حرب أكتوبر بأقلام
إعدائها
ان المصريين عبروا القناة وضربوا بشدة قواتنا في سيناء وتوغل ات الجولان
وتكبدنا خسائر جسيمة علي الجبهتين وكان السؤال المؤلم في ذلك الوقت هو ما اذا كنا
نطلع الامة علي حقيقة الموقف السيء ام لا في مجال الكتابة عن حرب يوم الغفران لا
كتقرير عسكري بل ككارثة قريبة او كابوس مروع قاسيت منه انا نفسي وسوف يلازمني مدي
الحياة
جولدا مائير
رئيسة وزراء اسرائيل خلال حرب اكتوبر
ليس هناك شك من الوجهة الاستراتيجية والسياسية في ان مصر قد كسبت الحرب
ريفور ديبوي
رئيس مؤسسة هيرو للتقييم العلمي
للمعارك التاريخية في واشنطن
ان الانجاز الهائل الذي حققه المصريون هو عبقرية ومهارة القادة والضباط
الذين تدربوا وقاموا بعملية هجومية جاءت مفاجأة خاصة للطرف الآخر رغم انها تمت تحت
بصره
الجنرال فارار هوكلي
مدير تطوير القتال في الجيش البريطاني
ان النجاح العظيم الذي حققه العرب في هجومهم يوم اكتوبر انـما يكمن في انهم
حققوا تأثيرا سيكولوجيا هائلا في معسكر الخصم وفي المجال العالمي كذلك
الجنرال الفرنسي الراحل
اندريه بوفر
هناك من وصف ثغرة الدفرسوار غرب قناة السويس بأنها معركة تليفزيونية ، وفي
رأيي انه وصف دقيق وان كنت أفضل استخدام وصف معركة دعائية.
ا
المؤرخ العسكري البريطاني
ادجار اوبلانس
ان الحرب قد اظهرت اننا لسنا اقوي من المصريين وان هالة التفوق والمبدأ
السياسي والعسكري القائل بان اسرائيل اقوي من العرب وان الهزيمة ستلحق بهم اذا
اجترأوا علي بدء الحرب هذا المبدأ لم يثبت ، لقد كانت لي نظرية هي ان اقامة الجسور
ستستغرق منهم طوال الليل واننا نستطيع منع هذا بمدرعاتنا ولكن تبين لنا ان منعهم
ليست مسألة سهلة وقد كلفنا جهدنا لارسال الدبابات الي جبهة القتال ثمنا غاليا جدا
، فنحن لم نتوقع ذلك مطلقا
موشي ديان وزير الدفاع الاسرائيلي خلال حرب اكتوبر
مؤتمر صحفي في 1973/10/9
ان حرب اكتوبر كانت بمثابة زلزال تعرضت له اسرائيل وان ماحدث في هذه الحرب
قد ازال الغبار عن العيون ، واظهر لنا مالم نكن نراه قبلها وأدي كل ذلك الي تغيير
عقلية القادة الاسرائيليين
من تصريحات موشي ديان ديسمبر 1973
لقد طرأت متغيرات كثيرة منذ السادس من اكتوبر لذلك ينبغي الا نبالغ في
مسألة التفوق العسكري الاسرائيلي بل علي العكس فان هناك شعورا طاغيا في اسرائيل
الان بضرورة اعادة النظر في علم البلاغة الوطنية ان علينا ان نكون اكثر واقعية وان
نبتعد عن المبالغة
أبا ابيان وزير خارجية اسرائيل خلال حرب اكتوبر
نوفمبر1973
لاشك ان العرب قد خرجوا من الحرب منتصرين بينما نحن من ناحية الصورة
والاحساس قد خرجنا ممزقين وضعفاء ، وحينما سئل السادات هل انتصرت في الحرب اجاب
انظروا الي مايجري في اسرائيل بعد الحرب وانتم تعرفون الاجابة علي هذا السؤال
اهارون ياريف مدير المخابرات الاسرائيلية الاسبق
ندوة عن حرب أكتوبر بالقدس
1974/9/16
ان حرب اكتوبر انتهت بصدمة كبري عمت الاسرائيليين ، ولم يعد موشي ديان كما
كان من قبل وانطوي علي نفسه منذ ذلك الحين لقد كان دائما علي قناعة بأن العرب لن
يهاجموا وليس في وسعهم ان يهاجموا وحتي في غمرة الاختراق المصري لم يعترف ديان
بخطأ تحليلاته لقد اصبح ديان شخصية علي طراز هاملت يمزقه الشك والتردد والعجز عن
انجاز القرار وفرض ارادته وكانت تلك الحرب بداية النهاية لحكومات العمل التي حكمت
اسرائيل لمدة خمس وعشرين سنة ، حتي ذلك الحين تماما مثلما كانت الحرب سببا في
احداث تغييرات فكرية في عقلية القيادة الاسرائيلية التي بدأت تبحث عن طريق جديد
وسياسة واقعية في التعامل مع المشكلة عبر الحلول السياسية
من مذكرات حاييم هيرتزوج رئيس دولة اسرائيل الاسبق
لقد تحدثنا اكثر من اللازم قبل السادس من اكتوبر وكان ذلك يمثل احدي
مشكلاتنا فقد تعلم المصريون كيف يقاتلون بينما تعلمنا نحن كيف نتكلم لقد كانوا
صبورين كما كانت بياناتهم اكثر واقعية منا كانوا يقولون ويعلنون الحقائق تماما حتي
بدا العالم الخارجي يتجه الي الثقة بأقوالهم وبياناتهم
من تعليقات هيروتزوج
ان من اهم نتائج حرب اكتوبر 1973 انها وضعت حدا لاسطورة اسرائيل فى مواجهة
العرب كما كلفت هذه الحرب اسرائيل ثمنا باهظا حوالى خمسة مليارات دولار و احدثت
تغيرا جذريا فى الوضع الاقتصادى فى الدولة الاسرائيلية التى انتقلت من حالة
الازدهار التى كانت تعيشها قبل عام ، رغم ان هذه الحالة لم تكن تركز على اسس صلبه
كما ظهر الى ازمة بالغه العمق كانت اكثر حده و خطورة من كل الازمات السابقه عير ان
النتائج الاكثر خطوره كانت تلك التى حدثت على الصعيد النفسى
لقد انتهت ثقة الاسرائيليين فى تفوقهم الدائم كما اعترى جبهتهم المعنوية
الداخلية ضعف هائل و هذا اخطر شيئ يمكن ان تواجهه الشعوب و بصفه خاصه اسرائيل و قد
تجسد هذا الضعف فى صورتين متناقضتين ادتا الى استقطاب اسرائيل على نحو بالغ
الخطورة فمن ناحية كان هناك من بداوا يشكون فى مستقبل اسرائيل و من ناحية اخرى
لوحظتعصب و تشدد متزايد يؤادى الى ما يطلق علية اسم عقدة الماسادا - القلعة التى
تحصن فيها اليهود اثناء حركة التمرد اليهودية ضد الامبراطورية الرومانيه ، و لم
يستسلوا و ماتوا جميعا
من كتاب الى اين تمضى اسرائيل
ناحوم جولدمان رئيس الوكالة اليهودية الاسبق
بالنسبة لاسرائيل ففي نهاية الأمر انتهت الحرب دون ا ن نتمكن من كسر الجيوش
العربية لم نحرز انتصارات لم نتمكن من كسر الجيش المصري او السوري علي السواء ولم
ننجح في استعادة قوة الردع للجيش الاسرائيلي واننا لو قيمنا الانجازات علي ضوء
الاهداف لوجدنا ان انتصار العرب كان اكثر حسما ولايسعني الا الاعتراف بأن العرب قد
أنجزوا قسما كبيرا للغاية من اهدافهم فقد اثبتوا انهم قادرون علي التغلب علي حاجز
الخوف والخروج الي الحرب والقتال بكفاءة وقد اثبتوا ايضا انهم قادرون علي اقتحام
مانع قناة السويس ، ولأسفنا الشديد فقد انتزعوا القناة من ايدينا بقوة السلاح
الجنرال الاسرائيلي يشيعيا جافيتش
ندوة عن حرب أكتوبر بالقدس
16/9/1974
تقول الحكومة البريطانية كلما كان الصعود عاليا كان السقوط قاسيا .. وفي
السادس من اكتوبر سقطت اسرائيل من أعلي برج السكينة والاطمئنان الذي كانت قد شيدته
لنفسها وكانت الصدمة علي مستوي الأوهام التي سبقتها قوية ومثيرة وكأن الاسرائيليون
قد أفاقوا من حلم طويل جميل لكي يروا قائمة طويلة من الامور المسلم بها والمباديء
والاوهام والحقائق غير المتنازع عليها التي آمنوا بها لسنوات عديدة وقد اهتزت بل
وتحطمت في بعض الاحيان امام حقيقة جديدة غير متوقعة وغير مفهومة بالنسبة لغالبية
الاسرائيليين ، ومن وجهة نظر الرجل الاسرائيلي العادي يمكن ان تحمل حرب اكتوبر
اكثر من اسم ، مثل حرب الإفاقة من نشوة الخمر أو انهيار الاساطير أو نهاية الأوهام
أو موت الابقار المقدسة عقب الحروب السابقة كانت تقام عروض عسكرية فخمة في يوم
الاستقلال تشاهد فيها الجماهير غنائم الحرب التي تـم الاستيلاء عليها من العدو اما
في هذه المرة علي العكس اقيم معرض كبير في القاهرة بعد مرور شهرين علي الحرب وفيه
شاهدت الجماهير الدبابات والمدافع والعربات العسكرية وكثيرا من الاسلحة
الاسرائيلية التي تـم الاستيلاء عليها من العدو خلال الحرب .
وفي المرات السابقة كان الجنود يعودون الي ديارهم بعد تسريحهم وكانوا
يذوبون في موجة السعادة والفخر ، أما هذه المرة فقد عادوا وقد استبد بهم الحزن
والفزع واحتاج الكثيرون منهم الي التردد علي قسم العلاج النفسي في الادارة الطبية
التابعة للجيش نظرا لاصابتهم بصدمة قتال
أمنون كابيليوك معلق عسكري اسرائيلى
كتاب اسرائيل انتهاء الخرافة
هذه هي أول حرب للجيش الاسرائيلي التي يعالج فيها الاطباء جنودا كثيرين
مصابين بصدمة القتال ويحتاجون الي علاج نفسي هناك من نسوا اسماءهم وهؤلاء كان يجب
تحويلهم الي المستشفيات لقد أذهل اسرائيل نجاح العرب في المفاجأة في حرب يوم عيد
الغفران وفي تحقيق نجاحات عسكرية لقد اثبتت هذه الحرب ان علي اسرائيل ان تعيد
تقدير المحارب العربي فقد دفعت اسرائيل هذه المرة ثمنا باهظا جدا لقد هزت حرب
اكتوبر اسرائيل من القاعدة الي القمة وبدلا من الثقة الزائدة جاءت الشكوك وطفت علي
السطح اسئلة هل نعيش علي دمارنا الي الابد هل هناك احتمال للصمود في حروب أخري
زئيف شيف معلق عسكري اسرائيلى
كتاب زلزال اكتوبر
حرب يوم عيد الغفران
اني أحصي للعرب خمسة انجازات هامة :
أولا : نجحوا في احداث تغيير في الاستراتيجية السياسية للولايات المتحدة
الامريكية بصورة غير مواتية لاسرائيل
ثانيا : نجحوا في تجسيد الخيار العسكري مما يفرض علي اسرائيل جهودا تثقل
علي مواردها واقتصادها
ثالثا : نجحوا في احراز درجة عالية من التعاون العربي سواء علي الصعيد
العسكري او الاقتصادي خاصة عندما استخدموا سلاح البترول في اكتوبر
رابعا : استعادت مصر حرية المناورة بين الدول الكبري بعد ان كانت قد فقدتها
قبل ذلك بعشر سنوات
خامسا : غير العرب من صورتهم الذاتية فقد تحرروا من صدمة عام 1967 واصبحوا
اقدر علي العمل الجاد
البروفيسور الاسرائيلي شمعون شامير
ندوة عن حرب أكتوبر بالقدس 1974/9/16
ان التوتر الذى ساد حزب العمل فى 1973 اصاب الحزب بالشلل و جعله غير قادر
على اتخاذ قرار بشان الدخول فى مفاوضات سلام مع العرب و ادى ذلك الى فشل مهمة جونار
يارنج للوساطه بين مصر و اسرائيل فكانت النتيجة هى نشوب حرب عيد الغفران و انتهاء
بسلطة حزب العمل و بالتالى الى تعادل فى القوه بين اليمين و اليسار و هذا التعادل
ما زال يمكن النظام السياسى فى اسرائيل حتى الان و اذا لم يظهر فى اسرائيل زعيم
مستشقل حتى الرابع من مايو عام 1999 موعد اعلان قيام الدولة الفلسطينية ، فسوف
يكون من الصعب جدا منع وقوع الكارثة التالية
يوسى بيلين عضو الكنيست و احد زعماء حزب العمل
انه نتيجة للقتال المشرف الذي خاضته الجيوش المصرية والسورية استرد العرب
كبرياءهم وثقتهم في انفسهم مما أدي الي تدعيم النفوذ العربي علي الصعيد العالمي
بشكل عام فليس هناك شك من الوجهة الاستراتيجية والسياسية في ان مصر قد كسبت الحرب
ان كفاءة الاحتراف في التخطيط والاداء الذي تمت بها عملية العبور لم يكن ممكنا لأي
جيش آخر في العالم ان يفعل ماهو افضل منها ولقد كانت نتيجة هذا العمل الدقيق من
جانب اركان الحرب ، وعلي الاخص عنصر المفاجأة التي تـم تحقيقها هو ذلك النجاح
الملحوظ في عبور قناة السويس علي جبهة عريضة لقد فشلت المخابرات الاسرائيلية فشلا
ذريعا حيث تركز نشاط المخابرات العسكرية علي النوايا المعادية بينما تـم تجاهل
القدرات المعادية لأنها لم تكن في الحسبان وأدي الخطأ في حساب القدرات العربية الي
نظريات خاطئة حول النوايا العربية من جانب آخر يجب اعطاء فضل كبير الي الامن
العربي والسرية التي حجبت الحقائق بقدر يكفي لتأكيد المفاهيم الاسرائيلية الخاطئة
المسبقة لقد خاض المصريون الحرب البحرية في جوهرها باسلوب استراتيجي وخاضها
الاسرائيليون بأسلوب تكتيكي فرض المصريون حصارا ناجحا علي حركة الملاحة الي ميناء
ايلات وذلك باغلاق مضيق باب المندب ويبدو ان حصارهم في البحر المتوسط منع معظم
السفن المحايدة والاسرائيلية من الاقتراب من الشاطيء الاسرائيلي في الجبهة
الجنوبية فشلت محاولات اسرائيل لتدمير قواعد الطيران المصري في دلتا النيل فشلا
ذريعا بفضل فاعلية الدفاع المصري قرر الاسرائيليون ايضا محاولة الاستيلاء علي
مدينة السويس ولكن رغم ان دباباتهم توغلت الي قلب المدينة فقد كانت المقاومة عنيفة
جدا لدرجة اجبرتهم علي الانسحاب بعد ان اصيبوا بخسائر كبيرة
المؤرخ العسكري الامريكي تريفور ديبوي رئيس مؤسسة هيرو للتقييم العلمي
للمعارك التاريخية في واشنطن
الندوة الدولية عن حرب اكتوبر القاهرة
27-31 اكتوبر 1975
بالنسبة لاسرائيل فان حرب اكتوبر احدثت تغييرا تاما في استراتيجيتها اذ
قذفت به قوة من موقف الهجوم الي موقف الدفاع فقد كانت تتخذ وضعا عسكريا هجوميا منذ
نشأتها بل ان الاركان العامة الاسرائيلية لم تعبأ بالتفكير في الوضع الدفاعي
لقد ادرك الجندي الاسرائيلي ان الدفاع اصبح حيويا لبقائه علي قيد الحياة
فأصبح الدفاع التقليدي الذي طالما كانت
اسرائيل تنظر اليه بعين الاستعلاء قبل الحرب اصبح مقبولا كضرورة عسكرية
لحماية الحدود الاسرائيلية بعد العمليات العسكرية الرائعة التي شهدتها الفتوحات
الاسلامية القديمة والحروب الصليبية تضاءلت مكانة الجندي العربي في نظر الغرب
باستمرار لاسباب متنوعة لادخل له بها وقد اكثرت اسرائيل من دعايتها في هذا الإطار
الي أن فوجئت في حرب اكتوبر ، بالجنود العرب يحطمون القيود ويقهرون الاسرائيليين
ويأسرون المئات منهم ويسقطون المئات من طائراتهم ، ويدمرون المئات من دباباتهم و
خلاصة القول ان الجنود العرب قضوا علي اسطورة السوبرمان الاسرائيلي الذي لايقهر
وتنطبق علي العرب الحكمة التي قالها نابليون وهي
ان النسبة بين الروح المعنوية والعتاد الحربي تبلغ ثلاثة الي واحد
لقد كانت حرب اكتوبر نقطة تحول في تاريخ الشرق الاوسط اذا نظرنا اليه قبلها
وبعد ها اذ ان اشياء كثيرة في المجالين العسكري والاستراتيجي لن تعود ابدا الي
ماكنت عليه قبل هذه الحرب التي كانت سببا في اعادة تقييم الاستراتيجيات القومية
والدولية
المؤرخ العسكري البريطاني ادجار اوبلانس
الندوة الدولية عن حرب اكتوبر القاهرة 17-31 اكتوبر 1975
ان الدروس المستفادة من حرب اكتوبر تتعلق بالرجال وقدراتهم اكثر مما تتعلق
بالالات التي يقومون بتشغيلها فالانجاز الهائل الذي حققه المصريون هو عبقرية
ومهارة القادة والضباط الذين تدربوا وقاموا بعملية هجومية جاءت مفاجأة تامة للطرف
الاخر رغم انها تمت تحت بصره وتكملة لهذا اظهر الجنود روحا معنوية عالية وجرأة
كانتا من قبل في عداد المستحيل
الجنرال فارار هوكلي مدير تطوير القتال في الجيش البريطاني
الندوة الدولية عن حرب اكتوبر القاهرة 27-31 اكتوبر 1975
كان كافة الخبراء العسكريين والمسئولين السياسيين واثقين من ان العرب لن
ينجحوا ابدا في مباغتة الجيش الاسرائيلي وكانت الادلة المبررة لذلك كثيرة ومتنوعة
علي عكس ماحدث في حرب اكتوبر فأولا كانت هناك ثقة بالغة في اجهزة المخابرات
الاسرائيلية التي كان يقال عنها انها من افضل اجهزة المخابرات في العالم خاصة وانه
كان معلوما للجميع ان الاجهزة الامريكية الخاصة علي صلة وثيقة بها ثم ان مناطق
الاحتكاك الخطيرة والتي هي مراقبة باستمرار تتميز بابعادها الصغيرة فقد كان
باستطاعة طائرات الاستطلاع والاقمار الاستطلاعية الامريكية ان تصور كل العمق في
المناطق العربية الخلفية ، ونادرا ما تجتمع مثل هذه الظروف الصالحة لمراقبة جبهات
معادية ولهذا بدا عنصر المباغتة مستبعدا خاصة وان عائقا صناعيا من الصعب اجتيازه
هو قناة السويس يحمي الخط الاسرائيلي الاول ويتيح مقاومة سهلة وفعالة لقد كانت
المفاجأة العربية في الساعة الثانية من بعد ظهر يوم 6 اكتوبر وحدث ماكان غير متوقع
علي عكس التأكيدات المنافية من جانب كافة رجال السياسة والخبراء العسكريين
والصحفيين والمتخصصين في كافة البلاد
الجنرال الفرنسى البرت ميرجلين
الندوة الدولية عن حرب اكتوبر القاهرة 17-31 اكتوبر 1975
في الساعة العاشرة والدقيقة السادسة من صباح اليوم الاول من ديسمبر اسلم
ديفيد بن جوريون الروح في مستشفي تيد هاشومير بالقرب من تل ابيب ، ولم يقل ديفيد
بن جوريون شيئا قبل ان يموت غير انه رأي كل شيء لقد كان في وسع القدر ان يعفي هذا
المريض الذي اصيب بنزيف في المخ يوم 18 نوفمبر 1973 من تلك الاسابيع الثمانية
الاخيرة من عمره ولكن كان القدر قاسيا ذلك ان صحوة او لرئيس لمجلس الوزراء
الاسرائيلي في ايامه الاخيرة هي التي جعلته يشهد انهيار عالم باكمله وهذا العالم
كان عالمه لقد رأي وهو في قلب مستعمرته بالنقب اسرائيل وهي تنسحق في ايام قلائل
نتيجة لزلزال اكثر وحشية مما هو حرب رابعة ، ثم راح يتابع سقوط اسرائيل الحاد وهي
تهوي هذه المرة من علوها الشامخ الذي اطمأنت اليه حتي قاع من الضياع لاقرار له فهل
كان الرئيس المصري انور السادات يتصور وهو يطلق في الساعة الثانية من السادس من
اكتوبر دباباته وجنوده لعبور قناة السويس انه انـما اطلق قوة عاتية رهيبة كان من
شأنها تغيير هذا العالم ان كل شيء من اوروبا الي امريكا ومن افريقيا الي آسيا لم
يبق علي حاله التي كان عليها منذ حرب يوم عيد الغفران فان شيئا ما اكثر عمقا قد
انقلب رأسا علي عقب في تلك العلاقة التي كانت قائمة بين العالم الصناعي ومستعمراته
القديمة
الكاتب الفرنسي جان كلود جيبوه
كتاب الايام المؤلمة في اسرائيل
ان حرب اكتوبر كانت بمثابة زلزال فلأول مرة في تاريخ الصهيونية حاول العرب
ونجحوا في فرض امر واقع بقوة السلاح ولم تكن النكسة مجرد نكسة عسكرية بل انها
اصابت جميع العناصر السيكولوجية والدبلوماسية والاقتصادية التي تتكون منها قوة
وحيوية اي امة وقد دفع الاسرائيليون ثمنا غاليا لمجرد محافظتهم علي حالة التعادل
بينهم وبين مهاجميهم وفقدوا في ظرف ثلاثة اسابيع وفقا للارقام الرسمية 2523رجلا
وهي خسارة تبلغ من حيث النسبة ماخسرته امريكا خلال عشر سنوات في حرب فيتنام مرتين
ونصف لقد اسفرت الحروب الاسرائيلية العربية السابقة عن صدور سيل من الكتب المصورة
المصقولة الورق تخليدا لذكري النصر ، اما في هذه المرة فان اول كتاب صدر في
اسرائيل كان يحمل اسم المحدال اي التقصير وفي عام القي الجنرالات الاسرائيلية و
كلهم رفاق سلاح محاضرات علي جمهورهم المعجب بهم حول حملاتهم المختلفة ، وماكادت
حرب 1973 تبدأ حتي اخذوا يتبادلون الاتهامات واقسي الاهانات سواء كان ذلك في الصحف
المحلية او العالمية واستقبلت الامهات الثكلي والارامل فيما بعد موشي ديان المعبود
الذي هوي بالهتافات التي تصفه بانه سفاك وكانت الحروب السابقة تعقبها استعراضات
عسكرية مهيبة في ذكري عيد الاستقلال ، مع استعراض الغنائم التي تـم الاستيلاء
عليها من العدو ، اما في هذه المرة فان شيئا من هذا لم يحدث بل علي العكس سرعان
ماعرف الاسرائيليون ان معرضا كبيرا للغنائم قد افتتح في القاهرة ولأول مرة ايضا
شاهد الاسرائيليون المنظر المخزي لاسراهم ورؤوسهم منكسة علي شاشات التليفزيون
العربي
الصحفي البريطاني دافيد هيرست
كتاب البندقية وغصن الزيتون
لقد غيرت حرب اكتوبر عندما اقتحم الجيش المصري قناة السويس ، واجتاح خط
بارليف غيرت مجري التاريخ بالنسبة لمصر وبالنسبة للشرق الاوسط بأسره
صحيفة الديلي تلجراف البريطانية
1973/10/7
كانت الصورة التي قدمتها الصحافة العالمية للمقاتل العربي عقب حرب 67 هي
صورة مليئة بالسلبيات وتعطي الانطباع باستحالة المواجهة العسكرية الناجحة من جانب
العرب لقوة اسرائيل العسكرية وعلي ذلك يمكن ان نفهم مدي التغيير الذي حدث عقب ان
اثبت المقاتل العربي وجوده وقدراته ، وكيف نقلت الصحافة العالمية هذا التغيير الي
الرأي العام العالمي
صحيفة التايمز البريطانية
1973/10/7
ان المصريين و السوريين يبدون كفاءة عالية و تنظيما و شجاعه لقد حقق العرب
نصرا نفسيا ستكون له اثاره النفسية ان احتفاظ المصريين بالضفة الشرقية للقناه يعد
نصرا ضخما لا مثيل له تحطمت معه اوهام الاسرائيلين بان العرب لا يصلحون للحرب
صحيفة واشطن بوست الامريكية
1973/10/7
ان الاسبوع الماضي كان اسبوع تأديب وتعذيب لاسرائيل ومن الواضح ان الجيوش
العربية تقاتل بقوة وشجاعة وعزم ، كما أن الاسرائيليين تملكهم الحزن والاكتئاب
عندما وجدوا ان الحرب كلفتهم خسائر باهظة وان المصريين والسوريين ليس كما قيل لهم
غير قادرين علي القتال
صحيفة الفينانشيال تايمز البريطانية
1973/10/11
واضح ان العرب يقاتلون ببسالة ليس لها مثيل ومن المؤكد ان عنف قتالهم له
دور كبير في انتصاراتهم وفي نفس الوقت ينتاب الاسرائيليين احساس عام بالاكتئاب لدي
اكتشافهم الاليم الذي كلفهم كثيرا ان المصريين والسوريين ليسوا في الحقيقة جنودا
لاحول لهم ولاقوة وتشير الدلائل الي ان الاسرائيليين كانوا يتقهقرون علي طول الخط
امام القوات المصرية و السورية المتقدمة
صحيفة التايمز البريطانية
1973/10/11
لقد وضح تماما ان الاسرائيليين فقدوا المبادرة في هذه الحرب وقد اعترف بذلك
قادتهم ومنهم الجنرال شلومو جونين قائد الجبهة الجنوبية في سيناء عندما قال : ان
هذه أصعب حرب تخوضها اسرائيل منذ قيامها سنة 1948 ويشيد الاسرائيليون بقوة الجيوش
العربية وشجاعة المقاتل العربي ويقولون إن هذه الجيوش مدججة بأحدث وأخطر انواع
الاسلحة لم يحدث في تاريخ العرب ان حملوا واستخدموا مثل هذه الاسلحة
وكالة رويتر من تل ابيب
1973/10/11
لقد اتضح ان القوات الاسرائيلية ليست مكونة كما كانوا يحسبون من رجال
لايقهرون ، ان الثقة الاسرائيلية بعد عام 1967 قد بلغت حد الغطرسة الكريهة التي
لاتميل الي الحلول الوسط وان هذه الغطرسة قد تبخرت في حرب اكتوبر، وأن ذلك يتضح من
التصريحات التي أدلي بها المسئولون الاسرائيليون بما فيهم موشي ديان نفسه
صحيفة ديلي صن البريطانية
1973/10/12
ان نظرية الحدود الآمنة التي تبنتها اسرائيل منذ انشائها حتي الآن بغرض
التوسع ، قد انهارت تماما ، وانه لابد للعقلية العسكرية الاسرائيلية ان تتغير في
ضوء حرب اكتوبر ان اسطورة نفسية قد تحطمت هذه المرة ويجب علي اسرائيل منذ الآن ان
تتخلي عن فكرة ان أمنها يتحقق بمجرد احتلال الاراضي
صحيفة ديلي تلجراف البريطانية
1973/10/12
لقد محت هذه الحرب شعور الهوان عند العرب وجرحت كبرياء اسرائيل
صحيفة ديلي ميل البريطانية
1973/10/12
ان القوات المصرية والسورية قد امسكت بالقيادة الاسرائيلية وهي عارية ،
الامر الذي لم تستطع ازاءه القيادة الاسرائيلية تعبئة قوات كافية من الاحتياط
لمواجهة الموقف الا بعد ثلاثة ايام ، لقد كان الرأي العام الاسرائيلي قائما علي
الاعتقاد بأن اجهزة مخابراته هي الاكفأ ، وان جيشه هو الاقوي والآن يريد الرأي
العام في اسرائيل ان يعرف ما الذي حدث بالضبط ولماذا حتي ان السؤال الذي يتردد علي
كل لسان في تل ابيب الآن هو لماذا لم تعرف القيادة الاسرائيلية بخطط مصر وسوريا
مسبقا
مراسل وكالة اليونايتد برس في تل ابيب
1973/10/12
ان حرب اكتوبر قد اطاحت بنظرية الحدود الامنة كما يفهمها حكام تل ابيب ،
فقد اثبتت ان امن اسرائيل لايمكن ان يكفل بالدبابات والصواريخ ، وانـما بتسوية
سلمية عادلة توافق عليها الدول العربية
صحيفة لومانتيه الفرنسية
1973/10/17
ان الكفاح الذي يخوضه العرب ضد اسرائيل كفاح عادل ، ان العرب يقاتلون دفاعا
عن حقوقهم ، واذا حارب المرء دفاعا عن ارضه ضد معتد فانه يخوض حربا تحريرية ، اما
الحرب من أجل الاستمرار في احتلال ارض الغير فانها عدوان سافر
صحيفة تسايتونج الالمانية الديمقراطية
1973/10/19
ان مصر قد لحقت باسرائيل وسبقتها تكنولوجيا في ميدان الصواريخ
والاليكترونيات
صحيفة الاوبرزفر البريطانية
1973/10/20
لقد واجه الاسرائيليون خصما يتفوق عليهم في كل شيء ومستعد لحرب استنزاف
طويلة، كذلك واجهت اسرائيل في نفس الوقت خصما افضل تدريبا وأمهر قيادة
وكالة اسوشيتدبرس
1973/10/20
ان الشعور السائد في اسرائيل اليوم يتميز بالحزن والاكتئاب ، كما ان عدد
اسري الحرب العائدين من مصر ، كان اكثر مما كان متوقعا ، الامر الذي يعني وقوع
الكثير من القتلي
صحيفة جويش كرونيكل البريطانية
1973/11/23
لقد فر الجنود الاسرائيليون من خط بارليف وهم يلتقطون انفاسهم وقد علت
القذارة ابدانهم وشحبت وجوههم ، فرت فلولهم من الجحيم الذي فتحه عليهم الهجوم
المصري الكاسح
صحيفة انا بيللا الايطالية البريطانية
1973/10/30
لقد سادت البلاد قبل حرب اكتوبر مشاعر خاطئة هي شعور صقورنا بالتفوق
العسكري الساحق لدرجة ان هذا الاعتقاد قادهم الي طمأنينة عسكرية علي طريقة :
سنقطعهم ارب ا اذا تجرأوا علي رفع اصبع في وجهنا
صحيفة علهمشمار الاسرائيلية
1973/10/29
كانت الفردان شرق قناة السويس من اول المواقع التي استولت عليها القوات
المصرية وعندها حقق المصريون اعظم انتصاراتهم واستعادوا اراضيهم منذ اليوم الاول
وكست وجوههم امارات الزهو والانتصار علي خط بارليف الذي انهار امامهم ، وهكذا ذهب
خط بارليف الاسرائيلي الي غير رجعة
صحيفة التايمز البريطانية
1973/10/31
لقد اوجدت حرب اكتوبر مفهوما يبدو اننا لم نعرفه من قبل منهكو الحرب ونعني
به اولئك الذين عانوا من الصدمات النفسية والمنتشرين الان في المستشفيات ودور
النقاهة يعالجون من اجل تخليصهم من الاثار التي خلفتها الحرب الضارية لقد عرف
الجنود الاسرائيليون خلال تلك الحرب ولأول مرة في حياتهم تجربة الحصار والعزلة
اثناء القتال وعار الاسر والخوف من نفاد الذخيرة
صحيفة هاآرتس الاسرائيلية
1973/11/2
لقد اعلن الجنرال اسحاق رابين بأن لدي بلاده خططا عسكرية لمواجهة جميع
الاحتمالات بما في ذلك احتلال القطب الشمالي ولكن يبدو ان احتمال الهجوم المصري
الكاسح ظهيرة السادس من اكتوبر لم يكن واردا في احتمالات الاسرائيليين ولهذا دفعوا
ثمنا غاليا
مجلة دير شبيجل الالمانية
1973/11/5
اننا حتي يوم وقف اطلاق النار علي جبهة سيناء لم نكن قد استطعنا الحاق
الضرر بالجيش المصري ، وانه من المؤكد انه حتي بدون التوصل الي وقف القتال لم نكن
سننجح في وقف او تدمير الجيش المصري ، وبهذا يمكن القول اننا خلال حربنا الرابعة
مع العرب لم نحقق شيئا
صحيفة هاآرتس الاسرائيلية
1973/11/8
ان البحرية المصرية تفوقت على البحرية الاسرائلية خلال حرب اكتوبر و خاصة
فى مجال الصواريخ
مجلة الدفاع الوطنى الفرنسية
1973/11/8
ان التقصير الذى حدث فى حرب عيد الغفران ادى الى ظهور حركة الاحتجاج التى
تزعمها موطن اشكنازى و التى طالبت بالتحقيق فى اسباب هزيمة الجيش الاسرائيلى فى
الحرب و هى التحقيق التى ادت الى سقوط المسئولين عن هذا التقصير و فى اعقاب اغتيل
رئيس الوزراء الاسبق اسحاق رابين ظهرت حركة جديدة بزعامة طال زيلبرشتاين بمواصلة
مسيرة السلام مع الفلسطينين و تتفق الحركتان فى تنبؤاتهما بان الثورة القادمه على
الطريق و سوف تندلع من قلب الشارع الاسرائيلى
صحفية معاريف الاسرائيلية
1973/11/8
ان صفارة الإنذار التي دوت في الساعة الثانية إلا عشر دقائق ظهر السادس من
أكتوبر 1973 كانت تمثل في معناها أكثر من مجرد إنذار لمواطني اسرائيل بالنزول إلي
المخابيء ، حيث كانت بمثابة الصيحة التي تتردد عندما يتم دفن الميت .. وكان الميت
حينذاك هو الجمهورية الاسرائيلية الأولي .. وعندما إنتهت الحرب .. بدأ العد من
جديد ، وبدأ تاريخ جديد... فبعد ربع قرن من قيام دولة اسرائيل ، باتت أعمدة ودعائم
إسرائيل القديمة حطاماًِ ملقي علي جانب الطريق
صحيفة " معاريف " الاسرائيلية
20/9/1998
ان هذه الحرب تمثل جرحاً غائراً في لحم اسرائيل القومي
مجلة بماحنيه الاسرائيلية
20/9/1998
ان حرب يوم الغفران بمثابة نقطة انكسار للمجتمع الاسرائيلي في مجالات عديدة
مجلة بماحنيه الاسرائيلية
24/9/1998
ان حرب اكتوبر قد قوضت الثقة بالنفس لدي نخبة الامن الاسرائيلية .. وتسببت
بقدر معين في هدم افتراضات امنية قامت عليها الاستراتيجية الاسرائيلية لفترة
طويلة.. ومن ثم تغيرت بعض العناصر الرئيسية في نظرية الأمن القومي التي تبلورت في
العقد الأول من قيام الدولة علي أيدي
ديفيد بن جوريون
مجلة بماحنيه الاسرائيلية
24/9/1998
ان جولدا مائير اعترفت - في حديث لها بعد حرب أكتوبر - بأنها فكرت في
الانتحار
صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية
28/9/1998
*تقول جولدا مائير: "لا شئ أقسى على نفسي من كتابة ما حدث في أكتوبر
1973 فلم يكن حدثا عسكريا رهيبا فقط، وإنما كان مأساة عاشت وسوف تعيش معي حتى
الموت. إن صدمتنا لم تتمثل فقط في الطريقة التي كانوا يحاربونا بها ولكن لأن عددا
من المعتقدات الأساسية التي آمنا بها قد انهارت أمامنا. فقد آمنا باستحالة وقوع
حرب في شهر أكتوبر، وآمنا بأننا سوف نتلقى إنذارا مبكرا لكل تحركاتهم قبل نشوب
الحرب، وآمنا بقدرتنا التامة على منع المصريين من عبور قناة السويس. وقد إنهار ذلك
كله فجأة .. يكفي أن أقول إنني لم أستطع أن أبكي .. لقد كانت خسائرنا تمزق
قلبي"
جولدا مائير
إن وصول طائرات النقل الامريكية ( س-5) ناقلة الاعتدة والسلاح بصورة مستمرة
إنقذ إسرائيل مما لم يكن تحمده عقباه وإننى أذكر أنه عندما اتصلت يوم 7 أكتوبر
بسفيرنا فى الولايات المتحدة مة أخرى قال لى إننا فى الساعة الثالثة صباحا ولا
أستطيع أن أوقظ أحد من المسئولين الامريكين الآن فقلت له لا يهمنى كم تكون الساعة
الآن إن الموت يأكل جنودنا وإن كل ساعة تأخير تكلفنا الكثير جدا أيقظهم جميعا اتصل
الدكتور كيسنجر فورا وقد رد كيسنجر بأن الطائرات العملاقة من طراز ( س150 جالاكسى
) قد تلقت أمر الرئيس بنقل كل ما تطلبه
توقيع
رئيسة وزراء إسرائيل جولدا مائير
فى كتابها قصة حياتى
إسحق رابين
لقد تعرضنا لنقص فى الوسائل التى تكفل استمرار القتال وكان الجسر الجوى
الذى أقامته الولايات المتحدة لنقل الاسلحة إلى إسرائيل أضخم جسر من نوعه فى
التاريخ وأكبر حتى من عتملية الانقاذ التى تمت بالنسبة إلى برلين والمؤكد أنه بدون
هذا الجسر لم يكن باستطاعتنا أن نستمر فى القتال
توقيع
إسحق رابين
رئيس وزراء إسرائيل الذى خلف جولدا مائير
موشيه ديان
إن قواتنا تتآكل 00 والامل فى أن يرسل إلينا الامريكيون إمدادات عاجلة من
الاسلحة
توقيع
موشيه ديان
9/10/1973
المؤرخ الاسرائيلى يعقوب تلمون
ماذا كان سيحدث لنا لو لم تلق حكومة الولايات المتحدة بكل ثقلها فى كفة
الميزان عندما أرسلت إلينا على الفور الامدادت والمعدات وأعلنت حالة التأهب فى
جيوشها
توقيع
المؤرخ الاسرائيلى
يعقوب تلمون
المحرر العسكرى لصحيفة صنداى تايمز
بعد يومين من بدء القتال كانت إسرائيل على حافة هزيمة مروعة لا تقل عن أية
هزيمة ألحقتها بالعرب من قبل فلم يكن قد تبقى لديها سوى 90 دبابة منهكة وأطقم
خائرة تقف بين جيش مصرى منتصر وبين تل أبيب
توقيع
المحرر العسكرى لصحيفة صنداى تايمز
وصف وزير الدفاع الأمريكى عملية العبور فقال
إن عبور القوات المصرية لقناة السويس واقتحامها لخط بارليف هو علامة بارزة
فى الحرب الحديثة سوف تغير الاستراتيجية العسكرية
توقيع
وزير الدفاع الأمريكى
المحرر العسكرى لصحيفة صنداى تايمز
بعد يومين من بدء القتال كانت إسرائيل على حافة هزيمة مروعة لا تقل عن أية
هزيمة ألحقتها بالعرب من قبل فلم يكن قد تبقى لديها سوى 90 دبابة منهكة وأطقم
خائرة تقف بين جيش مصرى منتصر وبين تل أبيب
توقيع
المحرر العسكرى لصحيفة صنداى تايمز
الجنرال الأمريكى إيفيل بانجر
إن إسرائيل بقيت قائمة كدولة لأننا لم نخنها فبدون الأسلحة والنفاثات
الأمريكية كان محتوما أن تفنى إسرائيل
توقيع
الجنرال الأمريكى إيفيل بانجر
الرئيس الأمريكى
السابق ريتشارد نيكسون
لو لم نمد الجسر الجوى إلى إسرائيل لما كان فى مقدورها الصمود أكثر من 48
ساعة أخرى
توقيع
الرئيس الأمريكى
السابق ريتشارد نيكسون
شاومو أهنون
المراسل الحربى الاسرائيلى
أيام وساعات انتظرناها على فترات متقطعة لرؤية أضخم نقل فى العالم تهبط
للمرة الولى فى إسائيل جميع الشعب يقف بانفعال عظيم حول المنطقة التى تهبط بها
الطائرات إنهم يقفون على الأسطح وعلى الشجار والكل منفعل جدا
إن طائرة ( ت . اى . والاس .س .) عبارة عن برج شالوم طائر وهى أكبر من
طائرة الجامبو مرتين ولها ذيل بارتفاع 35 مترا ولها 24 أو 28 عجلة
وتستطيع أن تحمل 800 جندى أو 120 طنا والتوتر والشوق لهذا الجمل الطائر
عظيما جدا الجميع هنا متوترون وينتظرون قدوم كل طائر بصبر نافذ
توقيع
المراسل الحربى الاسرائيلى
إذاعة إسرائيل العبرية
إن طائرات النقل الأمريكية قامت بخمس وسبعين رحلة إلى إسرائيل كما تم حتى
الان وصول 20 طائرة فانتوم و200 دبابة كما أن السفن الإسرائيلية تأتى من ميناء
نورفلوك فى فرجينيا محملة بطائرات سكاى هوك إن رئيس الدولة ورئيسة الحكومة والسفير
الأمريكى فى إسرائيل قاموا فى أوقات مختلفة بزيارة لمطار عسكرى فى مكان ما من
البلاد لمشاهدة عملية تفريغ الطائرات الأمريكية العملاقة التى أحضرت شحنات الأسلحة
إلى إسرائيل
توقيع
إذاعة إسرائيل العبرية
وزير الدفاع الإسرائلى موشى ديان
إن موقفنا خلال الأسبوع الأول من الحرب كان يائسا حيث لم نكن نملك قذائف
كافية إلى أن جاءتنا الإمتدادات الأمريكية
توقيع
وزير الدفاع الإسرائلى موشى ديان
أبا إبيان
وزير الخارجية الإسرائيلى أثناء الحرب
لقد واجهت إسرائيل فى حرب أكتوبر تهديدا حقيقيا وخطيرا حتى إن المر تطلب
قرارا على أعلى مستوى فى الولايات المتحدة المريكية لكى لا تتعرض إسرائيل للغرق
توقيع
أبا إبيان
وزير الخارجية الإسرائيلى أثناء الحرب
رأى إسرائيلى :
حرب يوم الغفران
تسمى ب " حرب يوم القيامة " عند العرب أيضا , أو حرب أكتوبر كما
ذلك )
لقد كانت منذ أيلول / سبتمبر عام 1973 في حيازة المخابرات الإسرائيلية دلائل تشير إلى انتشار حشود
عسكرية على امتداد خطوط الجبهة لإسرائيل مع سوريا ومصر, ومع ذلك تم تفسير هذه
الدلائل بمثابة مناورات على نطاق واسع. وقد أضيف إلى ذلك التقدير أن جيوش الدول
العربية ليست مستعدة لحرب شاملة وأن المسيطرين في سوريا ومصر لن يقدموا على
الابتداء بحرب فيها امكانيات انتصارهم ضئيلة. وعلى الرغم من ذلك ففي ساعات الصباح
المبكرة ليوم الغفران الذي صادف يوم السبت, السادس من تشرين الأول / أكتوبر , اتضح
أن التقديرات لم تكن صحيحة, حيث في الساعة الثانية بعد الظهر شنت جيوش سوريا ومصر
بنفس الوقت حملة شاملة ومنسقة ضد إسرائيل.
وفي غضون يوم الغفران بدأت إسرائيل بتجنيد القوات الاحتياطية الخاصة بها.
ولقد خففت على عمل التجنيد الحقيقة أن الإسرائيليين كانوا في بيوتهم أو في الكنس,
ولكن صعبت الحقيقة أن إذاعة " صوت إسرائيل " صمتت في نفس اليوم.
وقد نشأت الحرب في الجبهة السورية - الإسرائيلية في الإغارات الجوية وفي
القصف المدفعي الثقيل الذي قام به السوريين على امتداد خط الجبهة في هضبة الجولان,
والذي تمت السيطرة عليه بواسطة سلسلة من التحصينات الإسرائيلية التي شكلت مواقع
أمامية ومواقف مرصدية.
وقد ساندت هذه التحصينات قوات الدبابات القليلة ( حوالي 180 دبابة بالمجموع ). حيث في أعقاب
عملية التليين, قامت بالهجوم ثلاث فرق من المشاة ومئات من الدبابات السورية.
وسرعان ما تطور الهجوم السوري إلى هجوم ضخم للمدرعات, بمشاركة حوالي 1,500 دبابة.
وفي مطلع الحرب أنزل السوريون بواسطة الطائرات العامودية قوات المشاة في
منطقة " موقع جبل الشيخ لإسرائيلي ", والذي تواجدت فيه من قبل الجانب
الإسرائيلي فصيلة واحدة من جنود المشاة وطاقم من جنود المخابرات وسلاح الجو. وقد
احتل السوريون هذا الموقع. وقد كان هذا الموقع هو الموقع الواحد الذي استسلم وسقط
خلال ساعات قليلة في أيدي السوريين. وفي الجبهة الجنوبية لهضبة الجولان اندلعت
معارك مريرة بسبب التفوق العددي لسلاح المدرعات السوري الذي دُفِعَ به إلى هذه
الجبهة, لقد أخترق خط الدفاع وقد انسحب جزء من القوة الإسرائيلية في هذا القطاع
إلى منطقة نفح. في هذه المنطقة جرت المعركة المركزية, بعد أن اخترق السوريون خط
الدفاع اختراقا عميقا.
وقد وصل السوريون في الطريق الرئيسي إلى منطقة معسكر نفح بينما في طريق
" اليهودية ", فوق مصب الأردن في بحيرة طبريا, وصل السوريون إلى حوالي
بعد 10 كيلومترات من المصب. وفي منطقة القطاع الشمالي قام لواء المدرعات
الإسرائيلي السابع بصد التقدم السوري على امتداد خط الجبهة للقطاع بأكمله.
وفي الليلة ما بين السادس والسابع من تشرين الأول / أكتوبر سيطرت قوات
سورية على الطرق المؤدية إلى بحيرة طبريا, وقد وصلت طلائع الجيش السوري إلى بعد 800 متر من القرية التعاونية "
إل-عل " التي تشرف على بحيرة طبريا. وفي يوم الأحد السادس من تشرين الأول /
أكتوبر, اندلعت معارك مريرة على امتداد الخط بكامله, أسفرت عن ضحايا كثيرة من
الطرفين.
وفي هذه المرحلة تم تعزير القوة التي تحت قيادة قائد لواء الشما, الجنرال
حوفي, بواسطة الفرقة التي قادها العميد موشيه بيلد, وبمساعدة هذه القوة الجديدة
ابتدأ في القطاع الجنوبي هجوم مضاد في يوم الاثنين, الثامن من تشرين الأول /
أكتوبر. وقد تحملت فرقة بيلد المسؤولية عن المنطقة كبير-إل-عال وعن الطريق الموازي
له - اللذين يؤديان إلى مفترق رفيد. وقد اشتبكت هذه الفرقة مع اثنتين من ألوية
الدبابات السورية, بعد معركة مريرة دارت في المنطقة في يومي الاثنين والثلاثاء (
الثامن والتاسع من تشرين الأول / أكتوبر ) تم صد السوريين.
وفي يوم الأربعاء ( العاشر من تشرين الأول / أكتوبر ), عاد السوريون إلى
خطوط وقف إطلاق النار لعام 1967 "الخط البنفسجي" ( راجع / ي حرب الأيام الستة ) بعد أن
تكبدت خسائر فادحة . وفي القطاع الشمالي للجبهة, والتي كانت تحت قيادة الجنرال
رفائيل إيتان, تم صد الهجوم السوري, وفي منطقة اللواء السابع المعروفة باسم "
وادي الدموع " ( شمالي القنيطرة ), بقيت 300 دبابة وحاملة جنود مدرعة سورية مصابة أو متروكة. وفي القطاع
المركزي للجبهة صمدت فرقة الجنرال دان لينر أمام ضغط الاقتحام السوري في منطقة نفح
وعلى امتداد طريق أنبوب النفط "التابلاين ".
وقد اقتحمت هذه الفرقة باتجاه الجنوب - الشرقي دافعة تدريجيا القوات
السورية عن منطقة نفح باتجاه حوشنييا. وفي هذه المرحلة, في يومي الثلاثاء
والأربعاء ( التاسع والعاشر من تشرين الأول / أكتوبر ), كسرت فرقتان, هما فرقة
ليرنر من الشمال وفرقة بيلد من الجنوب, كسرت القوات السورية في منطقة حوشنييا
مبيدتين كمية لا بأس بها من الدبابات خلال معركة شرسة . وفي يوم الأربعاء وصلت
قوات ليرنر إلى " الخط البنفسجي " أيضا, في حين أبيدت القوات السورية أو
تم صدها إلى الوراء.
وفي نفس اليوم تم صد القوات السورية بصورة تامة من هضبة الجولان حيث تمركزت
قوات جيش الدفاع الإسرائيلي على امتداد " الخط البنفسجي " بأكمله. وفي
يوم الخميس, 11 تشرين الأول / أكتوبر, بدأ جيش الدفاع الإسرائيلي بهجومه المعاكس
داخل المنطقة السورية , حيث اقتحمت فرقة إيتان المواقع السورية في منطقة جوباتا,
بينما هجمت فرقة ليرنر على امتداد التحصينات السورية متجهة تحو طريق دمشق. وفي يوم
الجمعة الثاني عشر من تشرين الأول / أكتوبر تم احتلال القرية السورية مزرعة بيت
جن. وفي الجنوب وسع جيش الدفاع الإسرائيلي من مجال اختراقه متقدما باتجاه كناكر.
هنا اشتبك جيش الدفاع الإسرائيلي مع فرقتين عراقيتين كانتا وصلتا المنطقة
كإمدادات لسوريا . وقد فشل الهجوم العراقي وانسحبت القوات العراقية, تاركة خلفها
حوالي 80 دبابة مدمرة. وقد استغلت قوات جيش الدفاع الإسرائيلي انتصارها حيث
اخترقت المنطقة المجاورة لقرية شمس. وفي يوم السبت, الثالث عشر من تشرين الأول /
أكتوبر, احتلت قوات من المظليين الإسرائيليين التلة الحيوية تل - شمس بخسائر قليلة
, إذ أن الهجوم المعاكس الذي قامت به القوات العربية - السورية والعراقية
والأردنية ( التي وصلت هي الأخرى كإمدادات لسوريا ) لم يؤثر إلا قليلا على
المعركة.
وبعد ذلك سيطرت قوات جيش الدفاع الإسرائيلي على خط مقوي ومريح نسبيا لم
تتمكن القوات العربية من كسره. وفي الواحد والعشرين وفي الثاني والعشرين من تشرين
الأول / أكتوبر تم الاحتلال المجدد لموقع جبا الشيخ الإسرائيلي ولموقعين كانا في
الطرف السوري من " الخط البنفسجي ".
لقد خسر الجيش السوري في المعركة لإعادة السيطرة على هضبة الجولان حوالي 1,100 دبابة, بما فيها كمية لا بأس بها
من الدبابات الروسية الحديثة في ذلك الحين من طراز T - 62. وقد أخذ جيش الدفاع الإسرائيلي حوالي 370 جنديا سوريا أسيرا, بينما أخذ السوريون حوالي ستة جنود إسرائيليين.
وتمكن سلاح الجو التابع لجيش الدفاع الإسرائيلي, والذي قدم الدعم الجوي طوال جميع
مراحل المعركة للقوات الأرضية, وفي مرحلة متأخرة خرج كذلك إلى مهام قصف إستراتيجية
داخل سوريا ( بما فيها دمشق ومدن ميناء ومنشآت للبنى التحتية ), قد تمكن من تعطيل
سلاح الجو السوري عن العمل في نهاية الأسبوع الأول من المعارك وقد دمرت أغلبيته.
بالإضافة إلى ذلك, فقد أبيد جزء كبير من شبكة الصواريخ من الصناعة الروسية
الذي تم وضعها في سوريا أيضا. وقد انتهت قوات جيش الدفاع الإسرائيلي من المعركة
مسيطرة على مواقع إستراتيجية في قمة جبل الشيخ, مواقع قد أشرفت على المنطقة التي
بين ميدلن القتال ودمشق كما سيطرت هذه القوات على مواقع تقع في ضواحي دمشق على بعد
مرمى مدفعية جيش الدفاع الإسرائيلي.
وهكذا كان الوضع العسكري عندما صادقت القيادة السورية على وقف إطلاق النار
بموجب قرار مجلس الأمن رقم 338 من يوم الثاني والعشرين من تشرين الأول / أكتوبر عام 1973. وفي الوقت الذي بدأ فيه الهجوم
السوري, عبرت خمس فرق مشاة مصرية خط بار - لف على امتداد قناة السويس - حوالي 70,000 جندي إزاء أقل من 500 جندي إسرائيلي كانوا يدافعون عن
الخط. وقد رافق هذا العبور الرمي المدفعي وإلقاء القنابل من الطائرات المصرية,
التي حاولت تعطيل قواعد سلاح الجو الإسرائيلي في سيناء عن العمل.
وقد واجهت قوات المدرعات الإسرائيلية, والتي حاولت صد العبور المصري,
المعارضة القوية والصواريح المضادة للدبابات التي سببت الخسائر الفادحة للدبابات
الإسرائيلية. وقد أقامت الأرمية المصرية - الثانية ( في الشمال ) والثالثة ( في
الجنوب ) - رؤوس جسر كبيرة على عرض القناة : في الشمال في منطقة القنطرة, في
المركز في منطقة الإسماعيلية, في الجنوب في منطقة البحيرة المرة الكبرى وفي منطقة
السويس.
وقد قام سلاح الجو الإسرائيلي بمحاولات مستمرة لتدمير الجسور يتعرض للمظلة
الكثيفة من الصواريخ المضادة للطائرات, والتي سببت لإسرائيل الخسائر الفادحة.
وقد أسفرت جهود قوات جيش الدفاع الإسرائيلي للوصول إلى الوحدات الإسرائيلية
المحاصرة داخل خط بار - لف بغاية إنقاذها, عن الخسائر الفادحة للغاية لقوات
الإنقاذ, وقد تم احتلال الخط في اليوم الثالث من الحرب.
وقد تمكن معقل واحد, المتطرف إلى أقصى الشمال ( في منطقة بلوزة ) - من
الصمود خلال الحرب كلها حيث لم يحتله المصريون. والمعقل المتطرف إلى أقصى الجنوب,
في بورت توفيق, تمكن من الصمود لعدة أيام, واستسلم عندما نفد مخزون الذخيرة,
الغذاء والأدوية.
وفي يوم الاثنين, الثامن من تشرين الأول / أكتوبر, قسم قائد لواء الجنوب ,
الجنرال شموئيل غونن ("غوروديش") منطقة جبهة سيناء إلى ثلاثة أقسام :
القطاع الشمالي تحت قيادة الجنرال أبراهام إدن, القطاع المركزي تحت قيادة الجنرال
أريئل شارون , والقطاع الجنوبي تحت قيادة الجنرال أبراهام مندلر.
وفي نفس اليوم قامت قوات الجنرال إدن بالهجوم باتجاه جسر الفردان مقابل
الإسماعيلية, حيث صده المصريون.
وفي المعارك التي استمرت بعد ذلك أرسل المصريون إلى المعركة إمدادات كبيرة
من المشاة, بهدف ضرب المدرعات الإسرائيلية بواسطة الصواريخ المضادة للدبابات. إلا
أن قوات جيش الدفاع الإسرائيلي سرعان ما تكيفت مع هذا النوع الجد\يد من القتال
وطورت تكتيكا خفف من خسائرها من هذا السلاح.
وفي يوم الأحد, الرابع عشر من تشرين الأول / أكتوبر, شن المصريون حملة
دبابات واسعة حيث استمرت المعركة طوال ذلك اليوم دار قتال المدرعات بالمدرعات وقد
بذل الجيش المصري جهده لاختراق الخط في أربعة أماكن. وقد دار القتال الرئيسي في
القطاع المركزي, ضد قوات شارون, وفيه تم تدمير 110 دبابات خلال ذلك اليوم .
وفي القطاع الشمالي, تحت قيادة إدن وفي القطاع الجنوبي تحت قيادة مندلر,
دارت معركة ضد وحدات من الجيش المصري الثالث, الذي حاول التقدم جنوبيا, على امتداد
الساحل الشرقي لمضيق السويس, باتجاه حقول النفط في أبو - رودس. وقد أحبط سلاح الجو
الإسرائيلي هذه المحاولة. وفي غضون يوم الرابع عشر من تشرين الأول / أكتوبر خسر
المصريون ما يزيد عن 200 دبابة .
وفي الليلة ما بين الخامس عشر إلى السادس عشر من تشرين الأول / أكتوبر
اخترقت قوات من المظليين من فرقة شارون الجبهة المصرية, حيث عبرت القناة وتمركزت
في الضفة الغربية في الفجوة ما بين الجيش الثاني والثالث. وفي اليوم التالي ,
عندما انضمت إليها قوات من المدرعات, بدأ شارون بتوسيع مجال الاختراق.
ولقد فوجئت القوات المصرية من الضفة الغربية للقناة حيث ولم تظهر المقاومة
المعاندة.
وقد منعت قوة الجيش الثاني والتي سيطرت على منطقة الاختراق وعلى الطريق
المؤدي إليها, منعت إحراز المزيد من التقدم الإسرائيلي باتجاه القناة. وقد اضطرت
فرقة دان إلى الاشتباك مع المصريين للتمكين من خلق ممر واسع بما يكفي ولتقوم
بحمايته.
وقد أبادت قوات إدن لواء دبابات مصري تابع للجيش الثالث عندما كان يتقدم
شمالا على امتداد البحيرة المرة الكبرى. في هذه الأثناء تم تعزيز قوات شارون
الموجودة على الضفة الغربية للقناة, وتحت قيادته بدأت تتحرك إلى الشمال قوات على
جانبي القناة. وفي الضفة الشرقية للقناة, بالقرب من منطقة الاختراق دارت إحدى
المعارك الأكثر مرارة في هذه الحرب, في منطقة " المزرعة الصينية ".
وحتى ظهر يوم السابع عشر من تشرين الأول / أكتوبر طهرت قوات إدن, خلال
معارك مريرة الطرق الرئيسية المؤدية إلى منطقة جسور العبور وفي الليلة ما بين
السابع عشر والثامن عشر من تشرين الأول / أكتوبر عبرت هذه القوات الجسور.
وقد كانت المهمة الأولى لإدن الذي اخترق إلى الجنوب تدمير أكبر عدد من ة
قواعد إطلاق لصواريخ المضادة للطائرات وتقدم باتجاه تلال جنيفة. وفي نفس الليلة
بدأت كتائب الكوماندو المصرية بالهجوم المعاكس, من الإسماعيلية وإلى الجنوب, ضد
لواء المظليين الذي عبر القناة أولا, لكنه قد صُدَ. في نفس الوقت دارت معارك جوية
على نطاق واسع وفيها تمكن سلاح الجو الإسرائيلي من إحراز التفوق التام. وفي عشية
التاسع عشر من تشرين الأول / أكتوبر عبرت فرقة الجنرال ماغن ( الذي تلقى القيادة
بعد مقتل الجنرال مندلر ) الجسور.
الآن أصبحت ثلاث فرق إسرائيلية متواجدة غربي قناة السويس. وقد وسعت هذه
الفرق من منطقة الثغرة محولة إياها إلى جيب أخذ بالاتساع. وفي الثاني والعشرين من
تشرين الأول / أكتوبر قطعت قوات جيش الدفاع الإسرائيلي طريق القاهرة - السويس. وقد
دعا مجلس الأمن, الذي انعقد لمبادرة الاتحاد السوفييتي في الأحد والعشرين من تشرين
الأول / أكتوبر, إلى وقف إطلاق النار الفوري حيث كان من المتوقع أن يصبح ساري
المفعول في الثاني والعشرين من تشرين الأول / أكتوبر في ساعة 17:58.
مع أن مصر وإسرائيل وافقتا على وقف إطلاق النار, إلا أن المعارك استمرت حتى
الرابع والعشرين من تشرين الأول / أكتوبر وعندما انتهت, كان الجيش الثالث (حوالي
120000 جندي وحوالي 2000 دبابة ) ومدينة السويس محاصرة تماما من قبل جيش الدفاع
الإسرائيلي.
ومع الانتهاء من المعارك في جبهة سيناء سيطرت القوات المصرية على الضفة
الشرقية لقناة السويس ( ما عدا منطقة الاختراق الإسرائيلية ) وعلى عمق حوالي 10 كيلومترات . وقد سيطرت قوات جيش
الدفاع الإسرائيلي على مسا فة 1,600 كيلومتر عرضيا وعاموديا من قناة السويس, اتسعت مساحتها من ضواحي
الإسماعيلية في الشمال وحلى جبل عتاقة وميناء العدبية في الجنوب ووصلت في أقصى
نقطة إلى الغرب إلى بعد 70 كيلومترا من القاهرة..هكذا نشأ وضع اعتبر فيه المصريون كل عبورهم
للقناة وإقامة رؤوس الجسر على الضفة الغربية الخاصة بها كإنجاز.
ومن الطرف الآخر, فقد تمكنت إسرائيل في هجومها المعاكس من احتلال مواقع
منحتها الحماية للمساومة في المفاوضات التي أعقبت الحرب.
وفي المعارك البحرية, بما فيها المعارك الأولى للصواريخ في التاريخ البحري,
دمرت إسرائيل أغلبية الأسطول السوري وجزءا من الأسطول المصري وحققت السيطرة التامة
في البحر الأبيض المتوسط وفي البحر الأحمر. وفي هذه المعارك خسرت مصر ما يزيد عن
ألف دبابة وحوالي 8,000 جندي أسرتهم قوات جيش الدفاع الإسرائيلي. بينما أخذ المصريون
حوالي 240 جنديا إسرائيليا.
وفي أعقاب قراري مجلس الأمن رقمي 338 و-339 واتفاقية البنود الستة بين إسرائيل ومصر, أفتتح في الواحد
والعشرين من كانون الأول / ديسمبر عام 1973 مؤتمر السلام للشرق الأوسط في جنيف, بمشاركة كل من مصر, الأردن
وإسرائيل, تحت رعاية الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي وبرئاسة الأمين العام
للأمم المتحدة.
وخلال شهر كانون الثاني / يناير عام 1974 جرت مفاوضات حول فصل القوات بين إسرائيل ومصر وقد لعب في هذه
المفاوضات وزير الخارجية الأمريكي كيسينجر دورا مركزيا كوسيط يقرب بين وجهات النظر
الإسرائيلية والمصرية .
وقد أصبحت اتفاقية فصل القوات بين مصر وإسرائيل سارية المفعول في الثامن
عشر من كانون الثاني / يناير عام 1974 مع تنفيذ اتفاقية الفصل بين مصر وإسرائيل, عندما بدأ إجراء
محادثات للتوصل إلى اتفاقية مشابهة بين إسرائيل وسوريا, والتي تم توقيعها في
الثلاثين من أيار / مايو عام 1974.
لقد غيرت حرب يوم الغفران من مفاهيم عديدة في القتال المعاصر. وقد كانت
هذه, كما ورد, حرب الصواريخ الأولى في التاريخ البحري. وبما يتعلق بنجاعة الصاروخ
الروسي المضاد للدبابات فقد قيلت آراء مبالغ فيها قليلا إذ في غضون الحرب قام جيش
الدفاع الإسرائيلي بحل المشكلة.
ولكن من جهة أخرى, فقد ثبتت نجاعة الصواريخ الروسية المضادة للطائرات من
طراز SAM-6.
من وجهة نظر عسكرية محضة, فالحرب التي أفتتحت في أسوأ الظروف من ناحية
إسرائيل وفي أفضل الظروف من ناحية مصر وسوريا, قد انتهت بانتصار قوات جيش الدفاع
الإسرائيلي. والخسائر في الأرواح لدى الطرفين كانت فادحة : فقد قتل في هذه المعارك
حوالي 3,500 سوري, حوالي 15,000 مصري, وحوالي 2,350 إسرائيليا.
مع أنه من وجهة نظر العسكرية المحضة لا شك أن إسرائيل قد حققت انتصارا
عسكريا مثيرا بعد ضربة الأيام الأولى, كان النجاح الأول الذي حققته مصر في عبورها
للقناة واختراقها لخط بار- لف, قد أدى إلى انطلاقة سيكولوجية مكنت من تحقيق السير
نحو الحصول على تسوية مصرية إسرائيلية.
وبعد اتفاقية فصل القوات في عام 1974 والاتفاقية المرحلية في عام 1975, قام أنور السادات بزيارة إلى القدس في تشرين الثاني / نوفمبر عام
1977, أعقبها توقيع اتفاقيات كامب
ديفيد في أيلول / سبتمبر عام 1978 كما توقيع معاهدة السلام المصرية -الإسرائيلية في آذار / مارس عام
1979. ولم تتمكن هذه الأمور لتحدث لولا
أن استرجعت مصر كرامتها الضائعة في حرب يوم الغفران.
والنتيجة الثانية للرب كانت هي اعتماد إسرائيل المتزايد على الولايات
المتحدة, حيث يتمثل هذا الاعتماد في الجبهة الدبلوماسية, في إرسال الذخيرة التي
ازدادت بصورة ملموسة منذ الحرب, وفي المعونة الاقتصادية التي تتقدم بها الولايات
المتحدة إلى إسرائيل.
وقد كلفت الحرب إسرائيل مقدار مبلغ سنوي من الإنتاج الاجتماعي وقد بلغ
الدين الخارجي لإسرائيل حدا بحيث احتاجت فيه إلى مليارات من الدولارات من المعونة
الاقتصادية الأمريكية كل عام.
وكانت النتيجة الثالثة للحرب هي تهيئة الظروف " للانقلاب " الذي
حصل عام 1977. وعلى االرغم من أن حزب المعراخ (التجمع ) نجح في تشكيل ائتلاف
بعد الانتخابات التي جرت في كانون الأول / ديسمبر عام 1973, فإن نشر تقرير لجنة أغرانات عن ظروف اندلاع حرب يوم الغفران,
الذي أعقبته استقالة غولدا مئير رئاسة الحكومة واعتزال موشيه ديان لوزارة الدفاع
في آذار / مارس عام 1974, أدت إلى تدهور إضافي في شعبية المعراخ (التجمع).
وقد هزت حرب يوم الغفران المجتمع الإسرائيلي والثقة بالنفس التي تمتع بها,
وخلقت لأول مرة منذ قيام الدولة, عن تأسيس حركات احتجاجية طالبت بتغييرات بعيدة
المدى في النظام السياسي الإسرائيلي
#المصرى_بهاء_الشامى
تحيا مصر
ردحذفميزان هوك معلق تجدة فى فاترينا دوت كوم دليل عام واكبر محرك بحث محلى فى مصر
ردحذفhttps://www.vatrena.com/c/2079