نعود معكم وبمتابعتكم لنستكمل سلسلة مقالات المشير الذهبى فى
سلسلتنا العامه العناقيد الذهبيه وكنا توقفنا عند أحداث ثورة التصحيح فى مايو
1971م
أكيد اللى حضروا هذه الفتره معانا وتابعوا تطور الأحداث من خلال الراديو فوجئوا
بقرار إستقالة سامى شرف وشعراوى
جمعه ومحمد فوزى ومحمد فايق وباقى المجموعه إياها
تعالى نشوف مع بعض زوجة أحمد أسماعيل قالت إيه بعد تكريم
السيسى لزوجها فى التلفزيون وهى تبكى وتتحسر على الظلم الذى تعرض له زوجها فى عصر
مبارك وكيف أعاد السيسى لزوجها حقه كأحد أهم قادة هذه الحرب
فور سماع الأنباء من
الراديو أتصلت زوجة المشير بأبنها محمد أحمد أسماعيل فى شقته وحكت له ماسمعته
وطلبت رأيه وهل معنى هذه الأحداث أن السادات سيعيد أبيه للخدمه فقال لها محمد
لاأتابع الأخبار من يوم خروج أبى من الجيش ولا أعتقد بأى نسبه فى أمكانية عودته
بعد إحالته للمعاش
تقول هذه السيده وخلفها دولاب أسلحة زوجها الشخصيه فى شقتها
المتواضعه لجريدة الشروق بعد أن وهن العظم
منها وأشتعل الرأس شيبا مع أن شعرها لازال أسود ولامع ببريقه المعهود رغم تقدم
العمر
عبد الناصر سحب من زوجى روحه بإحالته للتقاعد وأعاد له السادات
روحه عندما أتصل به فى شقتنا وتعمد مبارك أهانته فى قبره وحزينه جدا لعدم ذكر أسم
زوجى ولو مره واحده طوال 30 عام لكن سعادتى لاتوصف عندما أعاد له أحد أبنائه
الرئيس عبدالفتاح السيسى حقه الذى سلبوه منه فهل يعقل ألا يذكر أسم زوجى طوال هذه
المده وبكت بشده وأثنت وشكرت الرئيس الأنسان عبد الفتاح السيسى وقادة الجيش
الحاليين الذين أشعروها كما تقول أن
الدنيا لسه بخير ومش كل الناس زى مبارك
نرجع
لموضوعنا وياريت لما تلاقينى بخرج بره الموضوع تشدنى وترجعنى لموضوعنا لأننى لو
اطلقت لنفسى العنان فى عبق التاريخ كأحد عشاق هذه الحقبه التاريخيه مش حننتهى من
هذه السلسله أبداً وتعالى نشوف مع بعض أزاى أحمد أسماعيل تولى رئاسة جهاز
المخابرات العامه مش كحواديت قبل النوم لكن للعظه والعبره والتعلم علشان لم تحب
تحلل مواقف سياسيه يكون عندك زخيره تاريخيه أحداثيه مشابهه
يقول أسماعيل فى مزكراته والكلام على
لسانه وصلت لمنزل الرئيس السادات وقابلته
فأخبرنى أننى سأعود للخدمه مره ثانيه وسأتولى رئاسة المخابرات العامه
طبعا هذا القرار له خلفيه مبنيه على الثقه وتعالى نرجع
بالتاريخ علشان نشوف علاقته بالرئيس السادات التى بدأت منذ كانا معاً فى
البكالوريا (( الثانويه العامه حاليا )) وكان السادات تربطه
علاقة
صداقه قويه بأبناء خال أحمد أسماعيل وكان
يذهب إليهم فى حى شبرا الذى كانا يسكنون
فيه
وتواصلت العلاقه بينهم عبر تزاملهم فى الكليه الحربيه وتعمقت جداً ما بين الكليه وقيام ثورة يوليو 1952 إذ كان السادات وقتها
مطلوباً من الأمن القومى لذلك كان يذهب لمنزل أسماعيل متخفياً مره كتاجر فاكهه وأخرى كسائق سياره نقل إلى أن تمت الثوره وتغير حال البلد وكان
السادات يقدر كفاءة وعلم ومشوار تدرُّج
أسماعيل فى الجيش وكان يعلم أيضاً أن السبب الحقيقى فى
إحالته
للمعاش وإزاحته من دائرة جمال عبدالناصر هو شلة عبدالحكيم عامر والفريق محمد فوزى لذلك وبمجرد أن قام بإعادة هيكلة
الحكومه والجيش طلبه لتولى قيادة المخابرات
العامه التى لا تقل أهميه عن مهام
القوات
المسلحه فى هذا التوقيت العصيب وتعالى نشوف الكام ساعه بعد تعيين أسماعيل
للمخابرات تمت أزاى وحننقلها من شاهد عيان حضر الوقائع بنفسه وهو أبنه محمد وهو
يرويها عن لسان أبيه أحمد أسماعيل علشان نعرف خطورة التغيير الجذرى اللى البعض
بيطالب بها الآن للقضاء على عصابات الفساد فى كل مفاصل مصر
وجدت الرئيس يقول لى أنت تذهب يا أحمد للمخابرات العامه وتأخذ مجموعه من الحرس
الجمهورى إذا أقتضى الأمر وتتولى رئاسة المخابرات
وتخطرنى تليفونياً عند إتمام هذه المهمه فقلت له حاضر يا أفندم فقال لى الرئيس ضاحكاً أنت
عارف المخابرات العامه فين فرددت طبعاً يا افندم محمد أبنى يعمل بها منذ 5 سنوات وتركت الرئيس السادات وتوجهت لمنزل أبنى الأكبر محمد
الذى كان يسكن بجانب مستشفى العجوزه كان يقف فى
شرفة شقته ومعه زوجته يستمعان للأخبار فى راديو
ترانزستور
حين وجدا سيارتى تقف أمام المنزل لم يصدق عينه وظن أنه يحلم فرك عينيه مرة ومرتين وثلاثاً وإذ به يجد والده ينزل من
السياره فلم يتمالك محمد نفسه وودع
زوجته وأخبرها أنه سينزل لى وسيتصل بها تليفونياً
وإذا
لم يتصل فلا تقلق
الكلام لازال على لسان أسماعيل ويستكمل ويقول كان محمد يعمل
ضابطاً فى المخابرات العامه ومن شدة
تأثره
لم ينتظر المصعد ونزل على السلم من الدور التاسع وهو يرتدى بنطلوناً وقميصاً وبلوفر خفيف وسألنى وزير حربيه ؟؟؟ فقلت لا عندكم فى
المخابرات
فصاح ألف مبروك دا أحسن من وزارة الحربيه فضحكت وسألته هل أحضرت معك شيئاً ثقيلاً لتلبسه ؟؟؟ فقال لا كده كويس
كانت المره الأولى التى أتكلم فيها معه فى عملهوالكلام لازال على
لسان أسماعيل من واقع مزكراته وبحاول أنسخه من مزكراته وقد أحس وقتها بثقتى فى رأيه وتقديره للأمور ودار بيننا هذا الحوار
شوف بقى يا محمد إحنا
سنذهب للحرس الجمهورى لنأخذ قوه لنذهب
بها للمخابرات العامه ولكننى أفكر أن أقوم
بعملية
الذهاب معاً دون قوه من الحرس الجمهورى أنت طبعاً عارف إيه اللى حصل فى الساعات الأخيره ولكن وجود قوه سيضر أكثر مما يفيد فقال محمد تقريباً وبالنسبه لدخولنا دون حراسه هذا أستطيع أن أضمنه بصفتى ضابطاً بالجهاز فقلت
إحنا سنذهب للحرس أولاً وأتجهنا بالسياره
إلى كوبرى القبه وتوجهنا لمكتب اللواء الليثى ناصف لإخباره بإستغنائى
عن الحرس وذهابى بصحبة إبنى محمد
فمعظم الناس هناك من أصدقائه فوجدنا عند الليثى
اللواء
عادل جبريل الذى كان نائباً لرئيس هيئة الأمن القومى بالمخابرات العامه وأصبح بعدها رئيساً للهيئه بدرجة وكيل لرئيس
المخابرات العامه وهو منصب يستحقه بالفعل
لكفاءته وفوجئ به أبنى محمد عندما رآه وأنتابه قلق
غير
متوقع خوفاً من أن يكشف هذا الشخص الموقف ويتنبه لفكرة ذهابنا إلى المخابرات لكن سرعان ما وجدنى آخذه بالحضن فقد كان
صديقاً لليثى وفى نفس الوقت تلميذاً سابقاً لى
وأحد عشاقى كما قال وكان يعمل تحت قيادتى بعد
تخرجه
من الكليه الحربيه
تنفس محمد أبنى الصعداء عندما وجد اللواء عادل جبريل يعانقنى
وعلمنا منه أنه كان لدى اللواء الليثى
ناصف عند سماعه بيان الرئيس فأخبره بأننى قد
عُيّنت
مديراً للمخابرات العامه فأنتظر عادل جبريل فى مكتب الليثى الذى كان مجهزاً بقوه لتصحبنا للمخابرات ولكننى رفضت ذلك
وأيّدنى عادل فى هذا الرأى وطلب أن يذهب معنا على
أن ندخل من باب الأمن القومى لكن محمد صمم
على
الدخول من الباب الرئيسى ووافقنا على رأيه وكان يجلس بجوار السائق أثناء وجوده معى فى
السيارة تذكر محمد أبنى الأكبر كيفية دخول المخابرات
العامه
فشرح لى نظام الحراسه بالكامل وشرح لى أنه بصفته ضابطاً صغيراً هناك يمسك نوبتجيه فإن كل الحرس يعرفونه جيداً فضلاً عن أنهم
يلعبون معه كرة القدم مرتين فى
الأسبوع فى الصباح ويعرف كلا منهم بأسمه وإذا طلب
منهم
أى شىء سيُنفَّذ كما أن الضباط النوبتجيه زملاؤه وغالباً ما سيكونون إما دفعته أو يعملون معه وقال محمد لى سأطلب منهم
الماستر بتاع حجرة المدير
كنت أعرف أن زملاء أبنى يحبونه حباً غير عادى فقلت له لما نشوف
يا سى محمد فرد علىَّ المهم أننى
لا بد أن أستدعى كافة القيادات وأبلغهم وتتم
عملية
السيطره وقفنا أمام الباب الرئيسى فدقق الحارس فينا وتردد فى فتح الباب فقال محمد له بصوت حاد أفتح يا محفوظ فكان رده مساء الخير يا افندم وفتح الباب وأدى التحيه العسكريه كامله لى خاصة
أنه تصادف أن محمد كان فى اليوم السابق
الضابط المناوب على جهاز المخابرات العامه
بأكمله
وهنا كانت المفاجأه فماذا حدث هذا ماسنعرفه فى الحلقه القادمه لأن أصابعى بدأت
تؤلمنى فاستسمحكم أنهاء اللقاء على وعد بلقاء متى شاء الله
جنرال بهاء الشامى
اكثر من رائع.
ردحذف