الاثنين، 9 ديسمبر 2019

أنا أبن مصر أنت أبن مين ؟؟؟ رقم 7


 بعد أن ذكرنا بعض من أثر الهجرات المغوليه الثقافيه ننتقل إلى أثرها الأجتماعى وهذه الحلقه الجديده التى نصبو فيها أن نزيل التراب عن تاريخ حقيقى



أن الدارس لتاريخ مصر الأجتماعى وعصر سلاطين المماليك يجد نفسه أمام عدة عوامل إلى طبع الحياه الأجتماعيه فى ذلك العصر بطابع خاص مميز وأول هذه العوامل يتمثل فى طبقة المماليك التى دخلت على المجتمع المصرى وحكمته حكماً مستقلا مده تقارب الـ 3  قرون وهم الذين لم يختلطوا فى الغالب بالمصريين ولم يتأثروا بنظمهم وعادتهم إلا فى حالات قليله وبقسط محدود وأرتبط بهم أبناء العناصر المغوليه الذين هاجروا إلى مصر وأنخرطوا فى السلك المملوكى والعامل الثانى هو الحروب الصليبيه ومانجم عنها من نمو العلاقات التجاريه بين الشرق والغرب وأثر ذلك فيما تم تحقيقه للطرفين من ثروه طائله كانت لهم إنعكاساتها الواضحه فى مختلف مظاهر الحياه الأجتماعيه فى مصر فضلا عن تأثر المماليك بالنظم الأقطاعيه اللاتينيه التى أقتبسوها من جيرانهم الصليبين



أما العامل الثالث فهو إحياء الخلافه العباسيه فى مصر على يد السلطان الظاهر بيبرس سنه 659 هـ وماترتب عليه من نشاط كبير فى مختلف ميادين الحياه العلميه والأدبيه وأثره الواضح فى المجتمع المصرى فى ذلك العصر



يقول المؤرخون إلا أن وجه الأهميه هنا يتمثل فيما كان لأبناء العناصر المغوليه من تأثيرات أجتماعيه هامه هذه التأثيرات تبدوا أول ماتبدو فيما ظهر فى مصر من أطعمه وأشربه لم تكن معروفه فيها من قبل فأنتشر أكل لحوم الخيل وعمرت بها الموائد الخاصه فى المناسبات المختلفه من أفراح وحفلات على الرغم من أننا لم نسمع عن ظاهرة أكل لحوم الخيل فى الأحوال العاديه فى العصور الإسلاميه السابقه فى مصر بما يؤكد أن هذه الظاهره التى أدخلها المماليك وتمسكوا بها أنما اتوا بها من مواطن المغول المختلفه وبخاصة مغول القفجاق بحوض نهر الفلجا حيث كانت تؤكل لحوم الخيل فى المواسم والأعياد  




كذلك كان لأبناء العناصر المغوليه دور كبير فى إدخال بعض أنواع المشروبات أو الخمور والتى لم تكن معروفه من قبل فى مصر مثل مشروب (( القميز )) أو القمز والذى لقى إقبالاً من قبل المماليك بوجه خاص منذ بداية العصر المملوكى وكان يصنع من ألبان الأفراس والتى يتم تركها فتره لتتخمر ثم يتم تناولها


تشير بعض المصادر المعاصره إلى أن السلطان الظاهر بيبرس كان يشرب القمز حتى قبل وفاته كذلك كان لأبناء العناصر المغوليه دور كبير فيما شاع فى ذلك العصر من ملابس كانت جديده على المجتمع المصرى سواء فيها ماهو خاص بالنساء أو الرجال فالمقريزى فى حديثه عن الأمير سيف الدين طغجى الأشرف المتوفى عام 698 وهو أحد مماليك الأشرف خليل بن قلاوون يقول وكان طغجى مليح الصوره حلو الشكل فأتخد الناس تفاصيل برسم النساء وسموها طغجى كذلك يذكر أبن تغرى بردى فى ترجمته للأمير سيف الدين أرغون شاه الناصرى المتوفى عام 750 هـ أحد مماليك السلطان الناصر محمد بن قلاوون والذى تم جلبه من بلاد بوسعيد أى مغول إيران فحظى عند الناصر وأمرائه وجعله راس نوبه وكان يقترح فى الملابس أشكالا غريبه ويعمل منها صنائع عجيبه وهذا مثال على الملابس


هنا لابد لنا أن نلتفت لما يحدث فى عصرنا الحالى ولنا فى أهل الشاوراما السوريين مثال حى فقد بدأت أكلاتهم وملابسهم وعادتهم وتقاليدهم تغزو عقول كثير من المصريين إلى جانب مخاطر التغيير الديمجرافى فلسنا هنا نعيب على تواجد الجاليات الأجنبيه لكننا بصدد الهجرات المنظمه للأقامه المستدامه والأبديه وهنا لابد الأشاره أن الدوله تحكمها أتفاقيات أمميه وقعت عليها وتضعها فى موقف محرج أمام المجتمع الدولى لكن تبقى دائما المقاطعه الشعبيه هى السلاح الذى لايمكن التصدى له أن كان المصريون سيفعلون 




كما كان لهؤلاء المغول دورهم فى رواج كثير من الأمراض الأجتماعيه فى مصر فى ذلك العصر مثل الزنا واللواط وأنتشار البدع والخرافات والأعتقادات الباطله إلا أنه ينبغى الأشاره إلى أنه التعسف فى القول بأن مصر أنفردت دون غيرها من البلاد الأسلاميه بهذه الأمراض الأجتماعيه فأبن حجر يذكر عن بلاد أبن عثمان فى أوائل القرن الـ 9  الهجرى أن الزنا واللواط وشرب الخمر والحشيش كان فاشيا بها وعندما عاب أحد مشايخ مصر على شيخ أندلسى فى القرن الـ 7  الهجرى أن أهل الاندلس يشربون الخمر ويحبون الشباب ويلاوطنهم رد عليه الشيخ الأندلسى قائلا أما الشباب فما شك أن أهل مصر أفسق منا فتبسم الشيخ المصرى وسكت ويذكر إبن تغرى بردى أن اللواط أو الشذوذ الجنسى أنتشر فى الشرق منذ دخول الخراسانيه إلى العراق عام 132 هـ أى منذ أوائل الدوله العباسيه وتحدث المقريزى عن أثر العناصر المغوليه صراحةً فى إنتشار اللواط فى حديثه عن الأويراتيه وكانوا مع ذلك صورا جميله فأفتتن بهم الأمراء وتنافسوا فى أولادهم من الذكور والأناث وأتخذوا منهم من جملة جندهم وتعشقوهم فكان بعضهم يستنشد من صاحبه من أختص به وجعل محل شهوته ثم ماأقنع الأمراء ما كان منهم بمصر حتى أرسلوا إلى البلاد الشاميه وأستدعوا منهم طائفه كبيره فتكاثر نسلهم فى القاهره وأشتدت الرغبه من الكافه فى أولادهم




يشير السخاوى إلى مدى الدور الذى لعبوه فى إنتشار تلك الأمراض الأجتماعيه فيقول فى ترجمته لأحد أبناء المغول وهو أحمد بن يوسف بن أحمد الشهاب من الجمال الأستادار التقوى الأصل القاهرى عُوقب مع الرابيه وأتباعه ثم قُتل فى ربيع الآخر عام  14 وكان قد جهزه أبو أمير الحاج فى عام 11 على وجه يفوق الوصف وعاد فى أول التى تليها ويقال أنه مبدع الجمال بحيث أمتحن أعجمى به ولكنه كان يقنع بالنظر وذهب فى خدمته فى الحجه المشار إليها ماشياً وكان أبوه يعلم ذلك إلا أنه لعلمه بعدم شئ زائد على هذا لم يزجره



يذكر أبن تغرى بردى فى ترجمته للأمير سيف الدين بن عبدالله الناصرى المتوفى 742 أحد مماليك الناصر محمد بن قلاوون أنه كان غير عفيف الذيل عن المليح والقبيح وبالغ فى ذلك وأفرط حتى فى نساء الفلاحين وغيرهم ورمى بأمور ودواهى من هذه الماده


أترك لحضراتكم رابط صفحه فيسبوكيه للمتابعه وغم انها صفحه على موقع يعشق مريديه تزوير التاريخ إلا أن القائمين عليها لهم باع طويل فى تحقيق النسب العلوى



فيما يتعلق بدورهم المغول فى إنتشار كثير من البدع والخرافات والمعتقدات الباطله فمن المعروف عند أبناء العناصر المغوليه حبهم الشديد لمعرفة الطالع والنبؤات بحيث أنهم كانوا من السذاجه بمكان وهذا مايتضح مما تطلق عليهم المصادر المعاصره من أوصاف والت على ذلك خاصةً العبارات التى تصف الواحد منهم أنه سليم الباطن أو كان يخدعه المنجمون أو أنهم كانوا مولعين بالنجوم ومايقوله أرباب التقاويم وهذه العاده ربما أنتقلت منهم إلى السلطان الظاهر بيبرس المؤسس الحقيقى لدولة سلاطين المماليك كان مولعا بالنجوم ومايقوله أرباب التقاويم كثير البحث عن ذلك




فى أواخر منتصف القرن الثامن تعرضت مصر لعدة تطورات إجتماعيه نجمت عن كثرة أبناء العناصر المغوليه بها من جهه وتأثر الحكم المملوكى بالنظم السائده عند المغول من جهه ثانيه وهذا مانحذر منه فى شأن السوريين منذ قدومهم لمصر ونتيجه لعدم وجود إقطاعات لكثير من الأمراء المماليك من جهه ثالثه والذين أصبحوا يرتزقون من مظالم العباد على حد قول المقريزى وهو شاهد عيان لما حدث فى تلك الفتره فأنه يصور لنا فى عباراته التى يقول فيها (( تقلص ظل العدل وسفرت أوجه الفجور وكشر الجور أنيابه وقلت المبالاه وذهب الحياء والحشمه من الناس حتى فعل من شاء ماشاء ))



ثم  يفسر لنا المقريزى السر فيما حدث آنذاك من أنه فيما يتعلق بالمماليك فأنهم أحتاجوا فى ذات أنفسهم إلى الرجوع إلى عادة جنكيزخان والأقتداء بحكم ألياسه فلذلك نصبوا الحاجب ليقتضى بينهم فيما أختلفوا فيه من عادتهم والأخذ على يد قويهم وأنصاف الضعيف منه على الأختلاف فى أمور الأقطاعات لينفذ ما أستقرت عليه أوضاع الديوان وقواعد الحساب بمعنى أن سلاطين المماليك إبتداءاً من الظاهر بيبرس قد ساروا على ماجاء فى الياسه التى وضعها جنكزخان فيما يتعلق بالنظم الحربيه وإنزال العقوبات الصارمه لمن يرتكب جرائم إذ لاتكفى الحدود الشرعيه فى ردعهم أما فيما يتعلق بغيرهم من المحكومين ويقصد بهم أبناء شعب المصرى بطبقاتهم المختلفه فقد فرضوا لقاضى القضاه كل مايتعلق بالأمور الدينيه من الصلاه والصوم والزكاه والحج وناطوا به أمر الأوقاف والأيتام وجعلوا إليه النظر فى القضايا كتداعى الزوجين وأرباب الديون ونحو ذلك إلا أن الامور سرعان ماتغيرت فى عهد السلطان الملك الكامل شعبان بن الناصر محمد بن قلاوون 746-747 الذى عين الأمير سيف الدين بيغوا أميراً حاجباً كبيراً يحكم بين الناس فخلع عليه فى جمادى الأول 746 السلطان لمكاتبة الولاه بالأعمال ونحوهم فأستمر ذلك ثم رسم فى جمادى الاخره منها أن يكون الأمير رسلان يصل حاجبا مع بيغوا يحكم بالقاهره فى أيام السلطان الملك الصالح صالح بن محمد بن قلاوون 752-755 فرسم له أن يتحدث فى أرباب الديون ويفصلهم من غرمانهم بأحكام السياسه ولم تكن عادة الحجاب فيما تقدم أن يحكموا فى الأمور الشرعيه



هكذا وجد قضاة الشرع أنفسهم مسلوبى الأختصاصات مما سيكون سببا فى الصراعات المستديمه بين أهل الشرع وأهل السياسه أى بين القضاه والحجاب هؤلاء الحجاب الذين أعتبروا الحكم بين الناس وسيله لتحصيل المقررات أى الأموال التى يقرونها على المتخاصمين



لقد عبر المقريزى عن هذه الحاله أصدق وأبلغ تعبير حيث قال كانت رتبة الحجبه فى الدوله التركيه جليله وكانت تلى نيابة السلطنه ويقال لأكبر الحجبه حاجب الحجاب وموضوع الحجبه أن متوليها ينصف من الأمراء والجند تاره بنفسه وتاره بمشاورة السلطان وتاره بمشاورة النائب وكان حكم الحاجب لايتعدى النظر فى مخاصمات الأجناد وأختلافهم فى أمور الأقطاعات ونحو ذلك ولم يكن أحد من الحجاب فيما سلف يتعرض للحكم فى شئ من الأمور الشرعيه وأنما يرجع ذلك فى أخذ من يقيم الأشهر والاعوام فى ترسيم القاضى


إلى هنا نأتى إلى ختام هذه الحلقه على وعد بلقاء متى شاء الله فأنتظرونا متابعينا الكرام

           جنرال بهاء الشامى


هناك تعليقان (2):