الثلاثاء، 28 أبريل 2020

الملف الليبى وخطورته على مصر رقم 8



عوده وأولى حلقاتنا معكم فى شهر رمضان الكريم إعاده الله على حضراتكم بالخير واليمن والبركات والعام القادم أن شاء الله يكون من غير كورونا وأخوان



تناقضات الموقف الأمريكى تجاه الأزمه الليبيه واضحه أمام الجميع لكن لماذا تناقضات المواقف الأمريكيه هو ده السؤال اللى لازم نجاوب عليه لكن قبل الأجابه أحب أوضح لحضرتك نقطه مهمه أن بترول ليبيا لسه معانا لمدة 120 عام قادمه حيث تعتبر ليبيا أكبر مخزن بترولى فى الكره الأرضيه ومن هنا لايمكنا تغافل هذه الجزئيه لكن تعالى نشوف مع بعض تسلسل الأحداث الأمريكيه المتعلقه بالشأن الليبى 



 
الواد ترامب فى مكالمته مع الأحمق أبن تنزيله جوز الأوزعه أمينه فى يناير 2020 من مغبة التدخل التركى مؤكدا أنه سوف يعقد الوضع بليبيا وكلنا قرأنا هذا الخبر  ورغم إدانة أمريكا العلنيه للتدخل الخارجى فى ليبيا فأنها بتعمل مش واخده بالها عن إرسال تركيا للمرتزقه المسلحين إليها ربما على أساس أنه سيقف عقبة أمام تغلغل روسيا التى تؤيد الجيش الوطنى الليبى بقياده حفتر ويعنى عدم الوقوف بشكل واضح ضد التحرك العسكرى التركى إعطاء الضوء الأخضر للأحمق للتدخل بأى شكل من الأشكال


هنا يحضرنى سؤال سنحاول الأجابه عليه الملف الليبى موجود منذ عام 2011 م عقب مقتل القذافى وإستدعاء الناتو بعد نجاح السعوديه والأمارات وقطر فى تمرير القرار فى ظل أنشغال المجلس العسكرى بالشأن الداخلى المصرى ليطرح التساؤلات بشأن توقيت عودة الأهتمام بليبيا ودوافعه بعد تراجع ذلك الدور لسنوات منذ قيام أمريكا بالدور الرئيسى فى حملة قصف حلف الناتو التى ساعدت فى الإطاحه بنظام القذافى عام 2011م  وتسببت فى خلق الوضع الراهن بسبب تخليها عن ليبيا إلى حد كبير



يقول معلمنا ومعلم البشريه الأستاذ تاريخ أن نفوذ كل من روسيا وإيطاليا فى ليبيا وحرص القذافى على علاقات جيده مع الجانب الروسى ولم يكن لأمريكا مثل هذا النفوذ بإستثناء بعض شركات النفط الأمريكيه فى ضوء توتر العلاقات الأمريكيه الليبيه فى معظم الأوقات وإعتبارها دوله مارقه قبل أن تقرر أمريكا التقارب مع النظام الليبى بعد عام 2001م بحجة محاربة جماعات الإسلام السياسى




تعتبر ليبيا من أهم البلدان المنتجه للنفط وتبلغ حصتها تقريبا 2% من الأنتاج العالمى وتحتل المركز الخامس عالميا فى إحتياطات النفط الصخرى ويقدر العمر الإفتراضى لأنتاج النفط الليبى بنحو من 70 إلى 120 عاماً كما ترتفع لديها أحتياطات الغاز ويتميز نفط ليبيا بالخفه وسهولة الأستخراج بتكاليف قليله والخلو من الشمع علاوه على قربه من سوق الأستهلاك الأكبر عالميا فى أوروبا وسهوله أمان تصديره بعيدا عن ممرات تصدير نفط الشرق الأوسط والخليج العربى التى تتسم بالتوتر المتواصل (( خلى الجزئيه دى معاك لأنها مهمه جدا ومفصليه ))  بالأضافه إلى توافر إمكانيات لإنتاج الطاقه البديله أو النظيفه بأستغلال المساحات الشاسعه فى توليد الطاقه الشمسيه إذا تمكنت من الأستفاده منها وبناء محطات الطاقه الشمسيه ولديها أيضاً طاقة الرياح بالصحراء وهو مايبرز الأهميه الحاليه والمستقبليه لليبيا ضمن سياسة الطاقه العالميه وتكاد تنفرد أمريكا بمفهوم خاص لتأمين النفط حيث لايقتصر ذلك المفهوم على مجرد البحث عن مصادر النفط وتأمين طرق الوصول إليها وأنما يشمل أيضا حماية تلك المصادر من الأخطار أو التهديدات القائمه والمحتمله والحفاظ على إستقرار أسعار النفط ومنع القوى المنافسه مثل روسيا أو الصين من النفاذ إلى تلك المصادر والأستحواذ عليها ومن ثم تعد السيطره على سعر النفط وكمية إنتاجه من ركائز الأمن القومى الأمريكى رغم مايتردد بشأن إنها ذات إكتفاء ذاتى فى مجال النفط ومشتقاته بعد ثورة الزيت الصخرى لكن الأيام أثبتت أنها بالونه إعلاميه ولاتزال تتحكم بأكثر من طريقه فى السعر ونشر القواعد العسكريه فوق مكامن النفط وطرق أمداداته لتحقيق هذه الغايه




تمثل علينا أمريكا منذ مسرحية 11 سبتمبر فى حملات عسكريه واسعه دون مساءله أو شفافيه تحت شعار شرطى العالم وفى ظل إفلات مطلق من العقاب ويبدو أن العديد من تلك العمليات كان لتحقيق المصالح الأقتصاديه والأستراتيجيه وتخفيف قلق المجتمع الأمريكى من إرهاب الإسلاميين





تسعى أمريكا منذ بداية عهد أوباما نحو زيادة الأهتمام بالقاره الأسيويه فى عدة قضايا مثل برنامج الأسلحه النوويه لكوريا الشماليه وإيران وصعود التيارات الراديكاليه المتشدده فى جنوب شرق أسيا ومواجهة تصاعد النفوذ الأستراتيجى الصينى بها والذى يهدد الوجود الأمريكى ولتحقيق الأستفاده إقتصاديا من الفرص الواعده فى القاره




مقتل السفير الأمريكى كريستوفر عام 2012 م و 3 أمريكيين آخرين ببنغازى نقطه مفصليه فى السياسه الأمريكيه حيث أحتفظت الولايات المتحده بمسافه كبيره عن الملف الليبى وأقتصر إهتمامها على قتال التنظيمات الأرهابيه فى منطقة الشمال الأفريقى وشن المزيد من الغارات الجويه ضد أهداف لتنظيم داعش والعمل الأستخباراتى وأتخذت خطوات فعاله لمنع أى تعثر فى الإمدادات النفطيه وقوبلت الأنتهاكات الصارخه للحظر المفروض على الأسلحه وإستهداف المدنيين وتصعيد الحرب بصمت مريب من واشنطن وأنخفضت المساعدات الأقتصاديه الأمريكيه بشكل كبير منذ عام 2011م  ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الكونجرس لم يدعم المساعدات لبلد غنى بالنفط وأيضا لأن الليبيين لم يتمكنوا من تنظيم أو تنفيذ المشاريع بشكل فعال وبعدت إدارة ترامب عموما بنفسها عن الشئون الليبيه بتوجيه من الرئيس الأمريكى حين ذكر فى عام 2017 م (( لا أرى أى دور لنا فى ليبيا وأعتقد أن الولايات المتحده تضطلع فى الوقت الراهن بما يكفى من الأدوار ))




على ضوء التراجع الأمريكى أفترض الكثير من المحللين بعد إنتخاب ترامب أنه سيختار مساندة حفتر لعدة أسباب هى جهوده فى قتال الأرهابيين المعلنه والتناقض مع سياسة أوباما وبروز المستشارين ذوى الخلفيه العسكريه فى الدائره المحيطه بترامب وسعى المتشدد جون بولتون مستشار الأمن القومى لترامب فى ذلك التوقيت لإحتضان حفتر والأستقلاليه المتزايده التى يتمتع به البنتاجون مما دل على إهتمام متزايد بمكافحة الأرهاب وفى هذه الجزئيه سنعرف ونتفهم لماذا تتغاضى أمريكا عن كسر أبن تنزيله للحصار الأممى على توريد السلحه لليبيا فقد واصل الرئيس ترامب خلال العامين الأولين من رئاسته سياسة أوباما بدعم حكومة الوفاق الوطنى وسافر رئيسها السراج إلى واشنطن وأجتمع مع ترامب فى ديسمبر 2017م كما ألتقى وزير الخارجيه مومبيو السراج فى بروسكل فى ديسمبر 2018 م وأكد شراكة واشنطن القويه مع حكومة الوفاق الوطنى بشأن مكافحة الأرهاب وغيرها من القضايا فقد صرح مهند يونس الناطق الرسمى لحكومة الوفاق بأن التعاون مع الولايات المتحده الأمريكيه فى مجال مكافحة الأرهاب مستمر ولم يتوقف ويتم العمل حاليا على تعزيز وتكثيف أوجه التعاون المختلفه ومنها دعم عمل فريق الأفريكون العامل فى ليبيا ولم يعين ترامب مبعوثاً خاصاً لسياسة ليبيا أو سفيراً فى طرابلس حتى يتم تعيين السفير الأمريكى الجديد ريتشارد نورلاند فى أغسطس 2019م ويمكن تفسير هذه الأستمراريه جزئيا بالبيروقراطيه فقد أنفقت وزارة الخارجيه الأمريكيه رأس مال دبلوماسياً كبيراً من المفاوضات التى أدت إلى إنشاء حكومة الوفاق وكان لمسئولى الأمن القومى أولويات أخرى ولم يكونوا راغبين فى مخالفه السياسه المتبعه تجاه ليبيا




كشفت عدة تقارير إستخباراتيه مسربه إلى وجود قوه أمريكيه داخل قاعدة الويغ الجويه جنوب ليبيا وكشف وثائق أمريكيه غايه فى السريه جرى تسريبها عن وجود 42 موقعاً للقياده العسكريه الأمريكيه فى أفريقيا (( أفريكوم )) من بينها 15 موقعا ثابتا فى 24 دوله أفريقيه تشمل ليبيا وذلك ضمن أتفاق سرى أبرم منذ عامين بين قائد القوات الأمريكيه فى أفريقيا توماس والد هاوزر وفايز السراج لأقامة وحدات غير قتاليه متحركه تقوم بمهمة جمع المعلومات حول نشاط التنظيمات الأرهابيه ولايزال للولايات المتحده القدره على تقييد حريه حركة داعش فى ليبيا وتقييد قدرتها على تعزيز مقاتليها حيث أعلنت قيادة الأفريكوم تنفيذ 22 ضربه جويه ضد مواقع داعش فى 2و3 ديسمبر 2016م  وتواصلت تلك الضربات فى عام 2017 م وقامت بعدة غارات جويه فى عام 2018م  وأشار بيان لأفريكوم إلى أنه بالتنسيق مع حكومة الوفاق أجرت غاره جويه أستهدفت إهاربين داعش فى محيط مدينة مرزق يوم 24 سبتمبر 2019 وبعدها بيومين أعلنت مقتل 17 إرهابيا آخرين جنوبى ليبيا وتعد هذه الغاره هى الثالثه التى تنفذها الأفريكوم فى أقل من أسبوع وترى الولايات المتحده هذه العمليات ضروريه لمواجهة النشاط الأرهابى وتقييم الوضع الأمنى ومراقبته ويمكن القول وقولاً واحداً أن التدخل الجوى الأمريكى قد غير المعادله العسكريه على الأرض لمصلحة حكومة الوفاق قبل أن تنجح قوات الجيش الوطنى الليبى فى إعادة صياغة المعادله


إلى هنا تنتهى حلقتنا اليوم على وعد بلقاء متى شاء الله

جنرال بهاء الشامى


هناك 4 تعليقات: