يفسر أبو الغيط فى كتابه جزئيه مهمه كثيرا ما أثارت التساؤلات وطرحت تحليلات من قبل السياسيين فى عهد مبارك وهى تراجع الوجود المصرى فى المحافل الدوليه ممثلا فى شخص الرئيس وهو ما يبرره أبو الغيط بالقول
كان الهاجس الأمنى والملل
الرئاسى وتقدم السن أقوى من أى محاولات لإعادة
الرئيس
لقلب الأحداث
ويقول أبو الغيط كنت أتابع وبإحباط كبير غياب الرئيس عن المشاركه فى أى من القمم الكبرى التى كانت تعقد كل عام على هامش الجمعيه العامه للأمم المتحده كل سبتمبر وتوقفه عن المشاركه فى أى من القمم الأفريقيه منذ محاولة الإغتيال فى أديس أبابا فى عام 95 الأمر الذى كان له تأثيره على الصوره العامه لإهتمام مصر بأفريقيا لدى الكثير من القاده الأفارقه
كان العالم يتغير
وتنشأ
به تحالفات وتجمعات وكيانات وغابت مصر عنها بإرادتها على الرغم من دعوات المشاركه التى تلقيناها كما يقول ابو الغيط
على الرغم من غياب مبارك عن الساحات الدوليه والإقليميه إلا أن أبو الغيط يؤكد أنه إعتمد على دعم التحرك فى الإطار العربى معتمدا على المحور المصرى الخليجى مع التركيز الشديد على السعوديه كقوه رئيسيه بالخليج والأهتمام بالإمارات والكويت والبحرين فى الوقت ذاته الذى حافظت فيه مصر على علاقه نشطه مع سوريا لأهمية تأثيرها فى سياسات المشرق مع التشكك فى المنطلقات السوريه وأهدافها حتى تنحى مبارك
كذلك الأقتراب من الأردن كلما تعقدت العلاقه مع الجانب السورى كما إتضح منذ الغزو الإسرائيلى لجنوب لبنان فى عام 2006 أما السودان فعلى الرغم من فتور العلاقه وتوترها مع رئيسها البشير فإن مبارك كان كثيرا ما يتناول أهمية السودان مع مصر وكيف أنها تمثل لنا عمق الوادى
ويبقى لليبيا وزعيمها معمر القذافى وضع خاص لدى مبارك حيث كان يؤمن بإستراتيجية
العلاقه والمصالح الأقتصاديه بين البلدين
على الرغم من ما كان يتحمله من القذافى
كما
يروى أبوالغيط فى سطور كتابه ومنها على سبيل المثال إنتقادات القذافى
لمبارك
وللسياسه المصريه ومواقفها وعلاقاتها مع أوروبا والخليج إلى
الحد التى كانت تصل فيه تلك الإنتقادات لإحراج مبارك بقسوه
وهو ما كان يدفع أبو
الغيط وعمر سليمان للتصدى له بحكمه وهدوء وحزم فى الوقت نفسه
يحكى أبو الغيط قائلا كان
الرئيس يطالبنا بالصبر على القذافى ويقول
لنا إن القذافى
واع
جدا ومحنك كما أن خبثه عميق وأن من الضرورى أن
نتعايش معه حفاظا
على
مصالح كثيره لنا مع ليبيا إلا أنه من المهم
ألا نسمح له بتعقيد
علاقاتنا
مع السعوديه أو بقية دول الخليج
فيما يتعلق بالعلاقات المصريه الأمريكيه يتناول أبو الغيط حالة الصعود والهبوط التى شابت علاقة مبارك بجميع رؤساء الولايات المتحده الأمريكيه بدءاً من توترها فى عهد رونالد ريجان بعد حادثة السفينه (( أكيلى لاورو )) التى وقعت عام 1985 حين أختطف أربعة فلسطينيين إحدى السفن السياحيه وقتلوا أحد السائحين الأمريكيين اليهود عليها وبعد تفاوض معهم سمحت لهم السلطات المصريه بالسفر على طائره حملت معهم القيادى الفلسطينى أبو العباس إلى تونس حيث أجبرتهم المقاتلات الأمريكيه على الهبوط فى مطار صقليه وأعتقلتهم ما عدا أبو العباس الذى نجح فى الهرب هو ومساعده إلى بلغراد ثم تحسنها مع بداية تولى جورج بوش الأب وكذلك فى عهد كلينتون وكيف تدهورت على الرغم من الدور المصرى فى الكثير من القضايا فى عهد جورج بوش الأبن مع رغبة الولايات المتحده فى دفع مصر فى حروبها فى أفغانستان والعراق بشكل مباشر وهو مارفضته مصر على الرغم من الضغوط الأمريكيه ثم إنفراجها قليلا فى عهد باراك أوباما وهو مايقول عنه أبوالغيط بدأ الضغط بطلب أميركى من مصر المشاركه فى إئتلاف القوى المحاربه معهم فى أفغانستان وهو مارفضته مصر التى لم تستطع إرسال قواتها لأرض إسلاميه للقتال فى صفوف قوى غربيه أو أطلسيه كما قررت إرسال مستشفى ميدانى ضخم إلى قاعدة بغرام الجويه الأطلسيه لعلاج أبناء الشعب الأفغانى وتعجب مبارك من موقف إشتراك تركيا فى هذه الحرب كدوله إسلاميه ثم تكرر الأمر مع غزو العراق فطلبت الولايات المتحده من مصر إرسال قوات مصرية للقتال أو العمل على تأمين الإستقرار فى العراق وهو مارفضته مصر بشكل قاطع
يواصل أبو الغيط توضيح شكل العلاقه المصريه الأمريكيه فى ظل تزايد الحديث عن توريث الحكم فى مصر منذ بداية الألفيه وهو ما يقول عنه
كان قرارا
أمريكيا مدبرا وموقفا إستراتيجياً تجاه مبارك ونظام حكمه إبتداء
من بدء فترة
الإداره
الثانيه للرئيس بوش وكأن الصفقه المعروضه
هى عليكم
بإرسال
قوات وحزم أمركم فى الوقوف معنا
فى حروبنا وسوف ننظر فيما يمكن
لنا
التفاهم فيه معكم بالنسبه لمسائل
تشغلنا تجاهكم الديمقراطيه حقوق الإنسان والمجتمع
المدنى
المصرى وحق جمعياتنا غير الحكوميه أن تعمل على
أرضكم
تبقى قضية المنظمات الأمريكيه الأهليه غير الحكوميه على الأرض المصريه كالمعهد الجمهورى والمعهد الديمقراطى وفريدوم هاوس وغيرها مثيره للجدل فتلك المنظمات تعلن أنها تمارس عملها فى تدريب عناصر مصريه وهيئات وجمعيات غير حكوميه مصريه
لكن الغريب هو ما يرويه أبو
الغيط عن
إلحاح
الولايات المتحده فى منح التراخيص
لتلك الجمعيات والأغرب يامؤمن ياموحد بالله رفض
مبارك
القيام بذلك بشكل رسمى تاركا مصير تلك الهيئات معلقا فى يده بمفرده وكأنه كان يمنح
نفسه
أوراق ضغط تظل بيده لإستخدامها بين الحين
والآخر
مع الأمريكيين
وبخاصه
بعد قرار الأمريكيين فى عام 2005 وما تلاه
من
أعوام إنفاق 25 مليون دولار سنويا من المعونه الأمريكيه
الأقتصادية لمصر على عمليات هذه
المنظمات
والمراكز فى تعاونها مع المنظمات غير
الحكوميه
المصريه ثم زاد هذا المبلغ لنحو 50 مليون
دولار أى ما يعادل 250 مليون جنيه
وقتها
وكنت حكيتلك القصه دى بالتفصيل فى سلسلة مقالات الصقر الذهبى
نكتفى بهذا القدر اليوم للتخفيف عليكم وعلينا على وعد بلقاء
والحلقه رقم 12 أن شاء الله
#جنرال_بهاء_الشامى
رائع كعادتك يا جنرال
ردحذفتسلم ايدك يا جنرال 💐 💐
ردحذفحسنت جنرال بهاء
ردحذف