الثلاثاء، 28 مايو 2019

مولد سيدى يناير رقم 8



توقفنا فى حلقتنا السابقه عند بداية صراع سام عنان والفريق أحمد شفيق وقلنا أن كل منهم أراد أن يزيح الآخر من طريقه واليوم نستكمل ماتوقفنا عنده



كانت  الإشارات تؤكد أن عنان لم يكن على درجه كبيرة من القرب من طنطاوى تتناسب جدا مع ما قاله أحمد شفيق عن العلاقه التى ربطت بين الرجلين فى حوار مطول أجراه الصحفى الشهير غسان شربل مع شفيق نشرته جريدة الحياه اللندنيه على حلقات




سأل غسان هل كان دور رئيس الأركان كبيرًا ؟؟؟


رد شفيق الناس كانت تتخيل أنه لعب دوراً رئيسياً ولكنى كنت واثقا بأن دوره لم يكن كذلك لأنه لم يكن قريبًا من المشير طنطاوى



كان شفيق الأكثر صراحةً وجرأه فى الحديث عن دور عنان خلال أحداث يناير ويمكن أن نتعامل بتحفظ شديد مع ما قاله شفيق عن عنان فشهادته فيه مجروحه خاصةً أن شفيق لا يزال يعتقد أن جنرالات المجلس العسكرى وعلى رأسهم طنطاوى وعنان كانوا وراء خروجه من الأنتخابات الرئاسيه رغم أنه كان الفائز بها وفيها ثم إنهم أرادوا تعطيله من الأساس ومنعه من دخول الأنتخابات الرئاسيه ربما خوفاً من صعوده الذى كان لا يعنى إلا شيئا واحدا وهو إخراجهم جميعا من مناصبهم من وجهة نظره 



نعود مره أخرى إلى حوار شفيق مع غسان شربل وهو الحوار اللى ممكن نعتبره شهادة الفريق الكامله على أحداث يناير والأنتخابات الرئاسيه 




كان الفريق شفيق يتحدث عن موقف أعضاء المجلس العسكرى من نتيجة الأنتخابات الرئاسيه التى فاز بها مرسى يقول مؤكد أن بعض أعضاء المجلس العسكرى كانت مشاعرهم معى لكننى لا أستطيع معرفة أتجاه المنتج العام فى المجلس فقد كان عندى صديق مسيحى مقيم فى الولايات المتحده وكان يتصل بالسفاره الأمريكيه للإستفسار عن شأن من شؤونه وسمعت المكالمه قال من تحدث إليه فى السفاره إن الفائز هو مورسى غالبًا فسأله صديقى كيف ؟؟؟  فأجاب قائلاً هم يريدون ذلك فسأله صديقى من هم ؟؟؟ فأجاب المجلس العسكرى لكنى لم أعط الموضوع كل أهتمامى لأن كل الأخبار عندى كانت تبشر بأننى الفائز




لا يتحدث أحمد شفيق عن وهم أو خيال ولكنه يروى واقعه حقيقيه جرت أمامه لكنه لا يكتفى بواقعه واحده يعود ليقول كان عندى صديق فى البيت وأتصل به شخص من وزارة الدفاع وهو قريب جدا من مركز القرار ومن أكثرهم ثقه وقال له إن النتيجه هى فوز أحمد شفيق بنسبة 50.7 % وكان واضحاً أنه أبلغ النتيجه للتو من رئيس اللجنه ولا أشك للحظه فى أن النتيجه كانت كذلك حتى وقتها ثم حدث شىء غريب وهو تأخر إعلان النتيجه التى كانت مقرره فى الثالثه عصراً لم تظهر اللجنه حتى الرابعه ثم بررت ذلك بأن الطريق كان مزدحمًا وظهرت أغرب قراءه للنتيجه أنا أثق فى رئيس اللجنه المستشار فاروق سلطان رغم أننا لم تجمعنا علاقه عميقه وهو كان ضابطاً سابقاً لو رأيته وأعضاء اللجنه وهو يقرأ وأسلوبه كان واضحاً أنه يقرأ مسوده للمره الأولى  لقد كان الأمر مهزله  كان عاجزاً عن القراءه وأعلنت النتيجه بطريقه غريبه جدًاً




 لايشكك أحمد شفيق هنا فى اللجنه العليا للأنتخابات ولا فى رئيسها لكنه شكك وبشكل قاطع فى المجلس العسكرى وهو ما يجعلنا ندرك ملامح الغضب التى يحملها شفيق لمن كان يعتبرهم رفاق السلاح حيث وقر فى وجدانه أنهم باعوه لجماعة الإخوان وللرئيس القادم منها




صراع أحمد شفيق بدأ مع أعضاء المجلس العسكرى مبكراً جدًا لقد ورثوه من مبارك الذى تخلى عن منصبه لكنه ترك وراءه أحمد شفيق كآخر رئيس للوزراء فى عهده



أعتقد شفيق أن دوره فى إزاحة مبارك كفيل بأن يضمن له مكاناً فى إدارة الفتره الأنتقاليه لكنه وجد نفسه مطرودًا من منصبه بشكل مهين فبعد دقائق من إذاعة عمر سليمان لبيان تخلى مبارك عن منصبه أتفق الثلاثه المشير طنطاوى واللواء عمر سليمان والفريق أحمد شفيق على أن الأمر سيكون صعباً خاصة مع حالة الفوران التى يمر بها الشارع



أتفق الثلاثه على أن يلتقوا صباح 12 فبراير اليوم التالى لتنحى مبارك مباشرةً فى قصر الأتحاديه لكن وقبل الأجتماع جرت أتصالات مع شفيق وسليمان تم إخبارهما فيها أنه تم تأجيل الإجتماع حتى السابعه مساء وذكرت هذه الواقعه بالتفصيل فى حلقات الصقر الذهبى بعد الحلقه رقم 60 تقريباً





فى الساعه السابعه مساءاً لم يعقد الأجتماع فى قصر الأتحاديه كما تم الأتفاق حيث هناك مكتب لعمر سليمان كان يدير منه عمله كنائب للرئيس ولكن فى مقر حسين طنطاوى فى وزارة الدفاع ففى الطريق إلى الأجتماع قال عمر سليمان لشفيق إنه استأذن من المشير للذهاب إلى مكتبه فى الأتحاديه إلا أنه فوجئ بالمشير يقول له مكتبك إيه وأتحادية إيه ياعمر إحنا عيش وملح أنت تيجى تقعد جنبى هنا وعندما سمع عمر سليمان هذه العباره من طنطاوى أدرك أن المجلس العسكرى قرر إنهاء دوره وتصفية تواجده السياسى على الساحه وقد بدا هذا أمراً مؤكدا عندما عاد سليمان إلى بيته ليجد خطه الساخن الذى يتصل من خلاله بأجهزة الرئاسة كلها وقد قطعت عنه الحراره تماماً والواقعه مذكوره تفصيلاً فى حلقات الصقر الذهبى




أدرك أحمد شفيق أن الدور قادم عليه لا محاله فإذا كان طنطاوى أستغنى عن عمر سليمان بهذه السهوله وبعباره واحده أنهى دوره السياسى فما الذى يجعله يتردد ولو للحظه واحده فى أن ينهى دوره هو الآخر


كيف تعرض شفيق للأهانه هذا موعدنا معه الحلقه القادمه بعد أن بدأت آلام أصابعى تهاجمنى فلنا لقاء متى شاء الله

جنرال بهاء الشامى


هناك 5 تعليقات:

  1. قول يا استاذقول كمان ربنا يبارك فى صوابعك

    ردحذف
  2. يعني العلاقة بين سليمان وطنطاوي مكنتش قد كده

    ردحذف
  3. عندما قرأت الصقر الذهبي لم يتضح لي ان علاقة الصقر والمشير كانت على غير مرام بال بل العكس كانت العلاقه أكثر من رائعه
    و لكن هنا من كلام الفريق شفيق يتضح العكس
    فما هي الحقيقه

    ردحذف
  4. شكرا استاذنا الجليل على هذا التأريخ وعلى هذا المجهود وجزاك الله بكل الخير

    ردحذف