ملف الداخليه رقم 6

الأتهامات المعلبه للشرطه والعدوى بهذا المرض المزمن الذى شاع فى الأوساط الصحفيه والثقافيه والنخبه أنتقل فى الأساس من التيارات اليساريه التى أعتادت عناصرها التقاذف بتهمة العماله للأمن وكانت ولا تزال التهمه الجاهزه لكل مخالف فى الرأى وصار من مواتل القول إن كل مجموعه أو تنظيم يسارى يضم بين أعضائه المؤسسين مخبرين وعملاء وشاعت هذه التهمه إلى حد يمكن القول معه إنها طالت أغلب الفاعلين والناشطين فى اليسار المصرى

أستفادت جماعات الإسلام الإرهابى وفى مقدمتها تنظيم الإخوان من شيوع هذا المرض العضال فى التصفيه المعنويه للمخالفين للرأى داخل التنظيم أو الجماعه وتشويه سمعة الخصوم السياسيين والمناهضين لأفكار وتصورات تلك الجماعات سواءً من اليساريين أو غيرهم

أحد أعراض هذا المرض اللعين تعامل بعض السياسيين والصحفيين مع وزارة الداخليه ورجالها بإعتبارها الحيطة المايله فكلما سددوا سهام نقدهم نحوها أرتفعت أرصدتهم كمناضلين وأبطال يواجهون بطش السلطه متمثلاً فى الداخليه بغض النظر عن صدق أو كذب ما ينشرون

قد كانت واقعة مقتل الباحث الإيطالى جوليو ريجينى تجسيدًا صارخًا لهذه الحاله عندما توجه فلول النشطاء والسياسيين إلى مقر السفاره الإيطاليه للتظاهر رافعين لافتات تدين وزارة الداخليه وتتهمها بإرتكاب الجريمه فى الوقت الذى أقرت فيه الصحف الإيطاليه نفسها أن جميع التقارير التى تلقتها بشأن تورط الشرطه المصريه فى أرتكاب الحادث جاءت عبر حسابات بريديه إلكترونيه مجهوله علاوه على ظهور عدة أدله تشير إلى تورط عناصر إخوانيه فى عملية إرسال تلك التقارير المزيفه وأرتباطها بجهاز المخابرات البريطانى الراعى الرسمى لجماعة الإخوان الإرهابيه بحسب إعتراف المستشار عماد أبوهاشم المنشق عن الجماعه فى مداخلة هاتفيه مؤخرًا مع أحد الإعلاميين

هؤلاء الذين يعتبرون الأقتراب من وزارة الداخليه من المحرمات لا يألون جهدًا فى التودد إلى كبار المسئولين بالدوله خاصة فى الهيئات والأجهزه الحيويه لتحقيق مصلحه سياسيه أو مكسب مادى وفى سبيل ذلك يغضون البصر عن كل نقيصه أو خطيئه يرتكبها هذا المسئول أو ذاك وإذا قاموا بنشرها فمن باب الأبتزاز والوقائع فى هذا الشأن لا تعد ولا تحصى بل إن بعضهم يتزلف إلى كبار ضباط الشرطه ولكن فى الخفاء وبعيدًا عن الأعين

كما أن لكل دواء آثاره الجانبيه فإن لكل داء تبعاته وتأثيراته السلبيه على الأجزاء التى لم يتمكن منها ومن التبعات السلبيه لهذا المرض النخبوى بإمتياز خشية السياسيين والمثقفين والصحفيين المؤيدين للنظام وحكومته من الثناء على النجاحات التى تحققها وزارة الداخليه ورجالها دون الإشاره لبعض التجاوزات الفرديه التى قد يرتكبها بعض أفرادها من باب الحرص على التوازن وحتى لا تنالهم تهمة العمل كمخبرين وعملاء

لا يمر يوم دون أن نقرأ خبر نجاح رجال الشرطه فى كشف بؤره إرهابيه أو إجراميه والقضاء على عناصرها أو القبض عليهم طبقًا لقواعد القانون واللافت أن أجهزة الشرطه أثبتت قدرتها الفائقه فى الكشف السريع عن عناصر الخلايا الإرهابيه التى تورطت فى إرتكاب بعض الحوادث وآخرها محاولة تفجير كنيسة العذراء بمسطرد بخلاف نجاحها فى الكشف المبكر عن الخلايا النائمه أو التى تستعد لإرتكاب أعمال إرهابيه ضد الدوله ومؤسساتها على غرار خلية أكتوبر التى تم تصفية عناصرها قبل أيام

نجاحات الشرطه فى ساحة المواجهة مع الإرهاب تتكرر بنفس الكفاءه فى مجال مكافحة الجريمه الجنائيه وهذا النشاط ملحوظ جداً وقد رأينا جميعًا كيف تتجلى خبرات الشرطه المصريه العميقه فى كشف الغموض الذى أحاط بواقعة العثور على جثث مشوهه لثلاثة أطفال فى المريوطيه فى زمن قياسى

نجاحات رجال الشرطة فى ميادين عملهم المختلفه تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن وزارة الداخليه تعمل وفق نظام مؤسسى يعتمد الأسلوب العلمى الذى يستفيد من تراكم الخبرات التى توافرت لأقدم وأعرق أجهزة الشرطه لذا وجب شكر وزارة الداخليه كمؤسسه وكأفراد يعملون بإنضباط وفقًا لتقاليدها ومبادئها

هذا ما يعنى أيضًا أن أى تجاوز قد يرتكبه أحد أفرادها ليس سوى سلوك فردى وأن تجاوزات أفراد الشرطه لا تتعدى نسبتها نسبة ما يرتكبه المواطنون المدنيون من تجاوزات وجرائم فساد ورشوه وإختلاس فى باقى مؤسسات وأجهزة الدوله العامه والخاصه على حد سواء بل إنها تقل فى وزارة الداخليه وأجهزتها بحكم طابعها الشرطى المنضبط ووضحتلك فى الحلقه السابقه إحصائيه للجرائم العامه التى يرتكبها أفراد الشعب العاديين فهل من فضلك تعمل لنا مقارنه بين أفراد الشرطه والأفراد العادييين ونشوف بعقلانيه معدل الأنحراف فى الشرطه فلو سألنا كم فاسد فى وزارة الزراعه وكم فاسد فى الداخليه لعرفنا الفرق 

العمليات المكثفه ضد البؤر الإرهابيه والنجاحات المتكرره التى حققتها وزارة الداخليه وأجهزتها مؤخرًا مناسبة هذا المقال بشكر كل فرد بها غادر فى الصباح مودعًا أسرته ولا يعرف إذا كان سيستقر جسده فى نهاية اليوم على فراشه أم فى قبره ؟؟؟

للمزايدين الذين سيقولون هذا عملهم وواجبهم أقول ليس أغلى من الروح عند الإنسان العادى أما هؤلاء فحياتك وكرامة الوطن أغلى من أرواحهم وتذكر أن أكثر من ألف ضابط وقفوا يوم ١٥ يونيو ٢٠١٣ فى نادى ضباط الشرطه حاملين رقابهم على أكفهم معلنين إنحيازهم لإرادة الشعب المصرى وأنهم أبدًا لن يكونوا بندقية مكتب الإرشاد بقتل إرادة المصريين

جنرال بهاء الشامى