الأربعاء، 11 سبتمبر 2019

وزير الغلابه رقم 20



سرقتنا السطور الحلقه الماضيه وطالت الحلقه وأستأذنا فى الأنصراف على وعد بلقاء شاء الله أن نوفى به فى موعده فهيا بنا لنستكمل ماتوقفنا عنده

المتلاعبون والأتفاق مع صندوق النقد الدولى



بعد أيام قليله طلبنى الدكتور عاطف عبيد فى منتصف الليل ولم يكن من عادته أن يتصل متأخراً وأخبرنى أن بعثة الصندوق من خلال الدكتور عبد الشكور شعلان تريد أن نقدم شيئا يثبت حسن النوايا فى التفاهم بيننا وهو الوعد بخفض قيمة الجنيه مقابل العملات الأجنبيه بنحو 5% قبل موعد تنفيذ الأتفاق فقلت هذا المطلب غير مقبول ولم نتفق عليه قبل سفرهم وأرجو أن تخبرهم ألا يحضروا ولكن بعد نصف ساعة طلبنى الدكتور عبد الشكور شعلان وأخبرنى أنهم فى الطريق حالياً وتحدد الوصول إلى القاهره فى الصباح التالى



عقدت إجتماعًا مع الزملاء أعضاء المجموعه الأقتصاديه وطلبت عدم اللقاء مع أى من أعضاء هذه البعثه وأيضا عدم السماح لأى من أعضاء هذه البعثه أن يدخل أى مؤسسه أو جهه حكوميه ونظرت إلى الدكتور يوسف بطرس غالى وقلت أعلم مدى صلتك بهم وأخطرته القضيه قضيه قوميه ولابد أن تشعر البعثه أننا كتله واحده صلبه من أجل الصالح العام خاصة أنهم هم الذين غيروا ما أتفقنا عليه ونحن لم نخطئ ولم نغير ما أتفقنا عليه



العجيب فى اليوم التالى أتصل بى من نيويورك الدكتور بطرس غالى أمين عام الأمم المتحده فى ذلك الوقت وكان هذا بناء على ما أبلغه به الدكتور يوسف بطرس وقال هذا الأمر خطير للغايه كيف يمكن للبعثه أن تبقى فى مصر دون مقابلة أى مسئول هذا نوع من تحديد الإقامه فقلت أى عضو فى البعثه يمكن له أن يتحرك فى البلد ويعتبر نفسه سائحًا ولكن هناك إتفاق هم الذين نقضوه ونحن لم نخل بأى شىء




لاحظت أنه غير مقتنع وكانت هى المره الثانيه لتدخل الدكتور بطرس غالى فى الشأن الداخلى كنا زملاء فى الوزاره لمده زادت على ثلاث عشره سنه ولكنى بادرته قائلاً برجاء أن تتركنا نؤدى واجبنا وأن تهتم بعملك وأنتهى الحديث بشىء من عدم الرضا من جانبه والمهم أن أعضاء بعثة الصندوق أستمروا فى القاهره فتره لا تقل عن عشرة أيام وعادوا دون مقابله أى مسئول وبعد شهر تقريباً طلب الدكتور عبد الشكور شعلان الدكتور عاطف عبيد وأخطره أن الصندوق يريد التفاوض لإتمام إتفاق وحتى لا يتكرر ما حدث من قبل طلبت من الدكتور عاطف عبيد أن يخطر الدكتور شعلان بأن تُعد بعثة الصندوق مسوده لخطاب النوايا وإبلاغنا به قبل حضورها حتى نتأكد أن ما طلبناه سُجل فى ذلك الخطاب وفعلا نفذ ما طلبناه وجاءت البعثه إلى القاهره وأستمر النقاش وتم الأتفاق على برنامج يغطى المده من 10 أكتوبر سنة 1996 إلى 10 أكتوبر سنة 1998 وتمت المراجعه كل ستة أشهر ولم يحدث أى توقف فى البرنامج وأذكر فى يوم 11 أكتوبر سنة 1998 وأمام مجلس الوزراء أن عقد السيد هاندلى رئيس بعثة الصندوق مؤتمرًا صحفياً أعلن فيه أن البرنامج مع مصر كان برنامجاً ناجحًا ومميزاً ودعا دول العالم الثالث إلى الأخذ بالبرنامج المصرى وأكد بأن مطلب الصندوق فى البدايه بخفض الجنيه المصرى مقابل العملات الأجنبيه كان مطلبًا غـير صحيح


