الخميس، 7 مارس 2019

مع المصطفى فى عهد المبعث رقم 60


" مع المصطفى فى دار هجرته " - 14 -
" مسجد المهاجر وبيته " و"موازين القوى" و"الإسلام في الجبهات الثلاث: مع عصابات يهود ومع الوثنية القرشية ومع المنافقين" " ى "
وذات صباح ، من الأيام الأولي للهجرة ، ركب المصطفى عليه الصلاة والسلام إلي بيت صاحبه "سعد بن عبادة الخزرجى الأنصارى" يعوده من مرض ألم به.
وفي طريقه إلى بيت سعد ، مر بعبد الله بن أبي بن سلول ، في مجلس له وحوله رجال من أهله. فكره عليه الصلاة والسلام أن يجاوز المجلس دون أن ينزل ، فنزل وسلم على القوم ، ثم جلس قليلاً فتلا آيات من القرآن الكريم ، وذكّر بالله وحذر ، وبشر وأنذر.
وابن أبي بن سلول ، صامت واجم لا يتكلم.
حتى إذا فرغ المصطفي مما أراد أن يقول ، بادره "ابن أبي" فقال في جفوة:
-
يا هذا ، إنه لا أحسن من حديثك هذا إن كان حقاً ، فاجلس في بيتك فمن جاءك فحدثه إياه. ومن لم يأتك فلا تغشه في مجلسه بما يكره منه!
ولم يدعه الرجال من حوله يتم قولته المنكرة ، وانتفض الشاعر الأنصارى "عبد الله بن رواحة" يرد على ابن سلول ، متحدياً:
"
بلى يا رسول الله ، فاغشنا بحديثك وائتنا في مجالسنا ودورنا وبيوتنا. فهو والله مما نحب ، ومما أكرمنا الله به وهدانا له".
وغض "ابن سلول" من بصره وهو يتمثل بقول "خفاف بن ندبة السلمى":
متى ما يكنْ خصمَك لا تزلْ ...... تَذلُّ ويصرعْك الذين تصارعُ
وهل ينهض البازى بغير جناحِه .. وإن جُذَّ يوماً ريشُه فهو واقع
وقام المصطفي فدخل علي صاحبه "سعد بن عبادة" وفي وجهه ، صلى الله عليه وسلم ، ملامح ضيق لما سمع من "ابن أبي بن سلول" عدو الله.
سأل سعد:
"
والله يا رسول الله إنى لأرى في وجهك شيئاً. لكأنك سمعت شيئاً تكرهه؟"
فأخبره المصطفي بما كان ، فقال سعد:
"
يا رسول الله ، ارفق به فوالله لقد جاءنا الله بك وإنا لننظم الخرز لنُتوِّجه. فوالله إنه ليرى أن قد سلبته ملكاً!"
**********
عزيزى القارئ:
_________
واجم: عابس من شدة الحزن والهم والغيظ أو الخوف أو التعجب
تغشه: التغطي بشئ ما كغطاء أو أى شئ يحجب الرؤية - انتشار الظلام بالمكان فلا يرى أحد شئ علي سبيل المثال
غض: صرف عن - ترك - خفض حط من قدره - أو صغير السن
البازى: نوع من الصقور الصغيرة أو متوسطة الحجم من فصيلة العقاب النسرية تميل أجنحتها للقصر وتميل أرجلها وأذنابها للطول ولها مهارة فائقة في الصيد - غلبه - ما يؤخذ قهراً وبخفاء وبلا حق
ننظم: نألَّفَها - نرتبها - نضمها
الخرز: كل حَبّ من زجاج أو نحوه - فصوص من حجارة طبيعية أو أحجار كريمة - جمع خَرَزَة
عزيزى القارئ:
_________
تكمل لنا د. "بنت الشاطئ" موقف رائع وحليم من رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم .. وتأكيداً لقولته الشهيرة "أدبنى ربي فأحسن تأديبي" .. وكم كان صبرك وعزيمتك على توصيل الرسالة يا رسول الإنسانية "صلوات ربي وسلامه عليك يا خاتم المرسلين" .. كما وضحت التصرف والقول المخزى من كبير المنافقين عدو الله "ابن سلول" .. وهذا الموقف يوضح مدى حقده وغيظه وسبب ذلك .. وما سيترتب عليه تصرفات وأحداث قادمة في صفحات كتاب كاتبتنا ..
وإليكم رابط فيديو لجزء هام من تاريخ "المدينة المنورة" بطريقة مبسطة من قبل الإسلام وتذكير بحرب يوم "بعاث" ودور "عبد الله بن أبي بن سلول الخزرجى" وزوج أخته "أبو عامر" .. كذلك خيانته .. وإسلامه الذى كان نفاقاً .. وحقداً .. وينطبق عليه المثل القائل "وتجرى الرياح بما لا تشتهى السفن" .. مدته 3:27 دقيقة
عزيزى القارئ:
_________
كما سبق وسردت عن حياة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم نستكمل .. عَمِل عليه الصلاة السلام قبل البعثة النبويّة في مهنتي الرعي والتجارة، حيث كان يرعى أغنام أهل مكة ويأخذ عليها أجراً، حيث قال عليه الصّلاة والسّلام: (ما بعث اللهُ نبيًّا إلا رعى الغنمَ. فقال أصحابُه: وأنت؟ فقال: نعم، كنتُ أرعاها على قراريطَ لأهلِ مكةَ)
كما عمل النبي "محمد" صلوات ربي وسلامه عليه في التجارة
عندما بلغ عمر النبي عليه الصّلاة والسّلام الثانية عشر عاماً، اشتغل مع عمه "أبي طالب" في التجارة حيث سافرا إلى الشام وهناك في بصرى الشام رآه الراهب "بحيرى" وأدرك أنّ هذا الفتى سيكون له شأن عظيم ، وحذر "أبا طالب" من رؤية اليهود للنبي عليه الصّلاة والسّلام وقد تم توضيح ذلك في مقالات سابقة من هذه السلسلة سواء بالسرد أو بروابط الفيديوهات.
في سن الخامسة والعشرين للنبي محمد عليه السلام عمل عند السيدة "خديجة بنت خويلد" رضي الله عنها في التجارة ، فالسيدة "خديجة" رضي الله عنها كانت صاحبة مال وذات شرف ، فاختارت النبي عليه الصّلاة والسّلام يعمل عندها لأمانته وصدقه ، فكانت أول تجارة له إلى الشام حيث خرج بمالها مع غلامها "ميسرة" فلما عاد إلى مكة المكرمة رأت السيدة "خديجة" أنّ مالها قد أصبح ضعف ما كانت تربح في السابق ، فعرضت عليه الزواج فقبل عليه الصّلاة والسّلام بالزواج بها ، حيث كانت تبلغ من العمر أربعين عاماً وهو عليه الصّلاة والسّلام خمسة وعشرين عاماً ، فكانت السيدة "خديجة" هي أولى النساء التي تزوجها، وبقيت معه خمس وعشرين سنة ، ثمّ توفيت رضوان الله عليها بعد البعثة بعشر سنوات.
ولنا عودة لهذه المحطات كلمحات من رحلة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم لتغطية جميع مراحل حياة رسولنا وسيدنا "محمد" صلى الله عليه وسلم إذا أذن وشاء ربنا .. حيث أن كاتبتنا خصصت كتابها لعصر المبعث فقط.
اللهم صلِّ وسلم وبارك علي سيدنا "محمد" وآله الطاهرين وسيدنا "آدم ونوح وإبراهيم وموسي وعيسي" وما بينهم من النبيين والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين

فريق مصر أم الكون

خديجه حسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق