الملف الليبى وخطورته على مصر رقم 3

عوده بعد إنقطاع لتعليق جارح وسخيف وغير مقبول لنستكمل ماتوقفنا عنده وحصر للأهداف التركيه فى الملف والشأن الليبى

كنا فى حلقتنا الماضيه سألنا لماذا التدخل التركى فى الملف الليبى رغم التباعد الجغرافى عكس الجوار الجغرافى فى ملفى العراق وسوريا مما يجعلها تعطى لنفسها الحق فى الخوف على حدودها وهى الذريعه المعلنه منذ إشتعال الأزمات فى الملفين

كما أوضحنا التباعد الجغرافى فى الملف الليبى أذن المعطيات هنا تنبئ بتدخل إستعمارى له مطامع فى التورته الليبيه ونأتى للشق الأقتصادى ونقدر نقول هو عباره عن أطماع تركيه لترسيخ وشرعنة وجودها فى شرق البحر المتوسط وكان هذا واضحا وجليا فى الأتفاقيه بين الأحمق أبن تنزيله جوز الأوزعه أمينه والسراج لرسم الحدود البحريه بين الطرفين مخالفا بذلك الأعراف الدوليه وخصوصا فيما يتعلق باليونان عضو الأتحاد الأوروبى  مما أعطى الأتحاد الأوروبى الشرعيه لرفض هذا الأتفاق ورفض عمليات التنقيب التركيه بمياه البحر المتوسط لكن هذا المطمع مردود عليه قانونا كما أوضحنا فى حلقات (( بهاريز أبن الشامى فى الأحمق العثمانى )) وحلقات (( طائر الأسكندريه الحزين )) وكل هذا يصب فى صالح معطيات طمع تركيا فى البترول الليبى وكذلك كعكة إعادة الإعمار وإحتمالية أستثمارات تركيه مستقبليه فى ليبيا

نأتى للشق الأيدولوجى فأن التدخل التركى فى الشأن الليبى يأتى لمناصرة قطيع الأخوان فى ليبيا وأرتباط الجماعه مع حزب العداله والتنميه فى تركيا وهو الدافع نفسه الذى يدفعها للتدخل فى الملف السورى والأهم والأخطر هو محاولة الأقتراب من الحدود الشرقيه لمصر التى أفشلت فى عام 2013 م المشروع العام للأخوان المستخولين فى الشرق الأوسط والمنطقه العربيه علشان تبقى فاهم أاااعم العاطفى المشاعيرى أن السعوديه موقفتشى معاك لسواد عيونك القرنفلى لكن لنفس الغرض وهو وقف هذا المشروع السرطانى مشروع الأخوان المستخولين

من الحلقتين السابقتين ونصف هذه الحلقه يتضح لنا خطورة التدخل التركى  فى الشأن والملف الليبى خصوصا وأن ليبيا تعانى حالة عدم إستقرار سياسى وأقتصادى والأهم عدم إستقرار أمنى ... فاهمنى يعنى إيه دوله جنبك على حدودك التى تبلغ أكثر من 1000 كم تعانى أنفلات وعدم إستقرار أمنى وعسكرى وعندنا كارثه أخرى وهو وجود منتخب العالم للأرهاب فى دوله بجوارنا وتنظيمات مدفوعة الأجر فى حروب بالوكاله لأجندات أجنبيه مما يسهل عمليات تهريب الأسلحه والمخدرات مع طول الحدود بيننا وبين ليبيا وصعوبة تأمنيها بنسبة 100 % وتكلفة ذلك الأقتصاديه والعسكريه مما يشكل تهديد وتحدى للأمن القومى المصرى

اللى فات لابد أن يكون على مكتب صانع القرار فى قصر الأتحاديه كان الله فى عونه ولابد أن تكون أمامه هذه التحديات لكى يضع الخطه للتعامل معها بإحترافيه بعيدا عن الشعارات وعمل حساب دقيق للموائمات السياسيه وتعالى نشوف التصورات اللى موجوده على مكتب صانع القرار فى قصر الأتحاديه وكيف سيتعامل معها أبو بنطلون رصاصى

فى ظل تعدد أطراف الصراع السياسى فى ليبيا لابد صانع القرار فى مصر يكون متوقع تعثر مفاوضات الوصول لحلول سلميه وممكن يوصل للحكم فى ليبيا نظام معادى للتوجهات المصريه أو تنجرف ليبيا لهاوية التقسيم أو هاوية الفوضى وكل ذلك يشكل خطرا على الأمن القومى فى مصر

ممكن تعارض المصالح القبليه فى ظل أنعدام سيطرة الدوله وفى محاوله لتحقيق مكاسب سياسيه لها فى المستقبل الليبى أيضا يعرقل حل الملف ويسبب قلاقل للأمن القومى المصرى

إصابة ليبيا بإنهيار أقتصادى كامل وشامل مما يهدد بمصالح المصريين العاملين فى ليبيا وعدم وضوح الرؤيه فى مشاركتنا فى كعكة إعادة الأعمار اللى بينتظرها كل المصريين بفارغ الصبر

ممكن الحرب فى ليبيا تدفع لإغلاق الموانئ والمنافذ البريه وتعثر عمليات الأستيراد والتصدير ودى فى حد ذاتها كارثه على مصر لأنها ستدفع فاسدين مصر للإستفاده من الوضع لتهريب السلع الأساسيه من مصر اللى بنستوردها بالدولار وندعمها زى أيام ماكان بيتهرب البنزين لغزه ويبدأ الداخل المصرى يعانى من قلة السلع الأساسيه وإرتفاع أسعارها فى مصر أومال إيه ولا أنت فاكر أن السياسه بوستين يتكتبوا على الفيسبوك تعارض وتشتم فيهم رئيس الجمهوريه علشان الناس تقول عليك معارض سياسى أو محلل سياسى السياسه ياسيدى الفاضل بحر بلا شواطئ كما قال عملاق المخابرات المصريه صلاح نصر

لو أنضرب الأقتصاد الليبى بالطبع ستنهار العمله الليبيه ويحدث شح فى العمله الصعبه فى ليبيا ويبدأ المهربين يهربوها من دول الجوار وخصوصا مصر لأن وضعها الأقتصادى بدأ يستقر عكس تونس اللى أقتصادها بيعانى

الأمتداد العرقى لبعض القبائل فى ليبيا داخل مصر ممكن يشكل مشاكل بينها فى مصر لو حدث بينها خلاف فى ليبيا

زيادة نمو الجماعات الأرهابيه فى ليبيا يمثل تهديد مباشر للأمن القومى لمصر خصوصا زيادة عمليات تهريب الأسلحه مع طول الحدود بيننا وبين ليبيا مع وعورة التضاريس فى المثلث الجنوبى بيننا وبين السودان وليبيا ودى المنطقه اللى بيستغلها الأرهابيين فى تهريب السلاح لداخل مصر

عدم إستقرار ليبيا يسمح بوجود أجهزة إستخبارات لها أجندات فى مصر من سهولة التعامل مع عناصرها وأمدادها بالسلاح والأموال والتهريب وسهولة هروب عناصرهم من مصر

عدم إستقرار ليبيا أو وصول نظام حكم مضاد لمصر يسمح بظهور أتفاقيات ثنائيه مع أنظمه لها أجندات معاديه لمصر كما حدث بين أبن تنزيله والسراج

عدم إستقرار ليبيا يسمح بوجود عسكرى لدول أخرى سواء تواجد مباشر كما تفعل تركيا الآن أو تواجد أساطيل بحريه بالقرب من مياه ليبيا الأقليميه

وجود نظام حكم غير موالى لمصر من الممكن يسمح لدول معاديه لمصر من إقامة قواعد عسكريه بجوار حدودنا

شفت حضرتك أهمية الملف الليبى بالنسبه للأمن القومى لمصر اللى يدفعك للتدخل ولو بالوكاله وتحمل تكاليف الدعم والمؤازره أقتصاديا وكان الله فى عون القياده السياسيه للبلاد فى هذا الملف الشائك

أنتهت هذه الحلقه لآلام أصابعى وعندما أقول آلام أصابعى فأنا أقدم فقط عذرا لأنتهاء الحلقه راجيا أن تتقبلوا عذرى وليس إستعطاف علشان حد يساعدنى لكن يظل لنا لقاء للإستكمال متى شاء الله مع العلم أن قراءة ماأكتبه بالمجان ولا أتقاضى عنه أجر من أى مخلوق فى مصر فيكفينى فقط دعائك لى بمواصلة الأستمرار 

جنرال بهاء الشامى