زكريا عزمى «المستفز» حاول التقليل من قدرى حين زار مبارك محكمة شمال القاهرة عام 1997 فى بداية عام 1997 طلبنى الدكتور زكريا عزمى وأخبرنى بضرورة التواجد فى الساعه التاسعه فى محكمة شمال القاهره لأن الرئيس سيزورها وسيلتقى بالقضاه فى قاعه ملحقه بالمحكمه وقد ذكر شيئا شعرت بأنه مقصود حيث قال ستجلس فى الصف الأول المواجه للرئيس على المنصه وتذكرت فى لحظه أنه منذ سنوات قليله عند الزياره للإسماعيليه وإفتتاح محكمه هناك وحينما أنتهينا  الدكتور عاطف صدقى وأنا ووزير العدل المستشار فاروق سيف النصر والدكتور محمود شريف وزير الإداره المحليه  بعد المرور على المحكمه طلب الدكتور زكريا من وزير العدل أن يدخل القاعه مع الرئيس ولم يطلب ذلك من رئيس الوزاره وقبل الدكتور عاطف الأمر على مضض لهذا رغبت فى ألا يحدث ذلك مره ثانيه وطلبت الدكتور زكريا بعد دقائق وقلت عندى بعض الكلمات أرجو أن تنقلها كما أقولها للرئيس وقلت سأكون فى المبنى ليس الساعه التاسعه بل قبلها بأكثر من ربع ساعه وسأبقى مع الرئيس ما دام يمر داخل المحكمه مهما طال الوقت ولكن حينما يدخل القاعه وهنا أسألك من سيكون على المنصه  الرئيس بمفرده أمر طبيعى وإن جلس وبجانبه رئيس محكمة النقص فقط فأهلاً وسهلاً ولكن إن جلس على المنصه وزير العدل فلن أدخل القاعه فى هذه الحاله وزير العدل عضو فى الحكومه وأنا أرأسها لذا لابد فى الحاله الأخيره أن أجلس على المنصه وصمت ولم يعلق


بعد نصف ساعه قال لقد عرضت الأمر على الرئيس وأمر أن أجلس على المنصه... هل هذا الأمر كان فعلا مقررًا منذ البدايه وتغير بأمر الرئيس أم أنه كما أعتقد كان محاوله من الدكتور زكريا لإثارة إستيائى وإستفزازى ؟؟؟



بعد شهور فوجئت بأن أيمن نور عضو مجلس الشعب يقدم أستجوابا إلى رئيس الوزراء لعدم أداء اليمين الدستوريه عندما تولى منصب وزير التعاون الدولى الذى أضيف إلى التخطيط فى 17 يوليو 1997 وأخبرنى السيد كمال الشاذلى أن هذا الأستجواب أعده الدكتور فتحى سرور مع السيد أيمن نور فى محاوله غير مفهومه لخلق وقيعه بينى وبين فتحى سرور المهم بعد يوم واحد كنت مع الرئيس وأخبرته بما قاله كمال الشاذلى وبعد ساعه طلبنى وقال طلبت فتحى وسألته كيف يتأتى العمل على هدم الرجل الذى يشتغل بجد ونجاح ؟؟؟



لم أفهم الأمر على أنه تقدير لى ولكن رساله بأنه قادر على حمايتى إذا أراد أو على خلق الصعوبات والمشاكل وهدمى دون تدخل مباشر منه ولكن بأيدى رجاله بمجلس الشعب وأمر ثالث فقد قررت فى مجلس الوزراء منذ اليوم الأول عدم نشر أى نعى للعزاء من جانب الوزراء والمحافظين على حساب الدوله لأن هذه التكلفه تهدر المال العام فوجئت بعد سنه وبعد أن أستقر الأمر بمدير المراسم يخبرنى أن شقيقة كمال الشاذلى توفيت فطلبت أن يرسل برقية عزاء وسأتصل به عندما أعود للمكتب أواسيه إلا أننى فوجئت فى اليوم التالى بنعى فى جريدة الأهرام بأسمى وقد شعرت بضيق شديد جدًّا ولماذا كمال الشاذلى ؟؟؟ فأحلت من ساهم فى هذا الأمر سواء مدير المراسم أو المعاون له للمساءله  وكان الهدف الحفاظ على المصداقيه أمام الرأى العام كيف أستمر أكثر من سنه فى عدم نشر نعى لأى حالة وفاه ثم يحدث ذلك مع كمال الشاذلى ؟؟؟ فسيبدو أن له وضعا خاصا يختلف عما عداه



تحدث كمال الشاذلى مع زكريا عزمى أو مع الرئيس المهم طلبنى الرئيس وقال لى لا داعى للتحقيق وخلاص النعى تم وأعتقد أنه لن يتكرر ثانية وحتى لا أفاقم الأمر أوقفت التحقيق وكفانى أنه أعلن أن هذا التصرف خطأ ومضيت فى طريقى مع الزملاء الذين كانوا يعملون بجد من أجل الوطن إلا أننى أذكر قول الرئيس فى تلك المناسبه إننى أخاف عليك من كمال الشاذلى ويمكن أن يشكل لك الكثير من المشاكل داخل المجلس فقلت لا تخف يا ريس فأنا أعرف جيدًا كمال الشاذلى وحتى يتبين لك مدى قوة وخطورة كمال أرجو أن تتوقف لمدة شهر واحد عن مخاطبته لا تكلمه تليفونيًّا أو ترد على إتصالاته وسترى يا ريس من هو الشاذلى


مرت أيام وأسبوع وأسبوعان ولم يتم أى اتصال من الرئيس إلى كمال الشاذلى حتى جنّ جنونه وأخذ يتصل بى يومياً ويسألنى لماذا لا يحضر أى أجتماع مع الرئيس أو يرافقه فى أى زياره ميدانيه كيف هذا وكيف يمكن أن يتعامل مع أعضاء المجلس وهم يرونه بعيدًا عن الرئيس ؟؟؟ كان ردى دائما لا أعلم فلجأ إلى زكريا عزمى وبالطبع كان زكريا يبلغ الرئيس وأستمر الأمر كما هو لمدة شهر وعلم الرئيس الحجم الحقيقى لكمال الشاذلى ولكن لم يعلق على هذا حتى لا أتصور أننى كنت صائباً



فى الشهور الأولى من عام 1997 وقع الحادث الدموى الإرهابى بفندق أوروبا فى شارع الهرم وكان وزير الداخليه حينذاك اللواء حسن الألفى وكان بسبب الإهمال الشديد حيث كانت وردية الحراسه تتغير فى السابعه صباحًا ولا تغادر حتى تأتى الورديه التاليه ولكن حدث أن غادرت الورديه فى السابعه وجاءت الأخرى فى الثامنه وأستغل بعض الإرهابيين هذا الخلل الأمنى وبلغ عدد القتلى 18 فردًا من اليونانيين وكان المقصود فوجاً سياحياً من الإسرائيليين ولكن تغير الجدول بأن غادر الإسرائيليون الفندق قبلها بيوم هل تلك مصادفه ؟؟؟ الله أعلم



أستدعيت اللواء حسن الألفى وطلبت منه أن يوضح ماذا حدث فقال لابد أن يحمل كل واحد حمله ووزارة الداخليه لا يمكن لها أن تحمل كل المشاكل الداخليه لا تستطيع مواجهة كل الصعاب فقلت يا سيادة الوزير قبل أن أستدعيك تأكدت من المخابرات أن الورديه التى كانت الساعه السابعه صباحاً أنتهت ولم تأت الورديه البديله إلا بعد ساعه أو يزيد وأنتهى الأمر بوقف ثلاثة عشر من الضباط بدءًا من لواء إلى ملازم من شرطة السياحه وأمن الدوله وكان العقاب فوريًّا أملاً فى ألا يتكرر الأمر فى أماكن أخرى



وتسرقنا السطور وحلقتنا تطول ومنعا لعدم الأرهاق فى القراءه نتوقف عند هذا الحد على وعد بلقاء متى يشاء الله

جنرال بهاء الشامى 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق