بدأت العلاقات تتعثر مع عبدالمنعم عبدالرؤف فقد أخذ يلح علينا
بضرورة الألتحاق بجماعة الإخوان المسلمين وكانت حجته فى ذلك أن حركتنا بحاجه إلى
قوة دفع من جماعة سياسيه قويه تساندها وتحمى ضباطها فى حالة وقوع أية عمليات قبض
أو فصل من الخدمه أو ما إلى ذلك ورفضنا طلبه بالإجماع فبدأت علاقته بنا فى التعثر
وأنقطع تقريباً عن حضور إجتماعات لجنة القياده وساعد على ذلك أنه نقل إلى غزه ثم
طلب جمال عبدالناصر ضم أنور السادات للحركه لما له من خبره سابقه فى الأنشطه
السياسيه ربما نحتاج إليها وفعلاً تم ضمه
إلى الحركه وإلى لجنة القياده والغريب فى الأمر أن جمال قال لخالد محيى الدين بعد
فتره وجيزه أنه يشك فى السادات وأنه كسول ولايقدم للحركه شيئاً فسألته لماذا ضممته
إذن ؟؟؟
أجاب عبد الناصر لأنه مصدر مهم للمعلومات فهو
على علاقه بيوسف رشاد وبمستر سمسون
السكرتير بالسفاره البريطانيه وكان سمسون
هذا ممثل المخابرات البريطانيه فى مصر فى زمن الحرب العالميه الثانيه وكان أنور
السادات يعرفه منذ حادث القبض عليه هو وحسن عزت عام 1942م
فى أحدى المرات سأل خالد محيى
الدين عبدالناصر ألا تخشى من السادات ؟؟؟
فقال ربنا يستر بس لازم نبقى صاحيين
مع إتساع نشاط
الضباط الأحرار كان من الضرورى أن يعيد تنظيم الضباط الأحرار أنفسهم وشكلوا لجان
لمناطق القاهره رفح الإسكندريه وكل لجنه تمثل فيها الأسلحه المختلفه وفى الوقت نفسه كانت هناك لجنه قياديه فى كل
سلاح أى كان هناك محوران للقياده لجنه للمنطقه
ولجنه للسلاح
تعالى نشوف كيف أنضم حسين الشافعى
يقول خالد محيى الدين قصة إنضمام حسين الشافعى إلى
الضباط الأحرار فيقول أثناء زياره لإدارة
الجيش قابلت حسين الشافعى وكان يعمل بها وكنت قد تعرفت عليه أثناء عملنا مع
الإخوان المسلمين وفتح حسين معى موضوع منشورات الضباط الأحرار وأبدى إعجابه الشديد
بها وبشجاعة الذين يصدرونها ولم أقل له شيئاً خاصةً أنه كان من الضباط الذين
يهتمون كثيراً بالإنضباط العسكرى وكان أعلى رتبه منى كنت يوزباشياً بينما كان
بكباشياً يعنى نقيب ورائد حسب رتب النهارده وطلبت من جمال أن يفاتحه هو أو ثروت
عكاشه خاصةً وإن ثروت كان صديقاً لحسين الشافعى وكان جاراً له فى السكن وقبل حسين
الشافعى الأنضمام إلينا وأبلغه جمال عبدالناصر أننى مسؤول مجموعة سلاح الفرسان
ولكننى حرصت طوال علاقتى به على منحه إحساساً بأنه ذو مكانه خاصه وهكذا تـكونت
قيادة سلاح الفرسان من حسين الشافعى وثروت عكاشة وعثمان فوزى وخالد محيى الدين
أختير حسين الشافعى
ليمثل سلاح الفرسان فى لجنة منطقة القاهره التى كانت تضم جمال عبدالناصر وزكريا
محيى الدين وكان عبدالناصر قد ضمه إلى الحركه قبل حوالى 3 أشهر والطحاوى ومجدى
حسنين وأمين شاكر وعلى مطاوع وحسين الشافعى وخالد محيى الدين وفى بعض الأحيان، كان
حسن إبراهيم يحضر إجتماعات هذه اللجنه ثم أنضم رشاد مهنا إلى لجنة القاهره بعد
إلغاء معاهدة عام 1936م وكان رشاد قد أتصل بعبدالناصر الذى أحس أنه يمتلك تطلعات قياديه فلم يخبره بوجود لجنة القياده
وأكتفى بضمه إلى لجنة القاهره ولعل رشاد تصور لفتره أن هذه اللجنه هى قيادة الحركه
وكان رشاد مهنا شخصيه لها إحترام واسع فى الجيش وله علاقات واسعه ومن ثم فقد كان هو وعبدالناصر كل منهما ينظر
إلى الآخر فى حذر بالغ وكان لرشاد مهنا نفوذ فى سلاح المدفعيه ولهذا كان عبدالناصر
حريصاً على ضمه إلينا والتعاون معه دون أن يطلعه على مجمل نشاطنا
وصل عدد المجموعه
الأولى التى كونها جمال عبدالناصر إلى 8 أفراد وفى نهاية أكتوبر 1949م كان أول
أجتماع لهذه المجموعه وكان واضحاً أثناء مناقشة الظروف التى تمر بها مصر أن الجميع
متفقون على ضرورة تغيير النظام الملكى
القائم عن طريق القيام بإنقلاب عسكرى وتم الأتفاق على البدء فورا فى تكوين
خلايا سريه بين ضباط الوحدات العسكريه المختلفه بالجيش والطيران بغرض تنفيذ هذا
الأنقلاب بعد 6 سنوات من بداية هذا النشاط وقد أتفق الرأى فيما بين أفراد هذه
المجموعه على أن تجتمع فى فترات متقاربه حتى تتكون وحدة فكر بينها وكذا تكوين
لائحه داخليه تحكم عملها وتنظم مناقشاتها وأن ينتخب أحد أفرادها كرئيس لها ليرأس
إجتماعاتها ويتابع تنفيذ قراراتها التى تتخذها ويدعوها للأجتماع
تم أنتخاب عبدالناصر
فى أقتراع سرى طبعاً لرئاسة اللجنه وأصبحت هذه اللجنه تمثل القياده العليا للتنظيم
وطُبق عليها مبدأ القياده الجماعيه أى أن يكون أتخاذ القرار بالتصويت وأن يصبح
نافذاً إذا حصل على الأغلبيه المطلقه من الأصوات وعلى الأقليه أن تلتزم برأى
الأغلبيه وظل جمال عبدالناصر يرأس هذه اللجنه حتى قيام الثوره فى يوليه 1952 م
وكان جمال صاحب الفكره وصاحب الدعوه وكان دوماً منذ دخلنا معاً الإخوان المسلمين
هو الرافض لفكرة إحتوائنا داخل الجماعه والمدرك لأهمية وجود تنظيم مستقل لنا
تعمدت ياسمسم وعن قصد الخوض فى
تفصيلات صغيره علشان لما نقول مع بعض مصطلح أو مفهوم أو نتوصل لمسمىتاريخى يكون عن
أقتناع وتعمدت أذكر لك ياسمسم توقيت
أنضمام كل فرد فى الظباط الأحرار لنفس الغرض ومعلشى عاوز نرجع تانى لشهادة
البغدادى فى مذكراته
يقول البغدادى فى
مذكراته ياعم سمسم وفى إجتماعاتنا الأولى
لهذه اللجنه كان قد أتفق على ضرورة بث
فكرتنا وأهدافنا بين ضباط الجيش والمدنيين ولم نجد وسيله لتحقيق هذا الغرض غير أن
نصدر منشورات سريه من حين لآخر حامله أسم الضباط الأحرار وأن نرسلها بالبوسطه إلى
منازل الأشخاص الذين نرى أهمية بث فكرتنا وأهدافنا بينهم وكان طبع هذه المنشورات
يتم فى سريه كامله وكل مره فى مكان مختلف
غير المكان السابق وكانت لدينا آله كاتبه خاصه بنا وكانت هى الأخرى دائمة التنقل
من مكان للتانى ولا تظل فى مكان واحد إلا
عدداً قليلاً من الأيام (( شايف ياسمسم فايدة قراءة مزكرات السياسيين زى ماقلتلك
بتخليك تتوقع التصرفات والتحركات وتبقى عارف أسرار تمكنك من التحليل والتنبأ علشان
بجهزك مكان ميدو الفيلسوف اللى من ساعة مافكر فى الجواز وخاب وتعالى نرجع للبغدادى
تانى وهو بيقول وفى هذه المنشورات كنا نهاجم الأستعمار والإقطاع والفساد وتفكك
العالم العربى وأسباب هزيمة العرب أمام اليهود
ركز بقى فى اللى جاى
الله يرضى عليك كان صلاح سالم غير راض عن
الوضع المميز لعبدالناصر فى الحركه وكان يتسائل لماذا جمال وليس غيره ؟؟؟ وأنتهز
فرصة قيام عبدالناصر بمحاولة إغتيال حسين سرى عامر وقبل ماتسن سنانك عليا حاول
ترجع للحلقات السابقه علشان قلتلك أن عبيد الناصر نفسه أعترف بالواقعه دى من دون عرض الأمر على لجنة القياده ليفجر الموضوع بصورة عنيفه وتفجر الأجتماع فى
مواجهه غاضبه كان أطرافها جمال وصلاح والبغدادى
وخرج صلاح من الأجتماع ليقابل ثروت عكاشه
وشكا له من أن جمال عبدالناصر يفرض رئاسته على لجنة القياده وأنه يظن نفسه كل شئ ويحاول أن يعطى لنفسه
قدراً أكبر منا جميعاً وأنه لهذا لن يحضر الجلسات بعد ذلك وثار صلاح سالم واحده من
ثوراته المعروفه وشتم جمال أمام ثروت بل وأبلغ ثروت بأسماء لجنة القياده وقال إن
أكثرهم يتبعون عبدالناصر فيما يقول وأبلغه فى نهاية الأمر أنه سيستقيل من اللجنه
إذا لم يحصل على وضع مساوى لوضع جمال بحيث يكون له أن يعرف كل أسماء الضباط
الأحرار مثل جمال عبدالناصر وتناسى أن الحركه قامت فى الأساس على أكتاف جمال
نستكمل معكم فى الحلقه القادمه
#جنرال_بهاء_الشامى
شرف كبير وثقتك فى وتحت امرك فى ماتراه
ردحذف