مهندس حرب أكتوبر رقم 5

بذكريات مؤلمه وأحداث ملتهبه ومؤامرات ضد الوطن نعود لنستكمل حديثنا معكم أحبائنا الكرام وسلسلة مقالات مهندس أكتوبر ودراسة أسباب حرب يونيه ومعذره للمره الثانيه للخروج عن سياق الحلقات فى سرد جانبى نوضح فيه نقاط هامه لمؤامرات حيكت لبلدنا العزيز لكننى أجده الأستغلال الأمثل ونحن نذكر السيره العطره للمشير النحيف أن نوضح بعض الأمور التاريخيه

 كنت قلتلك فى الحلقه الماضيه عن بدأ الصراع الأمريكى السوفيتى فى منطقة الشرق الأوسط فكانت سياسة أمريكا وحلفائها تعتمد على الأنحياز الكامل والتام لذراعهم فى المنطقه أسرائيل على حساب حقوق الشعب الفلسطينى وعلى تطويق الأتحاد السوفيتى بسلسله من القواعد العسكريه والأحلاف العسكريه فى المنطقه ومن هذه النقطه تحديدا بدأ الصراع بين مصر وأمريكا وحلفائها

حاولت أمريكا أستقطاب مصر وبعض الدول العربيه فى حلف عسكرى وهو حلف بغداد لكن عبد الناصر رفض الأنضمام لهذا الحلف ودخل فى حرب سياسيه ضد أمريكا فى المنطقه ففشل تكوين هذا الحلف فتوترت العلاقه بين مصر وأمريكا وحلفائها أكثر وأكثر وأصبح العداء السياسى واضحاً وأرى أمامى برؤيا حياديه أن التاريخ يتكرر فى عهد الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى فمصر الآن تقف بالمرصاد أمام خطط أمريكا بالمنطقه لذلك تزداد حلقة المؤامرات من حولها الآن بنفس السيناريو والحبكه الدراميه  والأخراج مع تغير فى الأشخاص

كان الجيش المصرى فى أشد الأحتياج للسلاح لمواجهة أطماع أسرائيل وغطرستها وحاول عبدالناصر الحصول على السلاح الأمريكى لكن أمريكا رفضت وسط توتر شديد فى منطقة الشرق الأوسط ثم أعلنت مصر فجأه عن نجاحها فى الحصول على السلاح السوفيتى عن طريق صفقة تشيكوسلافيه فكانت الصدمه القويه لأمريكا وأنجلتر وفرنسا وأسرائيل

وقف وزير الخارجيه الأمريكى دالاس ليعلن بصراحه ووضوح أن صفقة السلاح المصريه صدمه كبيره لأمريكا وتحول خطير فى المنطقه وأنتصار سياسى مصرى على أمريكا فى أتمام هذه الصفقه

قال وزير الخارجيه البريطانى المارشال تمبلر أن الصفقه المصريه تعد أنقلاب على سوق السلاح بالمنطقه وقفز على مصالح حلف بغداد وأن الأتحاد السوفيتى قفز على حلف بغداد ووضع قدمه فى المنطقه واليوم أجد نفس السيناريو يتكرر فبعد ثبات ونوم عميق أستطاعت مصر أيقاظ روسيا لتعيدها لمنطقة الشرق الأوسط لينقلب الملف السورى وملفات المنطقه وكأن التاريخ يعيد نفسه

أما أسرائيل فقد أعلنت أن الصفقه المصريه أخلال بالتوازن العسكرى فى المنطقه وأن العرب يسعون للتفوق العسكرى تمهيداً للقضاء على أسرائيل

أما فرنسا فقد كانت أكثر وضوحا فى عدائها وخصوصا بعد دعم مصر للجزائر وقالتها صريحه أنه يجب التخلص من عبدالناصر ومغامراته بالمنطقه لأن وجوده ضد مصالح الدول الكبرى ويسعى للأخلال بتوازن المنطقه ورأت فرنسا تسخين الصراع العربى الأسرائيلى لألهاء مصر عن مساعدة الشعب الجزائرى

يرجى الرجوع فى كل ماتم ذكره من تصريحات صحفيه لكتاب هيكل (( ملفات السويس ))

تلاقت مصالح محور وأهل  الشر أمريكا وفرنسا وأنجلترا وأسرائيل ضد مصر وجاء قرار تأميم قناة السويس ليحولوه لذريعه للهجوم على مصر عسكريا فى تحدى سافر للقيم والأعراف الأنسانيه التى يتشدقون بها للضغط على الدول التى لاتسير فى ركابهم

عقدوا أجتماعتهم فى فرنسا سراً وقتها  وأتفقوا فيما يطلق عليه أتفاقية سيفر وكان الأتفاق يقضى بأن تقوم أسرائيل بالهجوم على قواتنا فى سيناء فى محاوله للوصول لقناة السويس فى 29 أكتوبر عام 1956 م  وفى اليوم الثانى للهجوم تطالب أنجلترا وفرنسا بوقف أطلاق النار وأنسحاب قوات الجيشين بعيداً عن قناة السويس وأن تقبل مصر بوجود قوات فرنسيه وأنجليزيه على موقع القناه لضمان حرية الملاحه البحريه فى الممر العالمى وأذا رفضت مصر بقبول هذه الشروط فى خلال 12 ساعه  يصبح من حق فرنسا وأنجلترا مهاجمة مصر عسكريا لأحتلال شريط القناه وأن تحتل أسرائيل شاطئ خليج العقبه وجزر تيران وصنافير لكى تضمن حرية الملاحه فى منطقة خليج العقبه وتستطيع أسرائيل أيجاد منفذ بحرى جنوبى لها على البحر الأحمر

نكتفى بهذا القدر اليوم بعد أن هاجمتنى آلام أصابعى على وعد بلقاء متى شاء الله

جنرال بهاء الشامى