توقفنا فى حلقتنا السابقه عند صدفه مواتيه ساعدت بوتين روسيا
على أجراءات الأصلاح الأقتصادى واليوم نستكمل ماتوقفنا عنده
فى عام 2000م وفى نهاية القرن المنصرم أرتفعت أسعار البترول
والغاز بشكل جنونى وواصل الأرتفاع بشكل مطرد حتى وصل فى عام 2004 م لـ 120 دولار خام
البرنت ونتيجة لهذه الزياده الرهيبه حقق الأقتصاد الروسى نسبة نمو تصل لـ 7 %
بدأت على الفور القياده الروسيه فى تنمية الأقتصاد القومى من
عائدات البترول المرتفعه فى محاوله منها للتخفيف على الشعب الروسى من صدمات
الأصلاح الأقتصادى فتم رفع المعاشات والأجور وتحسين مستوى الخدمات العامه مما كان
له أثر إيجابى على رجل الشارع الذى بدأ يشعر بالأرتياح نتيجة صبره لسنوات عديده
وصلت لأكتر من 15 عام
أدى الأنتعاش الأقتصادى وزيادة العائدات البتروليه وصادرات
الغاز فى تفكير بوتين فى إعادة بناء القوات المسلحه الروسيه بصوره شامله وتطوير
تسليحها فتم تخصيص إعتمادات رهيبه لتطوير وتوسيع الصناعات العسكريه وصيانة الأسلحه
الأستراتيجيه وتحديثها وأصبح ممكنا تخصيص موارد أكبر نسبيا لأنتاج طرازات أحدث من
منظومات الصواريخ وأحلالها مكان الطرز القديمه وبيع القديمه لدول أخرى
كان لذلك أثره المباشر والفعال فى أنتاج طرازات حديثه من الطائرات
والقاذفات والسفن الحربيه والدبابات والغواصات ألخ ألخ ألخ
كان على روسيا أن تعوض مافاتها وبدأت الحكومه والشعب ثورة
تصحيح تضامنيه وأصبحت روسيا بفضل قياداتها وشعبها قادره على الأستجابه للتحديات
التى فرضها تطور الأحداث وفرضتها أمريكا على حلف الناتو ودول جوار روسيا والعالم
أجمع لكن فى مناظرة هذه الجزئيه على المشهد المصرى سنجدها أقتصرت على القياده فقط
أما الشعب الذى إعتاد على الكسل والأعتماد على الحكومه فلا زال لم يستجيب للتحديات
التى تواجه مصر ويعتمد على القياده فى فعل كل شئ وكأنه ليس عليه أى شئ سوى الأستهلاك
والأكل والشراب
إحقاقا للحق لكن كل أمور الحياه تحتاج لصبر فلا زالت روسيا
تعتمد على إستيراد التكنولوجيا الحساسه ولتعويض ذلك بدأ بوتين يسمح لدول صناعيه
كبرى أخرى بالأشتراك فى صناعة السلاح الروسى مثل الصين والهند
بدأ بوتين بحنكته السياسيه فى أنشاء تحالفات أقتصاديه وعسكريه
خصوصا مع الصين والهند وبوابة أفريقيا والوطن العربى مصر وأن كانت مشكلة عدم
موافقة مصر على أتفاقية السموات المفتوحه تعتبر مشكله وحجر عثر فى العلاقات
المصريه الروسيه وتحاول روسيا أستخدام ورقة ضغط عودة السياحه على مصر لعل وعسى مصر
فى يوم توافق لكن من وجهة نظرى الشخصيه مصر لن توافق على هذه الأتفاقيه نظرا للبعد
الجغرافى بينها وبين روسيا ولا عائد لمصر من أن تكون سموات روسيا مفتوحه أمامها
يلجأ بوتين لأنشاء التحالفات الأقتصاديه للتغلب على العقوبات
الأقتصاديه التى تفرضها عليه الولايات المتحده التى لا تتوانى عن فرض العقوبات على
روسيا تحت أى مسمى وأقرب مثال أنها أعطت أحمق تورأيا الضوء الأخضر لضرب الطائرات
الروسيه فى ظل أحتمائه بحلف الناتو لكن أمريكا تخلت عنه مما نتج عنه سهولة ترويض
هذا الأحمق وإدخاله القفص الروسى للنسانيس
الأقتصاد الروسى نتيجة أعتماده على صادرات البترول والغاز
بنسبه تتجاوز 10 % مما يجعله عرضه لتقلبات السوق فعمل بوتين على تقوية مانع
الصدمات الأقتصاديه عبر تنمية الأحتياط النقدى من العملات الجنبيه فبعد أن أوشكت
روسيا فى عهد يلستين عن عجز دفع رواتب الموظفين عاد رصيد البنك المركزى من العملات
الصعبه لمستواه المعهود بل وحقق نموا أكبر حتى وصل لـ 500 مليار دولار بعد أن كان
قديما يصل لـ 350 مليار دولار وهو ماعمل السيسى أيضا عليه حيث تخطى رصيد البنك
المركزى 55 مليار دولار بعد أن كان أقل من 20 مليار دولار
تقوية مانع الصدمات الروسى كان له أثر فعال على روسيا عندما
قامت الولايات المتحده بالأتفاق مع السعوديه على أغراق السوق العالمى بالبترول
وأنخفاض سعره تحديدا بعد إسترداد روسيا لجزيرة القرم ورغم أن الأقتصاد الروسى صمد
أمام هذه المؤامره الدنيئه لكنها أثرت بشكل ملحوظ على نسبة التقدم التى كان يسعى
بوتين لتحقيقها فى أعوام 2015 و 2016
م وعاد بوتين للنو لكن بنسبه أقل معتمدا على مبيعات سوق
السلاح طويلة الأجل حتى عام 2027
م
لولا مانع الصدمات لكانت الصدمات مؤثره وكانت النتائج أسوء رغم
أن روسيا خسرت فى الليله دى مايقرب من 15 مليار دولار
يعاب على بوتين التحديث المتعرج للأقتصاد الروسى وتقوية بنيته البنيويه لذلك
يسعى السيسى بكل أمكانيات مصر رغم محدوديتها على تحديث البنيه البنيويه للأقتصاد
المصرى حتى يكون نموه بشكل ثابت وغير متعرج
مجمل الحلقات السابقه أن رجال المخابرات أكثر حنكه على إدارة
شئون بلادهم بحكم ألمامهم بكل تفاصيل الملفات السياسيه وبحكم تربيتهم ونشأتهم
المخابراتيه التى تعلمهم أن الأنتماء يكون للوطن والوطن فقط لاغير مع تجنيب
المصالح الشخصيه الضيقه منها مثلا جمع المال والشهره
عزيز القارئ بعيون محايده ألا ترى معى أن روسيا مع بوتين عادت لوضعها
الطبيعى وأن كان أقل من المأمول وبنفس الخطوات تقريبا يسير السيسى فى نفس الأتجاه
والمضمار وكل منهم يسعى لعودة بلده لمكانها الطبيعى بعد أن أوشكت على الأنهيار
أنتهت هذه السلسله القصيره بعون الله على امل بلقاء فى سلاسل
حلقات أخرى
المصادر :
مجلة آر تى الروسيه
مجلة السياسه الدوليه
د / نبيل رشوان روسيا والتحديات الصعبه
جنرال بهاء الشامى
رغم قله حلقاتها الا انها ممتعه جدا ومفيده جدا
ردحذفسلسلة موجزة وممتعة وفهمها سهل ومفيدة لمن أراد أن يقود..شكراً
ردحذفكنا ننتظر المزيد و تفاصيل أعمق
ردحذفنشكركم على ما بءلتموه من مجهود في نشر الوعي و المعرفه
سلسلة تحليلات رائعة جزاكم الله خيرا على مجهودكم
ردحذفمنتظرين جديدك جنرال
ردحذفجزيل الشكر
ردحذفحقا انفق معك ان رجال المخابرات هم انجح قياده لإدارة شؤن بلادهم
ردحذف