الأحد، 21 مايو 2017

الصقر الذهبى رقم 45



نعود وأياكم مع أستكمال ماتوقفنا عنده وأذاعة بيان القياده العامه للقوات المسلحه وتسليمه لعبداللطيف المناوى وأذاعته بدون أخطار أنس الفقى وتم التسليم عبر اللواء إسماعيل عتمان وهو ماتوقفنا عنده فى المقال رقم 44 وفعلا تمت أذاعة البيان بدون أخطار أنس الفقى الذى فوجئ بأذاعة البيان وتعرض لتوبيخ شديد من جمال مبارك حيث قال له هو إيه اللى بيحصل ده هو التليفزيون بقى وكاله من غير بواب أومال أنت بتعمل إيه عموما حسابك معايا بعدين وهنا سؤال يطرح نفسه بشده ماهى وضعية جمال وماهى كيونونته ليكلم وزير الأعلام بهذه الطريقه ويتوعده بالحساب ومن أعطى له الحق أن يحاسب الوزراء




كان لصدور البيان بالصيغه التى ذكرتها لحضراتكم فى الحلقه السابقه تأثير رائع على جموع المتظاهرين وعلت أصوات المتظاهرين بالهتاف الشهير (( الجيش والشعب أيد واحده )) وركبوا المدرعات والدبابات ورفعوا الأعلام وعلامات النصر فى أشاره لنظام مبارك أن الجيش مع الشعب ولن ينحاز للنظام وتجلت علاقة الجيش بالشعب فى أبهى صورها وهو مافطن له الأخوان وعملوا فيما بعد على محاولة أفساد هذه العلاقه ونجحوا فعلا بعد فتره من تنحى مبارك ورأينا ظهور هتاف (( يسقط يسقط حكم العسكر )) وأفتعلوا الأزمات مع الجيش فى أحداث محمد محمود 1 و 2 وماسبيرو والعباسيه وفتاة الكباسين وكشوف العذريه وسائت العلاقه بين الجيش والشعب بفعل مؤامرات الأخوان وهو ماتدراكه وزير الدفاع فى فترة حكم الأخوان عبدالفتاح السيسى فى أحداث بورسعيد الداميه فأستطاع بقدره يحسد عليها فى أصلاح ماأفسده الأخوان وعادت الأمور لطبيعتها وعادت المياه لمجراها الطبيعى الشعب والجيش أيد واحده ونسيج واحد وغفر الجيش لشعبه كل طوفان الأهانات التى تعرض لها ووصلت أحيانا للأتهام بالخيانه والطمع فى الحكم وسرقة مقدرات الشعب وشفنا مطالبات عودة الجيش لثكناته ليتسنى للأخوان الأنفراد بالشعب لقهره وأذلاله لكن قواته المسلحه أستطاعت أنتزاعه من بين فك الأخوان وأسنانهم وضروسهم التى كادت أن تلتهمه وهو نفس مايفعله الأخوان هذه الأيام بمحاولة تشويه أى مشهد يحتوى بين صورته على الجيش المصرى لكن الشعب هذه المره قد أستوعب الدرس وعرف أنه مالوش ظهر ولا حامى بعد قدرة الله إلا جيشه وقواته المسلحه الصدر الحنون واليد الباطشه لكل من يقترب من شعبها بسوء





فى مساء نفس اليوم لكن قبل أن نسترسل فى الحديث أود أن أذكركم أن بعض الأحداث نتجاوزها ليس لكسل أو تعمد الأهمال لكن لأننا ذكرناها فى مواضع أخرى فى سلسلة مقالات مصر أم الكون وكل مانرجوه منكم هو إعادة قرآتها وربطها بهذه السلسله ومعها سلسلة مقالات الصندوق الأزرق والحلقه الخاصه المطوله منه رقم 12 التى نزلت على جزئين ونرجع لموضوعنا فى المساء تم عقد أجتماع برئاسة مبارك وحضره أحمد شفيق رئيس الوزراء ونائب رئيس الجمهوريه عمر سليمان ووزير الدفاع المشير حسين طنطاوى ورئيس الأركان الفريق سامى عنان واللواء نجيب عبدالسلام قائد الحرس الجمهورى بينما بقى كرسى اللواء محمود وجدى شاغرا لعدم تمكنه من الحضور نظرا للحاله الأمنيه فى البلاد





كان يبدو على مبارك العصبيه وحدثت بينه وبين طنطاوى وعنان مشاده كلاميه بسبب بيان القياده العامه للقوات المسلحه الذى صدر فى الصباح وألتقط مبارك الحديث عندما قال المشير طنطاوى أن القوات المسلحه لايمكن أن تتورط فى أستخدام العنف ضد الشعب وإيه اللى يزعل فى البيان أليس هذا ماأتفقنا عليه قبل بداية الأزمه وجايين دلوقتى تلومونا على شئ متفق عليه ولم نكن سبب فيما وصل له الشارع وهناك عوامل ليس للجيش دخل فيها وليس هناك داعى لذكرها الآن ولا نملك رفاهية البكاء على اللبن المسكوب




فقال مبارك ومن يريد الدماء والخراب أو الدمار كل ماهناك أن البيان تمت صياغته بعدم الحرفيه مما سيفهمه البعض خطأ وسيرفع من سقف المطالب فى الشارع وسيشجع على أستمرار المظاهرات وأستمر الأجتماع مايقرب من ساعتين وأنتهى الأجتماع بدون أن ينطق عمر سليمان حرف واحد فهو يعلم تماما أن الكلام مع مبارك لن يجدى نفعا وجمال يمارس عليه ضغوط شديده وخصوصا أنه يعرف مايدور فى غرف القصر ويظهر جليا فى كلام مبارك وقرارته وقلتلك قبل كده أزاى مبارك رجع فى أتفاقه مع سليمان فى تفويضه بأختصاصات رئيس الجمهوريه ... المهم أنتهى الأجتماع بدون الخروج بأى قرارات أو توصيات أو أى أجراءات من شأنها مخاطبة ود الشارع وأستمراراً لمسلسل أتخاذ قرارات فرديه من ناحية مبارك بما يوحى أن هناك مطبخ تصاغ فيها قرارات الدوله غير مطبخها الرسمى والمعتمد وقبل أن ينصرف الحاضرين من أماكنهم وأثناء حديث جانبى عادى بين طنطاوى وسليمان فوجئ الجميع بأنقطاع إرسال التليفزيون وبدأ بث خطاب مصورا ومسجل لمبارك وقبل أن يبدأ مبارك فى ألقاء خطابه المسجل قال طنطاوى لسليمان الراجل ده مش طبيعى عامل لنا أجتماع علشان يلمنا هنا وبعدين يفاجئنا بخطاب مسجل ... أنت عندك خبر بالخطاب ده ياعمر وماقولتش لنا فقال له سليمان والله ماأعرف انا أتفاجأت زيكم بالظبط ومعرفشى الخطاب ده أتسجل أمتى وفين ربنا يخلى لهم أنس الفقى رجل المدام المطيع الوفى





أذيع خطاب مبارك وكان واضحا أنه موجه للقلوب قبل العقول وهو مايطلق عليه الخطابات الشعبويه العاطفيه فقال مبارك (( أن حسنى مبارك يتحدث أليكم اليوم ويعتز بما قضاه من سنين طويله فى خدمة مصر وشعبها أن هذا الوطن العزيز هو وطنى مثلما هو وطن كل مصرى ومصريه فيه عشت وحاربت من أجله ودافعت عن أرضه وسيادته ومصالحه وعلى أرضه سأموت وسيحكم التاريخ عليا وعلى غيرى بما لنا وعلينا (( 





كان للخطاب الذى كتبه عبداللطيف المناوى رئيس قطاع الأخبار بناءا على طلب جمال مبارك مفعول السحر على المتظاهرين وتعاطف الكثيرين مع مبارك خصوصا وأن مبارك أكد فى خطابه على أنه لن يرشح نفسه هو وجمال أبنه أيضا لرئاسة الجمهوريه مما أراح الناس قليلا وأطمئنوا لموضوع التوريث




فى صباح اليوم التالى ومع ساعات النهار الأولى وبعد صلاة الفجر بدأت جموع كثيره من المتظاهرين تنصرف من الميدان للعوده لمنازلها ووصل العدد على أقصى تقدير لبعض المئات بعد أن كان الميدان بلغ أكثر ذروه له وتواجد به حوالى 200 ألف وكان المتواجدين من أعضاء جماعة الأخوان الذين لم يتلقوا تعليمات من قيادتهم بالأنصراف من الميدان بل وصلتهم التعليمات من البول تاجى القائد الميدانى لجماعة الأخوان بمنع المتظاهرين من الأنصراف وخلى بالك معايا من اللى جاى




أتصل سليمان بعدما رأى أنخفاض أعداد المتظاهرين بشكل ملفت للنظر بمبارك وقال له مش قلتلك ياريس الشعب المصرى فاهم وواعى وبيخاف على بلده أرجوك أستمر وأتخذ اليوم وبسرعه قرارت تؤكد للناس صدق النوايا مش باقى فى الميدان غير بعض مئات من الأخوان وممكن أن ينصرفوا لو لمسوا قرارات عقلانيه وبدأ سليمان يصيغ بيان يخاطب به عقول المصريين



أما القوات المسلحه فلم تترك الفرصه وأنتهزتها وأصدرت بيانها الثانى وجاء كالتالى :

(( أنتم قررتم الخروج للتعبير عن مطالبكم وأنتم وحدكم قادرون على إعادة الحياه لطبيعتها وقواتكم المسلحه أذ تخاطب عقولكم وتعدكم أنها سوف تستمر فى حماية الوطن والمواطنين وسوف نستمر فى حماية الوطن مهما كانت التضحيات (( 



أنتهى نائب الرئيس من صياغة بيانه وأذاعته كل وكالات الأنباء جاء فيه  :

نطالبكم بإنهاء تجمعاتكم فقد وصلتم رسالتكم ونحثكم على الأستجابه لمناشدة قواتكم المسلحه بإعادة الحياه لطبيعتها والعوده لمساكنكم وأحترام حظر ساعات التجول دعما لجهود محالة إعادة الأستقرار للدوله ويكفينا ماتكبدته الدوله من خسائر بشريه واقتصاديه ومعنويه على الصعيد المحلى والدولى وقال أن الحوار الذى بدأ مع ممثلى المتظاهرين مبنى على أساس وقف مظاهر العنف وعودة الدراسه للمدارس والجامعات وأستعادة العمل بالمصانع التى توقفت وعودة الحياه للشارع المصرى على وعد بتنفيذ مطالب الشارع فى أقرب فرصه



كانت المؤشرات تقول أن الأمور ستعود للهدوء خصوصا بعد قرار وقف جلسات مجلسى الشعب والشورى وقامت جهات التحقيق بمنع سفر بعض رموز نظام مبارك ومنعهم من التصرف فى أموالهم وتم القبض على بعض منهم وبدأ النائب العام عبدالمجيد محمود فى تلقى مئات الشكاوى ضد بعض الرموز التى أتهمت بأرتكاب تجاوزات خطيره تمس الأمن العام


إلى هنا نتوقف عن الكلام المباح ليكون لكم لقاء متى شاء الله

جنرال بهاء الشامى 
             

هناك تعليق واحد: