تعلن هيئة ميناء القاهره الجوى عن قيام رحلتها رقم 9 المتجهه
للحقبه التاريخيه أيام حرب أكتوبر عام 1973 وعلى الساده المسافرين برجاء التوجه
فورا لصالة السفر التاريخيه رقم 1 ويصحبكم فى هذه الرحله (( فريق مصر أم الكون )) بعد
أن تزودت الطائره بالوقود رافقتكم السلامه فى رحلاتنا
قبل الخوض فى غمار سياق الحلقه يحز فى نفسى ويؤلمنى الهجوم
ومحاولة التشويه التى نتعرض لها من طائفه المفروض أنها تقف معنا فى نفس الخندق
والمفروض أنها تدافع مثلنا عن الوطن ومكتسباته ... وقبل بداية حملتنا
فى شهر أكتوبر 2016 كنا نتوقع هجوما ضاريا ممن ستطالهم مقالاتنا بالسلب أو ممن
ستهاجمهم حقائقنا لكننا وجدنا أن الهجوم ممن يقفون معنا فى نفس الخندق لا لشئ سوى
اللايك والشير والأهتمام الذى لاقته السلاسل المقاليه وأصبح اللايك والشير عدونا الذى
نمقته وهدفهم الذى يعبدوه فنحن هدفنا كشف الحقائق وإزالة التراب
عن أحداث معلومه وهم هدفهم الشهره الفيسبوكيه واللايك والشير البغيض وهنا لنا سؤال
يطرح نفسه هل مليون لايك وشير أهم من مصر ... فعلا أكتشفنا أن اللايك والشير أهم
من مصر عندما نجد أن مرشح رئاسى يتفاخر بعدد متابعيه ووزير يحتفل بمليون لايك على
صفحته وأصبح المصرى الآن يقاس بعدد متابعيه وعدد اللايك والشير بصرف النظر عما
يقدمه وعن محتوى مايقدمه حتى أصبحت ظاهره وسلوك عجيب بين المصريين وتحولت صفحاتنا
لوكالات أنباء وعن نفسى وبالنيابه عن فريقى أعلنها بكل وضوح فلتذهب
صفحاتنا للجحيم ولتبقى مصرنا الغاليه أهم من الفيسبوك كله بالرغم من أنه وسيلتنا
فى نشر رسالتنا لكن نقول لعبدة اللايك والشير ماذا ستفعلون معنا ولنا نشاط على
بلوجر وجوجل بلس وتويتر واليوتيوب الأكثر قوه وأنتشاراً فكيف ستوقفون
نشاطنا ومره أخرى نستحلفكم بالله أتقوا الله فى مصر أتقوا الله فى وطن فيه شئ مش
طبيعى فلو نظرت لكل البلدان التى دخلها الربيع العربى ستجدها تحولت لخرابات عدا
مصر ... ألم يلفت نظركم شئ كهذا أن مصر لها وضع خاص عند ربنا أى نعم أنا لاأستطيع
تحديده كما قلت لمعظم الفانز فى التليفون لكن المؤكد والأكيد أن مصر حاله خاصه عند
المولى عز وجل ولنعود للخوض فى سياق الأحداث رغم الألم الشديد الذى نشعر به
توقفنا فى الحلقه السابقه عند أجتماع كسينجر والزيات فى
نيويورك وقال كسينجر للزيات أنه قابل أيبان وزير خارجية أسرائيل وأنه طلب منه
العوده عند سفره لبلاده فى نوفمبر القادم وسوف يعود لكنه يأمل أن يعود السفير
المصرى أيضا فى نوفمبر 1973 حتى يتسنى البدء فى أتصالات وكده أحنا وصلنا ليوم 4
أكتوبر ولازلنا فى نيويورك لكن تعالى نروح الجولان السوريه ونشوف إيه اللى حصل هناك
فى 13سبتمبر دارت معركه جويه بين الطيران السورى والطيران
الأسرائيلى فقدت فيها سوريا 13 طياره من طراز ميج فى مقابل طائره ميراج واحده
لأسرائيل وكانت أسرائيل هى الباديه فى هذه المعركه لذلك كان من المتوقع أن ترد
سوريا وأنتظر الجميع ردا سوريا فى أسرائيل لكن شيئاً لم يحدث وبدأت الشكوك تحوم
على عدم الرد على الجبهه الشماليه فكان طبيعى يتم تكثيف التحريات على الجبهه
السوريه لأن رد فعل سوريا لم يكن طبيعياً وفعلا تم رصد تحركات على الجبهه الشماليه
يوم 26 سبتمبر وأن هناك زياده فى عدد الدبابات السوريه من 70 لـ 177 دبابه فقررت
هيئة الأركان مراجعة وتجهيز الخطه (( برج الحمام )) والخطه دى تقضى بتثبيت الجبهه
الجنوبيه مع مصر لو لوحظ نشاط على الجبهه الشماليه وهى زيادة أعداد الدبابات فى خط
بارليف لـ 276 دبابه
فى 24 سبتمبر وجه موشى ديان تحذيرا لسوريا بعدم التهور فى أى
عمل عدائى ضد أسرائيل وفعلا تم تحريك اللواء السابع مدرعات من صحراء النقب لهضبة
الجولان ورغم ذلك كانت التقارير المخابراتيه الأسرائيليه أقصى توقع لرد الفعل
السورى هو هجوم صاروخى يقوم بها بعض الفدائيين على مستعمرات الجولان (( فى الفتره
دى كان فيه حاجه أسمها الفدائيين اللى بيقوموا بعمليات فدائيه ضد
أسرائيل وكان أغلبهم بيموت وكانوا من المصريين والسوريين والفلسطينيين لكن بعد كده
وبعد عام 1979 تحديدا تحول هؤلاء الفدائيين لضرب المصريين خصوصا والمسلمين عموما
ومع مرور الزمن تغيرت المسميات حتى وصلنا لما يطلق عليه داعش ))
يوم 3 أكتوبر فى أجتماع مجلس الأمن المصغر الأسرائيلى قال ديان
والكلام فى كتابه وعلى لسانه (( لاأعتقد أن السادات غبيا بما يدفعه لعمل عسكرى على
جبهتنا الجنوبيه وحتى لو كان غبيا فهو يعلم أن ضرباتنا المضاده سوف تسحقه ولو حدث
ذلك سيكون بعيدا عن الكتله السكنيه لنا )) ثم قال (( أننى لا أرى خطراً
على الجبهه الجنوبيه وأذا أقدم المصريون على حماقه فسوف يتكبدون خسائر فادحه فى
المرحله الأولى أما المرحله الثانيه فسيجدون الجيش الأسرائيلى معهم على الضفه
الغربيه ونضربهم من كل أتجاه وبعدها بساعات سنكون على مشارف القاهره وهم يعلمون أن
قناة السويس هى التى تحميهم مننا ))
وكمل ديان كلامه وقال بالنسبه للجبهه الشماليه الوضع مختلف
فنحن لانستطيع أن نلتزم بوضع دفاعى بسبب وجود كتل سكانيه على هضبة الجولان وقال
ديان فى نهاية بيانه بالنسبه للجبهه الجنوبيه فلا توجد مخاطر وبالنسبه للجبهه
الشماليه فالمخاطر محدوده وعلى هذا الأساس تم تأجيل مناقشة التحركات السوريه
للجلسه العاديه لمجلس الوزراء يوم 7 أكتوبر
نترك واشنطن ونييورك وتل أبيب ونعود بكم للقاهره يوم 6 أكتوبر
الساعه 9.45 بتوقيت القاهره والسادات فى قصر الطاهره بيعد الدقائق والثوانى خوفا
من ضربة طيران أسرائيليه أجهاضيه والسؤال المهم هل ستضربنا إسرائيل قبل ساعة الصفر تبعثر
الجهود وتربك الصفوف فى نفس الوقت جولدا مائير فى تل أبيب تجيب على سؤال السادات
ليست هناك ضربات أستباقيه أو أجهاضيه وطبعا حضرتك فاكر أن جولدا مائير كانت وقتها
كانت فى رومانيا فى ليلة قطار اللاجئين اليهود اللى قلتلك عليها وفور
وصولها محبطه من النمسا تم أخطارها أن هناك علامات حذر على جبهات القتال
يوم 5 أكتوبر 1973 فى نفس التوقيت فى الساعه 9.45 بتوقيت
القاهره أجتمعت جولدا مائير مع مدير المخابرات الحربيه ورئيس الأركان
فى مكتبها ولحق بهم وزير الدفاع موشى ديان ومعاه تقرير من قيادة الجبهه الجنوبيه
(( أن الجيش المصرى على طول قناة السويس قد أتخذ أوضاع الطوارئ تجعله فى حالة
التعبئه والمواقع فى حاله لم ترصد من قبل بواسطة جيش الدفاع الأسرائيلى وبعد هذه
المقدمه دخل التقرير فى التفصيلات عن تعزيزات أضافيه وصلت إلى الخطوط المصريه
المتقدمه تضم وحدات مدفعيه وعدة مئات من الدبابات ومايعتقد أنه تجهيزات عبور لقناة
السويس ... بعد أن أطلع ديان الجميع على محتوى التقرير طلب رئيس هيئة الأركان
الجنرال أليعازر أستدعاء قوات الأحتياط لكن موشى ديان تحفظ على الطلب وقال حنظهر
قدا العالم أننا المعتدين
أحتدم النقاش فلم تستطيع جولدا مائير أتخاذ قرار بمفردها فقررت
عقد أجتماع آخر بعد فترة أستراحه على أن يستدعى كل الوزراء المتواجدين فى تل أبيب
وقتها للأجتماع فى موعد أقاصه الساعه 12 ظهرا يوم الجمعه للخروج بقرار
ملزم لوزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان وشايف حد من بتوع الفيسبوك بيقولى أزاى
يجتمعوا ساعة صلاة الجمعه هما مش حيرحوا يصلوا الجمعه
الساعه لسه أقل من 11 صباحا وقدامنا للأجتماع حوالى ساعه
أستغلتها جولدا مائير فى الأتصال بالثعلب الأمريكى اليهودى هنرى كسينجر عن طريق
قنوات المخابرات الأمريكيه وقلتلك فى المقال السابق أنه كان فى التوقيت ده فى
نييورك مش فى واشنطن فى أجتماعات الأمم المتحده وطلبت فيها جولدا مائير من كسينجر
أن يطالب مصر وسوريا بضبط النفس عن طريق الأتحاد السوفيتى لكن طبعا لأن كسينجر كان
فى نييورك فرئيس المخابرات الأمريكيه شاف أنه مافيش داعى للأستعجال فى
أخبار كسينجر وخصوصا أن تقاريرهم بتنفى حدوث حرب محتمله فى الشرق
الأوسط وكده أو كده قدامه يومين وحيرجع لوحده
الساعه دخلت على 12 ظهرا يوم الجمعه 5 أكتوبر 1973 وحضر
الأجتماع كل الوزراء الموجودين فى تل أبيب وكانوا تقريبا 7 وزراء وأنضم لهم
الجنرال اليعازرا والجنرال زايير والجنرال جازيت وظهرت الدهشه على بعض الوزراء من
الدعوه لهذا الأجتماع بهذه السرعه وعلى رأسهم وزير الزراعه بارليف اللى قال لم أكن
أتصور أن الموقف على الجبهه المصريه بهذه الخطوره
بدأ الأجتماع وقرأ الجنرال زاييرا مدير المخابرات
الحربيه قراءة التقرير عن الجبهه المصريه والسوريه وركز على حجم الحشود
ودرجة الأستعداد لكنه قال لا أعتقد أن المصريين فقدوا عقلهم ويفكرون بالعبور لكن
من الجائز أن يكسؤوا وقف أطلاق النار بمواجات مدفعيه مركزه وأن يحالوا القيام ببعض
الغارات أما الجنرل أليعازرا فقال لابد أن نتوقع أسوء الأحتمالات وواجب علينا
أستدعاء قوات الأحتياط أما موشى ديان فقال رغم خطورة الموقف وخطورة التقارير لكنى
لاأرى دعوة قوات الأحتياط وأستمر الأجتماع لمدة ساعتين ثم أتفقوا على
رفع درجة الأستعداد القصوى ودعوة الأحتياطى أذا ألحت الظروف وكان هناك
داعيا وتفويض وزير الدفاع فى ذلك
أنتهى الأجتماع وكررت جولدا مائير أتصالها لكن هذه المره عن
طريق سفارة بلدها فى أمريكا وتحمل الرساله نفس مضمون الرساله السابقه لكنها زودت
جملتين أن أسرائيل ليست لديها نوايا عدوانيه لكنها إذا هوجمت فسترد بشده وهذه
المره وصلت الرساله فعلا لكنها وصلت لـ برنت سكوكروفت مستشار الأمن القومى
بالأنابه الساعه 6.30 بعد الظهر بتوقيت واشنطن الساعه 12.30 بتوقيت تل أبيب ولم
تصل لهنرى كسينجر نفسه إلا فى الساعه 8 مساءاً بتوقيت نييورك الساعه 3
صباحا بتوقيت تل أبيب وكان الموقف طبعا بيتغير على جبهات القتال بسرعه رهيبه وبدأ
قادة المنطقه الشماليه والجنوبيه يصيبهم القلق والتوتر
فى الجبهه الشماليه قال الجنرال هوفى أن مايراه أمامه على
الجبهه السوريه يدعوا إلى أتخاذ أجراؤات صد هجوم سورى محدود محتمل أما على الجبهه
الجنوبيه فقد طلب الجنرال إبراهم ماندلر تعزيزا أضافيا من قوات المدرعات لتطبيق
أجراءات خطة (( برج الحمام )) اللى قلتلك عليها فى مقال سابق لكن الجنرال جونين
رفض طلبه وقال أن المصريون قد يستنتجون منها خطأ أن أسرائيل تستعد لهجوم
الساعه تقترب من الثالثه فجرا يوم السبت 6 أكتوبر 1973 فى
أسرائيل لكن طائرتنا التى نصحبكم من خلالها أقترب وقودها من النفاذ
وعلينا الهبوط للتزود بالوقود وأستكمال الرحله مره أخرى التى سيكون معكم فيها
جنرال بهاء الشامى
حرب 73 أسطورة الخداع الاستراتيجى عبور تاريخى وحصولنا بالحرب على المساحه المتاحه واخذنى الباقى بالتفاوض السلمى
ردحذفرائع كالعادة
ردحذف