شاهد على العصر رقم 10

فى تلك الأوراق التى أخفتها الوفاه الغامضه للواء سليمان مساحه كبيره للعلاقه  بينه وبين مبارك مساحه توضح كيف كان نائب مبارك يخدعه ويخفى عنه أسراره المرضيه بل وكيف كان مبارك يتجسس على عمر سليمان ويتابع أخباره وهو الأمر الذى وضح تماما فى كلمات مبارك التى وردت فى التسجيلات الصوتيه التى أنفردت «اليوم السابع» بنشرها حينما قال إنه يعلم تماما أن وفاة عمر سليمان طبيعيه أن كان قد مات كما يقولون  قائلا والله هوه مش أتقتل  وعلى فكره هو مرحش سوريا خالص هو وصل الإمارات لما عرف إنهم هينتقموا منه راح مسافر أحمد شفيق وسافر وراه وبعدها كان عيان لما سافر فقعد فى المستشفى لأنه كان تعبان عنده مرض هو كان بيقول لى أنا بزرع شعر لما كان بيسافر بره كتير للعلاج بس أنا كنت عارف إنه عنده حاجة تانيه  وعرفت بعد كده أنه بيعمل عمليات تسليك عصب

مبارك فى تلك الشهاده كان يتحدث عن رغبة الإخوان فى الأنتقام من عمر سليمان ولكنه كان يعترف أيضا بتجسسه على نائبه ورئيس جهاز مخابراته حينما قال إنه لم يكن يصدق تبريرات اللواء سليمان بالسفر من أجل زرع الشعر وكان يعرف أنه يسافر للعلاج من مرض آخر

سليمان كان مهتما فى أيامه الأخيرة بأن يرد على الناس وعلى الإخوان أتهاماتهم هو يؤمن بأنه قدم للوطن الكثير حتى بإعلانه للترشح لتحدى فكرة ترشح خيرت الشاطر ثم إنسحابه تحت مظلة عدم إستكمال أوراق التوكيلات ولذلك كان يحمل فوق عاتقه هم تصحيح الصوره وتنقيتها من إتهامات الإخوان التى لاحقته والتى جاء على رأسها ما أباح به القيادى الإخوانى السابق كمال الهلباوى بأن الإخوان يؤمنون بأن عمر سليمان كانت مهمته الأساسيه تصفية خصوم مبارك فى الخارج عبر مجموعة أطلق عليها مجموعة قنص كانت كل مهمتها أن تقوم بإغتيال من يقومون بنشاط معاد لمبارك فى الخارج وأشار الهلباوى إلى أن هذه الوقائع وردت فى كتاب بريطانى هو الطائرة الشبح لستيفن جراى وهو الأمر الذى لم يكن صحيحا على الإطلاق ولم يرد ذكر مثله فى الكتاب ليكتشف الجميع أنها كان محاولة إخوانيه لتشويه صورة الرجل فى 2011 و2012 كما جرت عادة الإخوان بنسب الإتهامات إلى كتاب غامضين

 3 قضايا أو إتجاهات سيطرت على مذكرات عمر سليمان حسب رواية الكاتب الكبير جهاد الخازن الذى نقل عن اللواء عمر سليمان فى أيامه الأخيره حديثا دار بينهما لمدة ساعتين ويرجح أنه كان جزءا من خطة وضعه خريطة كتابة المذكرات وترتيبها وتنسيقها وصياغتها لغويا وهل يوجد صحفى أو كاتب أقرب لعمر سليمان من جهاد الخازن الذى تربطه به علاقة منذ عام 1971 ؟؟؟

كل المؤشرات تصب فى مربع جهاد الخازن الذى قال اللواء سليمان فى حضرته بعد حديث عن محاولة الأغتيال يمكن جمال مبارك لأنه أعتبرنى أضعت فرصته بالرئاسه  ثم أنتقل للحديث عن صحته وقال إنه يعانى من مشاكل بالقلب زادت مع الضغوط والمشاكل التى واجهها بعد الثوره  وذهب إلى أحد المستشفيات بمصر وبدلا من أن ينفعوه زادوا الوضع سوءاً  وعندما ذهب إلى أبوظبى أدرك أنه لا يشعر بتحسن ويريد إجراء فحوصات

فلسطين والأنفاق ملف لن يغيب عن مذكرات عمر سليمان كان يراه رئيس المخابرات المصريه ملفه الخاص الذى صعد به من ظل العمل المخابراتى إلى نور الحياه السياسيه مع منتصف التسعينيات كان يراه أيضا ملفا مثيرا وداعما لطريقته فى التعامل مع حماس وغزه  كان يرغب فى أن يضعف أوراقا تضم أول خريطه للأنفاق بين مصر وغزه وكيف تحولت إلى تجاره لها أباطره والأسعار التى يتم تهريب البضائع بها بالساعه ؟؟؟

أكثر المناطق التى تحتاجها مصر من عمر سليمان هى تلك الخاصه بالفتره السابقه  لثورة 25 يناير تلك الثوره التى أكد الجميع أن عمر سليمان قد رفع إلى مبارك العديد من التقارير تحذر من الثوره القادمه ومن الغضب الشعبى لكن زكريا عزمى قلل من شأنها وتدخل لمنع وصول هذه التقارير إلى مبارك

 مضمون التقارير من وجهة نظر فريق عزمى وسوزان وجمال كان يمكن أن يؤجل خطط التوريث وهو المشروع الذى تقول أوراق وتسريبات عمر سليمان إنه واحد من قلائل داخل النظام رفضوه  ليتضح تقريبا أن كل القيادات العسكريه داخل نظام مبارك كانت ترفض أو تراقب مشروع التوريث وترفضه ويؤكد أحمد أبوالغيط ذلك فى مذكراته قائلا

 كنت أتبادل الحديث والرأى مع اللواء عمر سليمان فى قضايا شائكه مثل قضية التوريث وفرص جمال مبارك فى حكم مصر وموقف مبارك من تلك المسأله وهو ما يعبر عنه بالقول  كنا نرفض هذا الأتجاه فى التوريث ونثق فى أن قيادة القوات المسلحة المصريه والجيش لن يقبلا بهذا الوضع

 تفاصيل التقارير الخاصه التى رفعها عمر سليمان بشأن الثوره كثيره ونشرناها كلها بالتفصيل فى سلسلة مقالات الصقر الذهبى لفريق مصر أم الكون  ولكن يبقى أبرزها تقرير يخص حرية الإعلام

 رفع فيه اللواء سليمان مقترحا للرئيس الأسبق مبارك بضرورة إعادة النظر فى منظومة برامج التوك شو وتقليل عدد ساعات بثها والعوده تدريجيا إلى فكرة البرامج الإخباريه أو زمن نشرة 9 لأن أغلب التقارير الأمنيه تحدثت عن أن حالة السيوله التى أحدثتها هذه البرامج التى تمتد إلى ساعات هى السبب الرئيسى فى إنتشار موجة الغضب بالحديث عن الغلاء وعن تقصير الحكومه وملف التوريث وهو الأمر الذى كاد أن يحظى بموافقة مبارك ويضعه تحت بند التنفيذ ولكن تم تعطيله أو نسيانه بعد أن دخلت الدوله فى أجواء من الأنشغال والأرتباك بسبب حادث كنيسة القديسين فى أول يناير 2011

الإصرار الغربى على تقديم عمر سليمان فى صورة الداهيه ورجل الأستخبارات الأول يحتاج إلى مزيد من التركيز وكان عمر سليمان صامتا أمام كل هذه التصورات التى كان يراها البعض مقابلا لتعاون ما وهى الأمور التى أصبحت فى حاجه إلى الإيضاح بعد خروج المتحدث باسم الخارجيه الأمريكيه باتريك فينتريل للتأكيد على أن عمر سليمان كان شريكا منذ فتره طويله للولايات المتحده فى حماية مصر والحفاظ على الأمن والسلام فى الشرق الأوسط وكان رمزا لعلاقاته الوثيقه مع المخابرات الأمريكية «سى آى إيه» التى ساعدها فى برنامج التسليم الأستثنائى بإرسال المشتبه بهم إلى دول أجنبيه لأستجوابهم وتعذيبهم

حتى أن جريدة نيويورك تايمز نقلت موقفا للتدليل على تلك العلاقه قالت فيه (عندما أرادت السى آى إيه من سليمان عينه  من الحمض النووى لشقيق زعيم تنظيم القاعده الحالى أيمن الظواهرى عرض إرسال ذراع الشقيق كامله  وفقا لرواية الكاتب الأمريكى رون سوسكيند الذى كتب كثيرا عن جهود مكافحة الإرهاب الأمريكيه لكن عمر سليمان أنكر هذه الواقعه وكذبها بخطاب رسمى للسفاره الأمريكيه وساعدته على توصيلها وغضب غضبا شديدا لكن الخارجيه الأمريكيه تعللت بحرية الصحافه  

ولهذا الكاتب كتاب صدر فى 2006 بعنوان «عقيدة الواحد بالمائه»  قال فيه إن اللواء سليمان كان رجل المهام القبيحه لأمريكا فى الخارج مثل التعذيب وعمليات الترحيل السريه التى كانت واشنطن تريد القيام بها دون أن تكون لها فيها بصمات وكلها أنكرها عمر سليمان رسميا

نكتفى بهذا القدر اليوم على وعد بلقاء أن شاء الله 

#جنرال_بهاء_الشامى