الجمعة، 8 يونيو 2018

المشير الذهبى رقم 6

سفينة التاريخ لازالت تبحر بنا فى عبق التاريخ لنتعرف سويا على عنقود من عناقيدنا الذهبيه المشير أحمد إسماعيل على وكنا قد توقفنا فى الحلقه السابقه عند لبناة الثغره ووضحناها وكنت قلتلك أن أسماعيل وضع خططه ليثبت للعالم زيف إدعاءات أسرائيل وتحطيم نظرية الحدود الآمنه وتعالى نكمل كلامنا مع بعض


بناء على هذا الهدف الواضح كان على القياده المصريه أن تخطط للقيام بعمليات هجوميه إستراتيجيه مشتركه  تنفذ بالتعاون مع القوات المسلحه السوريه  وتقوم فيها مصر بالإقتحام المباشر لقناة السويس وتدمير خط بارليف والأستيلاء على رؤوس الكبارى  بعمق 10 - 15 كيلومتراً على الضفه الشرقيه للقناه  وتكبيد العدو أكبر خسائر ممكنه  وصد وتدمير هجمات العدو المضاده وتطوير الهجوم شرقاً لتحقيق مهمة القوات المسلحه وعاوزك تركز معايا كويس قوى لأن الكلام اللى بقوله مش من دماغى ولا أنا اللى كاتبه بل ستجد هذا الكلام مكتوب بصيغ مختلفه فى مذكرات أكثر من قائد عسكرى أشترك فى هذه الحرب المجيده اللى لو محفظناش على تاريخها أسرائيل بطريقتها حتحول نصرنا لهزيمه وأرؤجوكم تركزوا فى المصطلحات العسكريه خصوصا لما تكون على لسان شخصيه عسكريه رفيعه مثل شخصية عنقودنا الذهبى

من نتائج حربنا الأخيره مع الأسرائليين  تحقق هذا الهدف كاملا  لقد ثبت لإسرائيل والعالم أن نظريتها فى الحدود الآمنة باطله  وبالتالى أنكشفت حجتها فى الإستيلاء على الأراضى العربيه بالقوه وأنكشفت رغبتها الحقيقيه فى التوسع والضم


 مؤلف أجنبى قال  إن إسرائيل أنتصرت سنة 1967  من حدود غير آمنه  وهزمت سنة 1973 من حدود آمنه


إسرائيل خرجت ولا شك من الحرب بدروس كثيره وتلاحظ ده كويس فى تحقيقات لجنة جانيت اللى بحاول بقدر المستطاع أوصل لبعض أجزائها مش قادر وكل اللى وصلت له المتاح فقط وماسمحت أسرائيل بنشره علشان محدش يضحك عليك ويقولك حرية تداول المعلومات لا ياخفيف مش كل حاجه تخص الدوله أو الجيش تنفع تتنشر على العام حتى لو مرت عليها المده القانونيه وياريت نبطل هبل وعبط ونعرف أن اللى بيحللوه لنا بيحرموه على نفسهم وأتحداك تجيبلى تحقيقات لجنة جانييت كامله   وأهم درس أتعلمته أسرائيل من حربها معانا  أنها  مثلا تنمى جيشها النظامى  لأن الأحتياطى  ثبت عدم فعاليته بنفس الدرجه وكانت نقطة ضعف لعبت عليها مخابراتنا وأستغلتها قواتنا المسلحه بكفاءه   

وطالما اليهود بيدرسوا أسباب هزيمتهم يبقى تقدر تقول أن أخطائهم السابقه لن تتكرر وأن عنصر المفاجأة لن يتكرر لأحد الطرفين سواء مصر  أو أسرائيل


بالنسبه لنا كمصريين  خرجنا من المعركة أحسن وأكفأ مما دخلنا  من حيث النوع والتنوع  والخبره والمعنويات والتدريب وإستفدنا من خبرة حرب أكتوبر على أكمل مايجب أو زى مابيقول الكتاب  و كما يقول الكتاب


ولا شك أن المعركه القادمه إذا قدر لنا أن نقوم بها ستكون مختلفه تماماً عن حرب أكتوبر  وستكون بمفهوم جديد وبتفكير جديد وبتخطيط علمى جديد مدروس لكل الأحتمالات المقبلهكما فعلنا وتعلمنا من حرب أكتوبر  


قلتلك أن عنصر المفاجأه لن يتكرر كوجهة نظرى الشخصيه لكن تعالى نشوف وجهة نظر أحمد أسماعيل لما سأله أحد المراسليين العسكريين وكان سأله نجح المصريين فى حربهم مع أسرائيل بنسبه كبيره من خلال عنصر المفاجأه وأظن أن أسرائيل تعلمت الدرس فهل تستطيعون تكرارها مره أخرى مصريين

كان رد عنقودنا الذهبى  إننى أعدكم أن نحصل عليها أيضاً مره أخرى  فهناك وسائل شتى للحصول عليها إذ أنها ليست نمطيه  وإستعدادنا إنتظاراً لأى حرب قادمه  يسير اليوم في مجالات متعدده  منها إعداد القوات بتدريبات جيده ورفع الكفاءه الفنيه للمعدات وتطوير قواتنا المسلحة بوجه عام علشان النحانيح بتوع وكالة ناسا اللى بيقولوا الجيش بيتسلح ليه


فوتك فى الكلام ياخال ونسيت فى موضوع الثغره أنقلك كلام المشير أسماعيل فى مذكراته عنها ...


إسرائيل تحاول إعلامياً أن تضخمها  ولكن من قرأوا التاريخ ومن عاصروا تلك الفتره  يعرفون أن  كيسنجر جاء مسرعاً إلى أسوان على ملى وشه  يعرض فصل القوات عندما تأكد لأميركا أننا على وشك القتال من جديد لتصفية الجيب الإسرائيلى بعد تسريب خطة الشاذلى لتصفية الثغره وعاوزك تخلى بالك من مكر ودهاء السادات أنه أستغل خلافه مع الشاذلى وسربه للأعلام وده مش مستحب فى الحرب علشان يعرف اليهود أننا سنبيد الثغره وأن فيه خلاف لكن ممكن السادات تحت ضغوط قادة الجيش يوافق وتتم تصفية الثغره وصحصح معايا



الجيشين الثانى والثالث على مواجهة 175 كم تمكنا من إقتحام قناة السويس والأستيلاء على خط بار ليف بالكامل، وإنشاء خمسة رؤوس كبارى بخمس فرق  ثم وحدت الجيوش رؤوس كبارى الفرق فى رأس كوبرى لكل جيش وصدت جميع هجمات العدو المضاده وبلا إستثناء وكبدته خسائر جسيمه




بعد أن حققنا أهداف هذه المرحله وهى الإستيلاء على خط بارليف وإحداث أكبر خسائر للعدو فى قوته البشريه وأسلحته ومعداته وبالنسبه لظروف القتال فى سوريا فى ذلك الوقت وجد من المناسب الضغط شرقاً على طول المواجهه لجذب إحتياطى  العدو سواء طيرانه أو مدرعاته من جبهة سوريا تجاه الجبهه المصريه وإكتساب مزيد من الأرض


تم خلال يوم 14 أكتوبر  هذا التطوير الذى وإن لم يحقق أهدافه كامله إلا أنه حقق الأهداف الرئيسيه منه وهى :


أولا :  تخفيف الضغط على سوريا لسحب طيران العدو ومدرعاته من الجبهه السوريه تجاه الجبهه المصريه

 ثانيا : إحداث خسائر فادحه للعدو  وبصفه خاصه فى مدرعاته فى معارك كبرى إشتركت فيها من الجانبين أكثر من 1500 مدرعه


ثالثا : أكتسبنا  مزيداً من الأرض ولكن فى الواقع ليس كل المنطقه التى تم التخطيط لها وبسحب العدو لطيرانه ومدرعاته من جبهة سوريا وجد العدو أن الحل الأنسب له التركيز بكل قواته وفى أتجاه واحد لإحداث أى إختراق فى مواجهتنا والعبور إلى الغرب تحت ستار وقف إطلاق النار المتوقع في ذلك الحين فى أى وقت والذي كانت القوى الكبرى تحاول بكل ثقلها تنفيذه  وخصوصاً أن أمريكا بدأت ترسل دعمها يوم 9 وبدأت آثار الدعم تظهر فى خط القتال من يوم 11 أكتوبر
وقام العدو ليلة 15و 16 أكتوبر بعد هجوم مركز على الجانب الأيسر للفرقه 16 من الجيش الثانى بإستغلال هذا الهجوم وعبر فى منطقة الدفرسوار بقوه من المظلات وسبع دبابات زادت إلى 30 دبابه  مستغلا طبيعة الأرض من المناطق المزروعه والمبانى المهدمه فى إختفاء دباباته والقتال فى الدفرسوار ثم دارت معارك طاحنه  شرق وغرب الدفرسوار بين قواتنا وقوات العدو وتكبد فيها الطرفان خسائر كبيره  إلا أن خسائر إسرائيل بإعترافهم وإعتراف أميركا فى هذه المنطقه كانت من الفداحه حتى أن إسرائيل قررت وقف هذه العمليه فى مرحله معينه


يقول عنقودنا الذهبى فى مذكراته  الثغره كدنا نقفلها تماماً فى المراحل الأولى لها بواسطة قواتنا وفى الوقت نفسه فشلت هجمات العدو المضاده تماماً على طول مواجهة الجيشين فى الشرق بقصد فتح ثغرات أخرى فى أماكن أخرى وفشلت فى جميع الأماكن عدا الدفرسوار


بنهاية يوم 22 أكتوبر 1973 وعند تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 338 بوقف إطلاق النار كان جيب العدو غرب القناه لا يزيد فى حجمه عن نصف رأس كوبرى واحد لإحدى فرقنا الخمس شرق القناه وأنه أستنفد ستة أيام من القتال الرهيب إستخدمنا فيه كل قواتنا الجويه وكل أنواع الصواريخ والمدفعيه ثم أستمر العدو وتحت ستار وقف إطلاق النار فى التوسع جنوباً ليحول مغامرته المحفوفه بالخطر إلى وضع أكثر أمناً لقواته وفى الوقت نفسه كان يريد قطع خطوط إمداد فرقتين من الجيش الثالث موجودتين شرق القناه  وذلك للمساومه على الترابيزه  بهذا الوضع واضعاً في إعتباره أن الذى يؤمنه أولا وأخيراً هو قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار وليس قوته من الناحيه العسكريه حيث كان وضعه حرجاً للغايه غرب القناه خصوصاً بعد فشله فى إقتحام مدينة السويس الباسله


لقد وجد العدو أن موقفه فى الغرب حرج وضعيف لذلك دعم قواته فى الجيب حتى وصل حجم قواته فى النهايه إلى 7 لواءات تشمل حوالى 550 دبابه وكان تنظيمه لقواته يبين تماماً أنه كان فى وضع الدفاع لا الهجوم كما رص أمامه 750 ألف لغم رفعناها بعد ذلك ومن هذا يمكن أن تقدر مدى قلق قيادات العدو


بالنسبه لقواتنا فقد تم إحتواء العدو بالكامل وأحيط بالقوات من كل جانب ومن كافة الأتجاهات عدا ممر ضيق جداً فى الدفرسوار بعرض 6 كيلومترات وفى الواقع إن وقف إطلاق النار الفعلى كان الساعة 11 ظهر يوم 28/ 101973  وأصدر المشير أوامره ببدء حرب إستنزاف جديدة اعتباراً من يوم 31/ 10/ 73  يعنى  بعد يومين من وقف إطلاق النار

لك أن تسأل نفسك لو أننا كنا فى موقف الضعف هل كان ممكن أن يصدر المشير  هذا الأمر بعد يومين من وقف إطلاق النار بكل إحتمالاته ؟؟؟

أصابعى تؤلمنى لذا سنتوقف على وعد بلقاء متى شاء الله لكن بالله عليكم تقرأوا تاريخ بلدكم وتعلمون لأولادكم وأحفادكم ومش حنبقى أصل التاريخ ونقوم من النوم منلاقيش لنا تاريخوحاول تركز معايا لأن حلمح لك مين المسئول عن الثغره فى وسط كلامى

جنرال بهاء الشامى

هناك تعليق واحد: