الثلاثاء، 14 نوفمبر 2017

حرب الخليج العربى رقم 5


قبل ذى بدأ أود أن أتوجه بالشكر والجميل والعرفان لكل من شملونى بحبهم ومظاهرة الحب التى بدأت أمس على صفحتى الخاصه ولازالت مستمره جزاكم الله خيرا جميعا على ما أعطيتمونا من شرف مروركم وطيب كلامكم ونبل أخلاقكم طبتم وطاب سعيكم وممشاكم وتبوئتم من الجنه منزلا اللهم آمين ونعود لمقالنا وكنا قد توقفنا عند الموقف الأيرانى وسنستكمل معاً ماتوقفنا عنده فى الحلقه الرابعه


على الصعيد السياسى الداخلى دار صراع عنيف داخل الحزب الجمهورى الإسلامى أكبر التنظيمات السياسيه فى ‏إيران والذى تربع على رأسه وعلى قمة الدوله الإمام الخومينى وكان هذا التنافس بين الجناح الدينى والجناح المدنى داخل الحزب قل إنتهى بإنتصار الجناح الدينى الذى لم تكن له أية خبره فى ‏إدارة الأزمات وعندما بدأت الحرب العراقيه الإيرانيه ظهرت بوادر تمرد بين الأقليات بصوره شكلت خطوره على الجبهه الداخليه الإيرانيه


‏على المستوى العربى ثارت مخاوف الدوائر الحاكمه فى ‏دول الخليج من إحتمالات تصدير الثوره الخومينيه إليها خصوصاً وأن حجمأ كبيرأ من مواطنى تلك الدول يدين بالمذهب الشيعى الأمر الذى دفع هذه الدول التى تقدم الدعم المالى بلا حدود لصدام حسين وتردى الموقف الإقتصادى الإيرانى بعد الثوره إذا قطعت إمدادات البترول إلى الولايات المتحده الأمريكيه وإمدادت الغاز إلى ‏الإتحاد السوفيتى بسبب غزوه لأفغانستان وأنخفض إنتأج البترول الإيرانى إلى ‏أقل من النصف كما أن الإيرانيين لم ينجحوا فى ‏الإستغلال الإقتصادى للثروات الطبيعيه الأخرى وتسبب ذلك فى إلغاء العديد من عقود توريد الأسلحه والمهمات التى وصل حجمها على ‏أكثر من تسعة مليارات دولار



‏على المستوى الشعبى تسبب بطش الثوره الخومينيه بالعديد من فئات الشعب الإيرانى إلى ‏إنخفاض الروح المعنويه للقوات المسلحه وزاد من حدة ذلك الصراع الدائر على السلطه داخل النظام الإيرانى الوليد



‏من كل هذا يتضح أن الموقف الإيرانى عندما نشبت الحرب كان سيئأ على ‏حد كبير وأعتقد أن هذا الموقف هو الذى دفع بصدام حسين إلى ‏مغامرته الفاشله بشن الحرب على إيران وبكررها أنه إعتقادى الشخصى


‏تعالى مع بعض نشوف العوامل المختلفه التى أثرت على سير الحرب



‏كانت هناك عدة عوامل أستراتيجيه وعسكريه لعبت دورأ حيويأ فى ‏تحديد مسار القتال عندما بدأت الحرب وأهم تلك العوامل هى نقاط القوه والضعف فى ‏الجانين والقوه الإقتصاديه النسبيه للطرفين وقدرة كل دوله على الحصول على الأسلحه وقدرة كل دوله على تعبئة القوه البشريه المتاحه لها وفى النهايه البناء الإبتدائى الأساسى لقواته المسلحه وقدراتها



‏سنبدأ فى الكلام عن نقاط القوه والضعف فى ‏الجانبين
‏ بدأت العراق وإيران الحرب ولكل منهما مزايا وعيوب حددت طريقة كل منهما فى ‏إدارة الحرب وأدت إلى أسلوب محدد لكل منهما فى ‏الإقتراب من التكتيك والتكنولوجيا وساعدت على تحديد أسلوبها فى ‏إدارة الحرب



‏مجموعة المزايا والعيوب الإيرانيه :
‏وشرح النقطه دى تحديدا بناءاً على سؤال لأكونت السيده أم يحيى ياسين عندما سألت طالما العراق كان فى حالة تفوق شعبى وعسكرى فلماذا طالت الحرب فبالرغم من عدم الإستقرار السياسى والعسكرى فإن إيران دخلت الحرب ولديها عدة مزايا أشتملت على :
العمق الإستراتيجى فالمدن الرئيسيه الإيرانيه ومعظم المنشآت البتروليه الهامه تقع على مسافأت بعيده من خط الحدود بين العراق وإيران وبعيده بالتال عن مرمى نيران المدفعيه والقصف الجوى المركز


1 _ وجود جيش نظامى كبير جدا كان قد أعده الشاه قبل الثوره  وأمتلاكها لبعض نظم التسليح الأمريكى المتطور وكذا تسليح غربى متطور إلى جانب حجم كبير من الإحتيأجات وفى الوقت الذى تأثرت فيها الكفاءه القتاليه للقوات النظاميه نتيجة تعرضها لتصفيه من جانب الثوره بعد الشاه إلا أن وجود أسلحه كثيرة فى ‏المخازن ووجود كوادر مدربه كانت عاملأ رئيسيأ فى ‏الدفاع عن نفسها مش لسه حتعاقد وأشترى وأتفق وأشحن وأستلم والدقيقه فى أوقات الحروب بتفرق كتير وياريت حد يفكرنى نتكلم على مهمة قوات الصاعقه والمظلات المصريه فى النقطه دى تحديداً لأنها كانت مهمه فى حرب عام 1973م فى سيناء الحبيبه

2 _ وجود قوه مسلحه ناميه جديده نصف مدربه من الميلشيات التى كانت تنتمى إلى العديد من التنظيمات السريه مثل حزب الله وغيرها والحرس الثورى لقد نجحت هذه العناصر فى ‏تأمين الثوره
3 _ الروح الثوريه ألتى بثها النظام الخومينى فى الشعب الأيرانى رفعت من الروح المعنويه للقوات
‏وفى نفس لوقت واجهت القوات المسلحه الأيرنيه خاصةً النظاميه الجيش والبحريه والطيران والدفاع الجوى عديد من نقاط الضعف فى ‏بداية الحرب أشتملت على :

4 _ توقف الولايات المتحدة المورد الرئيسى للسلاح لإيران عن توريد أى أسلحه أو ذخائر أو قطع غيار كما أن الإيديولوجيه العدائيه وشن الهجوم الإسلامى على القوى العظمى وعلى الدول العربيه عزلت إيران عن العالم ودفعت تلك الدول إلى تأييد العراق قبل وخلال الحرب

5 _ التدخل الإيديولوجى والسياسى المستمر فى ‏شئون القوات المسلحه النظاميه بما فى ‏ذلك إنشاء طبقه جديده من القادة الدينيين لهذه القوات وبمجرد نشوب الحرب زاد التدخل على كل  المستويات الأمر الذى أدى إلى ‏أخطاء تكتيكيه وتعبويه وأستراتيجيه

6 _ التنافس المستمر على كل المستويات بين القوات النظاميه وقوات الحرس الثورى الجديده والمتصارعين على النفوذ حول الخومينى

7 _ النقص الشديد فى ‏كوادر الظباط وضباط الصف بعد أن تم القضاء على حوالى 12000 منهم بعد سقوط الشاه الأمر الأى أدى إلى ‏ضعف فى ‏سلسلة القياده والسيطره

8 _ نظام إدارى ضعيف أدى إلى حرمان القوات المسلحه الإيرانيه من أستخدام ما لديها من مخزون من المعدات والأسلحه وقطع الغيار وكان إعتماد القوات الإيرانيه فى ‏هذا المجال على مجموعات تكلف بالبحث والتنقيب عن المخازن وما بها من أسلحه ومعدات وقطع غيار فوجدت صعوبات بالغه لعدم وجود سجلات لهذه المواد وكان العمل يتم عشوائيا

9 _ أعتماد القوات الإيرانية قبل الحرب على أجانب ‏مسائل التأمين الفنى فى ‏كثير من الأمور الحيويه مثل الصيانه والإصلاح والتدريب والتخطيط لذلك ... إلخ والذين تركوا إيران مجرد نشوب الثوره وسقوط الشاه الأمر الذى أثر على الكفاءه الفنية والقتال
و إنخفاض مستوى الإحتراف بالنسبه للمهارات العسكريه بعد إنهيار الكليات والمعاهد العسكريه التى كان قد أنشأها الشاه ليحل محلها نظام أيديولوجى بحت


10 _ ارتفاع أعداد الهاربين من الخدمه العسكريه الذى وصل إلى ‏حوالى 60 % ‏من حجم الأفراد قبل يوليو 1980 رغم تمكن النظام الخومينى من تجنيد أعداد كبيره لتحل محل الفارين

11 _ إستمرار مشاكل الأمن الداخلى وخاصة بالنسبه للأقليات المختلفه والتنظمات السريه الأمر ألذى خلق الكثير من الصعوبات أمام نظام الحكم الخومينى

ننتهى اليوم عند هذا الحد وموعدنا فى الحلقه القادمه مع المميزات والعيوب على الجبهه العراقيه فنقول إلى اللقاء مع فريقكم

جنرال بهاء الشامى
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق