كنا قد توقفنا فى حلقتنا السابقه عند مرحلة طرد العرب واليهود
من أسبانيا واليوم نستكمل ماتوقفنا عنده فهيا بنا بالعقل والمنطق نفند ماتم ذكره
بالمراجع
السفارديم تبدأ قصتهم مع طرد اليهود جنبا إلى جنب مع العرب من
أسبانيا فى حروب (( الأسترداد Reconquistas )) عام 1492 بعد عصر من الأضطهاد والأباده على
يد محاكم التفتيش والمقدر أن عدد يهود أسبانيا العربيه وصل فى حين ما إلى حد
المليون نسمه وقد أنتشر هؤلاء اليهود فى فترات مختلفه إلى هولندا وأنجلترا
وإيطاليا وفرنسا ولكن خاصةً إلى شمال أفريقيا أبتداء من مراكش حتى تونس وبالأخص
إلى الأمبراطوريه العثمانيه ففى الأمبراطوريه العثمانيه الحديثه التوسعيه وجدت
الأغلبيه الساحقه من السفارديم موطنها الجديد إبتداء من البلقان والدانوب حتى
الأناضول والشرق الأوسط حيث كانت سالونيك والقسطنطينيه من أهم بؤرات تجمعهم وحيث
ألتقوا باليهود القدامى من بزنطيين وسابقين للعصر البابلى سواء غرباء مهاجرين أو
محليين متحولين وفى كثير من هذه المهاجر الجديده أصبح السفارديم كالأشكنازيم فى
مهجرهم الجديد هم السائدين عددياً بين الجاليات اليهوديه بل كادوا أن يكونوا
العنصر الوحيد فى يهود مدن البلقان وفى كل هذا المجال الجغرافى أطلق عليهم
الأسبانيولى Spaniol _ spagnuoli كما حملوا إليه كالأشكناز
لغتهم الأسبانيه المحرفه المعروفه بأسم اللادينو Ladino وظلوا حتى اليوم يلبسون لباساً خاصا ويبدون خصائص حضاريه وثقافيه
تذكر بقوه بفترة إقامتهم الأسبانيه
الشتات الحديث :
تعالى نشوف قصة (( اليهودى التائه أو المتجول )) من أو شتات قبل الميلاد إلى آخر شتات فى مطالع العصور الحديثه بيد أن هناك حلقه رابعه تتمم السلسله وتتركز فى القرن أو القرنيين الأخيرين ولا بأس أن نشير هنا بأيجاز إلى خطوطهما العريضه ولعلها خطان رئيسيان أو ثلاثه وفيها جميعا سيكون الدور الأكبر بطبيعة الحال للأشكنازيم بحكم سيادتهم العدديه وإذا كان السفارديم قد ساهموا فى الشتات الحديث فبقدر محدود
الأنتشار الأول والأهم فى الفتره المعاصره هو بلا شك إنتشار
العالم الجديد بمعناه الواسع والولايات المتحده بصفه خاصه ويمكن أن نميز فى هجرة
اليهود إلى أمريكا الشماليه مراحل ثلاث لكل منهما قطبها الجغرافى وثلاثتها ترسم
معا حركه واضحه من الجنوب الغربى إلى الشمال الشرقى فالأولى تتفق مع مايعرف فى
التاريخ الأمريكى (( بالعصر الأستعمارى )) فى القرنيين الـ 16 والـ 17 مصدرها الرئيسى أسبانيا والبرتغال وقوامها
السفارديم أساسا وطلائعها الأولى مبكره حقا تتعاصر مع الأباء المهاجرين والبيورتان
ولكنها فى الجمله قوه محدوده عدديا
المرحله الثانيه ففى أواسط القرن الـ 19 تقع وترتبط أساسا
بأواسط أوروبا ألمانيا بالدرجه الأولى ثم فرنسا ذلك عصر الثورات والأضطرابات
السياسيه التاريخيه فى القاره فكان خروج يهودى نشيط حمل إلى الولايات المتحده نحو
ربع المليون فالمقدر أن ثورتى 1830 _ 1848 قذفتا إليها بنحو 230 ألف يهودى
المرحله الثالثه ففتره ممدوده حول دورة القرن من 1885 إلى 1914
وكان قطبها المركزى فى الأرسال الروسيا القيصيريه يحف به هاله تشمل النمسا والمجر
ورومانيا وقد دخل الولايات المتحده من اليهود بين 1881 _ 1910 زهاء 1,562,000 منهم
1,119,000من الروسيا 281 ألف من النمسا _ المجر 67 ألف من رومانيا وفيما بين 1900
_ 1913 فقط هاجر من الروسيا 964 ألف يهودى إلى الولايات المتحده 60 ألف إلى كندا
ذلك أذن تيار كثيف عرم من وسط وشرق أوروبا أنفجر مع أستمرار الأضطهاد والغربه من جهه ومع فتح باب الهجره إلى الولايات المتحده من جهه أخرى أنفجر ليستقر فى أمريكا الشماليه منذ العشرينات من القرن الحالى وليصبح فيما بعد أضخم تجمع لليهود على وجه الارض على وجه الأطلاق كذلك أنطلقت الهجره إلى أمريكا اللاتينيه بأغلب وحداتها السياسيه خاصة البرازيل والأرجنتين
فى العالم القديم كانت هناك كثافه وقوة الهجره أقل بكثير وكانت
أستراليا وجنوب أفريقيا هما القطبين الأساسيين فيها غير أننا لاينبغى أن ننسى
المجال السوفيتى حيث هجر بعض من يهود الروسيا إلى الشرق الأقصى السوفيتى وأقيمت
لهم جمهوريه خاصه هى جمهورية بيروبيدجان اليهوديه فى حوض الأمور ومحصلة كل هذه
الهجرات أن الأنتشار الحديث توزع فى كل الأتجاهات أى على إطار دائرى حول النواه
التاريخيه القديمه ولكن مركز ثقله المطلق كان دائما صوب الغرب الأقصى إستمرارا
لأتجاه المحور الأساسى فى كل حركه الشتات اليهودى عبر التاريخ
بعد هذا تمثل الفتره النازيه فى ألمانيا الهتلريه دوره شتات جديده فقد أدى الأضطهاد النازى لليهود الذى وصل إلى قمته فى عمليات الأباده الجماعيه التى يقدر البعض جملة حصادها أن خطأ أو صوابا وأن حقا أو مبالغه بنحو 5 ملايين يهودى أدى هذا إلى حركة خروج أو بالأحرى هروب من الرايخ وأوروبا الوسطى بعامه
إذا كانت هذه الحركه قد جمعت كثيرا من يهود أوروبا فى فلسطين
أثناء الحرب العالميه الثانيه فأن الجزء الأكبر منها أتجه إلى العالم الجديد خاصة
الولايات المتحده فكانت عملية تفريغ ليهود وسط أوروبا وتكثيف ليهود الولايات
المتحده كما كانت بداية عمليه أو جريمة زرع إسرائيل
هذه الجريمه الأخيره نفسها هى دوره جديده فى ماذا نقول شتات
اليهود غير أنها أختزلت وكثفت على تاريخ اليهود فى الأضطهاد وعكسته على عرب فلسطين
الشرعيين أنها الدوره الصهيونيه التى قامت بعملية إسقاط على العرب لكل تجربة يهود
الشتات من إبادة وطرد وخروج إبتداء من الأسر البابلى حتى ضد الساميه النازيه ومع
أغتصاب فلسطين الذى تسميه الصهيونيه بالكذب وللسخريه المريره حرب الأستقلال
والعوده إلى أرض الميعاد
تشمعت تيارات وموجات الهجره نحو بؤره واحده وجديده من بين هذه التيارات كان التيار الأوروبى هو السائد فى بداية صنع إسرائيل ثم تحول إلى أسيا وبعدها إلى أفريقيا على الترتيب ولما كان هذان المصدران الأخيران يقع أغلبهما فى العالم العربى بينما طرد عرب فلسطين إلى البلاد العربيه المجاوره فقد وصل السفه الإسرائيلى الصهيونى إلى حد الزعم الفاجر بان العمليه كلها ليست الا عمليه تبادل سكان غير أن المستقبل القريب جدير بأن يثبت أن إسرائيل لن تكون إلا مجرد مرحله فى رحلة الشتات التاريخيه ومجرد جمله إعتراضيه فى تاريخ فلسطين وقريب هو لاشك الخروج الجديد
إلى هنا تنتهى حلقتنا اليوم على وعد بلقاء فلا زال أمامنا
الكثير والكثير فأنتظرونا متى شاء الله
جنرال بهاء الشامى
متابع ياكبير
ردحذفتسلم الأيادى
ردحذفتم
ردحذفتسلم الايدي
ردحذفلماذا اشعر بان الموضوع أصبح معقد
ردحذفسلمت يمينك يا افندم
ردحذف