الثلاثاء، 4 يونيو 2019

مهندس حرب أكتوبر رقم 17



نعود بشوق ولهفه لنستكمل سرد تاريخى موثق جمعناه من مزكرات من حضروا هذه الحقبه التاريخيه وكنا قد توقفنا عند الأشاره اللاسلكيه (( عنب . عنب . عنب )) لكن قبل السرد لنا تساؤل ملح إذا كنتم تعانون من تشويه تاريخ بلدكم وإذا كنتم تريدون معرفة الحقائق فلما هذه المتابعه الفاتره التى لاتشجع على الأستمرار فى القراءه والبحث والتنقيب والتحقيق




عنب . عنب . عنب يقول الفريق محمد فوزى فى مزكراته أنها كانت أول إشاره من مركز المراقبه الردارى المتقدم بقرية عجلون بالأردن لمركز القياده المركزيه بالقاهره وغرفة قيادة القوات الجويه والدفاع الجوى كغرف أتصال رئيسيه  كما كان لها أتصال فرعى مع مكتب شمس بدران وزير الحربيه وقتها وفى الساعه السابعه صباحاً بتوقيت أسرائيل الثامنه بتوقيت القاهره عن رصد موجات طيران إسرائيليه متتاليه ناحية الجنوب الغربى ويقول الفريق فوزى لم تستقبل الغرفه الرئيسيه الأشاره نتيجة خطأ فى تغيير تردد الشفره لكنها وصلت لمكتب شمس بدران لكن الظابط المكلف بتبليغ الأشاره فى مكتب شمس بدران لم يبلغ الأشاره نظرا لعدم تواجد بدران بمكتبه لكن هذا الظابط أراد الأتصال بالتليفون لأبلاغ المطارات والقواعد الجويه بنفسه فأبلغه الظباط أن الطيران الأسرئيلى فعلا هاجم مطاراتنا





هنا يقول الفريق فوزى هذه الأشاره فرقت معانا كتير وتحذيراتها لو أحسنا كان التعامل معاها كان فرق معانا كتير ويتسأل ماهو السيناريو لو كانت طائراتنا خرجت لأعتراض الطائرات الأسرائيليه وأسقطنا منها طائره فى سيناء لنرد بها على أى مشكك أن أسرائيل هى من بدأت الهجوم وكانت حتفقرق معانا كتير فى منظور الأشتباك الجوى ولانترك سماواتنا مفتوحه للطيران الأسرائيلى يعيث فيها تدميراً





فلاش باك ونعود ليوم 2 يونيه من واقع مزكرات الفريق محمد فوزى عندما قال عبدالناصر سيكون هناك هجوم فى خلال 72 ساعه سنتلقى الضربه الجويه الأولى حتى لانكون البادئين هنا أعترض الفريق صدقى محمود قائلا لو تركنا هذا يحدث فهذا يؤدى إلى تكسيح قواتنا الجويه وستكون خسائرنا لاتقل عن 20 % من أهم سلاح فى القوات المسلحه لكن المشير عامر علل ذلك أن نخسر 20 % من طياراتنا على أن نحارب أسرائيل وأمريكا معاً وأتفقوا على وضع خطط لتقليل خسائر تلقى الضربه الجويه الأولى لكن ماحدث فعليا لم يكن هناك أى خطط وكانت الأمور تدار ببركة دعاء الوالدين 




يقول الجمسى فى مزكراته كان من المفروض عمل مظله جويه فى سيناء لكن 72 ساعه لم تكن مده كافيه وكان المفروض نقل قاذفاتنا لمطارات أخرى وتغيير مواضع طائراتنا لكن ذلك لم يحدث سوى فى مطار واحد فقط فتم نقل سرب واحد من مطارات سيناء لمطار كبريت





كان المفروض عمل أنتشار واسع لطائراتنا فى المطارات ومرافقها بحيث تكون هناك مسافات بينها بدلا من رصها بجوار بعضها لسهولة قصفها وهو خطأ يقع على قيادة القوات الجويه




نعود للفريق فوزى ويقول نتيجة سفر المشير عامر لسيناء وحسين الشافعى لخط القناه تم تقييد نيران المدفعيه لعدم أصابة هذه الطائرات لكن هذا لايمنع فى حالة وجود قياده واعيه من أتخاذ قرار فتح النيران فى حالة هجوم فعلى وهو مالم يحدث بالأضافه لعدم أختبار أجهزة الدفاع الجوى كما حدث مع أشارة قرية عجلون




كان هناك سوء إداره وأرتجال فى أتخاذ القرارت كما حدث فى سرب الطائرات القاذفه تى 16 حيث تم أخبارها بالهبوط فى مطار الأقصر ومن ثم تم قصفها فلماذا لم تصدر لها الأوامر بالتوجه للخرطوم لتفادى التدمير




كان هناك تقصير فى تحديد حجم القوات الجويه الأسرائيليه وعددها وتدريبها وهذا الخطأ يقع على عاتق المخابرات الحربيه التى كانت مشغوله بالشأن الداخلى




عدم وجود دشم لطائراتنا رغم الدروس من حرب عام 1956 م وحجة عدم وجود ميزانيه عذر أقبح من ذنب لأن ميزانية قواتنا المسلحه كانت متجهه بالكامل لحرب اليمن  فسهل أصطياد طائراتنا وهى مرصوصه فى المطارات فكيف دبروا لها الميزانيه قبل حرب عام 1973 م ولامبرر لذلك سوى أهمال قادة القوات المسلحه وقتها وأنشغالهم بأمور أخرى




أستخدام طائرات  أسرائيل لقنابل الممرات كان مفاجأه لقواتنا فكيف لم تحصل مخابراتنا الحربيه على أى معلومات تفيد أمتلاك أسرائيل لهذا النوع من القنابل المخصص لممرات الطائرات (( قنابل بتنزل بالبارشوت ويتم التحكم فى وقت نزولها )) فقد كان أستخدام أسرائيل لهذا النوع من القنابل مؤثرا جدا لأنها بتعمل حفره كبيره جدا على الممرات وبياخد وقت أصلاحها وقت طويل تكن أنضرب فيه طياراتنا قبل الطيران والأشتباك أو الهروب من المكان



بعد أنتهاء الطلعه لجويه الأولى ووصول تقارير خسائرنا لمراكز القياده فى أسرائيل بدأت الحرب البريه من ناحية الشمال عن طريق رفح والعريش وتكبدت فيها أسرائيل خسائر رهيبه فى المعدات والأرواح وخسرنا فيها وأستشهد فى هذه المعارك قائد قوة رفح ورئيس الأركان وهو دليل على شراسة هذه المعارك ولم تحتلها أسرائيل رغم سيطرتها الجويه بسهوله لنعرف أن القرار السياسى بتلقى الضربه الجويه الأولى كان قرار خطأ وأيضا للأسباب العسكريه التى ذكرناها




أتبعت أسرائيل فى المعارك البريه بعد سيطرتها جويا على نظام تثبيت القوات فتهاجم قوات صغيره قواتنا المتمركزه فى بعض الأماكن بغرض تثبيتها فى أماكنها ثم تنسحب من أمامها فتطاردها قواتنا ثم تفاجأ بقوات المظليين الأسرائيلين تطوقهم من الخلف لعدم وجود دفاعات أرضيه لمواجهة طائرات المظليين



أما منطقة شرم الشيخ اللى قامت بسببها الحرب وعاوزك تركز معايا فلم تهاجمها أسرائيل هجوم حقيقى نظرا لوعورة المنطقه وصعوبة دراسة تضاريسها وأنتهى اليوم الأول من المعارك والوضع الأستراتيجى لايدع لليأس فكان من الممكن رغم سيطرة أسرائيل الجويه تدارك الموقف وخصوصا أن أسرائيل لم تحقق أهدافها فى اليوم الأول


كانت قوات الأحتياط لدينا لم تشتبك فى أى معارك ولم تقع بها خسائر وكذلك قوات الفرقه المدرعه الرابعه اللى كلمتك عليها قبل كده والنطاق التعبوى لم تحدث به خسائر نهائيا 



ننتقل لليوم الثانى من المعارك أو يوم السادس من يونيه وهو اليوم الأسود لكن أصابعى بدأت تؤلمنى فلنا لقاء قادم متى شاء الله على وعد بلقاء


جنرال بهاء الشامى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق