الجمعة، 25 أكتوبر 2019

زلزال حرب الخليج العربى وتوابعه رقم 9


توقفنا فى حلقتنا السابقه عن تهديد شح المياه للأمن القومى المصرى والعربى واليوم نعود لنستكمل حلقات توابع زلزال حرب الخليج العربى لكن قبل الغوص فى السرد نود أن نلفت عناية متابعينا الكرام على المدونه لبعض التغيرات فى سياسة النشر


من الواضح جليا أننا فشلنا فى توسيع رقعة القراءه والمثقفون وأستخدمنا كل السبل المشروعه بل ولجأنا لأكثر من أسلوب لزيادة رقعة المتابعين وكان الفشل حليفنا وبناءاً عليه وحقناً للدماء وللحفاظ على السلام المجتمعى بيننا وبينكم قررنا الآتى :


أولاً : تقليل منشورات الصفحه الشخصيه على الفيسبوك بنسبه تتجاوز 75 % بعد أن أشتكى الكثيرين من كثرة منشورات صفحة الفيسبوك الشخصيه


ثانياً : تنشيط الصفحه العامه والأهتمام بها ونشرت التحليلات القصيره عليها



ثالثاً : إيقاف بوستات الأسئله لأنها من وجهة نظرى رغم هدفها النبيل لكنها تظهر جليا حالة عدم الثقافه والأهتمام بها رغم أن بوستات الأسئله بتوجيه عام من المشرف العام على الصفحه



رابعاً : تظل صفحة تويتر كما هى فلم يتضرر أحد أو يبدى أى ملاحظه على نشاطها والأهتمام بمتابعين تويتر الذين قصرنا فى حقه كثيراً


خامساً : وقف حملات مكافحة الفساد عند هذا الحد ونعتزل هذا النشاط ونحن فى قمة الهرم بعد هزلية المتابعه وسوء حالة المشاركه العامل الرئيسى لتكوين رأى عام



سادساً : وقف نشاط الندوات والمقابلات الشخصيه وقصرها على أعضاء الفريق المعلنين والسريين


سابعاً : وقف رفع الكتب على الفيسبوك ونهائياً


ثامنا : الأهتمام وكل الأهتمام بمتابعى المدونه وسنركز عليهم لأنهم الشريحه الأولى بالأهتمام

ندخل فى موضوع حلقة اليوم وآسف أنى صدعتكم  



لقد أصبح التقدم التكنولوجى هو الشريان الذى تسرى فيه القوه الشامله لأى دوله بكل أبعادها والقوه العسكريه أحد عناصر القوه الشامله تعتمد على التقدم التكنولوجى بدرجه كبيره لأنه العنصر الأساسى فى معادلة النصر  :


النصر = التقدم التكنولوجى × التنظيم والتسليح والمعدات × القياده


لقد ركزت الدول المتقدمه جهودها لتحقيق أكبر قدر من التقدم التكنولوجى لتحقيق التفوق فى المجالات المختلفه الأقتصاديه والعسكريه والأجتماعيه على خصومها وتربع مكانه سياسيه رفيعه تجعلها فى مأمن من أى تهديد  ولقد شهدنا مدى ماحققه التفوق التكنولوجى فى حرب الخليج والذى كان عنصرا حاسما فى تحقيق إنتصار قوات التحالف على الآله العسكريه تسبق نظيرتها التكنولوجيا المدنيه 


حين نتحدث عن الأمن العربى وعن أمن منطقة الشرق الأوسط لابد وأن نلقى الضوء على التوازن التكنولوجى ومدى تأثيره على التوازن العسكرى والأقتصادى بل وعلى القوه الشامله بوجه عام فأن التعريف المبسط للتقدم التكنولوجى هو التطبيق العملى للعلوم فى تطوير وسائل الأنتاج المختلفه فمن المعروف أن نسبة مساهمة عنصر التكنولوجيا وحده فى العمليات الأنتاجيه يصل إلى حوالى 75 % من مجموع الإسهام لعناصر الأنتاج وبالنسبه للإنتاج العسكرى ترتفع النسبه عن ذلك



تقوم الدول المتقدمه بوضع سياسه تكنولوجيه من خلال محورين أساسيين   :


أولاً : حشد وتحفيز القدرات العلميه والفنيه لتزيد من إسهاماتها كيفاً وكماً وذلك بتوفير الدعايه لها وتطوير برامجها وإدارتها  ؟؟؟


ثانياً :  السعى الحثيث لنقل التكنولوجيا من المناطق الأخرى فى العالم والأستفاده منها فى مجالات عديده وتنمية القدرات على تحليل المعلومات التكنولوجيه بما يتناسب مع القدرات المحليه  


ثالثاً : التأكيد على أن تعكس السياسه التكنولوجيه القوميه إستراتيجيه إقتصاديه وسياسيه وأجتماعيه وعسكريه للدوله


رابعا ً : العمل على تحقيق التكامل التكنولوجى الأمثل بين القطاعات المختلفه فى الدوله وهنا يكون الأختيار هاما وذا أثر بعيد فى تحديد العائد والتكلفه ومدى صلاحيته لطبيعة وقدرة الشعب وما يترتب على ذلك من آثار فى كل المجالات على المدى المنظور والبعيد


خامساً : تقوم الدوله بتحديد الإختيارات على المستوى القومى بالنسبه للمشروعات الكبرى ومشروعات البنيه الأساسيه ألخ ألخ ألخ  والصناعات الحربيه بناءاً على إعتبارات إقتصاديه أو سياسيه أو عسكريه وذلك بعد القيام بدراسه كامله لإنعكاسات هذا الأختيار التكنولوجى  وعلى مستوى القطاعات بالدوله يتم هذا الأختيار التكنولوجى طبقا للأوليات (( الأحتياجات المباشره وغير المباشره للقطاع )) وفى كل الأحوال يجب عند القيام بإختيار تكنولوجى أن يؤدى فى النهايه إلى خلق تكامل تكنولوجى الذى يعتبر ضروره حيويه تهدف إليه السياسه التكنولوجيه السليمه ويتوقف الأختيار التكنولوجى على العديد من العوامل كالمستوى التكنولوجى الحالى والمستوى المستهدف ومصادر التمويل والخامات المحليه وبدائلها وتوفر هياكل وأمكانات البحث والتطوير ألخ ألخ ألخ


تحاول الدوله المالكه للتكنولوجيا المتقدمه والمالكه لقدرات التطوير حفظ فجوه تكنولوجيه بينها وبين الدول الناميه فلجأت إلى فرض رقابه على عمليات نقل التكنولوجيا من خلال التشريعات والإشتراطات وغير ذلك من الأمور وليس ببعيد عن الأذهان إتفاق السبعه وهى الدول التى أتفقت على الألتزام بحظر تصدير أنواع معينه من التكنولوجيا للدول الناميه بحجة الحد من التوتر وغير ذلك من الحجج
ولكى ننجح فى هذا المجال يجب أن نتفهم أولا المبادئ الأساسيه للتنميه التكنولوجيه



ماذا يجب أن تفعل الدول الناميه لكسر إحتكار التكنولوجيا وتقليل الفجوه القائمه بين العالم الأول والعالم الثانى  فأن المبادئ الأساسيه للتنميه التكنولوجيه لايمكن أن تخرج عما يلى  :


تحديد الأهداف فى ضوء الإحتياجات الوطنيه

أختيار التكنولوجيا الملائمه لكل دوله حسب ظروفها وقدراتها

تنمية التكنولوجيا المحليه ببذل المجهود فى البحوث والتطور وليس قتل العقول ولا حركات النفسنه ولا شغل البريوقراطيه التى تدفع العقول للهجره خارج الوطن


إذا أنتقلنا الآن إلى المنطقه التى نعيش فيها ونتفاعل بها ومعها لنلقى نظره على الخريطه التكنولوجيه بها لأمكننا تقسيمها إلى عدد من النماذج  :


أولاً : نموذج من الدول التى تسعى الى إرساء قاعده تكنولوجيه تساعدها فى أمكانيات بشريه كافيه  ولديها قاعده صناعيه لابأس بها ولكن ينقصها التمويل (( الجانب الأقتصادى )) الذى يمثل العائق الرئيسى أمام هذا النموذج


ثانياً :  نموذج يتوفر له الدخل المرتفع ولكنه محدود الموارد البشريه إلى حد يصعب معه أن يخوض فى مجالات تكنولوجيه كثيره وهو بذلك يكون محل أطماع للدول المتقدمه للسيطره عليه إقتصادياً وتكنولوجياً ولايرتكز بهذا النموذج سوى قدر قليل من التكنولوجيا فى مجالات محدوده مستورده من الغرب وليس لها دور ملموس فى تطوير المنطقه تكنولوجيا


ثالثاً : نموذج من الدول التى ليس لها موارد إقتصاديه أو بشريه تمكنها من خوض مجالات التكنولوجيا وهى بذلك لا تحتل أى مساحه على الخريطه التكنولوجيه للمنطقه ومن أمثلتها السودان وتونس والصومال واليمن


رابعاً :  نموذج أستطاع رغم المصاعب التى يواجهها فى الموارد البشريه والموارد الماليه أن يحقق وجودا تكنولوجيا متميزا بالمنطقه أعتمد على تحقيقه على دول غربيه دعمته ماديا وتكنولوجيا فنجح فى إنشاء صناعات معدنيه وألكترونيه وعسكريه تغطى إحتياجاته بل ويصدر البعض منها وهذا النموذج هو بالتحديد إسرائيل التى نجحت بمعاونة الولايات المتحده الأمريكيه أساسا والدول الغربيه عموماً  



ماهو التوازن التكنولوجى ؟؟؟


لا يعنى التوازن التكنولوجى المستوى التكنولوجى لدولة ما بما قامت بشرائه من معدات تكنولوجيه حديثه من الدول المصدره فالمهم هو ما أستوعبته من هذه التكنولوجيا ومانقلته من خبرات لأفرادها والمستوى الذى وصلوا إليه فى إستيعاب هذه التكنولوجيا والتفاعل معها وهنا تأتى المقارنه بين الدول وهنا يكون التوازن التكنولوجى وعليه لايمكن تحقيق مستوى تكنولوجى بمجرد شراء المتاح من التكنولوجيا من الأسواق المصدره لأن هذا المستوى يرتبط أساساً بالظروف والأحوال الداخليه للدوله فالعنصر البشرى من أساسيات نقل التكنولوجيا ويتوقف المستوى الذى يمكن لدولة ما أن تحققه على قدرات وأمكانيات أفراد هذه الدوله فى الإستيعاب والتفاعل والأبتكار والتطوير والعنصر البشرى حيوى فالمستوى العلمى والثقافى والمستوى الصحى والمستوى الأجتماعى من أهم الأمور التى يتم على أساسها الحكم على هذا العنصر


حد يقولى كفايه كده كتابه القراءه بتخنق الناس وأنا أعمل بنصيحته ونتوقف عن السرد لكن لنا لقاء آخر متى شاء الله

جنرال بهاء الشامى


هناك تعليق واحد: