نعيش فيه ؟
ثم انا قلت و شرحت لك ان الاديان ليست تراثا ، و انما هي ضوابط شرعية و امر الخالق عباده بتطبيقها
و (الناس هم فعل يجب ان يكونوا سواسية كأسنان المشط )
اذا طبقوا شرع الله و عدلوا فيما بينهم و لا فضل لعربي على اعجمي
و لا لأبيض على اسود الا بالتقوى ، و قدمت لك بالشرح عن هذا الامر .
و انت تقول : كما ورد في الحديث الشريف الضعيف في الواقع ، الحديث ليس بضعيف و قد خرجته لك و اعيد لك ذلك مرة اخرى
عسى ان تهتدي الي الله بقلبك و تكف عن الطعن :
قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم - (( لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى )) .
الحــديـث صـحيح :
أخرجه أحـمـد [ 23536 ] و البـيهقي في (( الشـعـب )) [ 5137 ] , و أبونـعـيم في (( الحـلية )) [ 3 / ص100 ] .
الجزء الثاني :
و بالنسبة لوفرة المال.
و لا أدل على أهمية هذه الجوانب الطبقية في التراث الديني من حقيقة أن العملية التثمينية للعروس تتم على أساسها جميعا ،
لا هذا تقييم خاطئ : لان العروس ليست دابة و العياذ بالله
تُقيم بمال ! فالعروس مخلوقة تماما كالعريس ،
و لكن الله سبحانه و تعالى
قال في كتابه العزيز : أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ? نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ? وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ
بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ? وَ رَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (32) سورة الزخرف .
و يتدخل في موضوع مهر العروس امور اخرى مثل المستوى المعيشي في مجتمعها و كذا المستوى المعيشي للزوج و هكذا فطرة
الله التي فطر الناس عليها ،
ان خلق الناس طبقات و لم يخلقهم جميعا في مستوى واحد لكي يتمكن الناس من التعاون فيما بينهم
وان ينفق الغني من ماله على الفقير و ان يجود الفقير بجهده على الغني بمقابل مالي ،
و على النقيض تصور لو ان الله تعالى قد خلق
كل الناس بمستوى واحد ،
فكيف سيكون الوضع الاجتماعي ؟!
فالمرأة تزوج لحسبها و الذي يعد أداة تقييمية لها و لمقدار المهر الذي سيصلها و لطبيعة الأبناء الذين ستقدمهم هي للرجل
الحب و المال و الدين و الخلق كلها امور مهمة لارتباط الرجل بالمرأة
و قد حثنا الرسول صل الله عليه و سلم بالاقتران بذات الدين
و الا قال : تربت يداك اي كمن تلتصق يده في التراب فلا ينال شيئا .
اما عن طبيعة الابناء الذين ستقدمهم للرجل طالب الزواج !!
( فهذا تعبير غاية في الخطورة و الدس و الجهل الذي يغمره )
فقولي لي انت : هل الزوجة قادرة بنفسها و جهدها و عقلها و فهمها و دينها و بكل ما أوتيت ، ان تنجب طفلا بعيدا عن ارادة الله
و بعيدا عن زوجها .
اذن هذا القول غاية في التلاعب بخبث الدس و الطعن في خلق الله فلا تبديل لخلق الله !
ام هل تعتقد ان بإمكانها شراء طفل من السوبر ماركت مثلا او من محلات الهدايا لتهديه لزوجها دون معاناة الحمل و الولادة و بعيدا
و مجردا عن الشعور بالامومة و هي اجل شعور قد خص الله المرأة به . ؟
و على الرغم من أن النصح الديني يتجه باتجاه تزويج المرأة من الفقير لو حسن دينه ،
تزويج المرأة من الفقير ام من الغني ، هذا الامر لن يتم بعيدا عن قسمة الله التي قد قسمها منذ الازل و مكتوب في اللوح المحفوظ
ان فلانا سيتزوج فلانه .
و للعلم فإن المقاييس عند الخالق لا تستوي بالمال انما بالاعمال الحسنة و الطيبة الزكية التي يقبلها سبحانه
جل شأنه .
و انت تقول : إلا أن التوجه الأقوى هو المحافظة على التكافؤ الاجتماعي و المالي و حتى ذاك المرتبط بالاسم و الحسب و النسب .
اي تكافؤ هذا الذي تتحدثين عنه و الذي يقضي على الاساس المادي و الحسب و النسب ( و يكون بعيدا عن شرع الله ؟ )
و في حين أن الفقه يمتلأ بتشريع عتق الرقبة كوسيلة لتصحيح خطأ في الأداء الديني أو ككفارة عن بعض النواقص التعبدية ،
عتق الرقاب الذي تصرحين به اخبرتك عنه انه كان سائدا في زمن الجاهلية و كان الدين الاسلامي في بداية انتشاره و شيئا فشيئا
قضى الاسلام على ظاهرة العبودية و ليس اطهر تبيانا لانتهائها من عصرنا فهل تجد هناك عبدا ، او هل تقبل انت ان تكون انت عبدا
لانسان آخر يبيعك و يشتريك ؟ بالطبع الاجابة بالنفي .
إلا أن التراث الديني مبني على قصص الغزوات و الحروب التي كانت ، من الجانب الآخر، تدفع بأعداد هائلة من السبايا و العبيد
اعود و اذكرك بأنه ليس هناك شيء اسمه تراث او غيره من الاسماء بل هو وقائع سجلها التاريخ ،
و قصص الغزوات التي تتحدث عنها نعم كانت سائدة ، فلكل زمان اموره التي تميزه ، و السبايا و العبيد ، كان يتم تحريرهم بمجرد
انتمائهم الى الدين الحق .
الجزء الرابع
و انت تقول: المسلم يحرم بيته و ماله و أهله على الآخرين ، في حين أن أموال و أهل غير المسلم حلّ للمسلم .
من الذي قال لك هذا لكلام ففي عصرنا الحالي هذا الكلام غير واقعي ، اما ما جاء في القرآن الكريم بهذا الشأن فهو التالي :
الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ? وَ طَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَ طَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ ? وَ الْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَ لَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ ? وَ مَن يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَ هُوَ
فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (5) سورة المائدة .
السورة تتحدث عن الطيبات من الطعام و ليس النساء فانت هنا تخلطي الامور ببعضها ،
و سأشرح لك موضوع المأكولات :
اليوم أحل لكم، أيها المؤمنون ، (الحلالُ من الذبائح و المطاعم دون الخبائث منها).
و قوله تعالى :
"
و طعام الذين أوتوا الكتاب حلٌّ لكم "، و ذبائحُ أهل الكتاب من اليهود و النصارى و هم الذين أوتوا التوراة و الإنجيل و أنـزل عليهم,
فدانُوا بهما أو بأحدهما " حل لكم " (176)
يقول: حلالٌ لكم ، أكله ، اي ان تأكلوا منه و لا تسلبوه كما صورتيه انت !!
دون ذبائح سائر أهل الشرك الذين لا كتاب لهم من مشركي العرب و عبدة الأوثان و الأصنام.
فإن من لم يكن منهم مِمَّن أقرَّ بتوحيد الله عزَّ ذكره و دان دين أهل الكتاب, فحرام عليكم ذبائحهم ، اي ان تأكلوا من ذبائحهم لانهم
يذبحوا بطريقة مخالفة لما شرعه الله تعالى . فإن الله طيب و لا يريد لنا الا الطيب .
انت تقولين : و لقد استخدم العديد من المسلمين هذه الفكرة خصوصا في تعاملهم المالي و الاجتماعي في الغرب،
عندما يستخدم شخص ما طريقة خاطئة في تعاملة مع اي شأن فهنا يستحيل تعميم الصورة على الجميع ، و يعتبر امرا فرديا
سيحاسب عليه من الله سبحانه و تعالى يوم الحساب .
و تقول : فتجدهم مثلا يملؤون بطاقاتهم الائتمانية بالمصاريف التي لا يسددونها بحجة أن "مال الكفار حلال"
ايضا هذه صورة فردية لا تنتمي الى الدين بأي شكل كان ، و بشكل آخر هل المنتمين للديانات الاخرى لا يرتكبون جرائم مالية افظع
مما صورته ؟!
مع العلم انها لا تأخذ صفة العمومية ، حتى ربما من المجوس و عبدة النار من يفعل هذه الامور او قد لا يفعلها فتبقى هذه التصرفات
محكومة بالاخلاق .
و انت تقول : كما و أنهم يدخلون في علاقات مع "الغربيات" بحجة أنهن في مقام السبايا و الغنائم المستحقة للمسلمين.
هنا انت تتطرق لامر خطير للغاية ، و هو ارتكاب الذنوب و الفواحش ، و هذا امر مسموح في بعض المجتمعات الغربية و ليس كلها و ليس في كل الاماكن ، و هذه تعتبر قناعات شخصية للاشخاص اصحاب الضمائر الميتة و الاخلاق السيئة من كل الديانات بل حتى ممن يعبدون النار و البقر . فلا تسقط هذه الافعال على المسلمين لغرض تشويه صورتهم ،
و اذا كان هناك حوادث منها فتعتبر امورا فردية شخصية لا تنطبق على الجميع .
وتقولين : في حين أن هذه قراءة ضيقة جدا و أنانية حتى للتراث الاستشكالي إلا أنه لا يمكن نفي دور هذا التراث و الزوايا
الضعيفة المفككة فيه في بناء هذا النمط الفكري الشديد التخريب .
و انت تعترف انها قراءة ضعيفة و انانية ،
و لكنك و للاسف تحيل مثل هذه السلبيات على التراث الفكري الاستشكالي الا انه لايمكن
نفي دور الثراث و الزوايا الضعيفة

فريق مصر أم الكون  


الأستاذه كريمه

Koka Koka

هناك تعليق واحد:

  1. كل الشكر والتقدير والاحترام للاستاذه كريمه ولفريق مصر ام الكون وللجنرال بهاء الشامى للرد على هذه الافتراءات الخبيثة

    ردحذف