الخميس، 8 مارس 2018

شاهد على العصر رقم 9





توقفنا عند شهادة أبو الغيط فى الحلقه السابقه عن فتور العلاقه بين القاهرة وقادة حماس عقب وصولهم للسلطة في عام 2006
  
يتحدث أبو الغيط  عن فتور العلاقه بين القاهرة وقادة حماس عقب وصولهم للسلطه فى عام 2006 بعد الأنتخابات التى جرت فى الأراضى الفلسطينيه ومحاولاته التقريب بين وجهتى النظر  إلا أن مبارك كان رافضا وبشده لأي لقاء معهم  إلى حد طلبه من أبو الغيط عدم لقاء وزير الخارجيه الفلسطينيه فى حكومة حماس 2006 محمود الزهار مما يضطره للبقاء فى منزله الريفى في منطقة قها بالقليوبيه حتى يستطيع إدعاء عدم وجوده بالقاهره لتحقيق المقابله فتثور الصحافه والإعلام المصرى ضده وهو ما يراه مبررا ولكنه يعود للقول إنه عاد وأستقبل الزهار وإسماعيل هنيه وخالد مشعل فى زيارات أخرى لهم فى القاهره

 يوضح السيد أبو الغيط  ينبغى الأعتراف بأننى أعجبت بشخصية مشعل وبمقدرته فى الحديث والجدل ووصل الأمر أن قلت له سوف تكون يوما ما رئيساً لفلسطين إذا ما طورت مواقفكم نحو المفاوضات وحققت الحلم الفلسطينى ونتيجه لغياب الأحتضان المصرى لحماس وعدم حماس الأجهزه المصريه لها  فقد سعى قادتها فى بداية رحلتهم فى السلطه إلى محاولة الإنفتاح على كل الدول التى تقبل بإقامة علاقه معهم مثل  إيران وتركيا  وروسيا وخسرنا نحن فى البدايه فرصه ملائمه لإستيعابهم


يتطرق أبو الغيط إلى قيام إسرائيل فى عام 2006 بإثارة المتاعب والعقبات أمام الحكومه الفلسطينيه الجديده  وكان الفلسطينيون يخشون إلغاء إسرائيل إتفاق باريس حول غزه  ووقف التجاره بين القطاع والضفه  وهو ما دفع بالخارجيه المصريه لإثارة الأمر مع الإسرائيليين وتحذيرهم من القيام بهذا الإجراء  ولكن أبو الغيط يشير إلى أن كطر وسوريا حاولتا أثناء الأجتماع الوزارى العربى الدورى التقليدى  بمقر الجامعه العربيه  فى سبتمبر 2006  الحديث عن معبر رفح وضرورة النظر فى إعلانه معبرا مصريا  فلسطينياً  والتخلى عن إتفاقية المعابر وعدم الألتزام بالأتفاق الفلسطينى   الأوروبى فى وجود المراقبين وهو ما رفضته مصر لأنه يساعد الإسرائيليين على إلغاء إتفاق باريس الجمركى الذى يحصل منه الفلسطينيون مبالغ كبيره بالملايين كانت تنفق على تطوير قطاع غزه  كما أنه سيؤدى إلى قيام إسرائيل بقطع الرابطه العضويه بين غزه ومدن الضفه ويوفر لإسرائيل فرصة إدعاء أنها نفذت القرار 242 بإنهاء إحتلال أراضى عربيه فلسطينيه

رابط أتفاقية المعابر الفلسطينيه 2005






 ويوضح أبو الغيط أن هذا المقترح كان وراءه حماس وهو ما تكشف له خلال لقاء له مع هنيه بعد ذلك  ويتطرق أبو الغيط إلى قضيه أخرى لا تزال تثير الجدل إلى الآن فى  مصر  ألا وهى تلك المقترحات التى تناولتها الصحف الإسرائيليه والدوريات الأميركيه وبقول صحف أحسن حد يشقط سطرين ويجرى عن التوصل إلى إتفاق مصرى  إسرائيلى  فلسطينى  يتم بمقتضاه حصول إسرائيل على أراض فى الضفه الغربيه  وتعطى مصر مساحات من الأراضى في سيناء فى مقابل تسليم إسرائيل أراضى لمصر فى النقب وهو ما يعلق عليه أبو الغيط بالقول هذه الأفكار وكذلك ما تعلق بمعبر رفح وتحويله إلى معبر تجارى  لم تكن بعيده عن المخاوف المصريه عندما قام الفلسطينيون بتشجيع من حماس بإنتهاك حرمة الأراضى المصريه بعد تدمير السور المصرى على الحدود في فبراير 2008   كان الفلسطينيون يطلقون النيران على المعابر الفلسطينيه  الإسرائيليه وعددها نحو 5_6 معابر ويطلبون من مصر فى نفس الوقت تطوير وضعية معبر رفح وكنا ننظر إلى الصوره بشكل أشمل  وكانت حماس تسعى للحصول على الشرعيه الكامله عن طريقنا وتتوارد معلومات عن نية أفراد فى حماس تسهيل إكتساح الحدود المصريه  الفلسطينيه وبما يزيل الأسوار المصريه والإسرائيليه السابق بناؤها على مدى الفترة من 82 حتى 2008  وكان تقدير الأجهزه الأمنيه  والدفاعيه المصريه أن مثل هذه الخطوة لها أخطارها  لأنها ستحمل مصر مسؤوليات تجاه القطاع وسكانه وتعفى إسرائيل من ضغوط مظاهر الإحتلال 
ورغم ذلك يتم تفجير الأسوار المصريه وتأتى الجرافات الفلسطينيه لكى تزيل الركام داخل رفح المصريه  ويصدر تقرير وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين بعبور نحو 300 ألف فلسطينى لداخل الحدود المصريه  ثم تزايدت بعد يومين لتبلغ 750 ألف فلسطينى  دخلوا عددا من مدن سيناء وهو ما يعلق عليه أبو الغيط بالقول كان هناك خشيه  فى وصول البعض إلى قناة السويس  وكنا نخشى من محاولات لتعويق الملاحه  فى القناه  ويأمر الرئيس بأن تعقد لجنة الأمن القومى بالدولة فورا


أجتمعنا بالتالى فى وزارة الدفاع  وكانت التوصية هى العمل الهادئ وإستيعاب الفلسطينيين بهدوء وتدرج للعوده  إلى داخل القطاع  مع تكثيف الوجود العسكرى المصرى  على الطرق وداخل المدن وخلال أسبوع تم السيطره على الموقف ثم أجتمع الرئيس مع مجموعة الأمن القومى صباح السبت وأصدر قراراته بأهمية عدم السماح بتكرار هذا الوضع مرة أخرى وإعادة بناء السور المصرى الإسمنتى وإستخدام كثافه أكبر فى القوات الأمنيه والقوات المسلحه  وأن نكون أكثر حزما فى مواجهة أى محاوله للتكرار وتدمير خط الحدود وأكد الرئيس أن إطلاق النار هى مسؤوليته ووزير الدفاع ولا يطلق إلا بعلمه أما فى ما يتعلق بحجم القوات الموجوده على الخط  فسوف تتم زيادتها بقرار مباشر منه


لاينسى أبو الغيط ردود الفعل الغاضبه على تصريحاته حينما قال  إن من سيحطم خط حدودنا وأسوارها سنكسر قدمه  وهو ما يعلق عليه بالقول  كنت أقول لنفسى  كيف يصل العقل المصرى إلى تفضيل مصالح الفلسطينيين على أمن أرض مصر ؟؟؟


 ومع ذلك وصلت الرساله إلى الفلسطينيين وحماس ولم يعاود أحد اقتحام حدود مصر
وعادت إسرائيل فى هذا التوقيت إلى التحدث بأفكار ومقترحات سبق لهم التحدث فيها مع الرئيس السادات  وأيضا مع مبارك حول تسليم القطاع إلى مصر  وهو ما رفضته القاهره  مؤكدا أهمية عودة التوافق الفلسطينى الحمساوى _ الفتحاوى  وبما يؤمن عودة السلطه الفلسطينية للقطاع  وكان مبارك من أشد المعارضين لتحميل مصر مسؤولية القطاع وكان يقول إياكم والوقوع في هذا الفخ


كانت فترة رئاسة أبو مازن تقترب من نهايتها فى  يناير 2009  وتحركت مصر للترويج للتمديد له بقرار من الجامعه العربيه لحين إتفاق الأطراف على عقد أنتخابات جديده  وقام الوفد المصرى بصياغة مشروع قرار مجلس الجامعه فى هذا الصدد


يصل أبو الغيط لجزئيه مهمه يتحدث فيها عن موقف مبارك من عملية التسويه السلميه  فيقول  كان الرئيس يعطى إهتماما لكل ما يتعلق بالقضيه الفلسطينيه  إلا أننى لاحظت مبكرا أن تركيزه فى الحقيقة ينصب على إما الوضع الفلسطينى الداخلى أو الرغبه  فى  تفادى وقوع صدامات إسرائيليه – فلسطينيه  خاصةً لتأثيراتها السلبيه على مصر داخليا وخارجيا ورغم أن الرئيس مبارك كان يستمع وبإهتمام للنقاط التى نعرضها عليه فى ما يتعلق بأفكارنا الخاصه  بتحريك جهد السلام والمفاوضات فإنه أيضا لم يكن يدقق فى التفاصيل أو يتطرق إليها وقدرت من جانبى  أن عدم إهتمامه بالتفاصيل يعود فى الحقيقه لنقطتين أساسيتين أولهما أنه رأى وأستمع على مدى 35 عاما للكثير من الأفكار والأطروحات والمقترحات التى لم تحقق حلم الدوله الفلسطينيه  والثانيه  أنه ربما وصل إلى نتيجه مفادها أن إسرائيل لن تقبل بتحقيق السلام مع الفلسطينيين إلا بشروطها أى دولة فلسطينيه متقطعة الأوصال واقعه تماماً تحت الهيمنه الإسرائيليه إقتصادياً وأمنياً 


إلى هنا تنتهى حلقة اليوم على وعد بلقاء

#جنرال_بهاء_الشامى  




هناك 10 تعليقات:

  1. وده كان سبب قتل حفيد مبارك
    وحفلة ينايم

    ردحذف
  2. ولولا السبق من قيادتنا السياسية الحكيمة واليقظة المستمرة من مخابراتنا لكنا الآن في فوضى عارمة في سيناء ناهيك عن الضغوط إلى ماوراء التواجد المتعدد الجنسيات بها ... الحمد لله حفظ الله مصر...نحن فقط لنا السياده الآن على أرض الفيروز ..تحية اجلال وتقدير ياجنرال لهذا الملخص الرائع..حفظكم الله ورعاكم

    ردحذف
  3. يعني حماس هي اللي قتلت حفيد مبارك ؟

    ردحذف