الأحد، 28 مايو 2017

الصقر الذهبى رقم 58



توقفنا وأياكم فى المقال السابق عند أتصال اللواء مراد موافى مدير المخابرات العامه المصريه بوزير الدفاع المصرى المشير حسين طنطاوى وأنتهت المكالمه بينهم بعد إطلاع موافى لطنطاوى على خطورة المعلومات التى وصلته بتحريض الأخوان فى الميدان على محاصرة القصر الجمهورى وأحتمالية الصدام المباشر بين المتظاهرين وقوات الحرس الجمهورى وطلب طنطاوى من موافى الأتصال المباشر بمبارك وأطلاعه على الموقف برمته



أتصل مراد موافى بمكتب رئيس الجمهوريه وطلب الحديث معه وفعلا تم الأتصال وبدأه موافى بالحديث لرئيس الجمهوريه قائلا : سيادة الرئيس الأحوال بتزداد سوءا وأظنك قد سمعت بدعوات الزحف للقصر الجمهورى غدا ولدينا معلومات أن الأخوان هم الذين يحرضون على ذلك وده حيكون أمر خطير للغايه

 مبارك : وأنت شايف إيه ؟؟؟

 موافى : نقل الأختصاصات للنائب عمر سليمان يمكن ده ينهى الأزمه

 مبارك : الليله أن شاء الله حيكون فيه بيان للشعب وأنا فعلا قررت نقل الأختصاصات لعمر



أنتهى الحوار على كده لكن على الجانب الآخر كان فيه تفاعل مختلف وطلب طنطاوى عقد أجتماع عاجل للمجلس العسكرى بدون حضور القائد الأعلى للقوات المسلحه زى ماقلتلك قبل كده وتفهم من كده أن خلاص طنطاوى فاض بيه الكيل من أبو جمال وجمال وتقدر تعتبر الأجتماع ده بمثابة أنذار لرئيس الجمهوريه وأنذار أخير فى اللحظات الأخيره وفعلا يوم الخميس 10 فبراير أجتمع المجلس العسكرى بكامل هيئته بدون حضور مبارك أو دعوته أو أخطاره زى ماوضحت لحضرتك والمدهش أن الأجتماع تم تصويره وأذاعته فى التليفزيون يعنى  بيقولوا لمبارك خلاص دورك بالنسبه لنا أنتهى وكل حى يشوف مصلحته وأنت مصلحتك مع أبنك وأحنا مصلحتنا نحاول ننقذ البلد  



كان جدول أعمال هذا الأجتماع حسبما هو مقرر من سطر واحد وجمله واحده وفقره أنشائيه واحده (( ماذا نفعل ؟؟؟ )) ماذا نفعل وجمال وأبوه دخلونا فى حيطه ؟؟؟ ماذا نفعل والبلد على حافة الهاويه ؟؟؟ ماذا نفعل وأحنا فضلنا مستنين أبوجمال يطلع علينا ببيان أمبارح وكل مره يفقعنا بمبه ؟؟؟ ماذا نفعل والفوضى بدأت تزحف لكل شبر فى البلاد ؟؟؟



(( الوطن فى أزمه والبلاد تمضى للهاويه )) جمله واحده قالها طنطاوى مفتتحاً الأجتماع وأستمر الأجتماع لعرض كل التقارير المخابراتيه ودارسة الأحتمالات ودراسة ردود الأفعال المحتمله فى الساعات القادمه وعجلة الزمن لاتتوقف ولا ترحم وأختتم طنطاوى الأجتماع المصور لكن دون صوت كما بدأه (( ليعلم الجميع أننى منذ أن توليت منصبى هذا لم أسعى لأكثر منه  وسأترك خدمتى وأنا وزيرا للدفاع ولو كنت أنقلابيا كما سيروج فيما بعد لكنت فعلتها من زمان وقد واتتنى الفرصه أكثر من مره لكن الرئيس صم آذانه عن كل نصيحه مخلصه وترك لأبنه الحبل على الغارب حتى أوصلنا لما نحن فيه اليوم وليعلم الجميع أن طنطاوى ليس أنقلابيا وليست له مطامع فى المنصب )) كده بقى من غير فكاكه تفهم كل اللى جاى وأن طنطاوى عزم على أزاحة مبارك  من المشهد بعد أصراره على التمسك بالكرسى حسب رغبة أبنه



طبعا كان طنطاوى فى الأجتماع بيحدف الكلام لشخصيه معينه فى الأجتماع وحتقولى أزاى تعالى نرجع ورا شويه



بعد عودة عنان من أمريكا فى رحلته الأخيره ويوم 29 يناير تحديدا والقصه دى فى كتاب أحد أصدقاء الفريق عنان المقربين منه شخصيا كان عرض على طنطاوى الأنقلاب على مبارك لأنقاذ البلاد على حد قوله من الأنهيار ويتولى طنطاوى رئيساً لمصر فى المرحله الأنتقاليه على أن يتم تصعيده وزيرا للدفاع ثم يعقب ذلك أجراءات أصلاحيه وتعديل الدستور وأجراء الأنتخابات الرئاسيه بعد 6 شهور وقال لطنطاوى أننا بذلك نسرق الزمن أنت وأنا نعلم أن الأمريكان مصرين على رحيله ومسألة رحيله ماهى إلا مسألة وقت فلما لانسابق الزمن ونعجل بالمكتوب والحتمى لكن طنطاوى رفض الفكره شكلاً وموضوعاً وقال علينا أن ننتظر وسيقوم الشعب بأجباره على التنحى ومش عاوزين نفتح على البلد جبهات وأنت عارف اللى مستنين الخطوه دى قد إيه وممكن يعملوا إيه


ظل المجلس العسكرى يراقب الموقف من غرفة أجتماعاته وأعلنوا أن المجلس فى حالة أنعقاد دائم  والأخوان فى الميدان يحرضون على الزحف للقصر الجمهورى وهنا أقترح عنان أن يتم التحفظ على مبارك فى مكان آمين وتشكيل مجلس رئاسى من مدنيين وعسكريين لإدارة شئون البلاد لكن الفكره لم تلقى القبول داخل المجلس وعارضها بشده اللواء عبدالفتاح السيسى  وقال طنطاوى لننتظر وكلها ساعات فأرجوكم لاتسبقوا الأحداث مش ناقصين كلام



تانى يوم وهو يوم الجمعه كانت الدعوات بالزحف على القصر الجمهورى بدأت تلقى قبولا لمحاصرة مبارك وأجباره على الرحيل وفعلا حاصروا مبنى الأذاعه والتليفزيون ومبنى مجلس الوزراء ومبنى مجلس الشعب ومجلس الشورى وتخوف عنان من أن  حصار مبارك قد يدفعه لأتخاذ أجراءات تزيد الموقف تعقيدا ويعزل بعض القيادات العسكريه لكن طنطاوى طمأنه أن مبارك فقد السيطره على كل مؤسسات الدوله وزى ماقلتلك كان المجلس فى حالة أنعقاد دائم وبعد مداولات قرروا أذاعة البيان رقم 1 من المجلس الأعلى للقوات المسلحه وأتصلوا بالتليفزيون ليكون مستعدا وفى تمام الساعه 5.20 ظهر اللواء أسماعيل عتمان بعد أن حبست مصر كلها أنفاسها بعد أن ظل التليفزيون ينوه عن بيان المجلس الأعلى لفتره من الوقت وأعتقد البعض أن الجيش سينقلب على مبارك وبعد صدور البيان لم يفهم المصريين منه شئ فقد كان غامضا بعكس ماكانوا يتوقعون وكل اللى فهموه أن الجيش بيأكد على إنحيازه للشعب زى باقى التلميحات اللى صدرت من الجيش ورغم كده ظل الأمل موجود رغم غموض البيان وعلت الهتافات فى الميدان  (( الجيش والشعب أيد واحده )) لكن المدهش أن البيان أتى بنتائج عكسيه وحفز الناس أكتر على الزحف نحو القصر الجمهورى بعد أن أطمأنوا  أن الجيش لن يتعرض لهم  وصدرت تعليمات من المشير للقوات فى الشارع بأزالة الأسلاك الشائكه والحواجز أمام المتظاهرين وقال جملته الشهيره (( سيبوهم خلوه يسمع صوت الشعب مش صوت أبنه ))



هنا أدرك مبارك أنه لابد أن يحسم الأمر بسرعه فكلف السفير سليمان عواد المتحدث بأسم الرئاسه بأعداد بيان ينقل فيه أختصاصاته لنائبه عمر سليمان



عقد مبارك أجتماعاً حضره جمال مبارك وأنس الفقى وزكريا عزمى والسفير سليمان عواد لمناقشة فحوى البيان ومضمونه وبعد صياغته الأوليه تحول من بيان حسب القواعد البرتوكوليه إلى خطاب طويل وممل



راح مبارك يؤكد على ألتزامه بعدم الترشح وعزمه على الرحيل وألتزامه بكل تعهداته السابقه فى هذا الشأن وأعترف أن نظام حكمه أرتكب بعض الأخطاء وأنه عازم على تصحيحها وأكد على أستمراريته فى تحمل المسئوليه حتى يتم تسليم السلطه فى سبتمبر القادم بعد إنتهاء ولايته وأنه قرر التحقيق فى سقوط الشهداء والجرحى  وأحالتها للنائب العام وباقى الخطاب فضل يتكلم عن تاريخه العسكرى منذ شبابه ودوره فى الدفاع عن مصر وأنه صاحب الضربه الجويه اللى صدعنا بيها 30 سنه وبعد دباجه طويله وممله قال (( إننى أذ أعى تماما خطورة المفترق الصعب وأقتناعى من جانبى أن مصر تجتاز لحظه فارقه فى تاريخها تفرض علينا جميعا تغليب مصلحة الوطن العليا وأن نضع مصر أولا فقد رأيت تفويض نائب رئيس الجمهوريه  فى أختصاصات رئيس الجمهوريه على النحو الذى يحدده الدستور ))



بعد أنتهاء خطاب مبارك كان الوقت قد فات وتأخر مبارك كثيرا كعادته ورفضت الجماهير فى الميدان قرار مبارك بتفويض عمر سليمان وأصرت على رحيله



فى مساء الخميس عقد طنطاوى وسليمان أجتماعاً لتدارك الموقف وقرروا سفر مبارك لشرم الشيخ ليعطى الفرصه لنائبه للتصرف بأريحيه ودون تدخل من مبارك أو أبنه وعلشان مايظهرشى الموضوع لرجل الشارع العادى أنه مسرحيه متفق عليها من مسرحيات مبارك اللى الشعب أتعود عليها



فعلا أتصل سليمان على مبارك وقاله أن الزحف سيبدأ نحو القصر وعليه أن يسافر إلى شرم الشيخ لكن مبارك أعترض فى الأول لكن سليمان أستطاع أقناعه فقال لسليمان أدينى فرصه أدرس الأمر لبعد صلاة الجمعه



نتوقف عند هذا الحد على وعد بلقاء لنعرف تفاصيل الساعات الأخيره فى حياة مبارك رئيسا للجمهوريه وتفاصيل الساعات الأخيره  من حكمه وردود أفعال أسرته وخاصةً زوجته وأبنه جمال سيرويها لكم

جنرال بهاء الشامى



هناك 11 تعليقًا:

  1. ممتاز يا جنرال و كأني أرى الاحداث امام عيني

    ردحذف
  2. مبارك دمره زوجته وابنه

    ردحذف
  3. تحياتى لحضرتك فريقكم .تسلم الايادى

    ردحذف
  4. حسبي الله ونعم الوكيل في مبارك وأمثاله وشلته الفااااسدة وحفظ الله مصر وشعبها وجيشها ورئيسها وأصلح له البطانة

    ردحذف
  5. ممتاز وشكرآ على المجهود وأسلوب العرض الممتع
    💐 💐 💐 💐 💐 💐 💐 💐 💐 💐 💐

    ردحذف
  6. رائع كالعاده جزاكم الله خيرا
    حفظ الله مصر ورئيسها وشعبها

    ردحذف
  7. ياريت حضرتك تتيح ل واحدة زى حالاتى غلبانة ملهاش كتير فى السوشيال ميديا ولا عندها خبرة... ازاى تعرف تعرف تدخل على صفحة المدونة وتقرأ فيها براحتها دون انتظار ان حضرتك تنزل بوست ع الفيس..

    ردحذف
  8. شرح رجعنا بالذاكره لتلك الفتره الصعبه

    ردحذف