الخميس، 22 نوفمبر 2018

المشير الذهبى رقم 20

يواصل فريق مصر أم الكون السرد التاريخى المحايد لسلسلة مقالات المشير الذهبى وحابب أرجع معاكم شويه للخلف علشان نتعرف على جانب من شخصية مشيرنا الذهبى


  حرص إسماعيل  منذ قيام ثورة يوليو عام 1952م  على تحاشى الرئيس جمال عبدالناصر رغم أنه أعترف للمقربون منه أكتر من مره  حبه وصداقته له قبل قيام الثوره  وزاد الأمر مع توليه إدارة شئون البلاد حيث زاد إصراره على الأبتعاد عنه هو ودائرته المقربه منه




يقول أسماعيل فى جزء من مزكراته  كانت نفسى تأبى إتيان ما يفعله البعض من رياء ومداهنه إلا أن هذا لم يقلل من إحترامى وثقتى فى زميل الدراسه وصديق العمر الذى كنت أقدّر فيه حسّه الوطنى ونظافة اليد كنت أراه فقط حينما يستدعينى لأمر ما أو يلتقى بى فى زياره أو مناسبه عسكريه فكان يسألنى ويستفسر منى عن أى أمر يود السؤال عنه لأنه كان يعلم أننى سأصدقه القول وتعمدت أنقل لك هذه الجزئيه كما هى علشان نقفل الباب على لبانة حقد المشير على عبد الناصر وتعالى نكمل كلام المشير الذهبى


كان شعورى دائماً نحو الرئيس جمال عبدالناصر هو المحبه والثقه والزماله والصداقه وقد تكون هذه الأمور التى كنت أتعامل معه على أساسها سبباً فى خروجى من القوات المسلحه فكثيراً ما كنت أناقش الرئيس وأعارضه فى أفكاره بحثاً عن المصلحه الوطنيه وعلى أساس أنه مدرّس بطبيعته وطبعا هنا يقصد أسماعيل أن عبد الناصر كان مدرساً فى الشئون الإداريه فى كلية أركان الحرب



ححكيلك واقعه ذكرها السادات فى أحدى كتبه فى أول إجتماع رسمى للقاده عندما قام أحمد أسماعيل  بالرد على أحد المواضيع قال له عبد الناصر  قبل أن تتكلم  لا أريد مبررات يا أحمد


 عموماً أحمد أسماعيل قال فى كتابه مشير النصر عن عب الناصر  كنت أرى أنه فعلاً رئيس الدوله وله مركزه العالمى والدولى ولكننى أيضاً لى فكر وعقل وكنت أرى أنه من حقى أن يسمع رأيى وله الحق فى أن يأخذ به أو يتجاهله فهو صاحب الشأن والقرار والمسئوليه و كنت أؤمن بأنه لا يمكن لمخلوق أو بشر أن يقوم بمثل ما يقوم به هذا الرجل لقد كان يبدى قرارات وآراء فى كل ما يمس الدوله داخلياً وخارجياً ويمتلك من الثقه بالنفس ما يمكّنه من إصدار قراراته فى كل ما يتعلق بالدوله حتى فى بعض الأمور التى لا تحتاج إلى رئيس الجمهوريه


أعتقد بهذه الشهاده أحمد أسماعيل رد على كل الأفتراءات التى تردد غيرة عبد الناصر من أحمد أسماعيل والكلام الخايب اللى بيرددوه ومعلشى سامحنى عاوز أنقل تانى لجزئيه هامه وخطيره طالما فتحنا الموضوع ده علشان نعرف أزاى اللى حوالين عبد الناصر هما اللى جعلوه يستأثر بالقرارات أو بمعنى ىخر جعلوا كل سلطات البلد وقرارتها حتى الصغير منها فى يده وعلشان تبقى فاهم أزاى حاشية أو معاونى أى رئيس بدون شعور بيجعلوا منه منفرد بالقرار وزى مابنقول حاشية أو معاونى الرئيس بيغسلوا أيديهم أو معنهمشى جرأة أتخاذ القرار أو عاوزين يشيلوا الليله لغيرهم لو فشلت 

يقول السادات مدافعا عن عبد الناصر واخدلى بالك السادات هو اللى بيقول علشان الناصريين المهاويس اللى بيقولوا السادات كان بيغير من عبد الناصر وأنا وضحت فى سلسلة مقالات خبايا حرب أكتوبر أن مشكلة السادات لم تكن مع عبد الناصر لكنها كانت مع التيار الناصرى ونبطل رغى ونشوف السادات قال إيه فى هذه الجزئيه الخطيره علشان كمان حضرتك بعد كده تقدر تحلل عليها موقف أى رئيس لما تعرف شهادة واحد من أهم من كانوا فى المطبخ السياسى


كنت ألاحظ أن الجميع يبعدون المسئوليه عن أنفسهم ويستشيرون الرئيس فى كل أمر من أمور الوزارات وهذا  الأمر الذى زاد الأعباء عليه وقد ذكرت له ذلك كثيراً ولكنه لم يكن يسمع لأحد ويضحى بوقته وصحته


طيب تعالى نرجع تانى لكلام أحمد أسماعيل وهو بيتكلم على أقصى قرارات عبد الناصر ضده يقول أسماعيل  رغم أننى خرجت من الخدمه بموافقته الشخصيه ويقصد هنا عبد الناصر سواء كان بأمر أو بما عُرض عليه سواء كان لأسباب حقيقيه أو لأسباب مفتراه على وسواء كان نتيجة مناقشاتى أو آرائى المختلفه أو سواء توهم الوزير أننى غير متعاون معه  كل ذلك لم يغير شيئاً من شعورى نحو الرئيس وأعتقد بهذه الشهاده أحمد أسماعيل حط النقاط على الحروف وأسكت صائدى الماء العكر والكلام ده كتبه أسماعيل فى مزكراته بعد وفاة عبد الناصر بأكثر من شهر



مش بس كده أحمد أسماعيل قال بعد أنتهاء حرب أكتوبر عن عبد الناصر  ما زلت أحبه وأقدّره وأحترمه وأثق به مثلما كنت أشعر تجاهه وأنا فى الخدمه  وبعد خروجى من الخدمه كثيراً ما كنت أسمع من أشخاص كثيرين يظنون أننى قد تحولت عن محبة الرئيس بسبب إحالتى إلى التقاعد فسمعت كلاماً كثيراً لم أكن أسمعه وأنا فى الخدمة خوفاً منى أو حفاظاً على شعورى أو لثقتهم بأننى أدافع عن الرئيس بحكم وظيفتى ولكن الحقيقه أن دفاعى عن الرئيس كان كما هو وكان ردى دائماً أنه ليس لدينا لا فى مصر ولا فى الدول العربيه من يحل محل الرئيس جمال عبدالناصر فهو رجل موهوب فذ وهبه الله من صفات الزعيم والقائد ما لم يمنحه غيره وقضى 18 عاماً كلها آمال وآلام ومعارك لا أذكر عاماً واحداً مرّ دون مشاكل داخليه أو عالميه أو خارجيه  لكن عبدالناصر كان رجلاً ذا خبره وحنكه  وليس لدينا شبيه له  فهو يوضع أولاً ثم بعده بمراحل يأتى من يليه لذلك عندما علمت بوفاته تصورت أولاً أنه أغتيل ثم علمت أنه مات بإنسداد الشريان التاجى فبكيت  بكيت الصديق وبكيت على مصر وحظ مصر  بكيت لأن الله لم يمهله حتى يحل مشكلة مصر وهو الوحيد الذى كان بمقدوره أن يحلها محافظاً على كرامة البلاد وكرامة القوات المسلحه فالمشكله الآن إما أن تُحلّ عسكرياً وهذا موضوع يحتاج لباب منفصل للحديث عنه وهل ستسمح لنا الولايات المتحدة بالنصر عسكرياً ؟؟؟


وهل سيوافق الأتحاد السوفيتى على أن يمدنا بالأسلحه التى تسمح لنا بالنصر ؟؟؟ أو أن يكون الحل سياسياً مشرفاً وهذا يحتاج إلى مناورات عديده وشخصيات فذه قادره لتتمكن من التأثير عالمياً حتى تضغط على إسرائيل وتجبرها على الأنسحاب ولم يكن فى مصر أحد سوى جمال عبدالناصر يستطيع القيام بذلك بعد علمى بخبر الوفاه  فى حوالى العاشره مساءاً  لم أتمكن من النوم لأن جمال عبدالناصر زميلى ودفعتى وصديقى وكان السؤال الذى يؤرقنى كيف سنعوضه ؟؟؟ وأخذت بعض المهدئات والمنومات الأمر الذى أثار قلق زوجتى لأننى كنت وقتها فى طور النقاهه من مرض إنسداد شريان بالقلب وأتصلت بمستشفى المعادى فأخبرونى أن جميع الأطباء هناك يبكون جمال عبدالناصر ونصحونى بالبقاء بالمنزل يومها لم أستطع وقف تداعى ذكريات تلك الأيام التى جمعتنا منذ زمن بعيد منذ تزاملنا فى الكليه الحربيه




كان الرئيس السادات قد أتخذ قراراً حاسماً بالقضاء على مراكز القوى فى مصر وهو ما عُرف بثورة التصحيح فى 15 مايو 1971م  فخلص الإنسان المصرى من قبضة أساطير الأستبداد التى كانت تتحكم فى مصيره وفى نفس العام أصدر السادات دستوراً جديداً لمصر



بعد أنتهاء البيان  رن جرس التليفون فى منزل أحمد أسماعيل وكان المشير لايرد على التليفونات منذ أحالته للمعاش  فقامت زوجته بالرد على التليفون  وفوجئت بمدير مكتب الرئيس السادات يتصل طالباً أن يذهب إليه أحمد أسماعيل  على الفور أى نعم  كان الوقت متأخراً وكانت الساعه الحادية عشرة ليلاً


أحمد أسماعيل بيقول فى مزكراته أنه كان فى اليوم ده لسه خارج من المستشفى منذ أيام والأطباء نصحوه بعدم قيادة السياره بالليل فطلب من زوجته أن تقود السياره بدلا منه لكنه عند وصوله للجراج فوجئ بسائقه الخاص حضر لقيادة السياره وقال للمشير أنا جيت بعد ماشفت البلد مقلوبه وعندى أحساس أن السادات حيصلح كل الأحوال المغلوطه


رد عليه أحمد أسماعيل وقاله أيوه يامصطفى أحساسك سليم والسادات أستدعانى الآن وسأذهب لمقابلته وفرح السائق كثيرا وأخذ مفتاح السياره من زوجة المشير وذهبوا لمقابلة السادات

عاوز أحكى هنا قصه بترد رد مباشر على قناة الزريبه الكطريه وإدعائها على جيش أم الكون بأنه جيش السخره والأستعباد وعلشان كده أنا متذكر أسم هذا السائق مصطفى سليم

هذا السائق كان من مصابى حرب عام 1956 م فعينه أحمد أسماعيل وقت ماكام برتبة مقدم  سائقا خاصاً له بالقوات المسلحه وظل سائقا خاصا لأحمد أسماعيل حتى تم تعينه لرئاسة الأركان

بعد قرار عبد الناصر بأحالة أحمد أسماعيل للمعاش وكان برتبة لواء قديم رفض مصطفى سليم الأستمرار فى الجيش وجهز ورقه للخروج معاش وقال مقولته الشهيره مش حسوق سيارة ظابط بعد اللواء أحمد أسماعيل رغم أنه مكانشى معاه رخصه مدنيه وقتها ولو طلع بدرى من الجيش مش حياخد معاش كامل وفعلا خرج معاش مبكر ولم ينسى له أحمد أسماعيل هذا الموقف وساعده يحصل على رخصه مدنيه كمصاب عمليات عسكريه وساعده يشترى تاكسى أجره يشتغل عليه وساعده فى الحصول على معاش من القوات المسلحه



خد عندك بقى التقيله أن أحمد أسماعيل عرض على زوجته أن يظل مصطفى سليم سائقا خاصا له خصوصا أنه كان عنده سياره فيات 1200 لكن زوجته قالت له حندفع له مرتبه منين أحنا يدوب المعاش بتاعك بيكفينا وآسف لو بخرج كتير بره الموضوع لكن هذه القصص مؤثره جدا وبتوضح نقاط خافيه على كثير من المصريين علشان عيب قوى حد يقال له مصرى ولسانه يغلط أو يهين جيش هذا البلد إلا لو كان أبن حرام مجهول النسب والجنسيه


أصابعى بدأت تؤلمنى فاستسمحكم أنهاء المقال على وعد بلقاء متى شاء الله لنستكمل معاً هذه السيره العطره التى حاول مبارك تهميشها على مدار 30 عام لم يذكر فيها أسم أحمد أسماعيل كأهم وأحد قادة حرب أكتوبر المجيده ووجدنا أجيال لاتعرف عن حرب أكتوبر سوى صاحب الضربه الجويه

جنرال بهاء الشامى


هناك تعليق واحد: