" مع المصطفى فى دار هجرته " - 36 -
" ودخل الناس فى دين الله أفواجاً" "هاء"
الآيات التى بشر بها هؤلاء الثلاثة الذين خلفهم الرسول حتى
يقضي الله فيهم ، هى آيات التوبة:
" لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ
وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا
كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّهُ بِهِمْ
رَءُوفٌ رَحِيمٌ (117) وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا
ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ
وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ
لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118)"
ونزلت معها ، من سورة التوبة في أواخر العهد المدنى بعد غزوة
تبوك ، الآيات البينات "الفاضحة" لزيف المنافقين الممزقة لكل أقنعتهم.
وفيها يعتب الله سبحانه على رسوله أن أذن لهم فى التخلف. وكان ، لو لم يفعل ، بحيث
يكشف عن خبث سريرتهم ويتبين له كفرهم وارتيابهم:
" لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ
وَلَٰكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ ۚ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ
اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ
إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (42) عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّىٰ
يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ(43) لَا
يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ
يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ
(44) إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ
الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (45)
وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَٰكِنْ كَرِهَ اللَّهُ
انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (46) لَوْ
خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ
يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ
بِالظَّالِمِينَ (47)لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ
الْأُمُورَ حَتَّىٰ جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ(48)
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي ۚ أَلَا فِي الْفِتْنَةِ
سَقَطُوا ۗ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (49) إِنْ تُصِبْكَ
حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ ۖ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا
أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ (50) قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا
إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ
فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51) قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى
الْحُسْنَيَيْنِ ۖ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ
بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا ۖ فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ
مُتَرَبِّصُونَ(52)" .. صدق الله العظيم.
**********
**********
عزيزى القارئ:
_________
يزيغ: جعله ينحرف عن الصواب والطريق المستقيم - "ربنا لا تزغ قلوبنا" آية 8 من سورة "آل عمران" - أماله عن طريق الحق - آية 117 من سورة "التوبة"
_________
يزيغ: جعله ينحرف عن الصواب والطريق المستقيم - "ربنا لا تزغ قلوبنا" آية 8 من سورة "آل عمران" - أماله عن طريق الحق - آية 117 من سورة "التوبة"
قاصداً: متوسطاً بين القريب والبعيد - آية 42 من سورة
"التوبة" - غير شاق - سهل مستقيم -قريب - متوجهاً إليه
عرضاً: ما يعرض للإنسان من منافع الدنيا "الذى لا
يدوم" - أراه إياه - بسطه وطرحه ليطلعه عليه.
الشُّقَّة: المسافة البعيدة التى لا تقطع إلا بمشقة "آية
42 من سورة التوبة" - السفر البعيد - القطعة المشقوقة المنشقة
ارتابت: شكت فيها - أوقعتها في الشك وسوء الظن
ثبطهم: رد الانسان عن الفعل الذي همَّ به - وقفه عليه
تَرَبَّصُون: انتظار الفرصة - أنتظر منهم خيراً أو شراً -
تربصون بنا: ما تنتظرون بنا "آية 52 من سورة التوبة"
عزيزى القارئ:
_________
ولا زلنا مع الدكتورة "بنت الشاطئ" في رحاب غزوة تبوك والتى نزل بخصوصها والمتخلفين عنها سواء المنافقين وغيرهم وكذلك المؤمنين .. والآيات "الفاضحة" .. اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك #اللهم_آمين .. وسأكتفي بذكر تفسير الآيات التى ذكرتها كاتبتنا بالترتيب ..
عزيزى القارئ:
_________
ولا زلنا مع الدكتورة "بنت الشاطئ" في رحاب غزوة تبوك والتى نزل بخصوصها والمتخلفين عنها سواء المنافقين وغيرهم وكذلك المؤمنين .. والآيات "الفاضحة" .. اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك #اللهم_آمين .. وسأكتفي بذكر تفسير الآيات التى ذكرتها كاتبتنا بالترتيب ..
تفسير الآيتين "117" و "118" التى كانت
بشرى للثلاثة الذين أبقاهم الله حتى يقضي الله فيهم أمره .. من سورة "التوبة":
لقد تاب الله على النبي صلى الله عليه وسلم من إذنه للمنافقين فى التخلف .. وتاب على المهاجرين والأنصار لما حصل منهم من بعض الهفوات في غزوة تبوك .. حيث تباطأ بعضهم وتثاقل عن الجهاد آخرون .. والغرض التوبة على من تخلفوا من المؤمنين عن غزوة تبوك ثم تابوا وأنابوا .. وعلم الله صدق توبتهم فقبلها منهم .. وصدّرها بتوبته علي رسوله صلى الله عليه وسلم وكبار صحبه جبراً لقلوبهم وتنويهاً لشأنهم وبعثاً للمؤمنين على التوبة وأنه ما من مؤمن إلا وهو محتاج إلى التوبة والاستغفار حتى النبي عليه أفضل الصلاة والسلام والمهاجرون والأنصار الذين اتبعوه في غزوة تبوك وقت العسرة في شدة الحر وقلة الزاد والضيق الشديد .. وقد أصابهم عطش شديد .. فقال سيدنا "أبو بكر" رضي الله عنه .. يا رسول الله: إن الله قد عودك في الدعاء خيراً فادع لنا .. قال: تحب ذلك؟ .. قال: نعم .. فرفع يديه الشريفتين فلم يرجعهما حتى سكبت السماء فملأوا ما معهم .. فرجعنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر .. #سبحان_الله .. من بعد ما كادت قلوب بعضهم تميل عن الحق وترتاب لما نالهم من المشقة والشدة .. أى وفقهم للثبات على الحق وتاب عليهم لما ندموا إنه لطيف رحيم بالمؤمنين .. وتاب كذلك على الثلاثة الذين تخلفوا عن الغزو وهم "كعب وهلال ومرارة" حتى ضاقت عليهم أرض الله مع سعتها .. وضاقت نفوسهم بما اعتراها من الغم والهم بحيث لا يسعها أنس ولا سرور وذلك بسبب أن الرسول عليه الصلاة والسلام دعا لمقاطعتهم .. فكان أحدهم "كعب" يفشى السلام لأقرب أقربائه فلا يرد عليه وهجرتهم نساؤهم وأهلوهم وأهملوهم حتى تاب الله عليهم .. وأيقنوا أنه لا معتصم لهم من الله وعذابه إلا بالرجوع والإنابة إليه سبحانه .. ثم رجع عليهم بالقبول والرحمة ليستقيموا على التوبة وإن كثرت الجنايات وعظمت .. المتفضل على العباد بالرحمة الشاملة.
لقد تاب الله على النبي صلى الله عليه وسلم من إذنه للمنافقين فى التخلف .. وتاب على المهاجرين والأنصار لما حصل منهم من بعض الهفوات في غزوة تبوك .. حيث تباطأ بعضهم وتثاقل عن الجهاد آخرون .. والغرض التوبة على من تخلفوا من المؤمنين عن غزوة تبوك ثم تابوا وأنابوا .. وعلم الله صدق توبتهم فقبلها منهم .. وصدّرها بتوبته علي رسوله صلى الله عليه وسلم وكبار صحبه جبراً لقلوبهم وتنويهاً لشأنهم وبعثاً للمؤمنين على التوبة وأنه ما من مؤمن إلا وهو محتاج إلى التوبة والاستغفار حتى النبي عليه أفضل الصلاة والسلام والمهاجرون والأنصار الذين اتبعوه في غزوة تبوك وقت العسرة في شدة الحر وقلة الزاد والضيق الشديد .. وقد أصابهم عطش شديد .. فقال سيدنا "أبو بكر" رضي الله عنه .. يا رسول الله: إن الله قد عودك في الدعاء خيراً فادع لنا .. قال: تحب ذلك؟ .. قال: نعم .. فرفع يديه الشريفتين فلم يرجعهما حتى سكبت السماء فملأوا ما معهم .. فرجعنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر .. #سبحان_الله .. من بعد ما كادت قلوب بعضهم تميل عن الحق وترتاب لما نالهم من المشقة والشدة .. أى وفقهم للثبات على الحق وتاب عليهم لما ندموا إنه لطيف رحيم بالمؤمنين .. وتاب كذلك على الثلاثة الذين تخلفوا عن الغزو وهم "كعب وهلال ومرارة" حتى ضاقت عليهم أرض الله مع سعتها .. وضاقت نفوسهم بما اعتراها من الغم والهم بحيث لا يسعها أنس ولا سرور وذلك بسبب أن الرسول عليه الصلاة والسلام دعا لمقاطعتهم .. فكان أحدهم "كعب" يفشى السلام لأقرب أقربائه فلا يرد عليه وهجرتهم نساؤهم وأهلوهم وأهملوهم حتى تاب الله عليهم .. وأيقنوا أنه لا معتصم لهم من الله وعذابه إلا بالرجوع والإنابة إليه سبحانه .. ثم رجع عليهم بالقبول والرحمة ليستقيموا على التوبة وإن كثرت الجنايات وعظمت .. المتفضل على العباد بالرحمة الشاملة.
أما تفسير الآيات الفاضحة:
لو كان ما دعوا إليه غُنماً قريباً سهل المنال وسفراً وسطاً ليس ببعيد لخرجوا معك .. لا لوجه الله بل طمعاً في الغنيمة .. ولكن بعدت عليهم الطريق والمسافة الشاقة ولذلك اعتذروا عن الخروج لما في قلوبهم من النفاق وسيحلفون لكم معتذرين بأعذار كاذبة لو قدرنا على الخروج معكم لما تأخرنا ولو كان لنا سعة في المال أو قوة في الأبدان لخرجنا للجهاد معكم .. قال الله تعالى رداً عليهم وتكذيباً لهم أنهم يوقعون أنفسهم في الهلاك بأيمانهم الكاذبة .. إنهم لكاذبون في دعواهم حيث كانوا مستطيعين للخروج ولم يخرجوا .. وقد تلطف الله في عتاب الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قدم العفو علي العتاب إكراماً له عليه الصلاة والسلام والمعنى سامحك الله يا محمد لِمَ أذنت لهؤلاء المنافقين في التخلف عن الخروج معك بمجرد الاعتذار! .. وهلا تركتهم حتى يظهر لك الصادق منهم في عذره من الكاذب المنافق .. وقد كانوا مصرين على القعود عن الغزو وإن لم يأذن لهم ولهذا أخبر الله تعالي أنه لا يستأذنه أهل الإيمان فقال: لا يستأذنك يا محمد عن الجهاد والغزو من يؤمن بالله واليوم الآخر .. أى كراهية الجهاد بالمال والنفس لأنهم يعلمون ما أعده الله للمجاهدين الأبرار من الأجر الجزيل فكيف يتخلفون عنه؟ .. والله عليم بهم بهم لأنهم مخلصون في الإيمان متقون للرحمن .. إنما يستأذنك يا محمد المنافقون الذين لم يثبت الإيمان في قلوبهم .. وقد شكَّت قلوبهم في الله وثوابه فهم يترددون حيارى لا يدرون ما يصنعون .. ولو أراد هؤلاء المنافقون الخروج معك للجهاد أو كانت لهم نية في الغزو لاستعدوا له بالسلاح والزاد .. فتركهم الاستعداد دليل على إرادتهم التخلف ولكن كره الله خروجهم معك فكسر عزمهم وجعل في قلوبهم الكسل .. وقيل اجلسوا مع المخلفين من النساء والصبيان وأهل الأعذار وهو ذم لهم لإيثارهم القعود على الخروج للجهاد والآية تسلية له صلى الله عليه وسلم علي عدم خروج المنافقين معه إذ لا فائدة فيه ولا مصلحة بل فيه أذى والمضرة ولهذا قال لو خرجوا معكم ما زادوكم إلا شراً وفساداً وأسرعوا بينكم بالمشي بالنميمة .. يطلبون لكم الفتنة بإلقاء العداوة بينكم وفيكم ضعفاء قلوب يصغون إلى قولهم ويطيعونهم والله عالم بالمنافقين علماً محيطاً يضمائرهم وظواهرهم .. لقد طلبوا لك الشر بتشتيت شملك وتفريق صحبك عنك من قبل غزوة تبوك كما فعل ابن سلول حين انصرف بأصحابه يوم أحد .. ودبروا لك المكائد والحيل وأداروا الآراء في إبطال دينك .. حتى جاء نصر الله وظهر دينه وعلا علي سائر الأديان والحال أنهم كارهون لذلك لنفاقهم .. ومن هؤلاء المنافقين من يقول لك يا محمد "صلى الله عليه وسلم" ائذن لى في القعود ولا تفتنى بسبب الأمر بالخروج .. ونزلت في "الجد ابن قيس" حين دعاه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جلاد بنى الأصفر "الروم" فقال يا رسول الله: ائذن لى في القعود عن الجهاد ولا تفتنى بالنساء .. ألا إنهم قد سقطوا في عين الفتنة فيما أرادوا الفرار منه .. بل فيما هو أعظم وهى فتنة التخلف عن الجهاد وظهور كفرهم ونفاقهم .. أى ترديهم في دركات الهلاك أسف سا فلين .. ولا مفر لهم من جهنم لأنها محيطة بهم من كل جانب كإحاطة السوار بالمعصم .. وفيه وعيد شديد .. وإن تصبك في بعض الغزوات حسنة سواء ظفرا أو غنيمة يسؤهم ذلك .. وإن تصبك مصيبة من نكبة و شدة أو هزيمة ومكروه يفرحوا ويقولوا: قد احتطنا لأنفسنا وأخذنا بالحذر والتيقظ فلم نخرج للقتال من قبل أن يحل بنا البلاء .. وينصرفوا عن مجتمعهم وهم فرحون مسرورون .. ولن يصيبنا خير ولا شر ولا خوف ولا رجاء ولا شدة ولا رخاء .. إلا وهو مقدر علينا مكتوب عند الله .. هو ناصرنا وحافظنا .. وليفوض المؤمنون أمورهم إلى الله .. ولا يعتمدوا على أحد سواه .. وقل لهم هل تنتظرون بنا يا معشر المنافقين إلا إحدى العاقبتين الحميدتين: إما النصر وإما الشهادة وكل واحدة منهما شئ حسن .. ونحن ننتظر لكم أسوأ العاقبتين الوخيمتين: أن يهلكهم الله بعذابٍ من عنده يستأصل به شأفتكم أو يقتلكم بأيدينا .. وانتظروا ما يحل بنا ونحن ننتظر ما يحل بكم وهو أمر يتضمن التهديد والوعيد.
لو كان ما دعوا إليه غُنماً قريباً سهل المنال وسفراً وسطاً ليس ببعيد لخرجوا معك .. لا لوجه الله بل طمعاً في الغنيمة .. ولكن بعدت عليهم الطريق والمسافة الشاقة ولذلك اعتذروا عن الخروج لما في قلوبهم من النفاق وسيحلفون لكم معتذرين بأعذار كاذبة لو قدرنا على الخروج معكم لما تأخرنا ولو كان لنا سعة في المال أو قوة في الأبدان لخرجنا للجهاد معكم .. قال الله تعالى رداً عليهم وتكذيباً لهم أنهم يوقعون أنفسهم في الهلاك بأيمانهم الكاذبة .. إنهم لكاذبون في دعواهم حيث كانوا مستطيعين للخروج ولم يخرجوا .. وقد تلطف الله في عتاب الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قدم العفو علي العتاب إكراماً له عليه الصلاة والسلام والمعنى سامحك الله يا محمد لِمَ أذنت لهؤلاء المنافقين في التخلف عن الخروج معك بمجرد الاعتذار! .. وهلا تركتهم حتى يظهر لك الصادق منهم في عذره من الكاذب المنافق .. وقد كانوا مصرين على القعود عن الغزو وإن لم يأذن لهم ولهذا أخبر الله تعالي أنه لا يستأذنه أهل الإيمان فقال: لا يستأذنك يا محمد عن الجهاد والغزو من يؤمن بالله واليوم الآخر .. أى كراهية الجهاد بالمال والنفس لأنهم يعلمون ما أعده الله للمجاهدين الأبرار من الأجر الجزيل فكيف يتخلفون عنه؟ .. والله عليم بهم بهم لأنهم مخلصون في الإيمان متقون للرحمن .. إنما يستأذنك يا محمد المنافقون الذين لم يثبت الإيمان في قلوبهم .. وقد شكَّت قلوبهم في الله وثوابه فهم يترددون حيارى لا يدرون ما يصنعون .. ولو أراد هؤلاء المنافقون الخروج معك للجهاد أو كانت لهم نية في الغزو لاستعدوا له بالسلاح والزاد .. فتركهم الاستعداد دليل على إرادتهم التخلف ولكن كره الله خروجهم معك فكسر عزمهم وجعل في قلوبهم الكسل .. وقيل اجلسوا مع المخلفين من النساء والصبيان وأهل الأعذار وهو ذم لهم لإيثارهم القعود على الخروج للجهاد والآية تسلية له صلى الله عليه وسلم علي عدم خروج المنافقين معه إذ لا فائدة فيه ولا مصلحة بل فيه أذى والمضرة ولهذا قال لو خرجوا معكم ما زادوكم إلا شراً وفساداً وأسرعوا بينكم بالمشي بالنميمة .. يطلبون لكم الفتنة بإلقاء العداوة بينكم وفيكم ضعفاء قلوب يصغون إلى قولهم ويطيعونهم والله عالم بالمنافقين علماً محيطاً يضمائرهم وظواهرهم .. لقد طلبوا لك الشر بتشتيت شملك وتفريق صحبك عنك من قبل غزوة تبوك كما فعل ابن سلول حين انصرف بأصحابه يوم أحد .. ودبروا لك المكائد والحيل وأداروا الآراء في إبطال دينك .. حتى جاء نصر الله وظهر دينه وعلا علي سائر الأديان والحال أنهم كارهون لذلك لنفاقهم .. ومن هؤلاء المنافقين من يقول لك يا محمد "صلى الله عليه وسلم" ائذن لى في القعود ولا تفتنى بسبب الأمر بالخروج .. ونزلت في "الجد ابن قيس" حين دعاه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جلاد بنى الأصفر "الروم" فقال يا رسول الله: ائذن لى في القعود عن الجهاد ولا تفتنى بالنساء .. ألا إنهم قد سقطوا في عين الفتنة فيما أرادوا الفرار منه .. بل فيما هو أعظم وهى فتنة التخلف عن الجهاد وظهور كفرهم ونفاقهم .. أى ترديهم في دركات الهلاك أسف سا فلين .. ولا مفر لهم من جهنم لأنها محيطة بهم من كل جانب كإحاطة السوار بالمعصم .. وفيه وعيد شديد .. وإن تصبك في بعض الغزوات حسنة سواء ظفرا أو غنيمة يسؤهم ذلك .. وإن تصبك مصيبة من نكبة و شدة أو هزيمة ومكروه يفرحوا ويقولوا: قد احتطنا لأنفسنا وأخذنا بالحذر والتيقظ فلم نخرج للقتال من قبل أن يحل بنا البلاء .. وينصرفوا عن مجتمعهم وهم فرحون مسرورون .. ولن يصيبنا خير ولا شر ولا خوف ولا رجاء ولا شدة ولا رخاء .. إلا وهو مقدر علينا مكتوب عند الله .. هو ناصرنا وحافظنا .. وليفوض المؤمنون أمورهم إلى الله .. ولا يعتمدوا على أحد سواه .. وقل لهم هل تنتظرون بنا يا معشر المنافقين إلا إحدى العاقبتين الحميدتين: إما النصر وإما الشهادة وكل واحدة منهما شئ حسن .. ونحن ننتظر لكم أسوأ العاقبتين الوخيمتين: أن يهلكهم الله بعذابٍ من عنده يستأصل به شأفتكم أو يقتلكم بأيدينا .. وانتظروا ما يحل بنا ونحن ننتظر ما يحل بكم وهو أمر يتضمن التهديد والوعيد.
عزيزى القارئ:
_________
وإليكم رابط فيديو غزوة تبوك بعد فتح مكة ودخول الجزيرة العربية في الإسلام فخشي العرب التابعون للروم من المسلمين فى بلاد الشام من قوة الدين الجديد فقرر الروم بتجهيز جيش كبير بجنوب الشام .. فوصلت الأخبار للنبي صلي الله عليه وسلم فأمر بتجهيو جيش قوى لصد هجوم الروم بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم .. واللواء كان لسيدنا "أبو بكر الصديق" رضي الله عنه .. وكيف تغلبوا على قلة الماء والزاد .. "يؤثرون الموت على الحياة" .. أترككم مع باقي التفاصيل والفيديو مدته 1:53 دقيقة
_________
وإليكم رابط فيديو غزوة تبوك بعد فتح مكة ودخول الجزيرة العربية في الإسلام فخشي العرب التابعون للروم من المسلمين فى بلاد الشام من قوة الدين الجديد فقرر الروم بتجهيز جيش كبير بجنوب الشام .. فوصلت الأخبار للنبي صلي الله عليه وسلم فأمر بتجهيو جيش قوى لصد هجوم الروم بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم .. واللواء كان لسيدنا "أبو بكر الصديق" رضي الله عنه .. وكيف تغلبوا على قلة الماء والزاد .. "يؤثرون الموت على الحياة" .. أترككم مع باقي التفاصيل والفيديو مدته 1:53 دقيقة
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا "محمد" وآله
الطاهرين و"آدم ونوح وإبراهيم وموسي وعيسي" وما بينهم من النبيين
والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
فريق مصر أم الكون
خديجه حسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق