حلقتنا اليوم هى الحلقه الخامسة عشر
أحدى حلقات الغوص فى أعماق عبق تاريخ قواتنا المسلحه لنتعرف على أحد عناقيدها
الذهبيه ومشيرنا الذهبى أحمد أسماعيل وكنت وعدتك الحلقه الماضيه أننا نتكلم
بإختصار على معركة بور فؤاد أو معركة رأس العش
الطريف فى معركة رأس العش أنها تم
تصويرها بعدسات كاميرات محطات
التليفزيون
الأمريكيه التى سمحت لها القياده الإسرائيليه بالوجود مع القوات لتصوير إحتلالها لمدينة بورفؤاد ولم تكن معركة رأس العش وحدها التى رفعت الروح المعنويه
للجنود المصريين بل توالت المعارك الصغيره
الناجحه ففى يوم 14 يوليو طلب أسماعيل من الفريق مدكور
أبوالعز
قائد القوات الجويه قصف العدو الإسرائيلى
لرفع الروح المعنويه وتوصيل رساله للعالم
مفادها أن الجندى المصرى لم يفقد القدره على القتال
برغم
تفوق العدو وبالفعل أرتفعت نسورنا إلى سماء سيناء وقصفت قوات العدو بعنف الأمر الذى فاجأ القوات الإسرائيليه وأذهل العالم وفى 21 أكتوبر 1967 سجلت
البحريه المصريه حدثاً فريداً فى تاريخ
الحروب البحريه على المستوى
العالمى ففى ذلك الوقت تقدمت المدمره الإسرائيليه إيلات فى غرور ووصلت إلى مياهنا
الإقليميه أمام مدينة بورسعيد وأنطلقت
لنشاتنا
الصاروخيه تسبقها لتطلق صواريخ بحر لأول مره فى الحروب البحريه لتسكن المدمره إيلات التى تمثل نصف القوه البحريه الإسرائيليه
فى ذلك الوقت قاع البحر وتغرق معها آمال
المؤسسه العسكريه وغطرستها
كان المفروض كما هو فى خطة ضرب المدمره إيلات أن أسرائيل سيكون لها رد
فعل متغطرس وعنيف على الجيش المصرى عبر ضرب ميناء السويس الذى كان مكدساً بالمراكب وخزانات البترول الأمر الذى
يجعل من الميناء صيداً ثميناً جداً للعدو
وكان الأمر سيتحول إلى كارثه فعليه لمصر
فى حالة ضرب إسرائيل ميناء السويس
أرسل مشيرنا أسماعيل تقريراً للرئيس جمال عبدالناصر أستعرض فيه خطورة الموقف والتوقعات المحتمل حدوثها فأمر بإخلاء
ميناء السويس فوراً من البواخر ونقلها
إلى خليج السويس بعيداً عن الميناء كما أمر وزارة
البترول
فى القاهره بإخلاء خزانات البترول وبعدها
مباشرةً حدث ما توقعته الخطه الموضوعه حين
شن العدو غارات على السويس لكن الخسائر لم تكن كبيره بعد أن أستبق جمال عبدالناصر الغارات بقرار إخلاء القناه من المدنيين
وكانت هذه بداية التهجير وتوالت العمليات الأستنزافيه والقتاليه لكنها كانت فتره
عصيبه على رجالنا لأن الجبهه كانت واسعه وتحتاج إلى سيطره أكبر
أحمد إسماعيل فى حرب عام 1948
نرجع تانى لأحداث معركة العش وجمعتها لحضراتكم من المصادر التى
عايشتها حيث دارت أحداثها يوم 1 يوليو 1967 بالقرب من ضاحية
بورفؤاد عندما حاولت المدرعات
الإسرائيليه إحتلالها لكن قوه من الصاعقه المصريه نجحت في صد الإعتداء
الإسرائيلى
يقول اللواء الجمسى رئيس هيئة العمليات أثناء حرب أكتوبر
زى ماحكيت لك فى سلسلة مقالات معجزة جيش وشعب فى مذكراته عن حرب أكتوبر عن معركة
رأس العش
فى اليوم الأول الذي تولى فيه اللواء أحمد
أسماعيل قيادة الجبهه فى أول يوليو 1967 تقدمت قوه إسرائيليه شمالاً من مدينة
القنطره
شرق __ شرق القناه فى إتجاه بور فؤاد شرق بورسعيد
لإحتلاله وهى المنطقه الوحيده فى سيناء التي لم تحتلها إسرائيل أثناء
حرب يونيو تصدت لها قواتنا ودارت
معركة رأس العش
كان يدافع في منطقة رأس العش
جنوب بور فؤاد قوه مصريه محدوده من
قوات الصاعقه المصريه عددها ثلاثون مقاتلاً من قوة الكتيبه 43 صاعقه بقيادة
الصاغ (( رائد )) سيد الشرقاوى الذى أعطى أمر عمليات لقائد سرية الصاعقه الملازم
فتحى عبدالله وموجود معانا
فى الأصدقاء على صفحة الفيسبوك وساهم معانا بشكل كبير فى مقالة ثغرة الدفرسوار لواء
متقاعد حالياً بتجهيز السريه للعبور وعمل
خط دفاعى أمام القوات الإسرائيليه المتقدمه وبالفعل تقدمت القوه الإسرائيليه
تشمل سرية دبابات (ثلاث دبابات) مدعمه بقوة مشاه ميكانيكه فى
عربات نصف جنزير وقامت بالهجوم على قوة الصاعقه التى تشبثت بمواقعها
بصلابه وأمكنها تدمير ثلاث دبابات معاديه
عاود العدو الهجوم مرة أخرى إلا أنه فشل في
إقتحام
الموقع بالمواجهه أو الالتفاف من الجنب واخد بالك لما تكون فيه مواجهات مباشره وكانت النتيجه تدمير بعض
العربات
نصف جنزير بالإضافه لخسائر بشريه رهيبه وأضطرت
القوه الإسرائيليه للإنسحاب وظل قطاع بور فؤاد هو الجزء الوحيد من سيناء الذى ظل
تحت السيطره المصريه حتى نشوب حرب أكتوبر 1973
تعالى بقى نشوف مع بعض مهندس حرب أكتوبر مشيرنا الذهبى قال إيه
عن معركة رأس العش امهضوم حقها إعلاميا فى الساعات الأولى من صباح1
يوليو 1967 وبعد ثلاثة أسابيع من
النكسه تقدمت قوه مدرعه إسرائيليه على إمتداد
الضفه الشرقيه للقناه من القنطره شرق فى إتجاه
الشمال بغرض الوصول إلى ضاحية بورفؤاد
المواجهه
لمدينة بورسعيد
على الجانب الآخر للقناه كان الهدف إحتلال بورفؤاد لكى تصبح
سيناء بالكامل تحت أيديهم النجسه وكانت المنطقه الوحيده فى
سيناء التى لم تحتلها إسرائيل أثناء حرب يونيو 1967 وتهديد بورسعيد ووضعها تحت رحمة الأحتلال
الإسرائيلى وعندما وصلت القوات الإسرائيليه إلى منطقة رأس العش جنوب بورفؤاد وجدت قوه مصريه محدوده من قوات
الصاعقه عددها ثلاثون مقاتلاً مزودين بالأسلحه الخفيفه (( بنادق آليه وآر بى
جى )) فى حين كانت القوه
الإسرائيليه تتكون من عشر دبابات مدعمه بقوة مشاه ميكانيكيه فى عربات نصف
مجنزره وحين هاجمت قوات الإحتلال قوة
الصاعقه المصريه تصدت لها الأخيره وتشبثت بمواقعها بصلابه وأمكنها تدمير ثلاث دبابات معاديه
وفوجئت القوه الإسرائيليه بالمقاومه العنيفه
للقوات المصريه التى أنزلت بها خسائر كبيره فى المعدات والأفراد أجبرتها على
التراجع جنوبًا
بعد الهزيمه التى تعرض لها جيش الإحتلال الإسرائيلى لم تحاول
إسرائيل بعد ذلك محاولة إحتلال بورفؤاد مره أخرى وظلت فى أيدى القوات المصريه
حتى قيام حرب أكتوبر عام 1973 وظلت مدينة بورسعيد وميناؤها بعيدين
عن التهديد المباشر لإسرائيل
خلى بالك بقى معايا علشان تصحح معلوماتك وعارف ان المعلومات
اللى حقولها فى سطورى القادمه ستكون صادمه بالنسبه لك وعارف أنى ممكن أتهاجم بسبب
ماسأقوله لذلك سأنقل لك بكل حياديه ماكتبه المشير الذهبى فى مزكراته عن تلك
الواقعه بالتحديد بدون أى تدخل فى الصيغه منى
يقول أسماعيل بعد أن لاحظ أتساع الجبهه وقتها رأيت ضرورة تقسيم الجبهه إلى جيشين ميدانيين والعمل على إعادة تنظيم القياده وهو ما حدث بالفعل
وتوليت
أنا قيادة الجيش الثانى فيما تولى اللواء عدلى حسن سعيد قيادة الجيش الثالث
طوال
تلك الفتره وكنت أعانى قلقاً شديداً حتى
إننى قبل نومى كنت أحرص على وضع التليفونات إلى جانب
السرير ولا أستطيع النوم إلا بعد إطمئنانى على
عودة
جنودنا من الضفه الأخرى فى الأيام التى كنا نكلفهم فيها بعمليات خاطفه ضد العدو وإذا أصيب أو استُشهد جندى أشعر بينى وبين
نفسى بالذنب والمسئوليه وكثيراً ما
كانت زوجتى تحاول التخفيف عنى خاصة عندما أتحدث
أمامها
عن أى شهيد وأقول لها إننى كنت السبب فى يُتم أبنائه
ويستكمل حديثه قائلاً أننى حينما ذهبت للجبهه بعد النكسه أصررت على أن أكون مثل الجنود فى كل شىء حتى إننى كنت أنام فى كشك من الصاج وأمارس عملى
فى حجره خشبيه أسفل شجره وظللت هكذا حتى سقطت مريضاً بفعل الرطوبه والبرد
الشديد فتم بناء حجره لى تحت الأرض
بعيده عن نيران العدو فى حال قصف الموقع الخاص
بقائد
الجبهه والحقيقه أننى لم أكن أهتم
إلا بشىء واحد كان هو هدفى الأساسى وملخصه
إعادة
بناء وتنظيم الجبهه والدفاع عن عمق مصر وتوجيه ضربات عسكريه موجعه للعدو الأسرائيلى كلما أمكن ذلك وكان هناك العديد من
الأبطال المصريين الذين سطروا معجزات فى
تاريخ العسكريه المصريه ومن بينهم العميد الشهيد
إبراهيم
الرفاعى والذى أدى العديد من المهام الوطنيه ومنها على سبيل المثال تفجير إحدى المناطق الإداريه لنا فى سيناء التى
كان العدو قد أستولى عليها بعد إنسحاب القوات
المصريه وخزن بها ما تم جمعه من سلاح وذخائر
وعتاد
عسكرى تركه الجنود دون أن يتمكنوا من العوده به كانت المعلومات قد وصلت لى من بعض البدو الوطنيين بموقع هذه المنطقه الإداريه
فى شمال الشط وزاد إصرارى على تفجير
الموقع لحرمان العدو من الأستفاده منه
فعهدت
لمجموعه من خمسة رجال من أبطال الصاعقه بتلك المهمه بقيادة إبراهيم الرفاعى فعبروا القناه فى قوارب صغيره وقاموا بتلغيم
المركز كله ثم عادوا سالمين إلى غرب
القناه ولن أنسى ما حييت مشهد النيران وهى تأكل
المركز
بالكامل وعلمت أن القائد الإسرائيلى الذى كان مسئولاً عن هذه الذخائر قد قُتل فى هذه العمليه كما أذكر لإبراهيم
الرفاعى عمليه أخرى لا تقل عن الأولى فى عظمتها حيث
رصدنا عام 1968 أنواعاً جديده من الصواريخ
المثبته
على الضفه الشرقيه للقناه فكان لابد من
الحصول على أحدها لمعاينتها وفحص إمكانياتها
فأصدرت أوامرى لمجموعه من أمهر المقاتلين
يتقدمهم
إبراهيم الرفاعى بإحضار أحد تلك الصواريخ فتسللوا بملابس الضفادع البشريه لموقع العدو فى الشط وهم لا يحملون سوى خناجر
وقاطعات أسلاك وأستولوا على عدد من الصواريخ
التى عادوا بها رغم الحراسه الإسرائيليه
الشديده
ولكنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
وأقسموا على حماية الوطن
أستسمحكم أنهاء المقال بعد أن بدأت الآلام تداهم أصابعى بقوه
على وعد بلقاء متى شاء الله
جنرال بهاء الشامى
تسلم ايدك يا جنرال 💐 💐 💐
ردحذفتسلم ايدك ياجنرال
ردحذفتسلم ايدك جنرال
ردحذفمقالاتك تشعرنا بالفخر ونقرؤها وكأننا نعايشها حقيقة .ونجد انفاسنا تتلاحق كما لو كنا احد افراد قواتنا البطلة ..اللهم انصر جيشنا الباسل وازل اليهود المغتصبين من على وجه الارض ...انت ولي ذلك والقادر عليه .
ردحذف
ردحذف✌️🦅🇪🇬
تحيامصر تحيامصر تحيامصر