السبت، 3 يونيو 2017

معجزة جيش وشعب رقم 13



بسم الله الله أكبر بسم الله بسم الله

بسم الله أذن و كبر بسم الله بسم الله


نصرة لبلدنا بسم الله بسم الله

بإيدين ولادنا بسم الله بسم الله

و أدان ع المدنة بسم الله بسم الله

بتحيي جهادنا بسم الله بسم الله


الله أكبر أذن و كبر ... و قول يا رب النصرة تكبر


بكفاحنا يا مصر بسم الله بسم الله

تأريخ النصر بسم الله بسم الله

و جنود الشعب بسم الله بسم الله

بتخطي الصعب بسم الله بسم الله


الله أكبر أذن و كبر ... و قول يا رب النصرة تكبر


سينا يا سينا بسم الله بسم الله

أدينا عدينا بسم الله بسم الله

ما قدروا علينا بسم الله بسم الله

جنود أعادينا بسم الله بسم الله


الله أكبر أذن و كبر ... و قول يا رب النصرة تكبر


بسم الله الله أكبر بسم الله بسم الله

بسم الله أذن و كبر بسم الله بسم الله



عاش اللى قال الكلمه ......... بحكمه وفى الوقت المناسب
عاش اللى قال لازم ............ نرجع أرضنا من كل غاصب
عاش العرب اللى فى ليله ......... أصبحوا ملايين تحارب

عاش اللى قال ............ للرجال عدوا القنال
عاش اللى حول ...........  صبرنا حرب ونضال
عاش اللى قال ............ يا مصرنا مافيش محال

عاش ليكي إبنك ............ عاش اللى حبك
رد إعتبارك خلى ............ نهارك...أحلى نهار



الساده المسافرين على متن  طائرة (( فريق مصر أم الكون )) يرجى العلم أن طائرتنا جاهزه للإقلاع بعد قليل وموعدكم مع الرحله رقم 13 فبرجاء ربط الأحزمه وعدم التدخين وأغلاق الموبيلات ولتصحبكم السلامه ونعلمكم أن طائرتنا تحلق بكم فى سماء الوطن مصر أم الكون



الساعه 1 ظهرا بتوقيت القاهره وصل السادات لمركز القياده السرى رقم 10 مقر القياده العامه للعمليات وكان فى أستقباله الفريق أحمد أسماعيل وزير الحربيه وتوجها معا لمكتب القائد العام وسأل عن موقف القطع البحريه والغواصات التى تحركت يوم 4 أكتوبر وقلتلك كانت رايحه فين وأيه مهمتها وسأل أيضا على مجموعات الصاعقه اللى عبرت القناه يوم 5 أكتوبر خلف خطوط العدو لأغلاق أنابيب ومواسير اللهب السائل لتحويل مياه القناه لجهنم الحمراء ودى كانت أهم شئ فى خطة أسرائيل الدفاعيه عند محاولة أى عبور لقواتنا



كانت الأجابات التى سمعها لاتقدم ولا تأخر ولا تفيد بأى شئ خصوصا أن هذه القطع والقوات فرض عليها مايسمى فى العلوم العسكريه الصمت اللاسلكى اللى شرحناها فى حلقه سابقه وبمجرد تحركها فقدت الأتصال مع مركز القياده وأنقطعت أخبارها ومش حيتعرف نجحت فى مهمتها أو فشلت إلا بعد بدأ الحرب فعليا ودى فى حد ذاتها مشكله لمركز القياده لكن المؤكد أن هذه القطع تحركت فعلا وهذا القوات عبرت فعلا لكن إيه اللى حصل منها أو حصل لها ده شئ يعلمه الله وحده



الساعه 1.30 دقيقه بتوقيت أم الكون دخل السادات القاعه الرئيسيه أو قاعة العمليات وكانت هذه القاعه عباره عن لوحات زجاجيه موضوع عليها خرائط شفافه دقيقه لمواقع العمليات وخلفها أضاءه وكان موجود فى هذه القاعه مايقرب من 100 ظابط وقائد وكانت القاعه مقسمه لعدة أقسام حسب الأسلحه الرئيسيه بالجيش المصرى مثلا خرائط القوات الجويه ومواقع المطارات وخطوط سير الطائرات الحربيه ويقف عليها حسنى مبارك ويعاونه مجموعه من الظباط ومجموعه من ظباط اللاسلكى المحترفين وقسم للدفاع الجوى ويقف عليه قائد الدفاع الجوى وقسم آخر للمشاه ويقف عليه قائد آخر وهكذا دواليك وكان فى منتصف القاعه ترابيزه كبيره أو مايطلق عليه مائدة القياده وكان عليها خريطه تفصيليه ودقيقه لسيناء والمعلوم أن القاعه مكيفة الهواء والمكيفات تعمل بكفائه والهواء البارد يخرج منها لكن الجميع يتصبب عرقاً أى نعم القاعه ترمى فيها الأبره ترن لكن تسمع فيها بوضووح أصوات قلوب المتواجدين وهى تدق بصوت عالى وضربات متتاليه كما لو أنها ركب لها مكبرات صوت عاليه كان السادت مرتديا بدلته العسكريه لكن بدون رتب وكذلك باقى القاده والظباط والناس اللى خدمت فى الصاعقه حتفهم الكلام اللى بقوله لما بتروح تاخد فرقة صاعقه بيكون فيها جنود وصف ظباط وظباط وكله بيخلع رتبه العسكريه وكله بياخد رتبه خاصه بالفرقه أسمها (( فدائى ))  كنوع من أنواع التحفيز الحماسى والمعنوى ولم ينطق السادات بكلمه أو حرف ولم يطمئن على سير العمل فى القاعه فكل الشواهد تدل على أن هناك أنضباط كامل وتناسق مثل عقارب الساعه أما موضوع الصوره المنتشره لتجمع السادات والقاده على المائده الرئيسيه أمام الخرائط  فهذه الصوره أخذت فيما بعد أنتهاء الحرب كصوره تذكاريه فقط ولم يرد فى أى مصدر من مصادرنا  أنه تم تصويرها فى وقتها المزعوم أو وجود أى مصور عسكرى بالقاعه السريه فى هذه اللحظات    



الساعه  1.45 بتوقيت أم الكون حسنى مبارك قائد القوات الجويه واقف فى المكان المخصص لخرائط القوات الجويه وتحديدا أمام خريطة تحديد تمركز قاذفات الضربه الأولى وحوله مجموعه من ظباط اللاسلكى جالسين على أجهزتهم منتظرين تلقى أشاره منه ... العيون كلها متجهه نحو حسنى مبارك ومن لحظه للأخرى تنظر للساعات المعلقه على الحوائط وتسمع دقاتها بوضوح من الصمت الذى يخيم على القاعه ... نظر السادات للساعه ونظر لأحمد أسماعيل ونظر بسرعه لكل المتواجدين بالقاعه ثم وجه نظره ناحية حسنى مبارك وقال له

(( توكل على الله ))

قالها السادات وتلقاها حسنى مبارك وأعطى أشارة بدأ أولى الطلعات الجويه لظباط الأتصال  وأذا يامؤمن بالغرفه تتحول لخلية نحل وصدرت الأشارات لصقور مصر الجويه الرابضه فى طائراتها وفى لحظات قليله كان فى سماء الضفه الغربيه للقناه 200 طائره هى قوام الضربه الأولى تطير على أرتفعات منخفضه جدا للهروب من مدفعية العدو ومضادات الطائرات ولكى تبث فى نفوس العدو الخوف والرعب والهلع بتحقيق المفاجأه وتوجهت نسورنا وصقورنا الجويه لأرض سيناء لضرب أهدافها المحدده سابقا فى محاوله لشل قدرات العدو الصهيونى الغاشم صاحب أسطورة الجيش الذى لايقهر 



الساعه 2.00 ظهرا بتوقيت أم الكون بدأت أولى الأشارات تصل للقاعه لتبشر بنجاح الضربه الجويه الأولى وأن طائرتنا ونسورنا الجويه بلغت أهدافها ونجحت فى ضرب مراكز قيادة العدو ومواقع الرادار ومناطق حشد وعقد وطرق مواصلات وبعض القواعد الجويه وبدأ التوتر يرحل من المكان وبدأت القلوب تطمئن لكن العرق زاد وهم يتوجهون بأنظارهم لخرائط قوات المدفعيه  وأشارات اللاسكى توحى بعودة نسورنا من ضربتها الأولى



الساعه 2.10 ظهرا بتوقيت أم الكون أتجهت الأنظار نحو المكان المخصص لخرائط قوات المدفعيه وفى نفس اللحظه التاريخيه كان فوهات 2000 مدفع موجهه ناحية الضفه الشرقيه للقناه ونظر السادات لناحية قائد المدفعيه ثم قال له

(( توكلوا على الله ))

فى ثوانى كانت السماء فوق القناه قد تحولت لما يشبه الستاره الناريه أو مايطلق عليه عسكرياً الساتر النيرانى وبدأت المدفعيه الطويله فى الضرب خلف خطوط العدو المتقدمه لقطع عمقه عن مقدمته وتدمير مايمكن من منشأته المتقدمه وتشتيت ماهو متجمع من حشوده ولأستمرارية بث الخوف والرعب فى جنود العدو وسماء سيناء قد تحولت من فوقهم لجهنم الحمراء ثم تلا ذلك قصف 600 مدفع ركزت نيرانها بضرب منشآت وتحصينات خط بارليف المنيع (( ضحكه رقيعه ))  



الساعه 2.25 ظهرا بتوقيت أم الكون بدأت القوارب المطاطيه تنزل قناة السويس المصريه تحت وابل من نيران العدو الصهيونى الذى بدأ يفيق من المفاجأه وتحولت القناه لساتر من النيران ومع ذلك فى دقائق كان فى مياه القناه 600 قارب مطاطى كل واحد فيهم فيه 8 أسوود  من وحوش قواتنا البريه وقوات الصاعقه المصريه وراحت تخترق صفحة المياه فى أتجاه الضفه الشرقيه للقناه وسط عاصفه من النيران وكأن سيناء تناديهم بالأحضان لتستنجد بهم أنقاذها من عدو قذر ومغتصب وفى هذه اللحظه هلل كل الحاضرين فى قاعة القياده لتأكدهم الآن فقط أن فرق الصاعقه التى عبرت أمس نجحت فى عملها وتم أغلاق أنابيب النابلم ومواسير اللهب والنيران بنسبة نجاح 100 % فلم تعمل أى منها على الأطلاق ولم يظهر لها أى تأثير على مياه القناه



برضوا الساعه 2.25 ظهرا بتوقيت مصر أم الكون كان هناك لواء دبابات كامل برمائى يعبر على القطاع الجنوبى من مياه القناه بالدبابات الضخمه من طراز (( تى 76 )) وورائه مباشرةً المدرعات السابحه من طراز (( توباز ))



برضوا الساعه 2.25 ظهرا بتوقيت أم الكون عبرت فوق القناه مجموعة طائرات تحمل مجموعات من فرق المظلات المصريه الذين قفزوا بالقرب من منطقة المضايق تمهيدا للمرحله الثانيه من الخطه



الساعه 3 عصرا بتوقيت أم الكون كان مجموع القوات التى عبرت القناه للضفه الشرقيه وصل لـ 800 ظابط و 13500 جندى



الساعه 3.30 عصرا بتوقيت أم الكون كانت قوات سلاح المهندسين تعبر فى وحدات بحريه  خاصه  تم تجهيزها بخراطيم دفع المياه فى المهمه المسنده لهم بفتح ثغرات فى الساتر الترابى من الضفه الشرقيه



الساعه 4.30 عصرا بتوقيت أم الكون أصبح عدد القوات التى عبرت القناه 1500 ظابط و 22 ألف جندى وده فى العلوم العسكريه إعجاز بشرى بكل المقاييس فى ساعتين فقط وفى هذه الظروف والنيران شغاله فوقهم وتحتهم من كل أتجاه



الساعه 4.30  عصرا بتوقيت أم الكون قام السادات ومعه أحمد أسماعيل وتوجهوا لمكتب القائد العام علشان يطلب السفير السوفيتى على التليفون 


الساعه 5.30 قبل المغرب بتوقيت أم الكون كان عدد قواتنا اللى عبرت القناه وصل لـ 2000 ظابط و 30 ألف جندى


الساعه 5.30 قبل المغرب بتوقيت أم الكون أتصل بريجنيف بالسادات لكن الأتصال لم يتم وبصراحه قلبت جميع مصادرنا  علشان أعرف سبب فشل الأتصال معرفتش


الساعه 5.33 أتصل السادات على البيت علشان يفرحهم بنجاح العبور وطلب من جيهان السادات تتصل على محمد حسنين هيكل علشان يقابله الساعه 8 مساءا فى قصر الطاهره بعد صلاة التراويح


الساعه 6.30 مساءا بتوقيت أم الكون كانت بدأت تصل الأشارات أن عملية فتح الثغرات قد تم منها جزء كبير حسب الخطه الموضوعه وبدأ تركيب كبارى العبور وبدأت الدبابات فعلا  تعدى من على أول كوبرى تم تركيبه



الساعه 10 مساءاً بتوقيت أم الكون كانت قوات سلاح المهندسين قد نجحت فى فتح 60 ثغره فى الساتر الترابى وأزالت بالتجريف حوالى 90 ألف متر من الرمال ووصل عدد الكبارى الثقيله التى تم تركيبها لـ 8 كبارى +  4 كبارى خفيفه +  31 معديه كانت رايحه جايه فى مهمة نقل الجنود للضفه الشرقيه للقناه



الساعه 12 منتصف الليل بتوقيت أم الكون كان فى سيناء 5 فرق كامله من المشاه والمدرعات عبرت وتمركزت على الجانب الآخر للقناه وتم حصار 50 % من نقاط خط بارليف القويه والأقتحام والسيطره على الـ 50 % اللى فاضله من نقاط هذا الخط الأسطورى اللى كلف أسرائيل وقتها 300 مليار دولار وقتها ولو حبيت تحسبها دلوقتى حتوصل لأرقام خرافيه تكلفها هذا الخط اللى أنكتب فيه أساطير وروايات وحكايات وأطلقوا عليه وقتها (( خط بارليف المنيع )) لأستحالة أختراقه وكان مجرد التفكير فى أقتحامه يعتبر جنون عسكرى وأحلام مستحيله لكن بصراحه أزاى نصف  هذا الخط ركع تحت أقدام قواتنا بهذه السهوله وبأقل نسبة خسائر ده مالوش أى تفسير بشرى وبصراحه كل الكتب اللى قرأتها لم تجد لهذه الظاهره تفسير وحنعرف ونتأكد من الكلام ده لأن البعض ممكن  يفهم أنى ممكن أكون ببالغ شويه لما حنعرف تعليقات قادة  الصهاينه على هذا الأعجاز



طبعا والناس كبار السن اللى عاشوا هذه المعجزه معانا فى الفانز بدأت بيانات الجيش تذاع فى الراديو عن أشتباكات وتحركات على الجبهه المصريه وبدأ الراديو يذيع الأغانى الوطنيه والناس قربت تفطر وفى الوقت ده كان فيه فى التلفيزيون قناتين فقط القناه الأولى أو السادسه والقناه الثانيه أو التاسعه وكانت القناه الأولى بتفتح الساعه 3 عصرا وبتقفل الساعه 11 مساءا وفيه نشرتين أخبار فقط واحده الساعه 6 مساءا وواحده الساعه 9 مساءا ومكانشى التليفزيون متوفر عند ناس كتيره وكان عند الناس الأغنياء فقط وكان عباره عن تلفزيون 14 أو 16 بوصه فقط تليمصر أو فيليبس مستورد  وببكره لتقليب القنوات وعلشان تفتح التليفزيون وتشوف صوره واضحه محتاج ربع ساعه على بال مايسخن وكان أعتماد الناس على الراديو فى معرفة الأخبار والشاطر اللى يعرف يوجه أريال  الراديو ويجيب أذاعة لندن أو مونت كارلو أو قبرص وكانت لسه معظم الدول العربيه متعرفشى التليفزيون وبتعتمد على أذاعة صوت العرب فى الراديو ... المهم الناس وقتها بدأت تبحث عن أى أخبار بعيدا عن أذاعة البرنامج العام أو صوت العرب أو موجز الأنباء على الشرق الأوسط  وبدأت بقى الأشاعات تتنطور وكلام تخاريف وناس مصدقه أن الحرب قامت وناس لسه مش مصدقه وفيه اللى بدأ يجهز 15 مليم تمن جورنال بكره (( الجنيه فيه 1000 مليم )) وبدأت ناس تحجز الجرايد من بعد الفطار ووصل تمن الجورنال فى السوق السودا لـ 20 مليم و 25 مليم وأنا شخصيا والدتى كانت بتصحينى الفجر بعد السحور علشان أروح أستنى قطار الصحافه علشان يكون الجورنال تحت أيديها الساعه 6 صباحا ولازم وأنا جايبه أخبيه فى بنطلون البيجاما الكستور المقلم  علشان محدش يسرقه منى أو يخطفه ويقراه لأن مش كل الناس كانت بتقدر تشترى جرايد وقتها ووالدى كان بيتخانق معاها علشان بتنزلنى الشارع وخايف عليا من غارات الطيران الأسرائيلى اللى كانت بتحاول تضرب كوبرى كفرالزيات علشان تفصل ميناء الأسكندريه عن باقى الجمهوريه وكنت باخد يوميا قرش صاغ بحاله (( 10 مليم )) من أمى مكافأه منها على أحضارى للجورنال لأن المدارس كانت أتوقفت ومفيش مصروف إلا فى المدارس فقط وكان مصروفى العادى فى الأيام العاديه 5 مليم فقط وسمعت والدى مره بيقول لوالدتى أنتى عملتى من بهاء  تاجر حرب وعرفت من أمى  معنى تاجر حرب أنه الأنسان اللى بيستغل فترات الحروب فى جمع المال بأى طريقه وأشتريت حصاله وقتها وعرفت فى الفتره بتاعة الحرب دى أحوش نصف جنيه بحاله من مكافأة أحضار الجورنال يوميا ومكافأة حملى أخويا الصغير للمخابأ والمحافظه عليه وقت الغارات الجويه وكانت دى مهمتى أثناء الحرب أجيب الجورنال وأشيل أخويا الصغير  وقت الغارات الجويه وأنزل بيه المخبأ  وأنزل أسمع الراديو عند الخواجه متى سعد  اللى ساكن فى الشارع بتاعنا  وأنقل الأخبار لوالدتى أول بأول  لأن مكانشى لسه عندنا راديو وكنت صغير فى أعدادى ومقدرشى أهوب من ناحية أى قهوه علشان أسمع الراديو بتاعها والزحمه اللى كانت بتبقى موجوده على القهوه  وقت نشرات الأخبار أو أذاعة بيانات الجيش على القهاوى 



كان خالى رحمه الله بيقف مع واحد زميله أسمه مجدى وراجل عجوز على أول المنطقه بتاعتنا علشان يقابلوا المخبر أو مندوب الجيش علشان يبلغنا بوفاة شهيد على الجبهه وكانت مهمة الفريق ده منع دخوله المنطقه وهما يقوموا بالمهمه دى بهدووء وكنت بكون واقف جنب خالى علشان ألقط الأسماء وأروح أقولها لوالدتى وكانت والدتى دايما تبكى عند سماع أسم كل  شهيد وتعجبت لما بكت على سمير جورج لما جه خبر أستشهاده ولقيتها بكت بشده ولما قلت لها ده مسيحى بتعيطى ليه قالتلى وقتها حب مصر مفيهوش مسلم ومسيحى  كلهم واقفين على الجبهه والرصاصه مابتختارشى مابينهم وحسيت قد إيه الحته كلها زعلت على سمير بالذات لأنه كان ملازم تانى ولسه داخل الجيش بقاله 6 شهور ولحد النهارده مش قادر أنسى صورته من دماغى ولا أنسى صوت جرس  الكنيسه اللى دق لما وصل خبر أستشهاد سمير على الجبهه ورغم أنى كان عندى وقتها 13 سنه لكن مش قادر أنسى كل مشاهد الحرب اللى عشتها ولا صوت الطيارت ولا المدافع اللى كانت فوق أسطح العمارات والشركات وصوت صفارات الأنذار ولا مشهد اللجوء للمخابئ علشان نستخبى من الغارات ولا ضرب عساكر الدفاع المدنى لنا بالخرزانات علشان بنلعب فى الشارع بالليل بفوانيس رمضان اللى فيها شمع مولع علشان كان ممنوع نهائيا أى مصادر للضوء بالليل خوفا من الطيارات وكانت لمبات أعمدة النور مطفيه وزجاج البيوت مدهون بالأزرق وملزوق باللزق علشان ميتكسرشى من صوت الأنفجارات اللى بتحصل وقت الغارات لأن كفرالزيات بالذات كانت مستهدفه من الطيران الأسرائيلى بشكل جنونى وشفت بعينى مطاردة طائرتان مصريتان لطائره إسرائيليه كانت بتحاول تضرب الكوبرى وشفت نجاح صاروخ فى أصابتها وسقوطها  خلف المقابر بتاعة بلدنا ومش قادر أنسى كل لما يجى المخبر ناحية المنطقه علشان يبلغ بإستشهاد شهيد فى مشهد يومى متكرر الستات فى البلكونات وهى بتصوت إعلانا بسقوط شاب من مصر شهيدا فى الحرب ولا قادر أنسى الطوابير عند بياع الأرز أو الجاز أو العيش أو جمعية السمك أو جمعية اللحمه ولا أختفاء كل أصحاب الدقون من منطقتنا ولما سألت خالى صاحبك عبدالعزيز فين قاللى أتقبض عليه قبل الحرب ولما حبيت أستفهم من والدتى ليه السادات قبض على كل الدقون قبل الحرب فهمتنى أنهم زى السوس اللى بياكل الخشب وكان علشان الرئيس يعرف يحارب لازم يحبسهم لحد الحرب ماتنتهى ومكنتش لسه أستوعبت مصطلح الجبهه الداخليه وتأمينها ... كان لعب الكوره ممنوع رغم أننا أخدنا أجازه مفتوحه من المدارس واللعب فى الشارع ممنوع وأى حد من الكبار بيشوفك فى الشارع بيسألك نازل من بيتكم ليه بالأضافه لأنك ماتقدرشى تهوب ناحية أى حاجه على الأرض لأنها ممكن تنفجر فيك سواء كانت قلم حبر أو جاف أو فلوس مسممه وكان أول لما نشوف حاجه زى دى نبلغ الكبار اللى كانوا بيبلغوا بتوع الدفاع المدنى وفى دقائق تلاقى بتوع كشف المفرقعات موجودين بالمنطقه رغم أن كنت صغير على أستيعاب أمور كثيره تحدث حولى لكن كنت فاهم يعنى إيه حرب ورغم توعية أمى لى أعمل إيه فى هذه الأيام  لكن اللى خرجت بيه من التجربه دى أن فعلا الحرب شئ مخيف وصعب جدا على المدنيين وعرفت أن الأم فعلا هى مصدر الرجوله والوطنيه وزرع الأنتماء للوطن فى الأبناء لأن والدى مكانشى متابع سياسى رغم أنه كانت عنده لهفه لمتابعة كل أخبار الحرب وعارف مآسيها لأن أخوه حضر حرب عام 1967 وأصيب فيها


دلوقتى حان موعد هبوط طائرتنا للتزود بالوقود على وعد بأستئناف الرحله متى شاء الله

جنرال بهاء الشامى





هناك تعليق واحد:

  1. ايام كانت صعبة جدا بس بحسد حضرتك عليها انك عشت الاجواء المصرية الجميلة دي

    ردحذف