السبت، 11 نوفمبر 2017

الصندوق الأزرق رقم 18

 كان جمال مبارك يحب فتاه بريطانيه من أصل إيرانى تعرف عليها خلال سنوات عمله فى الفرع البريطانى من بنك أوف أمريكا


لم يكن مقبولا أن يتزوج الرئيس القادم من فتاه أجنبيه مجهوله ومستورده لا تعرف من اللغه العربيه سوى كلمة أحبك فكان لابد من إعادته إلى مصر والبحث عن عروس تناسب مستقبله المنتظر لكن قبل ذلك كان لابد من إقناعه بفكرة الزواج


فى إحتفال بإفتتاح دار الدفاع الجوى طلب مبارك وزوجته من المشير حسين طنطاوى أن يفاتح جمال فى موضوع الزواج عله يسمع كلامه وبحث القائد العام عن الوريث حتى وجده فى طرف بعيد من القاعه


أقترب منه المشير قائلا الوالد والوالده يرغبون فى أن تتزوج لنفرح بك


كان جمال يضع يده فى وسطه كعادته متحفزاً كطبيعته فأنفجر فى وجه المشير غاضبا رافضاً أن يتدخل فى حياته الشخصيه فكتم المشير غضبه قائلاً لقد تحدثت معك فى هذا الموضوع بطلب من الرئيس وحرمه فشعر جمال بالخطأ فقال ملطفا لو كان لديك أبنه أو شقيقه لطلبت يدها منك فأنهى المشير الحوار قائلا لا أعتقد لأنها ستكون سمراء


هذه الروايه تكشف الطريقه العدوانيه التى كان يتعامل بها جمال مع المشير ولكن ليس صحيحا ما أشيع أن المشير عبر عن غضبه للرئيس عما يفعله جمال وشلته فى الجيش وعمّا يوجهون إليه من إهانات فقد أبتلع المشير كل ما تعرض له دون أن يعترض ربما أنتقم لنفسه فيما بعد حين جاءت الفرصه


فى كافيتريا فندق سوفتيل المطل على كورنيش أبوظبى قال الفريق أحمد شفيق لأحد الصحفيين المقربين كان جمال وشلته لا يطيقون المشير وتجاوزوا كثيرا فى حقه وكنت أتعجب كيف ينام الرئيس ووزير دفاعه وقائد جيوشه يغلى من الغيظ



كان فى شلة مبارك من أستهان بالوظيفه البسيطه التى كان يقوم بها والد المشير فى قصر عابدين قبل وفاته فى وقت مبكر لتتولى زوجته تربية أبنائهما وهو ما يفسر سكن الأسره فى حى  عابدين



سبق أن تلقى المشير تقريرا من مسئول أمن المنطقه العسكريه الشماليه جاء فيه أن جمال يسعى إلى إختراق الجيش بتجميع القيادات الوسطيه ولكنه لم يشك لمبارك إبنه.. وأكتفى بالدردشه مع رئيس أركانه سامى عنان


قبل سامى عنان كان رئيس الأركان هو الفريق حمدى وهيبه وقد نجح الرجل فى التقرب من علاء وجمال مبارك إلى حد أن شعر كل من فى قيادة القوات المسلحه بأنه وزير الدفاع القادم وهو ما جعله يتجاوز حدوده فى الأمر والنهى والعقاب والثواب لكن مبارك الذى لا يعرف أحد كيف يفكر



 فاجأ الجميع بتعيينه رئيسا للهيئة العربية للتصنيع.. وطلب من طنطاوى أن يبلغه بالقرار وكانت هذه اللحظه من أسعد اللحظات فى عمر المشير



أستدعاه قائلا الرئيس أمر بنقلك خارج القوات المسلحه فصدم الرجل مما سمع وقبل أن يعرف ما حدث أستطرد المشير أرفع سماعة التليفون وأشكره ونفذ الرجل الأمر وهو فى حالة دوار غير مصدق ما حدث


 قبل أن ينصرف من المكتب أضاف المشير أنتظر عليك أن تخلى إستراحة رئيس الأركان فورا


فى مساكن الحلميه القريبه من منطقة تجنيد القاهره توجد إستراحتان إحداهما لوزير الدفاع والأخرى لرئيس الأركان وفرضت زمالة الخدمه العسكريه أن يترك الوافد الجديد على الأستراحه مهله لمن سيرحل عنها كى ينقل متعلقاته الشخصيه ولم يحدث أن طلب من أحد سكانها الخروج منها فى ساعات لكن يبدو أن المشير الذى تخلص من أحد منافسيه الكبار لم يصدق نفسه وربما فعل ما فعل من باب التشفى أو الأنتقام من جمال وما يثير الدهشه أن طنطاوى نفسه ظل فى إستراحة وزير الدفاع نحو الشهرين بعد إقالته بينما قامت زوجة عنان بنقل ما يخصهما فى الأكياس السوداء التى تستخدم فى جمع القمامه



الغريب أن طنطاوى ظل يذهب إلى مكتب وزير الدفاع يوميا بإنتظام تاركا الفريق عبد الفتاح السيسى يدير وزارة الدفاع من مكتبه السابق فى المخابرات الحربيه وفرض طنطاوى بما فعل وضعا محرجا فمن الذى يقنع رجلا تردد على مكتبه بإنتظام عشرين سنة بالخروج منه


جاءت إجازة عيد الأضحى لترفع الحرج عن الجميع فقد أستغلت الإجازه فى ترتيب الأوضاع الجديده كما يجب



لقد تعود المشير أن ينتظر الأشياء التى يحلم بها حتى تأتى إليه وهو درس أستوعبه من تجربته مع مبارك (( لا تطلب ما تريد وإلا أضعت ما أنت فيه )) أنتظر حتى يأتى لك التيار بما تحلم به بما فى ذلك جثث أعدائك


حدث مره أن أتصل به مبارك منفعلا يا حسين السعوديون بيلحوا فى زيارتك وأنت لا تستجيب كان ينتظر مثل هذه الزياره لكنه لو أستجاب للدعوات التى تلقاها دون تريث ربما ساور مبارك الشك وتصور أنه سيطير إلى الرياض بحثا عن هديه أو فى أنتظار وظيفة مستشار لو شاء حظه العثر أن يترك مكانه أما وأن مبارك هو الذى يطلب منه السفر إلى السعوديه ويغضب لتأخره عنها فقد حقق ما أراد دون إثارة علامات الأستفهام فى داخله


كانت هناك مطالب بترشح المشير لمنصب الرئيس خصوصا بعد رؤيته فى الشارع بمفرده بعد حضور واجب عزاء بالبلده المدنيه لكن كان هناك موجة رفض قادها الأخوان تحت شعار يسقط يسقط حكم العسكر


ما زاد الأمر تعقيدا أن الولايات المتحده لم تقبل بإستمرار العسكريين فى الحكم وحسمت وزيرة الخارجيه وقتها هيلارى كلينتون الأمر قائله إن المشير رجل مريض يجب أن يتقاعد قالتها فى القاهره وسط مجموعه من نشطاء المجتمع المدنى ولم يكن يساورها شك فى أن ما ستقوله سيصل إلى المشير إما بالنقل أو بالتسجيل
خرج عشرات المدافعين عنه قائلين إن الرجل لم يكن طامعا فى السلطه وعبر عن ذلك أكثر من مره



هناك أشاعات وأقاويل حول موقف المشير من عمر سليمان عقب الثوره فليس حقيقى أن مبارك قسم السلطه بينهما.. فأختار طنطاوى لوزارة الدفاع وأختار سليمان للمخابرات العامه  ولم يكن بينهما ما يستحق المنافسه واتكلمت فى النقطه دى فى سلسلة الصقر الذهبى بالتفصيل فكل منهما له أختصاصه وطريقه وعمله ولو أقتصر طموحهما على ما وصلا إليه لما وجدا مبرراً واحد للحرب التى أشتعلت بينهما وهذا الكلام يروجه بعض الكتاب الكبار بعد خروج المشير من السلطه على رأسهم عادل حموده وهذا هو السبب الرئيسى لعودتنا لأستئناف هذه السلسله بعد توقفها رغم أن مواقف المشير كلها تشهد لصالحه وخير رد وشاهد على أفتراء هؤلاء وبحثت بكل أمانه لكى أجد سببا لعداء هؤلاء على النترنت فلم أجد ولم يستطيع فريقى العثور على أى معلومات تبرر تصرفهم إلا لو كانت مواقف شخصيه مع المشير لكنهم لم يتجرأوا للأفصاح عن نواياهم إلا بعد خروجه من السلطه


طلبت من فريقى معرفة أهداف هذه الحمله فى هذا التوقيت فكان تحليلهم أن المشير خرج من السلطه والموضوع مش تصفية حسابات لكن المستهدف هو من يستقبل المشير فى المناسبات ويكرمه وخصوصا ص . ص ورأس النظام السياسى وأستطاع فريقى العثور على أحدى المقالات التى سأتركها لكم ولن أتدخل فى نسخها وسأنقلها لك بطريقة الـ Copy و Paste ولحد هنا أنتهى مقالنا وأتركك مع مقال أحد الصحفيين

جنرال بهاء الشامى

بقلم عادل حموده :
كان المشير يحلم بمنصب نائب الرئيس.. ليكون الرجل الثانى فى الدولة.. وفى اللحظة التى يخرج فيها السر الإلهى من الرجل الأول يصبح هو الأقرب إلى السلطة بحكم مؤسسة القوة التى يرأسها.. ويسيطر عليها.
حدث أن طلب طبيب القلب المرافق لمبارك الدكتور سيد عبدالحفيظ من أحد مساعدى طنطاوى تخصيص شقة له فى عمارات الجيش غير التى خصصت له من قبل.. وكان الرجل صريحا.. فقد أغلق عيادته.. ولم يعد يملك ما يجهز به ابنته.. وهو يريد الشقة كى يبيعها وينفق منها على جهازها.. ونقلت الرغبة إلى المشير.. لكنه.. رفض.. ثم عاد ووافق بعد أن قيل له: إن هذا الرجل هو الذى سيبلغنا بحالة الرئيس الصحية لو حدثت له أزمة صحية.. نحن فى حاجة لمعلوماته.
لكنه.. كان يعتبر سليمان هو العقبة الوحيدة التى تقف فى طريقه.. فسعى جاهدا للتخلص منها.. بالإزاحة.. أو بالتفتيت.. ولم يستمع لما قاله له سليمان أكثر من مرة: «مبارك لن يعين نائبا له.. ليس ذلك فى حسبانه.. لا أنا ولا أنت سنحظى بالمنصب».. على أن مفعول هذه الجملة لم يكن ليمتد سوى أيام  قليلة.. تهدأ فيها النيران. ثم تعود إلى الاشتعال.
حدث مرة أن طلب سليمان منه شحن أسلحة خفيفة اتفقت مصر على إرسالها إلى دولة إفريقية.. على أن تدفع المخابرات ثمنها.. ولكنه.. تقاعس عن الاستجابة.. وكأن سليمان سيستفيد من الشحنة.. فلم يجد سليمان مفرا من رفع الأمر إلى مبارك الذى اتصل بطنطاوى غاضبا.. فانتقل الغضب الذى تلقاه إلى سليمان قائلا: «هل تشكونى للرئيس؟».. ولم يجد مدير المخابرات الأسبق ما يرد به على سؤال لا معنى له.
وكان طنطاوى لا يطيق كل قيادة فى الجيش يعتقد أن علاقتها طيبة بسليمان.. مثل سيف جلال الذى عين كبير الياوران وسكرتيرا عسكريا لمبارك.. فقد تصور أن تعيينه جاء بتوصية من سليمان.. فكان من الطبيعى أن يوضع سيف جلال فى خانة الأعداء.. وقد جرت الإطاحة به فى ظروف لا تخلو من التآمر.. وإن لم يعرف من الذى دبر وخطط ونصب الشباك.
وما أن أصبح طنطاوى حاكما بأمره بعد رحيل مبارك حتى قرر عدم مساعدة سليمان بعد ترشحه للرئاسة.. فلم يكن من الممكن أن يقبل به رئيسا عليه.. وقد سئل سليمان: «هل أخبرت المشير بخبر ترشحك؟».. فنفى.. فقيل له: لابد من إبلاغه.. ونصح بأن يجرى الحوار بينهما فى الاستراحة لا فى الوزارة.. حيث يكون طنطاوى أكثر هدوءاً.. وأكثر تفهما.. فاتصل به سليمان طالبا منه موعدا فى الاستراحة.. لكنه.. ألح وأصر على أن يعرف السبب.. وما أن عرف أن سليمان سيرشح نفسه للرئاسة حتى أجاب: «على خيرة الله».. وهى جملة مجاملة.. لا تقدم ولا تؤخر.
وحسب ما سمعت من سليمان فإنه ذهب إلى المشير يطلب منه التدخل لدى لجنة الانتخابات الرئاسية كى تنتظر السيارات التى تحمل توكيلات الترشح بسبب ضيق الوقت وازدحام المرور.. فطلب المشير من عنان الاتصال برئيس اللجنة المستشار فاروق سلطان وأمينها العام المستشار حاتم بجاتو.. ولكن.. فيما بعد عرف سليمان أن الاتصال لم يحدث.
إن هناك أسرارا كثيرة لم تنشر من قبل لا تزال مخفية فى ملفات المشير حسين طنطاوى يجب كشفها.. ليس من باب التاريخ.. وليس من باب حق الشعب فى معرفة كل شىء عن حكامه.. ولكن.. من باب تفسير ما جرى لمصر على يديه.. لنصل إلى ما نحن فيه.. من متاعب لن تنتهى.. وأزمات لن ننجو منها بسهولة.. وصراعات ستظل مستمرة إلى أن يشاء الله.. هنا لابد أن يتحمل كل من حكم قبل من يحكم مسئوليته.. وفى جرابى الصحفى لا يزال الكثير.. ويمكن أن ينتظر إلى العدد القادم



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق