الثلاثاء، 14 مايو 2019

مهندس حرب أكتوبر رقم 7


عوده لأستئناف ماتوقفنا عنده فى حلقتنا السابقه وكيف تورطت مصر فى مستنقع حرب اليمن



فى عام 1962 م قامت ثوره شعبيه فى اليمن الشمالى لأنه كان لسه متقسم لشمالى وجنوبى ولجأ قادة الثوره لمصر لتثبيت أقدامهم ضد محاولات القضاء على الثوره وفعلا قدمت مصر المعونه العسكريه لهم وكانت المعونات فى أول الأمر بشكل محدود ثم بدأ التورط تدريجيا بأرسال بعض الخبراء العسكريين ثم بعض الفصائل ورويدا رويدا وصل عدد قواتنا هناك لثلث الجيش المصرى بعتادهم الحربى وبكده أشتركت مصر فى المواجهات العسكريه هناك بشكل مباشر




بدأت السعوديه وخوفا من أنتشار الثوره فى دعم القبائل التى تقاوم الجيش المصرى بالمال والسلاح والدعم المعنوى وطبعا كانت أمريكا والدول الغربيه تقف خلف السعوديه خوفا من أنتشار الثورات وسيطرتها على منابع البترول




طبعا كان الأتحاد السوفيتى المؤيد لأى تحركات مصريه يريد أن يضع أقدامه فى اليمن ومن هنا كانت حرب اليمن شبه حلقة صراع بين مصالح الدول العظمى وقتها




أما أنجلترا فكانت ضد عبدالناصر وتخشى من أنتقال الثوره الشماليه للجنوب اللى هى مسيطره عليه يعنى بصريح العباره ويمكن التاريخ تقريبا بيعيد نفسه كانت مصر ومن خلفها الأتحاد السوفيتى القديم  بتحارب السعوديه وأمريكا وأنجلترا ودعم لامحدود من الدول الغربيه




كانت خطة السعوديه وأمريكا والدول الغربيه تعتمد على عدم السماح لطرف بالأنتصار على الطرف الآخر يعنى بيمدوا القبائل بالسلاح والمال بشكل محدود لايسمح لهم بهزيمة مصر وأيضا لايسمح لمصر بهزيمتهم علشان يرهقوا قواتنا هناك ويطيلوا أمد المعارك بحيث تخرج مصر من هذه المعركه منهكه جدا وتكون أسرائيل العدو المباشر جاهز للأنقضاض عليها وهى فى أسوء حالاتها




طبعا كانت المعارك المصريه اليمنيه على هوى أسرائيل وتحقيق أهدافها لكى تستطيع توجيه ضربه لمصر لأجهاضها وأيقاف توسع الثورات يعنى الكل كان ضد مصر فى أنتظار لحظة الأنقضاض والأجهاز عليها




كان قائدا لقواتنا فى اليمن فريق أسمه أنور القاضى وكان قدم تقرير لعبدالناصر فى مايو عام 1963 م وقال له قواتنا هناك وقعت فى فخ ولابد من سحب قواتنا من هناك فى أسرع وقت لتقليل خسائرنا لكن عبدالناصر رفض وقال مش معقول نترك الثوار ودى فرصه لتوجيه ضربه للسعوديه التى أجهضت الوحده مع سوريا





الفريق أنور القاضى قدم بعدها بشهور قليله مذكره اخرى لعبداناصر وطلب منه التفاوض مع السعوديه خصوصا وأن فى اليمن بعض القبائل التى تدين بالولاء للسعوديه تاريخيا وفى المره دى أقتنع عبدالناصر بالتفاوض مع السعوديه على وقف أطلاق النار لكن ظلت المفاوضات متعثره مع الملك سعود حتى تمت مع الملك فيصل فى نهاية عام 1963 م  





نرجع تانى للملف السورى ونقول أن الوحده مع سوريا كان لها أعداء أجنبيه وأطراف عربيه لأن عبد الناصر بدأت شعبيته تكبر وأفكاره تنتشر خصوصا فى الممالك العربيه وخشوا على كراسيهم وكانت ضربه قاضيه لحلف بغداد



أستغلوا بعض السلبيات فى طريقة أدارة الطرف المصرى لسوريا وأيضا كانت فيه أخطاء لمخابراتنا فى التفرقه فى المعامله وصلاح نصر بنفسه أعترف بذلك وبعيدا عن أسباب فشل الوحده مع سوريا خلينا فى تداعياتها وسلبياتها




كان حدث الأنقلاب فى سبتمبر عام 1961 م أثناء زياره للمشير عبدالحكيم عامر لسوريا لكن زى ماقلتلك عبد الناصر حاول يستوعب الصدمه وقال سنمتثل لرغبة الشعب السورى لكن طبعا الأنفصال وفشل الوحده كان له معانى أخرى




كان الأنفصال ضربه قاضيه لمشروع عبدالناصر فى الوحده العربيه الشامله وكان مسمار فى نعش القوميه العربيه المزيفه وهزيمه لفكرة القوميه العربيه وأهتزت شعبية ناصر فى الوطن العربى وتقلص الدور المصرى فى الوطن العربى وتأثر بشده





بعد الأنفصال بدأ عبدالناصر فى تظبيط بعض قيادات الجيش وأصدر عدة قرارات بعدم تولى قيادات الثوره لمناصب مدنيه وأن كان ولابد يكونوا مستشارين فقط وبدأ عبد الحكيم عامر يفهم الأصلاحات دى على أنها محاوله من عبدالناصر للسيطره على الجيش وأعترض على قرارات عبد الناصر وقال معنى قرارات رئيس الجمهوريه أنه غير كفأ لقيادة القوات المسلحه ومن هنا تحديدا بدأ توتر العلاقه بين حكيم وناصر أو بمسمى آخر كما يقول المؤرخون صراع على السلطه أو صراع على البقاء دفعت مصر ثمنه غالياً وخليك معايا علشان تبقى فاهم أن أى صراع على السلطه اللى بيدفع تمنه الشعب والوطن




كانت مصر مشغوله بحرب شمال اليمن وخارجه من جرح سوريا والجزائر وصراع داخلى بين أكبر راسين فى البلد وجامعه عربيه كبيرها تشجب وتستنكر وفى نفس الوقت لم نتعلم من حرب عام 1956 م زى ماقلتلك وأسرائيل بتعد وتجهز نفسها للأستيلاء على سيناء لتحقيق أحلامها اللى كانت واضحه فى حرب عام 1956 م




كنت قلتلك أن أسرائيل عكفت بعد حرب عام 1956 م على دراسة سلبياتها وهى أن فرنسا وأنجلترا أصبحوا ضعفاء أمام الأتحاد السوفيتى وفيه مارد جديد يظهر وهو الولايات المتحده الأمريكيه فبدأت تقلب دفتها ناحية أمريكا وعقدت أول صفقة سلاح صواريخ هوك المضاده للطائرات مع أمريكا عام 1958 م ومن هنا تحديدا تقدر تقول أن ده أول تعامل وتقارب مع الأمريكان واليهود بتوع مصلحتهم وباعوا فرنسا وأنجلترا وبدأت من هذا التاريخ تسعى للتفوق الكمى والنوعى التسليحى للتفوق على العرب عموما ومصر بوجه خاص وأتمت تفوقها فى عام 1966 م وأحنا مشغولين بحرب اليمن اللى بتستنزفنا يوميا وبنخسر معداتنا العسكريه فى جبال اليمن




ركزت أسرائيل فى خطتها على تفوق قواتها الجويه وسلاح المدرعات وسلاح قوات المظلات ولم يلفت هذا نظر قادة جيشنا ويعملوا حسابهم  أن ممكن أسرائيل تغفلنا فى يوم وتستولى على سيناء بهذه السهوله   


  

فى بداية عام 1967 م كانت علاقة اليهود وأمريكا وصلت لأقوى مايمكن وأتمت أسرائيل أستعداداتها وعملت تفوق على العرب والعرب فى المقابل فشل مشروعهم القياده الموحده للجيوش العربيه اللى كانت أصدرته جامعة لدول العربيه عام 1964 م وبدأ العرب فى التفكك والتشرذم والممالك بدأت تسعى للمؤامرات للحفاظ على كراسيهم




خلاص الدنيا فى  أسرئيل جاهزه للأنقضاض على الفريسه العربيه من حيث السلاح والخطط والجاهزيه والتدريب ومش فاضل غير خلق سبب لشن الهجوم على العرب



نكتفى بهذا القدر اليوم على وعد بقاء متى شاء الله وأعتذر أنى بدخل فى تفاصيل لأنى وجدتها فرصه على أبلكيشن أم الكون نكون صرحاء مع نفسنا منعا لتكرار ماحدث بعيدا عن غوغاء الفيسبوك ودوشته وكل اللى مالوش فيها بيفتى ويعمل خبير عسكرى وتاريخى

جنرال بهاء الشامى  

هناك 3 تعليقات:

  1. تسلم ايدك يا جنرال
    ربنا يبارك فيك ويحفظك ويرزقك الصحة والعافية

    ردحذف
  2. بصراحه ومن غير مجاملة حضرتك غيرت مفاهيم واحداث تاريخة كانت تسرد وتكتب لنا بشكل خاطئ
    ربنا يجازيك عنا كل خير يا جنرال

    ردحذف
  3. تسلم ايدك يا جنرال
    ربنا يبارك فيك ويحفظك ويرزقك الصحة والعافية

    ردحذف