نصر وتوابع زلزال حرب أكتوبر

أعتذر عن الصوره (( صورة جندى أسرائيلى يفر هاربا أمام خير أجناد الأرض )) لكننى أردت توضيح نقاط ستعرفها فى مقالى

أعتذر فى بداية كلامى لأنه لن يستوعب بعض كلامى إلا متابعينى من فترات طويله لأننى سأستعين ببعض ماقلته من سنوات فى هذا السياق كما أعتذر لكل مصرى حر غيور على وطنه لأننى لست بالحجم الذى يؤهلنى لتحليل حرب أكتوبر العظيمه ومش عارف إعتراض الأخوه السلفيين على وصفها بالعظيمه كما أعتذر عن الأطاله الغير مقصوده فى هذا الصدد

عقب أى حرب يعكف المحللون والخبراء على دراسة إيجابيات وسلبيات تلك الحرب والدروس المستفاده وبالطبع كان أول ناس عملت كده هم الأمريكان وكان من أهم ماتوصلوا له الآتى :

خطة الخداع البارعه التى نفذها السادات والأعلام المصرى حينها الذى وصفه المصريين بالأعلام المحبط العميل (( شايف الأعلام لما يساعد مش يكسر )) بحيث وصل العالم والمصريين لمضمون مفاده أن السادات والمصريين أستوعبوا أن جيش إسرائيل لايهزم وأن خط بارليف لن يقهر وأن المانع المائى سيحول ضد أى تفكير عسكرى مصرى ولعبت الصحافه المصريه ومعها المخابرات دورا بارزاً فى هذا الشأن وأنتشرت النكات والقفشات التى توحى أن القياده المصريه والمصريين أصابهم الأحباط وأكيد معظمكم فاكر النكته الشهيره بتاعة الراديو اللى لقاه عسكرى مصرى على شط القناه ولما فتحه سمع المذيع بيقوله هنا الآخره وكان لمقالات محمد حسنين هيكل وقتها دور بارز فى أيهام الأسرائليين أن مصر رضخت للأمر الواقع حتى تشبع عقل الأسرائيليين بما يرغبون وعندما علموا بموعد حرب أكتوبر وشاهدوا بأعينهم التحركات البحريه نحو باب المندب تعاملوا مع المشهد وكأنه عبث مصرى عمس مايحالول الأسرئليين إيهام شعبهم والعالم أن الحرب كانت مباغته أو مفاجأه بل تعمد السادات تسريب موعدها عن طريق الخائن الملك حسين ملك الأردن حينها لكنها خطة التنويم المغناطيسى والتخدير العسكرى والوصول لمرحلة الغرور التى أوصلهم لها ثعلب الزمان الحديث والقديم أنورالسادات ياأيات ياعرابى ياخبره بالجامد قوى ولست هنا بصدد شرح خطة الخداع التى مارسها السادات لأنها تحتاج فى كل محور فيها لبوستات منفصله وسنكتفى بهذا القدر لتوضيحها

العقيده القتاليه للجيوش العربيه عموماً والمصرى خصوصاً هى من أهم أسباب أنتصار أكتوبر والتى كررت مشهد غزوة بدر بحيث أستطاعت قوه صغيره من أسر لواء دبابات كامل تلك العقيده التى أبهرت الأسرائليين فى المواجهات المباشره وخصوصا فى حرب كبريت الداميه وعملت أمريكا على تغيير تلك العقيده وخاضت فى سبيلها حرب مع رجال العسكريه المصريه طوال الـ 40 عاماً الماضيه وفشلت فى تغيرها وكان من أبرز ضحاياها المشير أبوغزاله

حتستغرب لما تعرف عقيدة الجيش المصرى فى كلمه واحده (( الموت فى الحرب ليس موتا بل إستشهاد فى سبيل الله وطلقة البندقيه ماهى إلا وسيله لتنتقل بك لحياه أخرى فيها التكريم الربانى )) و والعقيده التى يريدون ترسيخها لنا هى (( الحرب ضد الأرهاب )) وشتان الفرق بين الموت فى سبيل الله والموت فى حرب ضد إرهابيين واللى مش مصدقنى ومستهيف اللى بيقوله يرجع لمذكرات أبو غزاله وأكتر ناس عارفه الفرق بين العقيدتين هم الأمريكان وأستوعبوا الدرس والفرق فى حرب الخليج لما جنودهم النايتى شافوا خير أجناد الأرض بث حى مباشر ويذكر التاريخ أن صدام حسين أحتل قريه سعوديه وفشل الأمريكان فى طرده منها على مدار 4 أيام ثم تدخل المصريين وحرروها فى ساعات ياآيات ياعرابى ياخبره وزى ماحضرتك خبره فى هز الوسط والخيانه الزوجيه الجيش المصرى خبره فى حروب الأرض المفتوحه وكانت دى حجة الأمريكان أن الجيش المصرى مدرب على حروب الأرض المفتوحه واللى فاهم أن أمريكا أحتلت العراق بقوتها يبقى غلطان ... أمريكا دخلت العراق بالخيانه وأكيد كلكم فاكرين صدام حسين لما أوقف خدمة المحمول فى العراق

سلاح البترول وقوة العرب فى قرار موحد ولمن لم يعاصر تلك الفتره كانت الدول الأوربيه تعيش فى ظلام دامس وتوقفت مصانع أوروبا نتيجه لأستخدام سلاح البترول وأيقنت أمريكا والدول الغربيه بخطورة أتحاد العرب وتوحيد قرارهم وخطورة سلاح البترول ومن هنا بدأت أول توابع زلزال حرب أكتوبر وعملت أمريكا على تفتيت المنطقه العربيه وهى من ضغطت على الأسرائليين بقبول مبادرة السادات وفى نفس الوقت سخنت صدام والقذافى والفلسطنيين على الوقوف ضد خطة السادات وكانت هذه النقطه هى حجر الأساس فى هدم الدول العربيه ووقفت مصر وحدها تواجه الحصار العربى وأرتمت فى أحضان الغرب لتعويض العرب ومن يومها لم تقوم للعرب قائمه وتجمدت القضيه الفلسطينيه ولم تتقدم خطوه واحده وتخيل معى وقتها لو العرب أنصاعوا لرغبات السادات ودخلوا فى مفاوضات مع اليهود كانت الخريطه ستتغير تماما

التهديد الأسرائيلى بإستخدام السلاح النووى ضد العرب وخصوصا الجبهه الغربيه لهم (( مصر )) وهنا وجدت امريكا تهديد لمصالحها فى المنطقه العربيه (( البقره الحلوب )) ورضخت أمريكا للتهديد الأسرائيلى وتدخلت بشكل مباشر فى حرب أكتوبر (( أرجع لخطاب السادات فى مجلس الشعب وهو يعلن أسباب وقف أطلاق النار )) لكن بعد الحرب فكرت أمريكا فى خلق توازن نووى فى المنطقه (( أرجو الرجوع لمقالاتى فى الملف الأيرانى النووى تحديداً منذ عامين )) ووجدت ضالتها فى إيران لكن شاه إيران الشيعيه وقتها كان موالى للعرب ووقف معهم فى حرب أكتوبر فكان لابد من التخلص منه وبدأت القصه فى أحياء المعارض المجهول الميت الخومينى فى فرنسا وأشتعلت الثوره فى إيران وطبقا للخطه كان هناك عداء مصطنع أمام العالم وتخطيط الأفاعى فى السر وتغاضت أمريكا عن حصول الأيرانيين على التقنيه النوويه من بقايا الأتحاد السوفيتى عبر عصابات مخابراتيه وبعد مرور 40 عام نجحت امريكا فى كل ماتصبو إيه فى هذا الملف وخلقت توازون نووى فى المنطقه يرهب أسرائيل لتحافظ على مصالحها (( العرب يطلعوا البترول ويبيعوه للغرب بتراب الفلوس ويشتروا بتمنه سلاح من الغرب للوقوف فى وجه إيران وبعضهم وأخيرا أسرائيل )) (( هل تصدق أن برميل البترول عصب الحياه أرخص من برميل البيبسى ))

فى نهاية مقالى الذى حاولت بقدر المستطاع أختصاره نجحت أمريكا فى كل ماتصبو إليه وأنت بنفسك شايف المنطقه بقى شكلها إيه فيما عدا نقطه واحده وهى تغيير عقيدة الجيش المصرى (( ماهو خلاص مش فاضل من الجيوش العربيه غيره بعد ماراح الجيش العراقى والسورى )) لم تستطيع أمريكا تغيير تلك العقيده التى تحيرها حتى الآن ... عقيدة الجيش المصرى الذى ذكره خير الأنام صل الله عليه وسلم بأحلى الأوصاف ويعرف قدره جيدا كل العالم وصدقنى لو قلت أنه أعظم جيوش العالم لأنه بأمكانيات متواضعه نسبيا يحقق مالايقدر عليه غيره من الجيوش بكل ترساناتها ويحزننى مايفعله بعض أبناء مصر من محاولات لتشويه صورة جيش بلدهم الذى أفخر أننى كنت أحد رجال الصاعقه فيه وتؤلمنى جدا عبارات التريقه على جيش لايعرف قدره أبنائه

قلت فى بداية مقالى أننى أصغر من أن أتحدث عن أنجازات حرب أكتوبر وماتعرضت له هو بعض النقاط التى تتعلق بالأمور السياسيه حول الحرب وأعتقد أننى أختصرت بطولات جيش بلدى فى العقيده القتاليه لكنى لو أردتم أن أتصفح بطولات الجندى المصرى الذى أرتدى البدله العسكريه وجندى الجبهه الداخليه فمحتاج أن تفرغوا لى موقع الفيسبوك تماما ليستوعب مادار من بطولات فى تلك الحرب المجيده وكنت قد وصلت فى سلسلة مقالات معجزة جيش وشعب لـ 24 حلقه التى أحاول فيها جاهدا كشف الغبار عن أحداث لم تعاصرها الأجيال الحاليه لكنها توقفت لعدم المتابعه والأهتمام

لن تتوقف توابع حرب أكتوبر التى لازالت تعاصرها أجيال اليوم ولكى ننتصر فى التوابع علينا العوده لروح الحرب نفسها وأيامها والعوده للقوميه العربيه وأعتقادى الشخصى أن السيسى لديه طموحات قوميه رغم أننى أرى تشنجات سعوديه وهز ديل كطرى فى هذا الشأن

جنرال بهاء الشامى