الخميس، 1 يونيو 2017

معجزة جيش وشعب رقم 10


السيدات والساده المسافرين على متن طائرة (( فريق مصر أم الكون ))  التاريخيه فى الرحله رقم 10 برجاء ربط الأحزمه وعدم التدخين بعد أن تزودت طائرتنا بالوقود لتستأنف معكم متوقفنا عنده عند الساعه 3 فجرا يوم 6 أكتوبر عام 1973


فى هذا التوقيت والناس نيام تلقى الجنرال زابيرا مدير المخابرات العسكريه تقريراً من مصادرهم السريه تؤكد أن الحرب على الجبهتين المصريه والسوريه فى ظرف ساعات من الآن وغالبا ستكون مع آخر ضوء للشمس (( عاوز أتكلم عن المصادر السريه اللى أتكلم عنها كتاب تحقيقات فى حرب أكتوبر وبيقول الكتاب فيما يتعلق بالمصادر السريه فقد توصلت التحقيقات أن الشخص الذى أرسل التحذيرات خائن عربى يقيم فى مدينة لوزان وتبعت هذه الرساله 5 رسائل أخرى أحداها من عاصمه عربيه والأخرى من أثيينا )) وعلى الفور أتصل الجنرال شاليف مدير التقديرات العسكريه ومساعد زابيرا مدير المخابرات الحربيه على الفور بموشى ديان وزير الدفاع ورئيس الأركان دافيد أليعازرا ورئيسة الوزراء جولدا مائير وأخبرهم جميعا بالرساله السريه التى وصلته من مصدره الموثوق فيه



على الفور أتصلت جولدا مائير بسكرتيرها العسكرى وطلبت منه أن يدعو موشى ديان وزير الدفاع والجنرال أليعازرا والوزراء آللون وجاليلى علشان يقابلوها الساعه 7 صباحا فى مكتبها بتوقيت تل أبيب وبعد ماحطت سماعة التليفون رن عليها موشى ديان وطلب منها تأجيل الأجتماع للساعه 8 صباحا علشان يكون أجتمع بهيئة أركان الحرب لتقدير الموقف علشان لما يحضر أجتماعها يكون مستعد بكل الخيارات ومن باب الأستعداد لكل الخيارات فأن رئيس هيئة الأركان أليعازرا أتصل تلفونيا الساعه 4.40 دقيقه فجرا بتوقيت تل أبيب بقائد القوات الجويه الأسرائيليه الجنرال بيليد يسأله عن أقرب توقيت ممكن لتوجيه ضربه جويه وقائيه ضد سوريا أولاً على أساس قرب الجبهه السوريه من الكتله السكنيه الأسرائيليه ورد الجنرال بيليد بأنه سيكون جاهزا لهذه الضربه مابين الساعه 12 إلى 1 ظهرا فطلب منه أليعازرا أن يكون جاهزا تماما لتلقيه أوامر بهذه الضربه



الساعه 5.15 دقيقه أجتمعت هيئة أركان الحرب وحضر الأجتماع كل من الجنرال أليعازرا والجنرال زابيرا والجنرال بيليد والجنرال تال وعدد من ظباط المخابرات الحربيه ولم يحضر قواد المناطق الشماليه والجنوبيه وقال زابيرا أن هناك مؤشرات لقيام حرب وشيكه لكنه لازال يستبعد ذلك رغم ثقته فى مصدره السرى وقال أن هذا المصدر اصدر إشارات قبل كده بأحتمالية الحرب وكلها لم تتحقق وقد يكون أنذاره هذه المره من نفس العينه لكن أليعازرا رفض هذا الكلام وأقترح إعلان التعبئه العامه ودعوة الأحتياطى وإصدار الأوامرلكل وحدات الدفاع المدنى لتكون على أهبة الأستعداد



فى نفس الوقت كان موشى ديان مجتمع مع الجنرال شلومو جازييت المسئول عن عن الأراضى المحتله فى الضفه الغربيه وغزه وطلب منه إحكام السيطره على المناطق وتحقيق الهدووء فيها فى حالة نشوب حرب للسيطره على سكانها ثم لحق بأجتماع هيئة الأركان وعندما حضر ديان سخن قوى أليعازرا وطلب توجيه ضربه جويه وقائيه لسوريا ثم تعقبها ضربه على مصر  وأعلان التعبئه العامه وأستدعاء 200 ألف من قوات الأحتياطى وعدم الأنتظار لكن موشى ديان رفض وأحتدم النقاش لكن الساعه أقتربت من الثامنه فأنفض الأجتماع  علشان فيه أجتماع تانى اللى قلتلك عليه مع جولدا مائير  وفعلا ذهبوا كلهم عند جولدا مائير وبعد قراءة التقارير المخابراتيه حدث نفس الخلاف بين ديان وأليعازرا وهنا قالت جولدا مائير حسب ماهو مذكور فى كتابها ((   ياألاهى هل مطلوب منى فى هذا التوقيت أن أقرر من منكم على صواب ومن على خطأ )) لكن بعد مناقشات توصلت لحل وسط ووافقها بعض الوزراء على إعلان حالة التعبئه العامه ودعوة قوات الأحتياطى حسب رؤية أليعازرا لكن أستدعاء الأحتيطى يكون عن الضروره مع رفض الضربه الجويه حسب رؤية موشى ديان (( جولدا مائير بتقول  فى كتابها عن هذه الواقعه لقد أخطأت حين أستمعت إلى الرجلين وكان واجبا أن أستمع فقط لنداء قلبى الذى يطالبنى بالوصول لآخر المدى  فى طلب الأستعداد ضد المفاجأت ))



قبل الوصول لقرار نهائى قالت جولدا  مائير رغم أقتناعى بوجهة نظر أليعازرا إلا أننى لا أميل لها بأن نكون نحن أول من يبدأ الحرب فأن قمنا بالضربه الوقائيه فلن يتعاطف معنا الأصدقاء ولن يقدم لنا أحد يد المساعده التى سنحتاجها وأننى أريد أن نقوم بالضربه الوقائيه لأننى أعلم أننا بدونها قد نتحمل خسائر لالزوم لها ولكنى بقلب مثقل فسوف أقول لا (( الكلام ده موجود فى كتابها قصة حياتى صفحة 359



أما موشى ديان فقال موجها كلامه للجنرالات أن أردتم أن قبول توصيات أليعازرا فأنا لن ألقى بنفسى من هذا الشباك ولن أستقيل إحتجاجاً لكنكم ستظهرون أمام العالم كأناس سطحيون



طبعا كل ده والسادات قاعد فى قصر الطاهره بيعد الدقائق والثوانى فى القاهره لكن بعد أنتهاء أجتماعات جولدا مائير فى إسرائيل عادت جولدا مائير الأتصال للمره الثالثه بأمريكا لطلب تدخل هنرى كسينجر



فى الوقت ده كان السفير الأمريكى لدى أسرائيل كينيث كيتنج حضر إلى مكتبها بعد طلب أستدعائه ومعاه مستشار السفاره الأمريكيه فاليتوس وقعدت معاهم وكان معاها نائبها بيجال أللون والجنرال زابيرا والسفير أهارون كيدرون والسفير سيمحا دينتز سفير اسرائيل فى امريكا اللى كان بيحضر جنازة أبوه وقالت جولدا مائير للسفير الأمريكى (( أن أسرائيل تواجه موقفا عصيباً فهناك هجوما مصريا سوريا موجه لنا خلال ساعات والموعد المحدد له مساء اليوم  وكان بيننا من يفضلون ضربه جويه أستباقيه لنعاقب من فكروا فى هذا الهجوم على شعب يريد السلام لكننا فضلنا ضبط أعصابنا لأننا لانريد أن نكون البادئين بالهجوم وقد أتخذنا هذا القرار ونحن نفكر فى أصدقائنا فى الولايات المتحده الأمريكيه وتصميمنا على أن نكون واضحين امامهم بدون أى شك وأريد أن يصل هذا الكلام فورا للرئيس نيكسون فى واشنطن



الكلام ده كنا دخلنا فى الساعه 10.30 دقيقه بتوقيت تل أبيب وفيه فرق توقيت بين اسرائيل وأمريكا عاوزك تحطه فى دماغك علشان محدش يحاول يمسك علينا غلطه من بتوع الفيسبوك والمهم سكرتير هنرى كسينجر دخل عليه غرفة نومه ووقف جنب السرير وصحى كسينجر وقاله أن كن أختصار لكينيث كيتنج قد بعث برساله عاجله طلبت منه جولدا مائير إبلاغها لك فورا والرساله تقول (( هناك هجوما مصريا سوريا موجه لنا خلال ساعات والموعد المحدد له مساء اليوم  وكان بيننا من يفضلون ضربه جويه أستباقيه لنعاقب من فكروا فى هذا الهجوم على شعب يريد السلام لكننا فضلنا ضبط أعصابنا لأننا لانريد أن نكون البادئين بالهجوم  )) وهى تطلب منكم الأتصال الفورى بمصر وسوريا والأتحاد السوفيتى ويخطرهم أن أسرائيل لن تبدأ بالهجوم لكن أذا هوجمت سيكون عقابها قاسيا ضد المهاجمين

فهناك هجوما مصريا سوريا موجه لنا خلال ساعات والموعد المحدد له مساء اليوم  وكان بيننا من يفضلون ضربه جويه أستباقيه لنعاقب من فكروا فى هذا الهجوم على شعب يريد السلام لكننا فضلنا ضبط أعصابنا لأننا لانريد أن نكون البادئين بالهجوم قام هنرى كسينجر كده من النوم وأتعدل فى سريره وأخذ الرساله وقرأها بنفسه وأندهش من اللى فيها (( أسرائيل فى وضع حرج )) (( ماكنا نظنه مناورات أصبح هجوما وشيكا )) (( الآن يتوقعون هجوما بعد ساعات )) (( أن أسرائيل لن تهاجم )) (( ستعاقب القائمين بالهجوم )) وفهم من الرساله أن أسرائيل من باب أبراء الذمه بتعطى الأمريكان خبر مش أكتر باللى حتعمله



أتصل هنرى كسينجر بمدير المخابرات الأمريكيه اللى برضوا صحى من النوم وطلب منه كسينجر تفاصيل عن الشرق الأوسط فقاله على اللى حصل أمبارح كله وأن جولدا مائير أتصلت بيهم مرتين وأن فيه فعلا تحركات فى الشرق الأوسط لاترتقى لتحركات حرب شامله وان فيه عميل سرى أتصل بالمخابرات الأسرئيليه وحذرهم من حرب وشيكه وهذا العميل له أكتر من تحذير سابق وكلها لم تتحقق وأن كل التقارير اللى وصلتهم أمبارح بتقول فيه خطر فى الشرق الأوسط لكنه لم يصل بعد لنشوب حرب شامله



الساعه 6.40 دقيقه بتوقيت نييورك الساعه 1.40 دقيقه بتوقيت القاهره .... عفوا طائرتنا التاريخيه تريد الهبوط للتزود بالوقود فبرجاء ربط الحزمه وعدم التدخين وانتظرونا ولا تغادروا المطار سنعاود الأقلاع مره أخرى مع

جنرال بهاء الشامى 

هناك 3 تعليقات: