الاثنين، 4 نوفمبر 2019

طائر الأسكندريه الحزين رقم 2


نعود لنغوص فى عبق تاريخ رجل شهد له أعدائه قبل أصدقائه أو قل صدقا قلما تجد لهذا الرجل أعداء


يعد الأستاذ الدكتور مفيد شهاب أستاذ القانون الدولى بجامعة القاهره رئيس الجمعيه المصريه للقانون الدولى عضو اللجنه القوميه للدفاع عن قضايا طابا أحد أبرز رجال الدوله المصريه الذين تربوا فى مدرستها الوطنيه وأخذوا على عاتقهم الدفاع عن الوطن وقضاياه وحقوقه خاصة أنه واحد من أهم أساتذة القانون الدولى فى مصر والعالم وفقيه قانونى من طراز فريد وهو ماجعله يتمتع برؤيه عميقه قائمه على الموضوعيه والحقائق العلميه تجاه العديد من القضايا الوطنيه لا سيما أنه عاصر الكثير من الأحداث والتطورات المهمه على الساحتين الأقليميه والدوليه



خلال المسيره العلميه الطويله للأستاذ الدكتور مفيد شهاب والحافله بالتفوق والعطاء بداية من تخرجه فى الجامعه مرورا بعمله فى العديد من المنظمات الدوليه وأنتهاء بتوليه عددا من المناصب العلميه والسياسيه من المؤكد أن هناك محطات رئيسيه مهمه مر بها خلال تلك


الأساتذه العظام مثل الدكتور على صادق أبوليله  والدكتور إسماعيل صبرى عبدالله والدكتور حسن كيره أستاذ القانون المدنى كان لهم تأثير فى حياة مفيد شهاب  وهؤلاء الأساتذه كانت الدوله المصريه تستعين بخبراتهم نتيجة كفاءتهم العاليه ومن حسن حظه أنه تعلم على أيديهم القانون حيث كان لهم الفضل فى حبه للقانون  وتفوقه فيه بدليل أنه حصل على تقدير أمتياز عند التخرج وكان ترتيبه الأول على دفعته



يقول عنقودنا الذهبى مفيد شهاب تمثلت المحطه المهمه فى حياتى فى حصولى على درجة الدكتوراه بعد ألتحاقى بهيئة التدريس فى جامعة الأسكندريه  حيث أنه بعد خمسة أشهر من التخرج أعلنت كلية الحقوق عن حاجتها لمعيد فى قسم القانون الدولى حتى أعلنت جامعة القاهره عن بعثه فى القانون الدولى وتقدمت بطلب وتم أختيارى للذهاب لبعثه للحصول على درجة الدكتوراه من فرنسا لكن نظراً لأن العلاقات المصريه _ الفرنسيه كانت مقطوعه حينها ذهبت إلى إيطاليا ومكثت هناك لمدة عام ألتحقت خلاله بالمعهد القانونى الدولى بروما وحصلت على دبلوم فى القانون وتعلمت فيه اللغه الأيطاليه فى أحدى المدارس هناك ثم تمكنت من الحصول على تأشيرة دخول لفرنسا وهناك حصلت على دبلومتين فى القانون وقيدت فى جامعة السوربون ثم بدأت فى رسالة الدكتوراه وتناولت موضوع دور محكمة العدل فى خلق وتفسير القانون وكان المشرف على الرساله شارل روسون وهو الأستاذ الذى أشرف على الأستاذ الدكتور بطرس غالى فى الدكتوراه وقد أبدى تحفظه فى البدايه على عنوان الرساله حيث قال أنه موافق على تعبير تفسير القانون ولكنه كان متحفظا على تعبير خلق القانون وكانت وجهة نظره أنه لايوجد قاضى يخلق قانونا وأنما هو منفذ له لأنه إذا خلق القانون فسيكون بذلك مشرعا وهذا ليس بصحيح وكنت قد أستوحيت هذا الموضوع من عبد الحميد باشا بدوى عندما قابلته مصادفه فى الشانزليزيه ونصحنى بأن أتناول دور المحكمه فى خلق القانون وليس تفسيره فقط



تعد مشاركتى فى اللجنه القوميه للدفاع عن طابا أهم المحطات الفارقه فى حياتى حيث كنت مسؤلا عن الجانب القانونى للوفد المصرى فى المفاوضات حتى صدر الحكم يوم 29سبتمبر عام 1988 بإعلان طابا أرضاً مصريه ولا أزال أتذكر لحظة بكاء أعضاء اللجنه من الفرحه وكانت تلك اللحظه علامه فارقه فى حياتى لذا تعد سنوات عملى فى هذه القضيه من أهم وأسعد أيام حياتى العمليه وأعتز بها كثيراً خاصةً أنها توجت بأنتصار عظيم وكللت جهود اللجنه التى عملت بحس وطنى عال وبكل أخلاص لذا فأحب صفه لدى هى مفيد شهاب عضو هيئة الدفاع عن طابا المصريه




أن تقلدى منصب رئيس جامعة القاهره يعد من المحطات المهمه فى تاريخى الوظيفى حيث أنه خلال تلك الفتره من عام 1993 إلى عام 1997 شهدت الجامعه العديد من المظاهرات العنيفه من الجماعات المتطرفه على غرار جماعة الأخوان الأرهابيه وغيرها من المجموعات المتطرفه وكان يتوجب على مواجهة هذه التظاهرات التى تعطل العمليه التعليميه ونجحت فى ذلك عن طريق الحسم والحكمه ونشر الوعى الثقافى والفنى حيث حرصت على إعادة أفتتاح قاعه المؤتمرات لعرض المسرحيات والفرق الموسيقيه والأمسيات الشعريه كما أعطيت تعليمات لعمداء الكليات بتوزيع جدول برنامج الموسم الثقافى الفنى على جميع طلاب جامعة القاهره وقد أستجاب معظم الطلاب وحرصوا على حضور هذه الأنشطه الثقافيه والفنيه




من المحطات المهمه أيضا أختيارى وزيراً للتعليم العالى والبحث العلمى حيث كنت حريصاً للغايه على أستقلالية كل جامعه  وتوفير الحصانه للأساتذه وقمت بأجراء تعديلات مهمه على قانون الجامعات وصدر قانون بأقامة الجامعات الخاصه لأول مره سنه 1996 والتى أنطلقت بالفعل ولعبت دورا مهما فى سد الثغره فى التعليم الجامعى وهذه المرحله أعتز بها رغم ما واجهته خلالها من مشكلات وتحديات حيث أن تحمل مسئولية الوزاره أمر صعب للغايه فى مجتمعاتنا العربيه



من الناحيه الشخصيه فان أرتباطى بزوجتى من المحطات المهمه للغايه حيث كانت خير معين لى فى حياتى الشخصيه والعمليه من خلال وقوفها الدائم بجوارى وتقديرها لظروف عملى كما أننى سعيد للغايه بتفوق أبنى الذى يعمل حاليا أستاذاً بكلية طب قصر العينى فهو مجتهد للغايه ولديه بعد أنسانى كبير فى تعامله مع الآخرين حتى أنه كثيرا لايتقاضى أجراً من المرضى الذين لايقدرون على دفع تكاليف العلاج كما أنه من أجمل اللحظات السعيده حاليا فى حياتى عندما تجتمع الأسره وأجلس مع أحفادى وأتحدث أليهم


نكتفى بهذا القدر اليوم على وعد بلقاء متى شاء الله

جنرال بهاء الشامى


هناك تعليقان (2):