بهاريز أبن الشامى فى الأحمق العثمانى رقم 4

اليوم هو موعدنا مع العلاقات البراجماتيه الخطره بين تورأيا والتنظيمات الأرهابيه وصدر تحليلنا فى هذا الصدد هو التجربه الأفغانستانيه حيث رعت أفغانستان حركة طالبان ثم أصبحت الأخيره شوكه فى ظهر من رعاها وحماها ووفر لها الدعم الشرعى من قبل يعنى بالبلدى زى مابنقول عندنا فى مصر طباخ السم لازم يدوقه

كنا نوهنا فى الحلقه رقم 3 من هذه السلسله أن معهد تشاتام هاوس البريطانى للعلاقات الخارجيه يشير أن التحالف الدولى ضد داعش فى سوريا أدى إلى زيادة التخوفات لدى جبهة تحرير الشام من تعرضها لمصير تنظيم داعش مما دفعها لتوثيق علاقاتها بتورأيا حيث سمحت الهيئه للدوريات التورأيه بالدخول لمناطق نفوذها كما تعمل الجبهه على حماية نقاط المراقبه التورأيه كما أن تورأيا تستخدم جبهة تحرير الشام كورقة ضغط فى التفاوض مع كل من روسيا وإيران

أذن ومن سياق نفس الحلقه رقم 3 من هذه السلسله كنا قد فندنا الأدله التى تثبت ضلوع تورأيا للتنظيمات الجهاديه فى الشرق الأوسط وأفريقيا عبر عدة تنظيمات يأتى على رأسها قطيع الأخوان المستخولين والسلفيه الجهاديه والسلفيه المتشدده المتطرفه فى الشرق الأوسط وأفريقيا واليوم سنحاول توقع ماستؤل له علاقة تورأيا بهذه التنظيمات الخطره لكن قبل الغوص فى السياق نطرح سؤالاً هام لماذا لاترعى تورأيا هذه المنظمات والتيارات الجهاديه فى دول جنوب روسيا أو داخل جمهورية الصين الشعبيه ؟؟؟

للأجابه على هذا السؤال يجب أن نتعرف على طبيعة تعامل الأجهزه الأمنيه فى كل من روسيا والصين حيث تعتبر القوانين الصينيه بعيدا عن الأنتماء لأى تيارات دينيه أى إشتراك فى عمليات قتاليه خارج الجيش الصينى عقوبتها الأعدام ولذلك يرفض الدواعش الصينيين العوده لبلادهم ولاتستطيع تورأيا مساومة الصين على عودتهم كما تعتبر القوانين الصينيه الأشتراك فى أى أنشطه فى جمعيات أو مؤسسات من شأنها تكدير الشأن العام بالصين عقوبتها الأعدام أما نظام الأمن الروسى فيعتبر البيئه الحاضنه للإرهابى أو الجهادى مشتركه فى نفس الجريمه وتوسع روسيا من دائرة البيئه الحاضنه لتشمل الجيران وأصدقاء العمل أو الدراسه ومن هنا يعتبر أى نشاط يمينى دينى فى هاتين الدولتان مقامره كبرى نهايتها الأعدام والتنكيل بالبيئه الحاضنه

نعود لموضوع حلقتنا اليوم وهو العلاقه الخطره البراجماتيه بين تورأيا والتنظيمات الأرهابيه وكنت قلتك فى حلقات حروب الوكاله أن العلاقه تكون دائما متأرجحه بين الممول والعميل ويشوبها تقلب المواقف بين التعاون والتضاد خصوصاً عندما تتعارض المصالح ومعاك رابط حلقات مرتزقة حروب الوكاله للرجوع له

 https://genralbahaaelshamy.blogspot.com/2019/11/blog-post_9.html

أوجد ظهور داعش ككيان مجاور على الحدود الجنوبيه الشرقيه لتورأيا شبكه أكثر تعقيدا من العلاقات فى المنطقه فقد وجد نظام الأحمق أبن تنزيله جوز الأوزعه أمينه أن بأمكانه أن يلعب لعبه صعبه وخطره فقد أدى ألتزام تورأيا القوى حتى عام 2018 م بإسقاط نظام بشار الأسد إلى أتجاه الأحمق أبن تنزيله جوز الأوزعه أمينه أستخدام أى وسيله لتحقيق هذا الهدف ولو كان التعاون مع الشيطان نفسه وهو تنظيم داعش وجبهة تحرير الشام (( جبهة النصره )) سابقاً

فى تقرير لمجلة الأندبندت فى سبتمبر عام 2012 م فى مقال مطول لروبرت فيسك أن تورأيا فى عهد أبن تنزيله تحولت لأكبر مضخه للأسلحه ومركز لراحة وترفيه الجهاديين السوريين مثل طالبان فى باكستان والقاعده فى أفغانستان

يذكر روبرت فيسك فى تقريره علاقة دعم أمريكا لباكستان فى أفغانستان ويقول أن أمريكا دعمت الجهادين فى حربهم ضد الأتحاد السوفيتى القديم دون الأهتمام بأديلوجيتهم وأستخدمت باكستان لنقل الأسلحه لهؤلاء وعندما تحول هؤلاء الجهاديين لطالبان وتحالفوا مع أسامه بن لادن وضربوا ضربتهم المؤلمه لمركزى التجاره العالمى فى أحداث سبتمبر لطمت أمريكا من الأرهاب وأستغربت من خيانة من كانت ترعاهم سابقاً

أما الكاتب التورأى قدرى جورسل فيؤكد فى أحدى مقالاته ساخراً من الأحمق أبن تنزيله جوز الأوزعه أمينه (( لو لم تكن تورأيا أصيبت بمتلازمة باكستان لما كانت سوريا قد تحولت لأفغانستان )) فى كنايه عن أن الأرهابيين لم يكونوا قد سيطروا على سوريا لولا دعم تورأيا المشابه لدعم باكستان من توفير الدعم اللوجيستى وتسهيل المرور من وإلى الأراضى السوريه من تورأيا

فى عام 2015 م تلقى الصحفى التورأى فهيم تاستكين تحزيرات من خبراء باكستانيين حول لعبة تورأيا الخطره الفتاكه ونتائجها العكسيه على مصالح تورأيا نفسها

أما عضو مجلس الشيوخ الباكستانى مشاهد حسين تحدث فى برلمان بلاده عن دور بلاده فى خلق طالبان فى أفغانستان وقال حرفيا (( أن رئيس الوزراء التورأى أحمد داود أوغلو أثناء زيارته لأسلام أباد حذرته من متلازمة باكستان وقلت له عندما كان هنا أنكم تكررون نفس الأخطاء التى أرتكبناها فى أفغانستان والمنظمات التى ترعاها اليوم ستنقلب عليك )) وبعد مرور شهرين تعرضت تورأيا لسلسله من الهجمات الأرهابيه الأنتحاريه فى مذابح ديار بكر وسوروك

تورأيا فى مفاوضاتها مع روسيا وإيران أتفقت على خروج جبهة تحرير الشام من أدلب نظير غض الطرف من روسيا وإيران عما تفعله تورأيا فى شمال العراق من تصفيه لعناصر الحزب الكردستانى فلجأت تورأيا لتغيير الأسم للجيش السورى الحر ومحاولة توزيعهم على الفصائل الأخرى ومن هنا يدرك قادة هذه التنظيمات أن صفقات تورأيا مع باقى اللاعبيين ممكن تكون على حسابهم والمهم عند تورأيا تحقيق مصالحها

عمر تشبينار فى مقال فى مجلة سياسات تركيا يسأل موجها سؤاله للأحمق أبن تنزيله جوز الأوزعه أمينه أين سيذهب كل هؤلاء الأرهابيين والجهاديين بعد أن ينتهى الملف السورى وماذا سيكون مصيرهم وهل سيجلسون على المقاهى بدون عمل ويوجه كلامه للأحمق أبن تنزيله (( لاتوافق على أى حلول فى الملف السورى قبل أن تعرف أين ستذهب تلك الشياطين التى أحضرتها من كل بقاع الأرض ))

يٍسأل الكاتب التورأى ريم سليم ماذا سنفعل بآلاف الجهاديين الذين أنتشروا فى محافظاتنا ومدننا وقرانا وهل من الممكن أن ينضموا لتحالفات ضدنا ويتوقع ريم سليم أن يشكل هؤلاء الجهاديين خطرا على الأمن التورأى لو أستطاع حزب العمال الكردستانى أستقطابهم لصفوفه (( الأكراد الأغلبيه العظمى منهم مسلميين سنيين معتدلين ))

من كل ماسبق وتم تقديمه لحضراتكم يمكنكم تخيل المشهد التورأى بعد أن ينتهى الملف السورى لتدخل تورأيا أحد القوى الأقليميه فى صراعات داخليه تؤدى غالبا لأستقطاب أطراف أخرى لها حسابات بالمنطقه ويشتعل الصراع مره أخرى فى شمال شرق المنطقه العربيه ويتأزم الوضع الأقليمى بالمنطقه لكن هذه المره داخل تورأيا نفسها وهو مايؤثر سلبا على كل دول المنطقه وهنا تحضرنى مقولة سيبولاً فى بحثه العظيم الغباء العبقرى عن أسباب غباء القاده أن القائد الغبى لايتحمل تكلفة غبائه منفرداً بل تتحمل دول وشعوبها بالكامل تبعات تصرفات حاكم غبى يظن أنه أذكى الأذكياء

        جنرال بهاء الشامى