" مع المصطفى فى دار هجرته " - 21 -
" مسجد المهاجر وبيته " و"موازين القوى"
و"الإسلام في الجبهات الثلاث: مع عصابات يهود ومع الوثنية القرشية ومع
المنافقين" " ل "
وعاد الجيش الظافر إلى المدينة بالأسرى والمغانم.
عادت فلول المشركين إلي مكة بالهزيمة والذل.
أحصي "ابن هشام" في السيرة النبوية قتلي قريش فى بدر سبعين رجلاً ، وبلغ أسراهم نحو ذلك العدد ، فكانوا ستة وستين أسيراً. والباقون من الجيش المغلوب ، لاذوا بالفرار.
أما المسلمون فاستشهد منهم يوم بدر أربعة عشر شهيداً: ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار ، بذلوا أنفسهم فداء عقيدتهم فذهبوا بمجد الشهادة وشرف الجهاد وثواب الآخرة:
عادت فلول المشركين إلي مكة بالهزيمة والذل.
أحصي "ابن هشام" في السيرة النبوية قتلي قريش فى بدر سبعين رجلاً ، وبلغ أسراهم نحو ذلك العدد ، فكانوا ستة وستين أسيراً. والباقون من الجيش المغلوب ، لاذوا بالفرار.
أما المسلمون فاستشهد منهم يوم بدر أربعة عشر شهيداً: ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار ، بذلوا أنفسهم فداء عقيدتهم فذهبوا بمجد الشهادة وشرف الجهاد وثواب الآخرة:
بسم الله الرحمن الرحيم .. {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ
قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ
يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ
بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ
وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) الَّذِينَ اسْتَجَابُوا
لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ ۚ لِلَّذِينَ
أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ
النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ
إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا
بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ
اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)} .. صدق الله العظيم .. من سورة
"آل عمران".
وتجاوبت آفاق الحجاز بقصائد حماسية بعيدة الصدى ، للشعراء
الذين أخذوا أماكنهم في الموقع الوجدانى للميدان ، يناضلون بسلاح الكلمة لتعبئة
الوجدان العام:
في مدينة الرسول كان شعراء الإسلام الذين جندهم المصطفى عليه الصلاة والسلام لنصر الدعوة بألسنتهم ، يشدون بآية النصر في بدر ، ويرمون المشركين بشعر وصفه المصطفي فقال إن وقعه عليهم أشد من نضح النبل.
فمن شعر حسان بن ثابت الأنصارى:
ألا ليت شعرى هلَ أتى أهلَ مكة .. إبارتنا الكفار في ساعة العسر
قتلنا سراة القوم عند مجالنا ........ فلم يرجعوا إلا بقاصمة الظهر
تركناهمُ للعاديات يَنُبْنَهم ........... ويصلون ناراً بعد حامية القعر
لعمرك ما حامت فوارسُ مالك .... وأشياعهم يوم التقينا على بدر
في مدينة الرسول كان شعراء الإسلام الذين جندهم المصطفى عليه الصلاة والسلام لنصر الدعوة بألسنتهم ، يشدون بآية النصر في بدر ، ويرمون المشركين بشعر وصفه المصطفي فقال إن وقعه عليهم أشد من نضح النبل.
فمن شعر حسان بن ثابت الأنصارى:
ألا ليت شعرى هلَ أتى أهلَ مكة .. إبارتنا الكفار في ساعة العسر
قتلنا سراة القوم عند مجالنا ........ فلم يرجعوا إلا بقاصمة الظهر
تركناهمُ للعاديات يَنُبْنَهم ........... ويصلون ناراً بعد حامية القعر
لعمرك ما حامت فوارسُ مالك .... وأشياعهم يوم التقينا على بدر
ومن قصيدة لكعب بن مالك الأنصارى:
ألا هل أتى غسانَ في نأىِ دارها ..... وأخبرُ شئ بالأمور عليمها
بأن قد رمتنا عن قسيّ عداوة ......... معدٌّ معاً ، جهالها وحليمها
لأنا عبدنا الله لم نرجُ غيره ....... رجاء الجنان ، إذ أتانا زعيمها
نبي له في قومه إرث عزةٍ ........ وأعراق صدقٍ هذبتها أرومها
فساروا وسرنا فالتقينا كأننا ........... أسود لقاء لا يرجَّى كليمها
ضربناهم حتى هوى في مكرِّنا ... لمنخر سوءٍ من لؤىٍ عظيمها
فولوا ودسناهم ببيض صارم ....... سواء علينا حلفها وصميمها
ألا هل أتى غسانَ في نأىِ دارها ..... وأخبرُ شئ بالأمور عليمها
بأن قد رمتنا عن قسيّ عداوة ......... معدٌّ معاً ، جهالها وحليمها
لأنا عبدنا الله لم نرجُ غيره ....... رجاء الجنان ، إذ أتانا زعيمها
نبي له في قومه إرث عزةٍ ........ وأعراق صدقٍ هذبتها أرومها
فساروا وسرنا فالتقينا كأننا ........... أسود لقاء لا يرجَّى كليمها
ضربناهم حتى هوى في مكرِّنا ... لمنخر سوءٍ من لؤىٍ عظيمها
فولوا ودسناهم ببيض صارم ....... سواء علينا حلفها وصميمها
عزيزى القارئ:
_________
نضح: سال ورشح - رش بماء أو طيب - ما ترشش من الماء عند نضحه - بله حتى لا ينكسر - سقاه - تحلَّب
_________
نضح: سال ورشح - رش بماء أو طيب - ما ترشش من الماء عند نضحه - بله حتى لا ينكسر - سقاه - تحلَّب
إبارتنا: إيذائنا واغتابنا - من يضع الإبرة في الطعام ليقتله
عاديات: العدو أو الظالم - المتجاوز الحدود
القعر: الصرع - منتهى العمق أو أقصاه أو نهايته أو أسفله
الجنان: القلب - الأمر الخفي
أرومها: أصل شريف من حسب ونسب - كريم الأصل - جمع إرم وأرومة
بيض: جعله نقياً طاهراً من العيوب - سيف لامع - ما جاء فجأة
عزيزى القارئ:
_________
تصف لنا د. "بنت الشاطئ" نتائج المعركة التى حدثت .. والآيات الكريمات التى نزلت من عند الله في ذلك .. وبعض أبيات لشعراء المسلمين .. وصفوا ماحدث في المعركة وما تم مع إيمانهم بالله ومديحهم في نبينا الهادى صلوات وسلام الله عليه وعن أصله الطيب وصدقه الخ .. ووصفهم كيف كانت هزيمة الأعداء .. وكيف أن نبينا أعطى أهمية لقوة الكلمة في شحذ همم المقاتلين .. ولا زالت الكلمة مؤثرة حتى يومنا هذا بالسلب والإيجاب.
عزيزى القارئ:
_________
إليك تفسير للآيات البينات أعلاه:
لا تظنن الذين استشهدوا في سبيل الله لإعلاء دينه أمواتاً لا يُحسون ولا يتنعمون .. بل هم أحياء متنعمون في جنان الخلد يرزقون من نعيمها غدواً وعشياً .. وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم في ذلك "أرواحهم في أجواف طيور خضر وأنهم يُرزقون ويأكلون وتنعمون" .. هم منعّمون في الجنة فرحون بما هم فيه من النعمة والغبطة .. يستبشرون بإخوانهم المجاهدين الذين لم يموتوا في الجهاد بما سيكونون عليه بعد الموت إن استشهدوا فهم لذلك فرحون مستبشرون .. بأنْ لا خوف عليهم في الآخرة ولا هم يحزنون علي مفارقة الدنيا لأنهم فى جنات النعيم .. أكّد استبشارهم ليذكر ما تعلّق به من النعمة والفضل والمعنى: يقرحون بما حباهم الله تعالي من عظيم كرامته وبما أسبغ عليهم من الفضل وجزيل الثواب فالنعمة ما استحقوه بطاعتهم والفضل ما زادهم من المضاعفة في الأجر .. الذين أطاعوا الله وأطاعوا الرسول من بعد ما نالهم الجراح .. الذين أرجف لهم المرجفون من أنصار المشركين فقالوا لهم: إن قريشاً قد جمعت لكم جموعاً لا تحصي فخافوا على أنفسكم فما زادهم هذا التخويف إلا إيماناً .. قال المؤمنون الله كافينا وحافظنا ومتولي أمرنا ونعم الملجأ والنصير لمن توكل عليه جل وعلا .. فرجعوا بنعمة السلامة وفضل الأجر والثواب .. لم ينلهم مكروه أو أذى .. نالوا رضوان الله الذى هو سبيل السعادة في الدارين .. أى ذو إحسان عظيم علي العباد.
_________
تصف لنا د. "بنت الشاطئ" نتائج المعركة التى حدثت .. والآيات الكريمات التى نزلت من عند الله في ذلك .. وبعض أبيات لشعراء المسلمين .. وصفوا ماحدث في المعركة وما تم مع إيمانهم بالله ومديحهم في نبينا الهادى صلوات وسلام الله عليه وعن أصله الطيب وصدقه الخ .. ووصفهم كيف كانت هزيمة الأعداء .. وكيف أن نبينا أعطى أهمية لقوة الكلمة في شحذ همم المقاتلين .. ولا زالت الكلمة مؤثرة حتى يومنا هذا بالسلب والإيجاب.
عزيزى القارئ:
_________
إليك تفسير للآيات البينات أعلاه:
لا تظنن الذين استشهدوا في سبيل الله لإعلاء دينه أمواتاً لا يُحسون ولا يتنعمون .. بل هم أحياء متنعمون في جنان الخلد يرزقون من نعيمها غدواً وعشياً .. وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم في ذلك "أرواحهم في أجواف طيور خضر وأنهم يُرزقون ويأكلون وتنعمون" .. هم منعّمون في الجنة فرحون بما هم فيه من النعمة والغبطة .. يستبشرون بإخوانهم المجاهدين الذين لم يموتوا في الجهاد بما سيكونون عليه بعد الموت إن استشهدوا فهم لذلك فرحون مستبشرون .. بأنْ لا خوف عليهم في الآخرة ولا هم يحزنون علي مفارقة الدنيا لأنهم فى جنات النعيم .. أكّد استبشارهم ليذكر ما تعلّق به من النعمة والفضل والمعنى: يقرحون بما حباهم الله تعالي من عظيم كرامته وبما أسبغ عليهم من الفضل وجزيل الثواب فالنعمة ما استحقوه بطاعتهم والفضل ما زادهم من المضاعفة في الأجر .. الذين أطاعوا الله وأطاعوا الرسول من بعد ما نالهم الجراح .. الذين أرجف لهم المرجفون من أنصار المشركين فقالوا لهم: إن قريشاً قد جمعت لكم جموعاً لا تحصي فخافوا على أنفسكم فما زادهم هذا التخويف إلا إيماناً .. قال المؤمنون الله كافينا وحافظنا ومتولي أمرنا ونعم الملجأ والنصير لمن توكل عليه جل وعلا .. فرجعوا بنعمة السلامة وفضل الأجر والثواب .. لم ينلهم مكروه أو أذى .. نالوا رضوان الله الذى هو سبيل السعادة في الدارين .. أى ذو إحسان عظيم علي العباد.
عزيزى القارئ:
_________
الشاعر "حسان بن ثابت" كان شاعراً متميزاً في الجاهلية وكذلك في الإسلام حتى استحق لقب "شاعر الرسول" صلى الله عليه وسلم .. كما واكب الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ودافع عنه بلسانه وكلماته .. كان رجل لسان لا رجل سنان كما وصفه العرب .. أسلم في الستين من عمره وهو من صحابة الرسول صلوات ربي وسلامه عليه "أبلغوا الأنصار أن شاعرهم أشعر العرب" .. وقد قال في سيدنا "محمد" ..
وأحسن منك لم ترَ عينى وأجمل منك لم تلد النساء
خُلقت مُبرئاً من كل عيب كأنك قد خُلقت كما تشاء
وقد مات هذا الشاعر عن 115 عاماً في عام 54 هجرية .. كان يجاهد مع المسلمين بقوله ولسانه فكان يهجو "يذم" قريش ويمدح النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته .. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كيف تهجوهم وأنا منهم؟! .. فأجابه حسان: أسلّك منهم كما تُسلُّ الشعرة من العجين .. فقال له الرسول: اهجم ومعك روح القدس.
وإليكم رابط فيديو رائع عن غزوة بدر وهو مقطع من الفيلم العالمى "الرسالة" .. من بداية المواجهة عند أبيار بدر والمواجهة بالفرسان الثلاثة وبداية المعركة بتوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمواجهة برماة النبال لإصابة أكبر عدد من الأعداء للتغلب على قلة العدد والعتاد .. الخ .. أترككم مع الفيديو الذى مدته 12:05 دقائق
_________
الشاعر "حسان بن ثابت" كان شاعراً متميزاً في الجاهلية وكذلك في الإسلام حتى استحق لقب "شاعر الرسول" صلى الله عليه وسلم .. كما واكب الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ودافع عنه بلسانه وكلماته .. كان رجل لسان لا رجل سنان كما وصفه العرب .. أسلم في الستين من عمره وهو من صحابة الرسول صلوات ربي وسلامه عليه "أبلغوا الأنصار أن شاعرهم أشعر العرب" .. وقد قال في سيدنا "محمد" ..
وأحسن منك لم ترَ عينى وأجمل منك لم تلد النساء
خُلقت مُبرئاً من كل عيب كأنك قد خُلقت كما تشاء
وقد مات هذا الشاعر عن 115 عاماً في عام 54 هجرية .. كان يجاهد مع المسلمين بقوله ولسانه فكان يهجو "يذم" قريش ويمدح النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته .. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كيف تهجوهم وأنا منهم؟! .. فأجابه حسان: أسلّك منهم كما تُسلُّ الشعرة من العجين .. فقال له الرسول: اهجم ومعك روح القدس.
وإليكم رابط فيديو رائع عن غزوة بدر وهو مقطع من الفيلم العالمى "الرسالة" .. من بداية المواجهة عند أبيار بدر والمواجهة بالفرسان الثلاثة وبداية المعركة بتوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمواجهة برماة النبال لإصابة أكبر عدد من الأعداء للتغلب على قلة العدد والعتاد .. الخ .. أترككم مع الفيديو الذى مدته 12:05 دقائق
اللهم صلِّ على سيدنا "محمد" مفتاح رحمتك وعين نعمتك
وعلي آله وسلم تسليماً كثيراً
فريق مصر أم الكون
خديجه حسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق