الأحد، 4 يونيو 2017

معجزة جيش وشعب رقم 14


 


أحلف بسماها وبترابها

أحلف بدروبها وأبوابها

أحلف بالقمح وبالمصنع

أحلف بالمدنى والمدفع

بأولادى بأيامى الجايه

ماتغيب الشمس العربيه

طول ما أنا عايش فوق الدنيا


الساده المسافرين على طائرة (( فريق مصر أم الكون )) يرجى العلم أن طائرتنا جاهزه للإقلاع بعد قليل وموعدكم مع الرحله رقم 14 فبرجاء ربط الأحزمه وعدم التدخين وأغلاق الموبيلات ونلفت نظر المسافرين أن طائرتنا من حلقة الأمس لازالت فى أرض الوطن فى مصر أم الكون


الساعه 7.00 مساءاً بتوقيت أم الكون وبعد الفطار كان كل المتواجدين بالقاعه الرئيسيه لمركز القياده السرى رقم 10 فى حاله من النشوه والزهو لاتصدق بعد أن تأكدوا من نجاح قوات الصاعقه يوم 5 أكتوبر فى أغلاق أنابيب النابلم تماما ودى كانت مشكله كبيره للقاده العسكريين وزادت حالة النشوى بعد وصول أول تقرير عن حجم خسائرنا 64 شهيد و 420 جريح وأصيبت 17 دبابه وتعطلت 27 مدرعه عكس المتوقع بأن يصل عدد الشهداء أول يوم لعدة آلاف ومثلهم من الجرحى ولم تسقط لنا أى طائره فى أول يوم وقال أحمد أسماعيل لباقى القاده أنا مش مصدق ولادنا وهما بيعبروا بالقوه والروح دى وهما صايمين وكان الصيام عامل خوف للقاده رغم أباحة الأفطار فى هذه الظروف لكن المسيحى قبل المسلم أصر على الصيام (( شايفين مصر زمان منك لله ياياسر يابرهامى  )) وكان السادات خلاص أطمن وأثلجت قلبه الأخبار والتقارير اللى بتوصل من الجبهه وأنه شاف بعنيه أنتصار بلده العظيم


الساعه 7.00 مساءاً بتوقيت أم الكون وبعد أن أطمئن السادات على نجاح العمليات العسكريه بنسبه تفوق المتوقع قرر ترك مركز القياده العسكرى لينتقل لمركز القياده السياسى فى قصر الطاهره وقبل المغادره بص بعينه ناحية الجمسى والشاذلى وقالهم (( الولاد ركبوا خط بارليف خلاص )) وأنا رايح قصر الطاهره ومش ححاول أزعجكم بإتصالاتى لكن أرجوكم يكون فيه حد يتواصل مع قصر الطاهره ليبلغنا كل دقيقه بما يجرى بدون أزعاج منى علشان تعرفوا تركزوا فى مهمتكم وبالتوفيق يارجالة مصر



وصل السادات قصر الطاهره وطبعا لك أنك تتخيل يامؤمن حجم المكالمات اللى وردت للقصر علشان تهنئ وتبارك على أول يوم ونظرا لعدم وجود الرئيس فى القصر قبلها بتواجده بمركز القياده السرى رقم 10 تم تسجيل كل هذه المكالمات ورد السادات على بعضها بعد حضوره وخليك فاكر يامؤمن أن الملك حسين أبو الواد نايتى مالوش فى الليله لحد دلوقتى سوى الأتصال اللى قلتلك عليه من كسينجر علشان يكلم مصر ومش فاهم أزاى  الأردن بتدرس فى كتب التاريخ فى مدارسها أن الملك حسين أبو الواد نايتى هو بطل حرب أكتوبر أموت وأعرف أقنع شعبه أزاى أنه كان مشارك فى الحرب وعموما المكالمات دى كلها موجوده نصياً وحرفياً فى كتاب وثائق حرب أكتوبر وححاول أنقل لكم المهم فيها لكن أنا فاكر أن فى أحدى مكالمات السادت وأبو الواد نايتى وكنت نشرتها لكم سكرين شوت على صفحتى الشخصيه  كان بيقول لأبو نايتى زى ماأنت سامع فى الأخبار والتليفزيون الأخبار عن أنتصاراتنا ... طبعا من المكالمه تفهم أن كل مهمة أبو نايتى أنه يسمع أخبار الحرب فى التليفزيون فلو دى بطوله يبقى بهاء الشامى اللى كان بينقل لأمه كل كبيره وصغيره عن الحرب من راديو الخواجه متى سعد أبو الأبطال كلهم  ويجب على الأمم المتحده أن تدرس فى كتب تاريخ العالم أن أبن الشامى هو بطل حرب أكتوبر بس أخاف حد يسألنى عن مصدر النص جنيه اللى حوشته أيامها ويعرفوا أنى كنت تاجر حرب ويصادروا كل ممتلكاتى وأملاكى وأتحاكم أمام المحكمه الدوليه  (( ضحكه خليعه ورقيعه ))   



دخل هيكل فى الموعد المحدد على السادات وكما يقول فى كتابه وجدته منتشيا مزهوا بنصره وحوله مجموعه من رجال الأذاعه والتليفزيون فستأذنت وجلست بجواره وروحت أسأل عن التفاصيل فقالى مش وقته قوم جهزلى كلمه قصيره من 10 سطور علشان أقول للناس حرب الساعات السته قد تحققت والكلام ده قاله السادات لهيكل وطبعا كان السادات يقصد من مصطلح حرب الساعات السته الرد على مصطلح حرب الأيام السته اللى أطلقته أسرائيل على حرب عام 1967 م وقال السادات لهيكل قوم بسرعه ياهيكل لأنى طلبت طاقم التليفزيون وزمانهم على وصول لتسجيل هذه الكلمه وكان رد هيكل على حسب كلامه فى كتابه (( على طريق الحل )) أنه أى هيكل يفضل أن يعرف الشعب ويتأكد من الأخبار من الأذاعات الأجنبيه أولا ثم يخرج الرئيس بكلمته بعد أن يطمئن الشعب على مصداقية الأخبار وفكر السادات باللى حصل فى حرب عام 1967 م وقاله ولسه الكلام على لسانه اللى فهمته من حضرتك أننا حققنا نصر مرحلى لاكن لازال حوار النار مستمر على الجبهه وأنا من رأى ننتظر شويه ونسيب الناس تفرح بسماع الأخبار من الأذاعات الأجنبيه



فى نفس التوقيت تقريبا وصل السفير السوفيتى لقصر الطاهره وطلب لقاء السادات فقابله السادات وأنصرف هيكل لمكتب العقيد عبدالرؤف رضا  ليعرف منه آخر تفاصيل العمليات العسكريه


قبل مايوصل هيكل لقصر الطاهره كان بريجنيف أتصل على السادات وهنأه على أول يوم فى الحرب وعلى الجرأه فى أتخاذ القرار



أجتمع السفير السوفيتى فينوجرادوف  بالسادات فى قصر الطاهره وقدم تهنئته الخاصه وتهنئة كل القيادات السوفيتيه وسلمه رساله مكتوبه من الزعيم السوفيتى ليونيد بريجنيف عباره عن جمل أنشائيه بالتهنئه وشوية الدبلوماسيات اللى بتتقال فى المناسابات اللى زى دى وكرر السادات أمام السفيرالسوفيتى ماقاله لبرجنيف من شكره وشكر مصر لدور الأتحاد السوفيتى على مواقفه السابقه والقادمه مقدما وطبعا كان لازم السفير السوفيتى يسأل السادات عن اللى حيحصل فى المعركه السياسيه والدبلوماسيه جنبا إلى جنب مع مايحدث على جبهات القتال وعن دور السوفيت وماهو مطلوب من الأتحاد السوفيتى فى الأيام القادمه وعن تصوره للمعركه الدبلوماسيه وقال للسادات الأمريكان أتصلوا بينا فعلا وطلبوا التنسيق فيما يمكن عمله  خصوصا وأن الأربعه الكبار فى مجلس الأمن أجتمعوا مع بعض ومع كورت فالدهيم سكرتير عام الأمم المتحده وطرحت بعض الأفكار الغير محدده لتقديم مشروع قرار لمجلس الأمن بخصوص أزمة الشرق الأوسط وقاله أن السفير السوفيتى فى سوريا محيى الدينوف أتكلم مع الرئيس السورى حافظ الأسد وفهم منه أنه ممكن يوافق على وقف أطلاق النار (( خلى دى معاك )) فحب السادات يهرب من السؤال ولو مؤقتا وقال للسفيرالسوفيتى  معنديش أستعداد أتكلم فى الأمر ده دلوقتى وممكن تتكلم فيه مع الدكتور محمود فوزى لأنك زى ماأنت شايف وشاور على نفسه أنه لابس بدله عسكريه وأنا دلوقتى بكلمك بصفتى القائد الأعلى للقوات المسلحه مش بصفتى السياسيه كرئيس جمهوريه (( على فكره اللى عاوز يعمل كتاب فى طريقة هروب السادات من الماقف المحرجه حيلاقى فى تصرفات السادات ماده رائعه ))



فهم السفيرالسوفيتى مايقصده السادات فقال له لزيادة التأكيد هلى تعنى ياسيدى أننى ممكن أن أتحدث مع الدكتور محمود  فوزى الآن فرد السادات نعم نعم تحدث معه كما تشاء (( وخلى دى كمان معاك ))



خرج السفير السوفيتى ودخل العقيد عبدالرؤف رضا يحمل تقريرا عن نتائج أول يوم قتال وكان التقرير يحتوى على المنشور الذى تم توزيعه على قادة القوات الميدانيين قبل بدء العبور وكان نص التقرير كما هو وارد بكتاب وثائق حرب أكتوبر



كنت أود نقل المنشور لكن وقود طائرتنا التاريخيه أوشك على النفاذ وعلينا الهبوط حالا لأعادة التزود بالوقود وأستئناف الرحله على أمل بلقاء

جنرال بهاء الشامى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق