الأحد، 10 سبتمبر 2017

الأخوان والجيش والثوره رقم 8




■■ نعود لنستأنف البث التاريخى معكم بعد توقف لعدم جدية المتابعه لنستكمل شهادة شهادة عبداللطيف البغدادى 



■■ يقول عبداللطيف البغدادى وكنا نحن ضباط الجيش عندما نناقش أحوال بلادنا وما وصل إليه حالنا باحثين ومنقبين عن مخرج لنا مما نحن فيه لكسر تلك الحلقه الفولاذيه التي كانت مضروبه حول شعبنا لا نجد أمامنا من سبيل ولا طريق لكسر تلك الحلقه إلا بتفجير ثوره قادره على تغير هذا الهيكل كله من أساسه (( عاوزك تركز على الجمله دى وتخليها معاك ))  تغييراً سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً وقادراً قبل كل شئ على التصدى للإستعمار الذى كان لا يزال رابضاً على أرض وطننا والعمل على تصفيته وإنهائه لأن استمرار وجوده يضيع أملنا المنشود فى التغيير لأنه سيقف عقبه فى طريقه وسيتصدى له




■■ لم يكن هناك فى ذلك الوقت من منظمات وقوى سياسيه قائمه لديها نظرة ضباط الجيش الوطنيين إلى الأوضاع القائمه فى البلاد غير جماعة الإخوان المسلمين وحزب مصر الفتاه ومنظمات أخرى كالجناح اليسارى من حزب الوفد والمنظمات الشيوعيه المختلفه المتصارعه مع بعضها فى ذلك الحين ولم تكن تلك المنظمات تملك القوه ولا القدره على القيام بهذه المهمه دون أن يساندها الجيش (( التاريخ يعيد نفسه فى 30 يونيه وان تغيرت الأشخاص فقط ))  وأما باقى الأحزاب الأخرى السياسيه فى مصر فكانت على قمة السلطه فيها الباشوات أصحاب الإقطاعيات الزراعيه والأملاك الواسعه وكانوا هم سعداء بما هم فيه من غنى فى الحياة ولا يفكرون فيما وصل إليه حال مصر




■■ كان الجيش فى عام 1949 جريحاً ومطعوناً من أثر الهزيمه فى حرب فلسطين بالإضافه إلى ضعف تيار العمل السياسى فى تنظيماته التى ذكرتها لك  فقد عجز تنظيم الحرس الحديدى عن إيجاد دوافع جديدة للإغتيالات وخاصةً أن حادث 4 فبراير كان قد ضعف أثره بعد نجاح وزارة الوفد فى الأنتخابات نجاحاً كبيراً معبراً عن  تأييد شعبى جارف وهكذا توقفت حركة الحرس الحديدى




■■ أما الإخوان المسلمين  فكانوا قد تعرضوا لحملة إرهاب حكومى شديده  بعد إغتيال النقراشى باشا علشان تبقى بس فاهم أنهم منافقين ودلوقتى بيقولك ولا يوم من أيام الملك والحمله اللى عملاها آيات عرابى  فأبعدت الضباط عن الأتصال بهم وإن كان تنظيمهم قد أستمر محتفظاً بكيانه تحت قيادة قائد الجناح عبدالمنعم عبدالرؤف وعاد البكباشى محمد أنور السادات إلى صفوف الجيش من جديد ضابطاً فى سلاح الإشاره  وأستطاع قسم الجيش فى الحركه الديموقراطيه للتحرر الوطنى  حدتو أن ينجو سليماً من إرهاب الحكومه لشدة الأهتمام بالأمن بإعتباره السلاح الوحيد الذى يحمى قسم الجيش فى وقت كان فيه معظم أعضاء القياده قد ضمتهم أسوار المعتقلات وكان المسؤل السياسى لهذا القسم هو الصاغ أحمد حمروش ومسؤله الثقافى أحمد فؤاد وكيل النائب العام فى ذلك الوقت ورئيس مجلس إدارة بنك مصر فيما بعد




■■ ولكن ضعف تيار العمل السياسى بالجيش فى تنظيماته المشار إليها لم يدفع حركة الضباط إلى الجمود ولم يبعثر جهودهم بل كان هناك فى كل سلاح من أسلحة الجيش ضباط لحقتهم يد السياسه  ولم يكن ممكنا لهم أن يتخلصوا منها وخاصةً بعد هزيمة الجيش فى حرب فلسطين عام 1948 وفى هذه الفتره كان جمال عبدالناصر وكمال الدين حسين قد تركا الإخوان المسلمين مع عدد ملحوظ من الضباط وكانت طبيعة الأمور تفرض على الضباط الأحرار أن يجتمعوا ويتبادلوا الرأى فى وحداتهم وأسلحتهم وكان هؤلاء الضباط يمثلون نواه خرجت من حرب فلسطين وهى غير مرتبطه بتنظيم موحد ولم يكن لهم حديث إلا هزيمة الجيش فى فلسطين وأثرها فى نفوسهم




■■ لعب البكباشى جمال عبدالناصر دوراً رئيساً بارزاً فى تجميع الضباط من مختلف الأتجاهات السياسيه بطريقه محدوده قبل حرب فلسطين عام 1948م  ثم توسع في ذلك خلال عام 1949م  وبذلك  نبت التفكير فى تكوين تنظيم من الضباط المهتمين بأمور الوطن والسياسه

  
 
■■ فى يونيه 1949 ضبط البوليس السياسى لدى الجهاز السرى للإخوان المسلمين كتاباً من كتب الجيش الممنوع تداولها للأفراد المدنيين التى يقتصر توزيعها على ضباط الجيش وهو كتاب عن كيفية إستخدام القنابل اليدويه وفى أعلى الصفحه الأولى للكتاب وجد أسم اليوزباشى جمال عبدالناصر وأثارت هذه الواقعه مخاوف الحكومه من أن يكون للإخوان إمتداد داخل القوات المسلحه وبالفعل ولفرط إهتمام الحكومه بهذا الموضوع تولى التحقيق فيه إبراهيم عبدالهادى رئيس الوزراء بنفسه وهكذا إستدعى جمال عبدالناصر ومعه الفريق عثمان المهدى رئيس أركان حرب الجيش لمقابلة رئيس الوزراء وسأله عبدالهادى هل هذا الكتاب لك ؟؟؟؟




■■ قال جمال عبدالناصر نعم وسأله المحقق  هل لك علاقه بالإخوان ؟؟؟  فقال كنت أعرف ضابطاً منهم أسمه أنور الصيحى قال عبدالهادى ولمن سلمت هذا الكتاب ؟؟؟  فقال عبدالناصر إستعاره من أنور الصيحى وسأله عبدالهادى  وأين هو ؟؟؟ فقال جمال  أستشهد فى حرب فلسطين وهنا ثار عبدالهادى  ودق المكتب بيده غاضباً وصاح ((  إنت يا أفندى بتضحك عليا أنتوا عايزين تخربوا البلد أنتوا فاهمين إيه البلد دى لا تتحمل أن واحد حر يجى  ببنطلون مزيت تحصل له أة حاجه  وإلاّ كان الأجانب  يبهدلونا  أنتم لا تعرفون مدى الخطوره فى أن ضابط جيش يشتغل مع الإخوان )) 




■■ وسط هذه الثوره والغضب  تذكر جمال أن فى جيب بنطلونه ورقه خطيره ممكن تلبسه مصيبه  كانت الأصل الخطى لبيان سياسى وفى أثناء هذه الثوره رن التليفون وأنشغل عبدالهادى بالمكالمه وأنتهزها جمال فرصه  وأستأذن  فى الذهاب إلى دورة المياه ليتخلص من الورطه اللى  فى جيبه ويعود ليجد عبدالهادى وقد هدأ قليلاً وإن كان قد واصل تهديده وقال فى نهاية التحقيق إن سيادة الفريق عثمان المهدى قال عنك كلام كويس ولولا هذا أنا كنت وديتك فى داهيه متطلعشى منها  ومن الآن فصاعداً أنت ضابط جيش وبس ولا علاقة لك بأحد 




■■ أعتبر عبدالناصر أن هذه المقابله بمثابة إنذار وقرر إن يبدأ عملاً جاداً وبدأ فى تأسيس  الخليه الأولى للضباط الأحرار (( لجنة القياده أو اللجنه التأسيسيه ))



■■ عقد الأجتماع الأول للخليه الأولى لتنظيم الضباط الأحرار فى بيت عبدالناصر بكوبرى القبه فى شهر يوليه عام 1949م  وحضره جمال عبدالناصر وعبدالمنعم عبدالرؤف وكمال الدين حسين وحسن إبراهيم وخالد محيى الدين وبدأ جمال عبدالناصر بالحديث وقال  (( أنا معايا عبدالحكيم وأنتم طبعاً عارفينه لكنه لم يستطع الحضور اليوم وتحدث طويلاً عن مغزى مقابلته مع إبراهيم عبدالهادى وكيف أنه أصبح من المحتم علينا أن نفعل شيئاً وأن ننظم أنفسنا وقال كل واحد منا يشتغل ويحاول يكون مجموعه فى سلاحه وهكذا يمكن أن نصبح قوه منظمه وقادره على فعل شئ


■■ صوابعى وقفت حنكمل فى الحلقه التاسعه بس خلى بالك انهم لحد دلوقتى عمليا 5 فقط وأوعى تنسى النقطه دى

جنرال بهاء الشامى  

هناك 3 تعليقات: