الأحد، 15 ديسمبر 2019

أنا أبن مصر أنت أبن مين ؟؟؟ رقم 8



نعود وإياكم متابعينا الكرام لنستأنف الغوص فى أعماق التاريخ لننهل من بحوره بعد توقف طال بسبب التحرى عن أسرار ملف شاب برج القاهره المنتحر ومانالنا فيه من توتر عصبى كعادة الملفات الحساسه


قبل أن نغوص فى أعماق السرد التاريخى والبحث فى المصادر تنبغى الأشاره إلى ما أحدثته الهجرات المغوليه إلى مصر فى ذلك العصر من صراع مرير بين صفوف المماليك أنفسهم هذا الصراع كان يشتد عندما تأتى إلى مصر هجرات كبيره منهم مثل التى حدثت أيام الظاهر بيبرس والعادل كتبغا خاصةً من الأويراتيه وهم الذين أشارت إليهم المصادر المعاصره بأسم الوافديه



يرى بعض الباحثين أنه لايوجد من بين الأمراء الوافديه من حصل على رتبه أعلى من أمير طبلخاناه بإستثناء أيام الناصر محمد بن قلاوون حيث نجد بعضهم قد وصل إلى رتبة أمير ألف وهناك فى المصادر المعاصره أشارات تعبر عن هذا الصراع فالمعروف أن العادل كتبغا 694- 696 كان من الأويراتيه وقد وصل إلى منصب السلطنه إلا أن أهتمامه بالوافدين الأويراتيه ومنحهم المناصب والأقطاعات كان أحد الأسباب الهامه فى عزله من السلطنه فا إبن خلدون يذكر ذلك فى قوله كان أهل الدوله نقموا على كتبغا العادل تقديم مماليكه عليهم ومساواة الأويراتيه من التتار بهم فتفاوضوا على خلعه كما أن هذا الصراع يظهر بوضوح فيما قاله المقريزى عندما حدث شجار بين أثنين من أمراء المماليك فقال أحدهم للآخر أنت واحد منفى وافدى تجعل نفسك مثل مماليك السلطان ؟؟؟


هذه العباره الأخيره تكشف لنا بوضوح السبب فى ذلك الصراع الذى نجم عن أن فرص الترقى لم تكن مهيأه لجميع المماليك على قدم المساواه أن كان الحصول على لقب الأماره مهيأ للمماليك السلطانيه بنسبه أكبر من مماليك الأمراء وكذلك بالنسبه لمن مسهم الرق إذ المعروف أن الهجرات المغوليه تمثل هجرات لأشخاص من الأحرار



القلقشندى يؤكد لنا هذه الحقيقه عندما يقول عن المماليك السلطانيه وهم أعظم الأجناد شأناً وأرفعهم قدراً وأشدهم قربا وأوفرهم إقطاعا ومنهم تؤمر الأمراء رتبه بعد رتبه وهذا ما قاله المقريزى صراحةً عند حديثه عن الأويراتيه وقدمهم إلى مصر فى عهد العادل كتبغا حيث يقول وأظهر العنايه بهم وكان مراده أن يجعلهم عوناً له يتقوى بهم فبالغ فى إكرامهم حتى أثر فى قلوب أمراء الدوله منه وخشوا إيقاعه بهم فأن الأويراتيه كانوا أهل جنس كتبغا من الملك فى صفر سنه 696 فلما قام فى السلطنه من بعده الملك المنصور حسام الدين لاجين قبض على طرغاى مقدم الأويراتيه وعلى جماعه من أكابرهم وبعث بهم إلى الأسكندريه فسجنهم بها وقتلهم وفرق جميع الأويراتيه على الأمراء فاأستخدموهم وجعلوهم من جندهم وبهذا تم للعناصر المنافسه لهم من الجراكسه إبعادهم عن فرص الترقى بعد كسر شوكتهم بقتل قادتهم




من العادات المغوليه التى أخذت فى الظهور فى مصر فى العصر المملوكى عادة تكريم الأبن بذكر نسب الأم أو الإعتزاز بنسب الأم وهى من العادات السيئه التى عرفت عن المغول فى مواطنهم الأولى وتمسكوا بها حتى فى المهجر والتى يعكسها لنا من أهتموا منهم بالتأريخ للمغول وسلالتهم فى مصر وعلى رأسهم بيبرس المنصورى فهو بإعتباره واحداً منهم وأدرى بطباعهم وعادتهم حرص دائما على ذكرها كلما أتيحت له الفرصه فى ذلك



سنضرب مثالا على ذلك بما قال فى إيراده نسب أم الملك الناصر محمد بن قلاوون وهى المغوليه الأصل فقال عنها بأنها الخاتون المكرمه بنت سكتاى بن قرالجين بن جنغان نوين وهو إبن عم تنجوا المقدم المشهور وهؤلاء من الأعيان المشهورين والكبراء المذكورين ثم بعد ذلك يورد قصة مجئ بنت سكتاى إلى الديار المصريه وكأن سكتاى بذلك حظى بشرفين معا شرف النسب ثم شرف القدوم إلى مصر ودخوله الأسلام وهو ما ينسحب على أبنته أم الناصر محمد وقد سار على دربه كثير من المؤرخين الذين أتوا بعده وهنا يقول المقريزى فى ترجمته للسلطان الناصر محمد بن قلاوون توفى 741 يقول محمد بن قلاوون السلطان الملك الناصر ناصر الدين أبو المعالى أبو الفتح أبن الملك المنصور سيف الدين الألفى الصالحى النجمى أمه أشلون خاتون بنت سكتاى بن قراجين  وإبن تغرى بردى يذكر فى حديثه عن نفس السلطان قوله وأمه بنت سكتاى بن قرالجين جغتاى التتارى وكان قدوم سكتاى مع أخيه قرمجى من بلاد التتار إلى مصر سنه 675 كما أن النويرى فى ذكره لحوادث عام 681 أيام المنصور قلاوون يقول فيها بنى السلطان ببنت سكتاى بن قراجين بن جنغان نوينى وكان سكتاى هذا قد ورد إلى الديار المصريه هو وقرمش فى عام 674 صحبه بيجار الرومى فى الدوله الظاهريه وهى والدة السلطان الملك الناصر



فى موضع آخر فى حديثه عن الملك الصالح علاء الدين إبن السلطان المنصور قلاوون الذى توفى عام 687 يقول وخلف ولداً واحداً من زوجته منكبك إبنة الأمير سيف الدين نوكبه وهو الأمير مظفر الدين موسى



يذكر الصفدى عند حديثه عن عام 722 قوله ومنها دخل أبن السلطان أنوك بن الخونده طغاى على بنت الأمير سيف الدين بكتمر الساقى وكان عرساً عظيما أما إبن عبدالظاهر فهو يشير إلى عادة تكريم الأبن بنسب الأم بشكل لايحتمل أدنى شك ففى حديثه عن السلطان الناصر محمد بن قلاوون يقول وهو من الدار الروميه من العظم القانى جده لأمه سكتاى بن باجو أكبر عظماء التتار فجمع الله له أطراف الفخار أى انه إبن سلطان وأمه إبنة أحد عظماء التتار



جنرال جبتلك نموذج من شهادات نسب عن طريق الأم أو الجده وبالنسبه لمصدر المعلومه عشان لو حد أتنطط من هلافيت النقابه أو المزورين مصدرها كتاب بحوث فى التاريخ الأجتماعى فى العصر المملوكى صفحة رقم 52 و53 و هجيبلك صور تانى توضح علاقة الخرفان بنقيب الأشراف وموضوع الحزب الوطنى وصراعهم الخفى على الأستيلاء على النقابه وأربطهم حضرتك بطريقتك بنفس أفعال المماليك و فيه آيات وأحاديث كثيره لحكم من أنتسب لغير أبيه ممكن الباشا أو الدكتور أحمد العسكرى يجمعهم لحضرتك


أن الباحث فى تاريخ المغول يدرك أن من عاداتهم فى التخلص من منافسيهم وأعدائهم كان عن طريق دس السم له بطريقه أو بأخرى ومما يؤكد ذلك ما تشير إليه بعض المصادر المعاصره عام 680 من أن القاضى جمال الدين محمد بن العجميه أُُتُهم بأنه سم منكوتمر فأخذت أم منكوتمر القاضى جمال الدين وجميع أولاده وذبحتهم وغيرها من الأشارات المختلفه التى تدل على إنتشار هذه العاده بينهم ومن يتصفح تاريخ سلاطين المماليك يجد أن هذه العاده أخذت فى الأنتشار فى مصر على عهدهم خاصةً منذ عهد الظاهر بيبرس 658- 676 الذى قال عنه أبن تغرى بردى كان الملك الظاهر رحمه الله يسير على قاعدة ملوك التتار



فى عهد المنصور قلاوون 678- 689 ففى عام 682 فأن الوزير نجم الدين حمزه بن محمد الأصفونى وزير الملك المنصور قلاوون الألفى بالديار المصريه كان له عبد أسمه فرج فأستماله الأمير علم الدين سنجر الشهابى إلى أن سقى أستاذه الصاحب نجم سماً فتوفى منه فى شهر ربيع الأول ثم ضرب الشجاعى فرج عبد الصاحب نجم الدين بالمقارع إلى أن مات لكى يخفى جريمته وهذا دليل واضح على أن واحدا من كلا أمراء المماليك كان وراء أستخدام هذه الوسيله لكى يتخلص من منافسه حتى تتاح له الفرصه فى تولى الوزاره مما يرجح أن أبناء العناصر المغوليه كان لهم أثرهم فى شيوع هذه العاده فى مصر فى ذلك الوقت وبخاصه فى صفوف المماليك


إلى هنا تنتهى حلقتنا اليوم على وعد بلقاء متى شاء الله وأثر العناصر المغوليه فى الأمتداد العمرانى

            جنرال بهاء الشامى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق